العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هجوم السابع من أكتوبر وانكشاف أقنعة الغرب

بقلم: سنية الحسيني

السبت ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

رغم‭ ‬سقوط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬19‭ ‬ألف‭ ‬جريح،‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وعشرات‭ ‬آلاف‭ ‬المنازل‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة،‭ ‬تستمر‭ ‬المجازر‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬قوة‭ ‬تردع‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬مجازره‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬البعض‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬بالتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬وخبراء‭ ‬القانون‭ ‬اعتبروها‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فما‭ ‬يقترفه‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يعكس‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬التوصيفات،‭ ‬يفضح‭ ‬بجلاء‭ ‬نية‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬ومخططاته‭ ‬وسياساته‭ ‬تجاه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬تلك‭ ‬المخططات‭ ‬والسياسات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬يوماً‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الماضية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬امتداد‭ ‬لما‭ ‬بدأته‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وعكست‭ ‬كلمة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الخاصة‭ ‬بغزة،‭ ‬واقع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬إذ‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬للاحتلال‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬وممارساته‭ ‬المستمرة‭ ‬ضد‭ ‬شعب‭ ‬محتل‭.‬

لم‭ ‬يصدر‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬قصف‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ووقف‭ ‬سيل‭ ‬الدماء‭ ‬المتدفق‭ ‬بعنف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المكلوم،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬أبيدت‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيها‭. ‬فقد‭ ‬عكست‭ ‬كلمات‭ ‬مندوبي‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬وتعلقت‭ ‬بتطورات‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬حالة‭ ‬الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬العميق‭ ‬حول‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فبينما‭ ‬تعتبر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬الرافضة‭ ‬لهجوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬حالة‭ ‬احتلال‭ ‬واضحة‭ ‬الأركان‭ ‬والمعالم،‭ ‬وهو‭ ‬التوجه‭ ‬الثابت‭ ‬قانونياً‭ ‬وتؤكده‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬يتنكر‭ ‬الاحتلال‭ ‬لهذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وتدعمه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلكها‭. ‬هذا‭ ‬الإنكار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الصارخ‭ ‬للحقائق‭ ‬والوقائع‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بالدعوة‭ ‬لطرد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬منصبه،‭ ‬عقاباً‭ ‬له‭ ‬لما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬سابقة‭ ‬الذكر،‭ ‬والتهديد‭ ‬بمعاقبة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

إن‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬ضجت‭ ‬بها‭ ‬أمس‭ ‬قاعة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬عكست‭ ‬حقيقة كانت‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تخفيها،‭ ‬وتواريها‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬بادعاءات‭ ‬عامة‭ ‬حول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬بينما‭ ‬تدعم‭ ‬عملياً‭ ‬استدامة‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأرض‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ويقف‭ ‬الغرب‭ ‬متفرجاً،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التصريحات‭ ‬الجوفاء‭ ‬المنتقدة‭ ‬بخجل،‭ ‬لممارسات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الوحشية‭ ‬وغير‭ ‬القانونية‭ ‬والتي‭ ‬تغير‭ ‬تدريجياً‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وداعماً‭ ‬بالمال‭ ‬والتهديد‭ ‬بقطعه‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المشوه‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭. ‬ويدعم‭ ‬الغرب‭ ‬بقوة‭ ‬التفوق‭ ‬العسكري‭ ‬والاستخباري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬وتتبنى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الكبرى‭ ‬بحماس‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الاحتلال‭ ‬والدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتقدم‭ ‬إغراءات‭ ‬عسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬للعرب،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬تدريجياً‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات،‭ ‬ركز‭ ‬مندوبو‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬القوة‭ ‬النووية‭ ‬القائمة‭ ‬بالاحتلال‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬ودعم‭ ‬مواصلة‭ ‬قصف‭ ‬وقتل‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬منازلهم‭. ‬فالمشكلة‭ ‬عند‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بدأت‭ ‬بهجوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬والقضية‭ ‬عندهم‭ ‬الآن‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬قضية‭ ‬إخراج‭ ‬المحتجزين‭ ‬والأسرى‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬تام‭ ‬لجرائم‭ ‬الاحتلال‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لعقود،‭ ‬وحصار‭ ‬غزة‭ ‬لسنوات،‭ ‬وترك‭ ‬آلاف‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬والأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غياهب‭ ‬السجون‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭.‬

طالما‭ ‬جرى‭ ‬انتقاد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلسها‭ ‬الأمني‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وفي‭ ‬الحالة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭. ‬فمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬المكلف‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬بحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬منح‭ ‬أعضاءه‭ ‬الخمسة‭ ‬الدائمين‭ ‬حق‭ ‬الفيتو،‭ ‬فسيّس‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬ولم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬فعال‭ ‬لردع‭ ‬المعتدي‭ ‬عموماً،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬اتفقت‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الخمس،‭ ‬وفي‭ ‬الحالة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬المحتل‭ ‬ولو‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭. ‬وتعكس‭ ‬كلمات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬الواقع‭ ‬القانوني‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬شعارات‭ ‬وطنية‭. ‬إن‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬أرض‭ ‬محتلة،‭ ‬وشعب‭ ‬يخضع‭ ‬للاحتلال،‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬القانوني‭. ‬وأكدت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬ذلك‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬رأيها‭ ‬الاستشاري‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجدار‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭. ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬محتملة‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬ووصفتها‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‮»‬‭. ‬وأكدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ووصفت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بدولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬انطباق‭ ‬اتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الرابعة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭. ‬ويعتبر‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬صناعة‭ ‬غربية‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬أن‭ ‬نضال‭ ‬الشعوب‭ ‬المحتلة‭ ‬لمحتلها‭ ‬مشروع،‭ ‬فمنحت‭ ‬قواعده‭ ‬الشعوب‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬وأعطت‭ ‬لمناضلي‭ ‬الحرية‭ ‬حق‭ ‬الحماية‭. ‬ويؤكد‭ ‬إعلان‭ ‬جنيف‭ ‬حول‭ ‬الإرهاب،‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬تقاتل‭ ‬ضد‭ ‬الهيمنة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬والاحتلال‭ ‬الأجنبي‭ ‬وضد‭ ‬النظم‭ ‬العنصرية،‭ ‬وفي‭ ‬ممارسة‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬لديهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‮»‬‭. ‬كما أن‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬أثناء‭ ‬الحروب‭ ‬والعمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواحهم‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬قواعد‭ ‬قانونية‭ ‬آمرة،‭ ‬ورهن‭ ‬تلك‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بشروط،‭ ‬يعد‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يقترف‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين،‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬القوة‭ ‬القائمة‭ ‬بالاحتلال‭. ‬إن‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬العديدة‭ ‬المحبة‭ ‬للعدل‭ ‬والسلام‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والرؤية‭ ‬الغربية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬العادلة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬رئيسة‭ ‬من‭ ‬إخفائها‭ ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والصديقة‭ ‬الاتحاد‭ ‬لتشكيل‭ ‬جبهة‭ ‬متماسكة‭ ‬قوية‭ ‬لردع‭ ‬محاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لأن‭ ‬نجاح‭ ‬المعسكر‭ ‬الغربي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دولاً‭ ‬ومناطق‭ ‬أخرى‭ ‬ستواجه‭ ‬نفس‭ ‬الجبهة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تصادمها‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭. ‬وأخيراً،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وحلفائها‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬بأن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عبر‭ ‬الأدوات‭ ‬العسكرية‭ ‬والقمعية،‭ ‬قد‭ ‬جرب‭ ‬عبر‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬ومُني‭ ‬بفشل‭ ‬ذريع،‭ ‬والحل‭ ‬الوحيد‭ ‬الموجود‭ ‬أمامهم‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬حصول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة،‭ ‬والممثلة‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال،‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬وعودة‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

{ باحثة‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا