العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قصة دواء عانى بسببه الملايين من الناس!

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

دواء‭ ‬استخدمه‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لعقودٍ‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬خمسين‭ ‬عاما،‭ ‬وكان‭ ‬هؤلاء‭ ‬الملايين‭ ‬الذين‭ ‬تناولوا‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬وهم‭ ‬وأمل‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬سيشفيهم‭ ‬من‭ ‬سقمهم‭ ‬وعلتهم،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الأقل‭ ‬يخفف‭ ‬عنهم‭ ‬الآلام‭ ‬التي‭ ‬يعانون‭ ‬منها،‭ ‬ويخلصهم‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬تصيبهم‭ ‬وتبقى‭ ‬معهم‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

وقد‭ ‬تبين‭ ‬الآن،‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬يُغني‭ ‬ولا‭ ‬يسمن‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يعالج‭ ‬أحداً،‭ ‬ولا‭ ‬يشفي‭ ‬أحداً‭ ‬من‭ ‬مرضه‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬المريض،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬قد‭ ‬يضره‭ ‬بسبب‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭.‬

‭ ‬وهذا‭ ‬الدواء‭ ‬الذي‭ ‬أَنْفق‭ ‬على‭ ‬شرائه‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬فأهدروا‭ ‬أموالهم‭ ‬وذهبت‭ ‬هباءً‭ ‬منثوراً،‭ ‬كلفهم‭ ‬جميعاً‭ ‬قرابة‭ ‬1‭.‬8‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬فقط،‭ ‬وهي‭ ‬مبيعات‭ ‬شركة‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير،‭ ‬فهو‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬مركب‭ ‬كيميائي،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬فينيليفرين‮»‬‭ (‬phenylephrine‭) ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬المادة‭ ‬الفاعلة‭ ‬والنشطة‭ ‬في‭ ‬الدواء،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬وتخفيف‭ ‬حدة‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭. ‬هذا‭ ‬المركب‭ ‬تمت‭ ‬إضافته‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬261‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الأدوية،‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬كانت‭ ‬مخصصة‭ ‬حسب‭ ‬ادعاءات‭ ‬الشركات‭ ‬المنتجة‭ ‬والمصنعة‭ ‬لها،‭ ‬لعلاج‭ ‬وإزالة‭ ‬احتقان‭ ‬وانسداد‭ ‬الأنف،‭ ‬والحساسية،‭ ‬والمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬من‭ ‬التهاب‭ ‬الجيوب‭ ‬الأنفية،‭ ‬وكانت‭ ‬تُباع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استشارة،‭ ‬أو‭ ‬وصفة‭ ‬طبية‭ ‬في‭ ‬الصيدليات،‭ ‬والأسواق‭ ‬عامة،‭ ‬والبرادات،‭ ‬ومحلات‭ ‬بيع‭ ‬الأغذية،‭ ‬والمطارات،‭ ‬تحت‭ ‬عدة‭ ‬مسميات‭ ‬تجارية‭ ‬منها‭: (‬Flonase‭)‬،‭ ‬و‭ (‬DayQuil‭)‬،‭ ‬و‭ (‬Sudafed‭ ‬PE‭)‬،‭ ‬و‭ (‬NyQuil‭)‬،‭ ‬و‭ ( ‬Vicks‭ ‬Sinex‭).‬

وهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬تخضع‭ ‬الآن‭ ‬تحت‭ ‬المناقشة‭ ‬والنقد،‭ ‬وكانت‭ ‬تؤخذ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المريض‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفم‭ ‬لإزالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬في‭ ‬الأنف‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬البرد،‭ ‬أو‭ ‬الحساسية،‭ ‬أو‭ ‬الجيوب‭ ‬الأنفية‭ ‬وارتفاع‭ ‬الحرارة،‭ ‬وتمت‭ ‬إجازتها‭ ‬رسمياً‭ ‬بتوصية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬الاستشاريين‭ ‬والخبراء‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‮»‬‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1976،‭ ‬وكان‭ ‬تصنيفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬فاعلة‭ ‬ونشطة‭ ‬وآمنة‮»‬‭ ‬للاستخدام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإنسان‭.‬

والآن‭ ‬وبعد‭ ‬مضي‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭ ‬يأتي‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬يُطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬للأدوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وصفة‭ ‬طبية‮»‬‭ (‬Non‭-‬prescription‭ ‬Drug‭ ‬Advisory‭ ‬Committee‭) ‬ليُقدم‭ ‬رأياً‭ ‬مخالفاً‭ ‬كلياً‭ ‬للجنة‭ ‬السابقة،‭ ‬حيث‭ ‬عقدت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬خبيراً‭ ‬اجتماعها‭ ‬في‭ ‬يومي‭ ‬11‭ ‬و‭ ‬12‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬وتوصلت‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬جماعي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأعضاء‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬بأن‭ ‬المادة‭ ‬الكيميائية‭ ‬‮«‬فينيليفرين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أضيفت‭ ‬إلى‭ ‬الأدوية‭ ‬لإزالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬في‭ ‬الأنف‭ ‬هي‭ ‬فعلياً‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬المريض‭ ‬البتة،‭ ‬ولا‭ ‬تعالج‭ ‬حالات‭ ‬احتقان‭ ‬وانسداد‭ ‬الأنف،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬فإن‭ ‬تناول‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬يضر‭ ‬بالمريض‭ ‬بسبب‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬التي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬دقات‭ ‬القلب‭ ‬وعدم‭ ‬انتظامها،‭ ‬والشعور‭ ‬بالدوار‭ ‬والغثيان،‭ ‬وزيادة‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬والصداع،‭ ‬وفقدان‭ ‬الشهية،‭ ‬والشعور‭ ‬بالتعب‭. ‬ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬حول‭ ‬الدواء‭ ‬فقد‭ ‬رفعت‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬توصيتها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‮»‬‭ ‬لرفع‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المرافق‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬فيها‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين،‭ ‬ومنعاً‭ ‬لضياع‭ ‬أموالهم‭ ‬على‭ ‬أدوية‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬وتضر‭ ‬بالإنسان‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬التوصية‭ ‬الجماعية‭ ‬غير‭ ‬الشعبية‭ ‬وغير‭ ‬المقبولة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مصانع‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير‭ ‬والشركات‭ ‬المسوقة‭ ‬لها،‭ ‬بعد‭ ‬مخاضٍ‭ ‬عسير‭ ‬وطويل‭ ‬وشاق‭ ‬استمر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬وبُذلت‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬والدراسات‭ ‬العلمية‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬قام‭ ‬باحثون‭ ‬بإجراء‭ ‬دراسات‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الكيميائية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أدوية‭ ‬إزالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬في‭ ‬الأنف،‭ ‬وأثبتت‭ ‬بأنها‭ ‬غير‭ ‬فاعلة‭ ‬وغير‭ ‬مجدية‭ ‬علاجياً،‭ ‬فرفعت‭ ‬عريضة‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬إزالة‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬الأسواق،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬أجريت‭ ‬أبحاث‭ ‬أخرى‭ ‬مماثلة‭ ‬وأكدت‭ ‬النتيجة‭ ‬نفسها،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بتسليم‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬عريضة‭ ‬لسرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬جريء‭ ‬ومعقد‭ ‬يزيل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مراكز‭ ‬البيع‭.‬

والآن‭ ‬ستبدأ‭ ‬المعركة‭ ‬الكبرى،‭ ‬أو‭ ‬أم‭ ‬المعارك،‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬شديدة‭ ‬وقوية‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وشركات‭ ‬الأدوية‭ ‬ومن‭ ‬يرتزق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وستكون‭ ‬مقاومة‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬شرسة‭ ‬وعنيفة‭ ‬ولن‭ ‬ترفع‭ ‬العلم‭ ‬الأبيض‭ ‬مستسلمة‭ ‬لأي‭ ‬قرار‭ ‬يأمرها‭ ‬بإزالة‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬بيعها،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬خسارة‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬التي‭ ‬يكسبونها‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭. ‬فهذه‭ ‬الشركات‭ ‬ستستخدم‭ ‬كل‭ ‬جنودها‭ ‬المجهولين‭ ‬وغير‭ ‬المجهولين‭ ‬للاستماتة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬وفاعليتها‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬أعراض‭ ‬احتقان‭ ‬وانسداد‭ ‬الأنف،‭ ‬والأمراض‭ ‬الأخرى‭ ‬الشائعة،‭ ‬وستُحارب‭ ‬بضراوة‭ ‬وبكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬قوة،‭ ‬ونفوذ،‭ ‬واتصالات‭ ‬ومجموعات‭ ‬الضغط‭ ‬لإيقاف‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحتها‭ ‬الاقتصادية‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تحركت‭ ‬بسرعة‭ ‬‮«‬جمعية‭ ‬منتجات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الاستهلاكية‮»‬‭ (‬The‭ ‬Consumer‭ ‬Healthcare‭ ‬Products‭ ‬Association‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬تُمثل‭ ‬مصنعي‭ ‬الأدوية،‭ ‬فقامت‭ ‬بالاعتراض‭ ‬رسميا‭ ‬على‭ ‬توصية‭ ‬لجنة‭ ‬الاستشاريين،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الكيميائية‭ ‬أثبتت‭ ‬فاعلية‭ ‬المادة،‭ ‬وأكدت‭ ‬أنها‭ ‬آمنة‭ ‬لاستخدام‭ ‬الإنسان‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغريب‭ ‬الذي‭ ‬أراه‭ ‬أمامي‭ ‬يجعلني‭ ‬أخرج‭ ‬بعدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬مفيدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬ونتعظ‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬يلي‭:‬

أولاً‭: ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السماح‭ ‬بتسويق‭ ‬الدواء‭ ‬تمر‭ ‬بعدة‭ ‬مراحل‭ ‬ومستويات،‭ ‬فهناك‭ ‬مستوى‭ ‬فرق‭ ‬ولجان‭ ‬الاستشاريين‭ ‬والخبراء‭ ‬والذي‭ ‬تكون‭ ‬توصياتهم‭ ‬عادة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الدراسات‭ ‬والأسس‭ ‬العلمية،‭ ‬وهناك‭ ‬القرار‭ ‬النهائي‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭. ‬وهذا‭ ‬القرار‭ ‬يكون‭ ‬إدارياً‭ ‬وتوافقياً‭ ‬يراعي‭ ‬مصالح‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬فيأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬حيث‭ ‬يتأثر‭ ‬قرارها‭ ‬بجماعات‭ ‬الضغط‭ ‬ورجال‭ ‬النفوذ‭ ‬ومراكز‭ ‬القوة‭. ‬ولذلك‭ ‬قد‭ ‬يتناقض‭ ‬القرار‭ ‬بالسماح‭ ‬لأي‭ ‬دواء‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دواء‭ ‬إزالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬في‭ ‬الأنف‭. ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لا‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لأنها‭ ‬تعتمد‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬الوكالات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المختلفة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأدوية‭ ‬والعقاقير‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المواصفات‭ ‬والمعايير‭ ‬البيئية‭ ‬وغيرها‭.‬

ثانياً‭: ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬تبني‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬المراجعة‭ ‬والتقييم‭ ‬المستمرين‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬الدراسات‭ ‬والتقارير‭ ‬المنشورة‭ ‬كلٌ‭ ‬في‭ ‬مجاله،‭ ‬ومواكبة‭ ‬كل‭ ‬التطورات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬فلا‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬أمريكا،‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬لكي‭ ‬تُصَدِّر‭ ‬لنا‭ ‬القرار‭ ‬المسيس‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات،‭ ‬فالتغيرات‭ ‬العلمية‭ ‬سريعة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬علمٍ‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬نتخذ‭ ‬القرار‭ ‬السيادي‭ ‬بشأنها،‭ ‬والمناسب‭ ‬لظروفنا‭ ‬وخصوصيتنا‭.      ‬

‭ ‬bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا