العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قِراءة لُغَويَّة فِي خِطَاب الكراهية ضِدَّ فِلسْطِين العربيَّة

بقلم: د . ياسرْ أحمدْ جمعة

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الوقتِ‭ ‬الذي‭ ‬كانَ‭ ‬فيهِ‭ ‬حضرةُ‭ ‬صاحبِ‭ ‬الجلالةِ‭ ‬الملكْ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملكِ‭ ‬مملكةٍ‭ ‬البحرين‭ ‬المعظمَ،‭ ‬حفظهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬ورعاهُ،‭ ‬يجلسَ‭ ‬معَ‭ ‬أبنائهِ‭ ‬وأحفادهِ،‭ ‬بعدٌ‭ ‬أداءِ‭ ‬صلاةِ‭ ‬الجمعةِ،‭ ‬الموافقَ‭ ‬27‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬يبتهلَ‭ ‬إلى‭ ‬اللهِ‭ ‬تعالى‭ ‬أنْ‭ ‬يحفظَ‭ ‬أطفال‭ ‬غزةَ‭ ‬بالخيرِ،‭ ‬وأنْ‭ ‬يمنَ‭ ‬اللهُ‭ ‬بالشفاءِ‭ ‬على‭ ‬المصابينَ‭ ‬منهمْ‭ ‬وأنْ‭ ‬يبعدهمْ‭ ‬اللهُ‭ ‬عنْ‭ ‬الخطرِ،‭ ‬ضاربا‭ ‬مثالاً‭ ‬واضحا‭ ‬وصريحا‭ ‬ومعبرا‭ ‬عنْ‭ ‬خطابِ‭ ‬المحبةِ‭ ‬الذي‭ ‬يؤكدُ‭ ‬تاريخِ‭ ‬مملكةٍ‭ ‬البحرينْ‭ ‬الثقافيَ‭ ‬العريقِ‭ ‬القائمِ‭ ‬على‭ ‬التسامحِ‭ ‬والتعايشِ‭ ‬السلميِ،‭ ‬كانَ‭ ‬الكيانُ‭ ‬الصهيونيُ‭ ‬يبثُ،‭ ‬عبرَ‭ ‬بعضِ‭ ‬وكالاتِ‭ ‬الإعلامِ‭ ‬ومنصاتِ‭ ‬التواصلِ‭ ‬الاجتماعيِ،‭ ‬خاصةً‭ ‬باللغةِ‭ ‬العبريةِ،‭ ‬خطاباتُ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬العنصريةِ‭ ‬والتحريضِ‭ ‬على‭ ‬العنفِ‭ ‬والتي‭ ‬تنزعُ‭ ‬صفةَ‭ ‬الإنسانيةِ،‭ ‬تحريضا‭ ‬للغربِ‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيينَ،‭ ‬ضاربةً‭ ‬عرضَ‭ ‬الحائطِ‭ ‬بالمادةِ‭ ‬رقمٍ‭ (‬13‭) ‬منْ‭ ‬الأعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوقِ‭ ‬الإنسانِ‭ ‬التي‭ ‬تنصُ‭ ‬على‭ ‬إنَ‭ ‬‮«‬أيةَ‭ ‬دعايةٍ‭ ‬للحربِ‭ ‬وأيةَ‭ ‬دعوةٍ‭ ‬إلى‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬القوميةِ‭ ‬أوْ‭ ‬الدينيةِ‭ ‬واللتينِ‭ ‬تشكلانِ‭ ‬تحريضا‭ ‬على‭ ‬العنفِ‭ ‬المخالفِ‭ ‬للقانونِ،‭ ‬أوْ‭ ‬أيِ‭ ‬عملٍ‭ ‬غيرِ‭ ‬قانونيٍ‭ ‬آخرَ‭ ‬وما‭ ‬يشابههُ‭ ‬ضدَ‭ ‬أيِ‭ ‬شخصِ‭ ‬أوْ‭ ‬مجموعةِ‭ ‬أشخاصٍ،‭ ‬مهما‭ ‬كانَ‭ ‬السببُ،‭ ‬سواءَ‭ ‬أكانَ‭ ‬سببهُ‭ ‬العرق‭ ‬أمْ‭ ‬اللون‭ ‬أوْ‭ ‬الدين‭ ‬أوْ‭ ‬اللغة‭ ‬أوْ‭ ‬الأصل‭ ‬القوميِ،‭ ‬تعد‭ ‬جرائمَ‭ ‬يعاقبُ‭ ‬عليها‭ ‬القانونُ‮»‬‭.‬

يلعب‭ ‬علمُ‭ ‬اللغةِ‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬فهمِ‭ ‬خطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬وكيفيةِ‭ ‬مكافحتهِ،‭ ‬حيثُ‭ ‬يعرفُ‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬على‭ ‬أنهُ‭ ‬نوعٌ‭ ‬منْ‭ ‬استخدامِ‭ ‬اللغةِ‭ ‬يهدفُ‭ ‬إلى‭ ‬ترويجِ‭ ‬العداءِ‭ ‬والتحاملِ‭ ‬تجاهَ‭ ‬فئةٍ‭ ‬أوْ‭ ‬مجموعةٍ‭ ‬معينةٍ‭ ‬منْ‭ ‬الأفرادِ‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬أوصافٍ‭ ‬معينةٍ‭ ‬مثلٍ‭ ‬العرقِ‭ ‬أوْ‭ ‬الديانةِ‭ ‬أوْ‭ ‬الجنسِ،‭ ‬ويتضمنَ‭ ‬خطابُ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬استخدام‭ ‬مفرداتِ‭ ‬ومصطلحاتِ‭ ‬مسيئةٍ‭ ‬ومهينةٍ‭ ‬تشجعُ‭ ‬على‭ ‬التمييزِ‭ ‬والعنفِ‭ ‬ضدَ‭ ‬الفئةِ‭ ‬المستهدفةِ‭.‬

لعب‭ ‬الكيانِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬في‭ ‬الأرضِ‭ ‬المحتلةِ‭ ‬دورا‭ ‬مستمرا‭ ‬على‭ ‬مرِ‭ ‬العقودِ‭ ‬في‭ ‬نشرِ‭ ‬خطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذُ‭ ‬استيلائهِ‭ ‬على‭ ‬أراضيهمْ‭. ‬وتجلى‭ ‬ذلكَ‭ ‬بوضوحِ‭ ‬منْ‭ ‬خلالِ‭ ‬تصريحاتِ‭ ‬حاخاماتها‭ ‬وزعمائها،‭ ‬وكذلكَ‭ ‬منْ‭ ‬خلالِ‭ ‬تنفيذِ‭ ‬قوانينَ‭ ‬تمييزيةٍ‭ ‬واستخدامِ‭ ‬وسائلِ‭ ‬الإعلامِ،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلكَ‭ ‬الصحفُ‭ ‬والإذاعاتُ‭ ‬والتلفزيونُ،‭ ‬لنشرِ‭ ‬صورةٍ‭ ‬سلبيةٍ‭ ‬عنْ‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬وتصويرهمْ‭ ‬على‭ ‬أنهمْ‭ ‬‮«‬غيرُ‭ ‬متقدمينَ‮»‬‭ ‬و‮«‬متخلفينَ‮»‬‭. ‬إلى‭ ‬أنَ‭ ‬وصفَهم‭ ‬أحد‭ ‬قياداتِ‭ ‬هذا‭ ‬الكيانِ‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬‮«‬بالحيواناتِ‭ ‬البشريةِ‭.‬‮»‬‭ ‬ويؤكدَ‭ ‬هذا‭ ‬الوصفِ‭ ‬نظرةَ‭ ‬الحركةِ‭ ‬الصهيونيةِ‭ ‬الدونيةِ‭ ‬للفلسطينيينَ،‭ ‬فرواياتها‭ ‬منذُ‭ ‬نشأتها‭ ‬قائمةً‭ ‬على‭ ‬شيطنة‭ ‬الفلسطينيَ‭ ‬وتحقيرِ‭ ‬عاداتهِ‭ ‬وإظهارهُ‭ ‬أنهُ‭ ‬شرسٌ‭. ‬لقدْ‭ ‬بدأَ‭ ‬خطابُ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬بعبارةِ‭ ‬‮«‬أرضٍ‭ ‬بلا‭ ‬شعبٍ،‭ ‬لشعبٍ‭ ‬بلا‭ ‬أرضِ‭.‬‮»‬‭ ‬التي‭ ‬روجَ‭ ‬لها‭ ‬زعماءُ‭ ‬الحركةِ‭ ‬الصهيونيةِ‭ ‬مثلٍ‭ ‬إسرائيلَ‭ ‬زانجويلْ‭ ‬وثيودورْ‭ ‬هيرتزلْ‭. ‬ونتجَ‭ ‬عنْ‭ ‬هذهِ‭ ‬العبارةِ‭ ‬مصطلحَ‭ ‬الترانسفيرْ‭ ‬أوْ‭ ‬الترحيلِ‭ (‬Transfer‭)‬،‭ ‬وهوَ‭ ‬مصطلحٌ،‭ ‬ظهرَ‭ ‬منْ‭ ‬قبلُ‭ ‬عامِ‭ ‬1948،‭ ‬يطلقَ‭ ‬على‭ ‬عمليةِ‭ ‬ترحيلِ‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬منْ‭ ‬بلداتهمْ‭ ‬وقراهمْ‭ ‬داخلَ‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلةِ‭ ‬سواءٌ‭ ‬إلى‭ ‬مناطقَ‭ ‬داخليةٍ‭ ‬أخرى‭ ‬أوْ‭ ‬إلى‭ ‬خارجِ‭ ‬البلادِ‭. ‬

والجديرَ‭ ‬بالذكرِ‭ ‬أيضا‭ ‬أنَ‭ ‬لهجةَ‭ ‬قياداتِ‭ ‬الكيانِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬تغذي‭ ‬خطابَ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬والتحريضِ‭ ‬على‭ ‬العنفِ‭ ‬للقضاءِ‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬الذينِ‭ ‬يطلقونَ‭ ‬عليهمْ‭ ‬‮«‬الأغيارُ‮»‬،‭ ‬وهوَ‭ ‬مصطلحٌ‭ ‬دينيٌ‭ ‬يهوديٌ‭ ‬يطلقهُ‭ ‬اليهودُ‭ ‬على‭ ‬غيرِ‭ ‬اليهودِ،‭ ‬مما‭ ‬يحفزُ‭ ‬المؤيدينَ‭ ‬على‭ ‬نشرِ‭ ‬آلافِ‭ ‬التغريداتْ‭ ‬والتعليقاتُ‭ ‬التي‭ ‬يطالبونَ‭ ‬فيها‭ ‬بقتلِ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وهدمِ‭ ‬بيوتهم‭ ‬وقتلَ‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الضفةِ‭ ‬الغربيةِ‭ ‬والقدسِ‭ ‬المحتلةِ‭ ‬وقطاعِ‭ ‬غزةَ،‭ ‬وتمجيدَ‭ ‬القتلةِ‭ ‬ورفضهمْ‭ ‬محاكمتهمْ‭ ‬وتحويلهمْ‭ ‬إلى‭ ‬أبطالٍ‭.‬

ونتيجةَ‭ ‬لنشرِ‭ ‬الكيانِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬لخطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيينَ،‭ ‬نجدُ‭ ‬أنهُ‭ ‬في‭ ‬عامِ‭ ‬2000،‭ ‬خلالَ‭ ‬انتفاضةِ‭ ‬الأقصى،‭ ‬قام‭ ‬تلاميذ‭ ‬المدارسِ‭ ‬الحكوميةِ‭ ‬اليهوديةِ‭ ‬بإرسالِ‭ ‬رسالةٍ،‭ ‬نشرتها‭ ‬صحيفةٌ‭ ‬يديعوتْ‭ ‬أحرنوتْ‭ ‬العبريةُ،‭ ‬إلى‭ ‬الجنودِ‭ ‬الإسرائيليينَ‭ ‬عندَ‭ ‬هجومهمْ‭ ‬على‭ ‬طولكرم،‭ ‬تقولَ‭: ‬‮«‬عزيزي‭ ‬الجنديَ،‭ ‬تجاوزُ‭ ‬كلِ‭ ‬القوانينِ‭ ‬واقتلْ‭ ‬أكبرَ‭ ‬عددٍ‭ ‬منْ‭ ‬العربِ،‭ ‬فالعربيُ‭ ‬الطيبُ‭ ‬هوَ‭ ‬العربيُ‭ ‬الميتُ،‭ ‬فليحترقْ‭ ‬كلُ‭ ‬الفلسطينيينَ‮»‬‭.‬

ومنْ‭ ‬أمثلةِ‭ ‬خطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬أيضا،‭ ‬إصدارُ‭ ‬مجموعةٍ‭ ‬منْ‭ ‬الحاخاماتِ‭ ‬عامَ‭ ‬2005‭ ‬فتاوى‭ ‬بعدمِ‭ ‬الترددِ‭ ‬في‭ ‬المسِ‭ ‬بالمدنيينَ‭ ‬الفلسطينيينَ،‭ ‬ودعوةُ‭ ‬الكيانِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬وجيشهِ‭ ‬إلى‭ ‬العملِ‭ ‬بحسبِ‭ ‬مبدأ‭: ‬‮«‬منْ‭ ‬يقدمُ‭ ‬إليكَ‭ ‬لقتلكَ،‭ ‬سارعَ‭ ‬واقتلهُ‭.‬‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬2016‭ ‬أصدرَ‭ ‬أحدُ‭ ‬الحاخاماتِ‭ ‬فتوى‭ ‬تجيزُ‭ ‬قتلَ‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬‮«‬الإمساكِ‭ ‬برأسهِ‭ ‬وضربهِ‭ ‬مرارا‭ ‬بالأرضِ‭ ‬حتى‭ ‬يتفتتَ‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬عامِ‭ ‬2019‭ ‬أفتى‭ ‬حاخامٌ‭ ‬آخرُ‭ ‬بأنَ‭ ‬‮«‬السادةَ‭ ‬همْ‭ ‬اليهودُ‭ ‬والعبيدُ‭ ‬همْ‭ ‬العربُ،‭ ‬والأفضلَ‭ ‬بالنسبةِ‭ ‬إليهمْ‭ ‬أنْ‭ ‬يكونوا‭ ‬عبيدا‭ ‬لليهودِ؛‭ ‬فالعربيَ‭ ‬يحبُ‭ ‬أنْ‭ ‬يكونَ‭ ‬تحتَ‭ ‬الاحتلالِ‭.‬‮»‬‭ ‬بالإضافةِ‭ ‬إلى‭ ‬ذلكَ،‭ ‬يعززَ‭ ‬الكيانُ‭ ‬الصهيونيُ‭ ‬خطابُ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬عبرَ‭ ‬المناهجِ‭ ‬التعليميةِ‭ ‬التي‭ ‬تغذي‭ ‬عقولَ‭ ‬صغارهمْ‭ ‬داخلَ‭ ‬مدارسهمْ‭ ‬على‭ ‬العنفِ‭ ‬وقتلٍ‭ ‬الفلسطينيِ،‭ ‬وتظهرهُ‭ ‬في‭ ‬صورٍ‭ ‬مهينةٍ‭ ‬كإرهابيٍ‭ ‬ولاجئٍ‭ ‬ومزارعٍ‭ ‬بدائيٍ،‭ ‬والجديرُ‭ ‬بالذكرِ‭ ‬أيضا،‭ ‬أنَ‭ ‬خطابَ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬العنصريِ‭ ‬نجحَ‭ ‬في‭ ‬استقطابِ‭ ‬ملايينِ‭ ‬المتابعينَ‭ ‬عبرَ‭ ‬مواقعِ‭ ‬التواصلِ‭ ‬الاجتماعيِ‭ ‬التي‭ ‬وصفَ‭ ‬فيها‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬بالمخربِ‭ ‬والإرهابيِ،‮»‬‭ ‬وقدْ‭ ‬أدى‭ ‬ذلكَ‭ ‬إلى‭ ‬حشدِ‭ ‬هجماتٍ‭ ‬عنيفةٍ‭ ‬وتحريضيةٍ‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬على‭ ‬الفضاءِ‭ ‬الرقميِ،‭ ‬أدتْ‭ ‬إلى‭ ‬عنفٍ‭ ‬على‭ ‬أرضِ‭ ‬الواقعِ‭.‬

ونرصدُ‭ ‬أيضا‭ ‬ضمنَ‭ ‬خطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬الصهيونيِ،‭ ‬نعتُ‭ ‬الإعلاميِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬يارونْ‭ ‬لندن‭ ‬الفلسطينيينَ‭ ‬بأنهمْ‭ ‬‮«‬وحوشٌ‭ ‬بشريةٌ‮»‬‭ ‬و«قتلةً‮»‬،‭ ‬ونرصدُ‭ ‬أيضا‭ ‬تغريدةَ‭ ‬روني‭ ‬ساسوفرْ،‭ ‬مرشحةُ‭ ‬حزبِ‭ ‬‮«‬يمينا‮»‬‭ ‬المتطرفَ‭ ‬للكنيستِ،‭ ‬على‭ ‬تويترْ،‭ ‬حيثُ‭ ‬ذكرتْ‭ ‬أنَ‭ ‬جدتها‭ ‬المتوفاةَ‭ ‬كانتْ‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬صوابِ‭ ‬بتكرارها‭ ‬بعض‭ ‬العباراتِ،‭ ‬مثلٌ‭ ‬‮«‬العربيِ‭ ‬الوحيدِ‭ ‬الجيدِ‭ ‬هوَ‭ ‬الميتُ،‮»‬‭ ‬وهيَ‭ ‬جملةٌ‭ ‬منقوشةٌ‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬الفولكلورِ‭ ‬الصهيونيِ‭. ‬

يشيرَ‭ ‬تحليلُ‭ ‬خطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬الصهيونيِ‭ ‬السابقِ‭ ‬ذكرَ‭ ‬نتائجهُ‭ ‬إلى‭ ‬أنَ‭ ‬المجتمعَ‭ ‬الصهيونيَ‭ ‬مصابٌ‭ ‬بالعنصريةِ‭ ‬والتعالي‭. ‬وأحدَ‭ ‬أسبابِ‭ ‬ذلكَ،‭ ‬كما‭ ‬ذكرَ‭ ‬اوريتْ‭ ‬لفي‭ ‬نسيئيلْ،‭ ‬الكاتبُ‭ ‬اليهوديُ‭ ‬اليساريُ،‭ ‬في‭ ‬جريدةِ‭ ‬معاريفْ‭ ‬اليهوديةِ،‭ ‬يكمنَ‭ ‬في‭ ‬حملةٍ‭ ‬صهيونيةٍ‭ ‬قديمةٍ،‭ ‬كانتْ‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬تطورِ‭ ‬الفكرِ‭ ‬العنصريِ‭ ‬اليهوديِ،‭ ‬تبنتْ‭ ‬شعاريٍ‭ ‬‮«‬نحنُ‭ ‬شعبٌ‭ ‬مختارٌ‮»‬‭ ‬و«نحنُ‭ ‬شعبٌ‭ ‬مميزٌ‭.‬‮»‬

أخيرا‭ ‬وليسَ‭ ‬آخرا،‭ ‬منْ‭ ‬خلالِ‭ ‬هذا‭ ‬المنبرِ‭ ‬الإعلاميِ‭ ‬الوطنيِ،‭ ‬نجددُ‭ ‬دعوتنا‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعِ‭ ‬الدوليِ‭ ‬لاتخاذِ‭ ‬موقفٍ‭ ‬قويٍ‭ ‬وحازمٍ‭ ‬ضدَ‭ ‬خطابِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬والتحريضِ‭ ‬الصهيونيِ،‭ ‬الذي‭ ‬يشجعُ‭ ‬على‭ ‬العنفِ‭ ‬والصراعِ‭ ‬في‭ ‬فلسطينَ‭ ‬المحتلةِ‭ ‬وينتهكُ‭ ‬الأعرافَ‭ ‬والقيمَ‭ ‬الإنسانيةَ‭. ‬كما‭ ‬نثمنُ‭ ‬الدعوةُ‭ ‬الملكيةُ‭ ‬الساميةُ،‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬حضرةَ‭ ‬صاحبِ‭ ‬الجلالةِ‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملكُ‭ ‬البلادِ‭ ‬المعظمِ،‭ ‬حفظهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬ورعاهُ،‭ ‬في‭ ‬كلمتهِ‭ ‬الساميةِ‭ ‬خلالَ‭ ‬افتتاحِ‭ ‬اجتماعاتِ‭ ‬الجمعيةِ‭ ‬العامةِ‭ ‬للاتحادِ‭ ‬البرلمانيِ‭ ‬الدوليِ‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬السادسةِ‭ ‬والأربعينَ‭ ‬بعدَ‭ ‬المائةِ،‭ ‬والتي‭ ‬عقدتْ‭ ‬في‭ ‬مملكةٍ‭ ‬البحرينْ‭ ‬في‭ ‬شهرِ‭ ‬مارسَ‭ ‬الماضي،‭ ‬لإقرارِ‭ ‬اتفاقيةٍ‭ ‬دوليةٍ‭ ‬تجرم‭ ‬خطاباتِ‭ ‬الكراهيةِ‭ ‬الدينيةِ‭ ‬والطائفيةِ‭ ‬والعنصريةِ‭ ‬بجميعِ‭ ‬صورها‭. ‬حفظُ‭ ‬اللهِ‭ ‬فلسطينَ‭ ‬وأهلها‭ ‬ومملكةِ‭ ‬البحرينِ‭ ‬وجميعِ‭ ‬البلدانِ‭ ‬العربيةِ‭. ‬

{ أستاذَ‭ ‬اللغوياتِ‭ ‬المشاركِ

زميلُ‭ ‬أكاديميةِ‭ ‬التعليمِ‭ ‬العالي‭ ‬البريطانيةِ

عضو‭ ‬جمعيةِ‭ ‬البحرينِ‭ ‬للإنماءِ‭ ‬والتطويرِ

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا