تتضح الصورة الكلية للمخطط الإمبريالي الصهيوني الإجرامي بحق الشعب العربي الفلسطيني كل دقيقة، ففي الذهن الاستعماري الإمبريالي الأمريكي لا تزال التصفية هي المطروحة وليس التسوية، فتقود الولايات المتحدة حرب الإبادة الشاملة على شعبنا في قطاع غزة من غرفة العمليات في دولة الاحتلال والعدوان والأبارثهايد عبر طواقم حربية أمريكية متخصصة.
في الاجتماع السباعي الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان يوم السبت 4 نوفمبر 2023 م ، وحضره وزراء خارجية الدول العربية مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية وقطر وأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رفض وزير الخارجية الأمريكي وقف إطلاق النار متذرعا بأنه سيخدم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وسيقويها، مستبدلا هذا الخيار باقتراح هدن إنسانية متعددة ولساعات قليلة فقط !
ان هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو الاستمرار بحرب الإبادة الجماعية على شعبنا العربي الفلسطيني القابع في جنوب فلسطين التاريخية، وهي مهندسة خطة القضم البري المتدرج والمتدحرج للأرض ولا بأس خلال الهدن الإنسانية القصيرة العمل على تبادل الأسرى!
هذه الحرب الهمجية البربرية غير المسبوقة من تدمير وقتل وإبادة وتطهير عرقي بغطاء دولي غربي متكامل، تجاوزت الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها، هي حرب على القضية والهوية والوجود!
فلسطينياً مازالت تشتعل معركة التمثيل الفلسطيني، فأكدت وركزت منظمة التحرير الفلسطينية عبر بيانها الصادر عن اللجنة التنفيذية في 28 أكتوبر 2023م أنها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وهي كذلك، ولكنها لم تقدم غطاء للمقاومة الباسلة في قطاع غزة البطل ولا دعت لآليات تحافظ من خلالها على الوحدة الوطنية الفلسطينية بدعوة كل الحركات المقاومة لاجتماع اللجنة التنفيذية والاجتماعات التي تليه في المستقبل، ولماذا لم يتشكل وفد من منظمة التحرير الفلسطينية للقاء الأخوة في المكتب السياسي لحركة «حماس» في قطر للتباحث والتنسيق؟
واستكمالاً لمعركة التمثيل الفلسطيني، جانب الصواب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» الأخ «إسماعيل هنية» في خطابه المتلفز يوم 1 نوفمبر الجاري حين دعا لحل سياسي من خارج الأطر الرسمية الفلسطينية، وأعلن أنه يقبل مسار التفاوض السياسي وحل الدولتين، وفي هذا إعلان يفهم منه انه يطرح نفسه كبديل، وفي هذا تعميق للهوة بين «حماس» وباقي مكونات الوطنية الفلسطينية!
الراشح والمؤكد أن المخطط يتجه إلى بناء نظام جديد خاص يجري تخليقه في قطاع غزة منفصل تماما عن السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ويجري الترتيب لليوم التالي حين تضع الحرب أوزارها، هل سيكون قوات أمن دولية؟ هل ستقتصر الإدارة على قوات الأمم المتحدة؟ هل ستطالب إسرائيل بإخلاء يدها في التوغل عسكرياً متى شاءت في القطاع؟
هل ستحتل إسرائيل القطاع احتلالا شاملا نزولا عند رغبة المتطرفين؟ وهذا ربما مستبعد، وهل ستحتل منطقة جغرافية مثل شمال القطاع حتى مدينة غزة؟ علما أن مصير الضفة الغربية المحتلة لم يتقرر بعد، وقد احتجزت دولة الاحتلال والعدوان والأبارثهايد الصهيونية من أموال المقاصة الفلسطينية الجزء الخاص بقطاع غزة، وفي هذا تأكيد للخطة الرامية إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية المحتلة!
في مشاركات دولية مقبلة هل لنا أن نذهب بوفد موحد ترأسه المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وبه تمثيل للمقاومة الفلسطينية التي هي صاحبة الفعل على الأرض، حتى تجني السياسة حصاد المقاومة لصالح شعبنا.
علينا القتال نحن وإخواننا العرب للضغط على العالم بوقف العدوان الهمجي البربري الأمريكي الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة الباسل فورا وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء وماء وكهرباء ووقود والمطالبة بجلب بيوت جاهزة بها الحد الأدنى من الحياة المعقولة حتى نجنب شعبنا خطر التهجير والهجرة، لأن إعادة الإعمار ستأخذ وقتا طويلا جدا، والحذر من محاولات السفارات الأجنبية التي سترمي ثقلها لإغراء ما تبقى من شعبنا لترك القطاع إذا تعذرت الحياة!
وعلى إخواننا العرب إعادة إحياء المبادرة العربية المتوافق عليها عربيا والمقبولة والمعترف بها عالميا، ومواجهة العالم المنحاز بوضعها على الطاولة مقابل كل المشاريع التآمرية التصفوية للقضية الفلسطينية والتي ستطل برأسها علينا في قادم الأيام.
إن أبناء الجالية الفلسطينية في مملكة البحرين يتقدمون بكل مشاعر الشكر وعظيم الامتنان لمملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا، ونشكر المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على جهودها الإغاثية المباركة ومجلسي النواب والشورى وغرفة التجارة والصناعة ومجالس البحرين الكريمة والجمعيات السياسية البحرينية والعائلات البحرينية الأصيلة وهذا الجيل البحريني الشاب الرائع من فتيات وفتية على أفكارهم الخلاقة في دعم شعبهم العربي الفلسطيني، ونشكر صحيفتنا «أخبار الخليج» على هذه الوقفة العروبية الشامخة نصرة للحق الفلسطيني، ونقول لكل البحرينيين النجباء «أنتم الأهل حين يعز الأهل وكنتم الوطن حين عز الوطن».
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر، المجد والخلود للجماجم الطرية والأجساد الغضة والأرواح الوثابة الجميلة، المجد للمقاومين صناع الحياة، المجد للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى والحرية للأسرى، ستنتصر فلسطين بغزتها وضفتها وقدسها، فنحن أصحاب الأرض والحق وسنصمد فوق أرضنا وسيعود لاجؤونا إلى الديار بإذن الله.
{ كاتب فلسطيني مقيم في مملكة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك