العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أمن الممرات المائية.. أي تأثير في استراتيجيات وتحالفات الدول الكبرى؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

أشرت‭  ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة‭ ‬وتمثل‭ ‬شرايين‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬ازداد‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬المقال‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬مصلحة‭ ‬مشتركة‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬مفتوحة‭ ‬للملاحة‭ ‬العالمية‭ ‬دون‭ ‬معوقات،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬احتدام‭ ‬المنافسة‭ ‬الدولية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الممرات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدفاعية‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬النطاق‭  ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬جل‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬تساؤلات‭ ‬ثلاثة‭ ‬الأول‭: ‬كيف‭ ‬انعكس‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬بالممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لتلك‭ ‬الدول؟‭ ‬والثاني‭: ‬ما‭ ‬تأثير‭ ‬الصراع‭ ‬حول‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬وتحالفات‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية؟‭ ‬والثالث‭: ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتزايد‭ ‬بالممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭ ‬هل‭ ‬تكفي‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬هذه‭ ‬الممرات‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فيها؟

‭ ‬قبل‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬بإصدار‭ ‬استراتيجيات‭ ‬منفصلة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬لسببين‭ ‬الأول‭: ‬إن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬كانت‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬التهديدات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬بيئتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬لتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة،‭ ‬والثاني‭: ‬إن‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬احتدام‭ ‬للصراع‭ ‬حول‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬الآن‭.‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬ذاته‭ ‬ومحاولات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ممارسة‭ ‬دور‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬فقد‭ ‬بدا‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬أضحت‭ ‬جزءا‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لتلك‭ ‬الدول،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬استراتيجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬وكان‭ ‬مضمونها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬حرة‭ ‬ومفتوحة‭ ‬وآمنة‮»‬‭ ‬ويمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحالفات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وشراكاتها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬تلك‭  ‬المنطقة‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أمران‭ ‬الأول‭:  ‬توسيع‭ ‬وجود‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬الأمريكي‭ ‬والتعاون‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬الوطنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والثاني‭: ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الكونجرس‭ ‬لتمويل‭ ‬مبادرة‭ ‬ردع‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬ومبادرة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬أما‭ ‬العقيدة‭ ‬البحرية‭ ‬الروسية‭ ‬الصادرة‭  ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تطوير‭ ‬لاستراتيجيات‭ ‬بحرية‭ ‬سابقة‭ ‬لروسيا‭ ‬ولكنها‭ ‬تضمنت‭ ‬أمرين‭  ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬الجزء‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬يعد‭ ‬مهماً‭  ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لروسيا،‭ ‬وثانيهما‭: ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬نقاط‭ ‬ضمان‭ ‬لوجستية‭- ‬فنية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭  ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتضمن‭ ‬رؤية‭ ‬روسية‭ ‬لتأمين‭ ‬المضائق‭ ‬البحرية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بهاتين‭ ‬المنطقتين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تضمين‭ ‬أمن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ومنها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأولى‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬لألمانيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وكذلك‭ ‬إشارة‭ ‬بعض‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الأخرى‭ ‬لتلك‭ ‬القضية‭.‬

واتصالاً‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬أضحت‭ ‬جزءًا‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬التنافس‭  ‬الدولي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬بعداً‭ ‬بحرياً‭ ‬مثل‭ ‬مبادرة‭ ‬الصين‭ ‬للحزام‭ ‬والطريق‭ ‬أو‭ ‬الممر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬آسيا‭ ‬والهند‭ ‬وأوروبا‭ ‬مروراً‭ ‬بالخليج‭ ‬العربي‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬اهتمام‭ ‬بالوجود‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تضم‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬19‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬تديرها‭ ‬16‭ ‬دولة،‭ ‬وتتمثل‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتلك‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مناطق‭ ‬مائية‭ ‬حيوية‭ ‬وهي‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وخليج‭ ‬عدن‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬يمكن‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬مضيقي‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬اهتمام‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بتأسيس‭ ‬آليات‭ ‬جماعية‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ويضم‭ ‬إلى‭ ‬جانبها‭ ‬6‭ ‬دول،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إعلان‭ ‬فرنسا‭ ‬بدء‭ ‬مهمة‭ ‬بحرية‭ ‬أوروبية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬بهدف‭ ‬ضمان‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بدعم‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020‭.‬

ويبقى‭ ‬التساؤل‭: ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬بالممرات‭ ‬المائية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬أو‭ ‬التحالفات‭ ‬هل‭ ‬يكفي‭ ‬ذلك‭ ‬للقول‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أدوات‭ ‬ردع‭ ‬حقيقية‭ ‬تجاه‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬محتملة‭ ‬للممرات‭ ‬المائية‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬وتقييم‭ ‬طبيعة‭ ‬الخطر؟‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬تأمين‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬قد‭ ‬ارتبط‭ ‬أيضاً‭ ‬بالصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬وكذلك‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وخاصة‭ ‬تدفق‭ ‬النفط،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬غربي‭ ‬لتأمين‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭  ‬الخليجية‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬بأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬والجزء‭ ‬الآخر‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬آنذاك‭ ‬7‭ ‬سفن‭ ‬للغرض‭ ‬ذاته،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بتأمين‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬أيضاً‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬القول‭ ‬تكرار‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حرب‭ ‬الناقلات‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬ولكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الردع‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬تواجه‭ ‬بثلاثة‭ ‬تحديات‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬المعضلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬لتلك‭ ‬الممرات‭ ‬بل‭ ‬انعكاس‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬والثانية‭: ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية،‭ ‬والثالثة‭: ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خطوط‭ ‬فاصلة‭ ‬بين‭ ‬ضرورات‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬باعتبارها‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬والتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬عموماً‭ ‬وبالقرب‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬قضية‭ ‬تأمين‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬قضية‭ ‬يتقاطع‭ ‬فيها‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬مع‭ ‬نظيريه‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬نجاح‭  ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬سوف‭ ‬يظل‭ ‬مرتبطاً‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالبيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ودعم‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تصنف‭ ‬بأنها‭ ‬دول‭ ‬بحرية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كمثال‭ ‬بما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬لأهم‭ ‬ممرين‭ ‬بحريين‭ ‬مائيين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وهما‭ ‬مضيقا‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬الاستراتيجيين‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا