عالم يتغير
فوزية رشيد
غزة والظلامية الغربية والحاجة الملحة إلى نظام عالمي جديد!
{ في الحرب الوحشية وجرائمها ضد الإنسانية، والدعم الغربي (اللا محدود) لجرائم الكيان الصهيوني «متعدّدة الأوجه! والتي لا ينكر المسؤولون في الكيان أو في الغرب ما لخصه أحدهم في الكيان: «نحن لا تهمنا الجوانب الأخلاقية ولا القوانين الدولية ولا حقوق الإنسان»! فإنه وبهذا فقد أسقطت هذه الحرب كل الأسس والمفاهيم والمبادئ والشعارات التي قامت عليها الحضارة الغربية وروجتها في العالم، باعتبارها النموذج الذي على الشعوب الأخرى الاقتداء به؟ لتنكشف أمام الوعي العالمي.. بما فيه «الوعي العام» الغربي نفسه، إنها (ظلامية غربية) غير مسبوقة في الحضارات البشرية تلك التي أنشأت (كيانا ظلاميًا) يشبهها هو الكيان الصهيوني ليجسد الاختلال الأخلاقي والمفاهيمي والإنساني الغربي في العالم! وما الدعم الغربي المطلق لكل ذلك إلا دفاعا عن (أجندات ومشاريع ومصالح استعمارية غربية) أما غزة بالنسبة لهم هي (الموقع والغاز والاستثمار والرؤية الاستعمارية لابتلاع الأرض الفلسطينية كلها! ومعها ابتلاع أراض عربية أخرى! لتحقيق حلم استعماري أكبر هو إسرائيل الكبرى، وإلباسه الرداء التوراتي)!
{ ولذلك فلتعمل (الماكينة الشيطانية) في قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت وتسطيح الأرض بحجة القضاء على حماس! وليتجاوز الكيان الصهيوني كل الأعراف والقيم الأخلاقية والإنسانية! وليؤسس على القوانين الدولية، ويهدد باستخدام النووي في ضرب «غزة»! وليقم بتهديد دول الشرق الأوسط، التي أغلبها عربية بأن صواريخه تصل إلى كل مدنها! وليمارس التجويع والتعطيش وقطع الطاقة والغاز والكهرباء! وليدك المستشفيات ومراكز اللجوء والمدارس والمساجد والكنائس والمخابز على رؤوس المدنيين!، فكل ذلك (مباح) لهذا «الكيان» الخارج عن كل الأوصاف المعروفة، (لآن فيما يفعله، ما سيحقق الأجندة الغربية الاستعمارية لاحقاً) بل وتنقل الولايات المتحدة بوارجها الحربية وغواصاتها النووية وذخائرها العسكرية، بحجة ردع إيران وأذرعها! فيها إيران تنصلت وأذرعها اكتفوا بالفرجة ما عدا بعض المناوشات الاستعراضية والتي لا قيمة لها أو تأثير! إذًا لمن كل هذا الحشد العسكري؟!
{ هذا «النظام الغربي الدولي» الذي باتت كل البشرية تئن من وحشيته ضد الشعوب، وبشكل غير مسبوق! هو لا يمتلك من أسس البقاء اليوم، غير قوته العسكرية، التي يستعرضها اليوم مع وحش «الكيان الصهيوني» في مياه البحر المتوسط والأحمر والخليج! ويشبه في ذلك (الوحوش الآلية) الضخمة التي تستخدمها «هوليوود» للتدمير والقتل ولا شيء سواهما! وتتجلى في الحرب على غزة (ديكتاتورية النظام العالمي الغربي)، الذي توحد في صناعة الكارثة الإنسانية على أرض صغيرة هي غزة وبعنوان (حرب غربية شاملة) على عدة آلاف من المقاومين! الذين فشل الكيان الصهيوني وحتى اللحظة في تحقيق أي هدف تم إعلانه في بداية الحرب! فلم يتم القضاء على حماس ولم تتم استعادة «الرهائن». ولم يسترجع الكيان هيبته! إلا إذا اعتبرنا قتل الأطفال والنساء والجرائم ضد الإنسانية والمحارق والإبادة والتطهير العرقي، هي عناوين للهيبة وانتصار عسكري!
{ إن العالم وهو يرنو منذ زمن طويل إلى السلام والاستقرار والتنمية، (يواجه اليوم بكل قسوة سلوكيات الاستحواذ والهيمنة الغربية)! والإصرار على الإبقاء على ذلك، والقضاء على أي (تنافس دولي أو إقليمي مشروع) يدفع العالم إلى (القطبية المتعددة) وهذا ما لا يريده «الغرب الاستعماري» كنظام بديل في العالم! لأنه يسحب البساط من تحت قدميه اللتين يريد الدوس بهما على العالم كله! ويمنعه من التحرر من ربقة (الظلامية الغربية)! ولذلك هو لا يتقن لإيقاف ذلك غير لغة الحروب والصراعات والأزمات، وافتعال الحروب البيولوجية والأوبئة وحرب المناخ والبيئة، والحرب الأخلاقية واختزال الإنسان في الجسد والغرائزية! ليواصل السيطرة على البشرية وعرقلة أي نظام عالمي جديد، جاعلاً من نظامه المتوحش والفاسد هو النظام الذي يجب أن يبقى ويسود!
{ كثير من الاقتصاديين والمحللين الغربيين والاستراتيجيين، يرون أن «حرب غزة» هي المدخل لتوسعها في المنطقة! وأن (الاكتشافات النفطية واكتشاف الغاز في البحار المحيطة بغزة ولبنان وسوريا والعراق النفطي، والاستيلاء على عدد آخر من الجغرافيا العربية) هي تحديداً ما يعجل (الشهية الاستعمارية الغربية!) لاستخدام كيانه الصهيوني في التذرّع لاحقاً بأسباب مختلفة، لتوسيع حدوده لتصل إلى إسرائيل الكبرى التي تضم كل جغرافيا الثروات والطاقة والنفط والغاز (العربية): إلى جانب ضرب المشروع الصيني التنموي) عن طريق الحرير! وضرب التوجه العربي لتعدد التحالفات مع القوى الكبرى! ولهذا فتحت الحرب الوحشية على «غزة» الباب لتوسيع الحرب وهم الذين بأفكارهم الأسطورية والطوباوية والديكتاتورية يغلفون بها مطامعهم الاستعمارية الكبرى، بعناوين أسطورية أخرى مثل «هرمجدون» وعودة المسيح الدجال! ولذلك فإن العالم كله وليس فقط العرب، أمام مرحلة متفاقمة من (الشراسة الغربية «الاستعمارية»)! لتحقيق الأجندات والمشاريع الأخرى في الاستحواذ والهيمنة والاحتلال من جانب! وفي منع قيام أي تغيير عالمي نحو (نظام دولي جديد)! وكل كوارث غزة «الإنسانية» يتعاملون معها (ببرود آلي) لأن الهدف كبير وأكبر مما يعتقده البعض!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك