العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نظافة المجتمع مسؤولية مشتركة من الجميع

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

تولي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬غنيها‭ ‬وفقيرها‭ ‬مسألة‭ ‬نظافة‭ ‬المجتمع‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬الوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬للبلاد‭ ‬فكلما‭ ‬كانت‭ ‬البلاد‭ ‬نظيفة‭ ‬كانت‭ ‬سمعتها‭ ‬طيبة‭ ‬وينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬انطباع‭ ‬الزوار‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يزورون‭ ‬البلاد‭ ‬والعكس‭ ‬بالعكس‭ ‬فكلما‭ ‬يتراجع‭ ‬مستوى‭ ‬النظافة‭ ‬تتراجع‭ ‬أعداد‭ ‬زوارها‭.‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬ومنذ‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬مسألة‭ ‬النظافة‭ ‬أولوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬فمع‭ ‬إنشاء‭ ‬البلديات‭ ‬أوكلت‭ ‬إليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬نظافة‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬رغم‭ ‬تواضع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬ومحدودية‭  ‬الموارد‭ ‬وقلة‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬الصعب‭ ‬فعملت‭ ‬البلدية‭ ‬مشكورة‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬فمن‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يتذكر‭ ‬نحن‭ ‬جيل‭ ‬الخمسينيات‭ ‬والستينيات‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬التابعون‭ ‬للبلدية‭ ‬يجوبون‭ ‬مناطقنا‭ ‬وأحياءنا‭ ‬الشعبية‭ ‬ودواعيسها‭ ‬يوميا‭ ‬صيفا‭ ‬وشتاء‭ ‬مشيا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬بأدواتهم‭ ‬المختلفة‭ ‬لجمع‭ ‬المخلفات‭ ‬وكنس‭ ‬الشوارع‭ ‬وتجميع‭ ‬القمامة‭ ‬تمهيدا‭ ‬لنقلها‭ ‬بواسطة‭ ‬وسائل‭ ‬نقل‭ ‬تقليدية‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬للتخلص‭ ‬منها‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬بيئة‭ ‬والبحرين‭ ‬ونظافتها‭.‬

ومع‭ ‬تطور‭ ‬وسائل‭ ‬جمع‭ ‬القمامة‭ ‬عملت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬السيارات‭ ‬الحديثة‭ ‬والمتطورة‭ ‬المخصصة‭ ‬لنقل‭ ‬القمامة‭ ‬وتخصيص‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬للتخلص‭ ‬منها‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬ونظافة‭ ‬البيئة‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬القمامة‭ ‬بصورة‭ ‬علمية‭ ‬وصحية‭ ‬مع‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تدوير‭ ‬مخلفات‭ ‬القمامة‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬المشكورة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬تجميع‭ ‬القمامة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرق‭ ‬باعتبار‭ ‬نظافة‭ ‬البلاد‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬وفرت‭ ‬الحاويات‭ ‬ووزعتها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬وحتى‭ ‬الدواعيس‭ ‬الضيقة‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬حي‭ ‬سكني‭ ‬أو‭ ‬شارع‭ ‬إلا‭ ‬وفيها‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحاويات‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬لتجميع‭ ‬القمامة‭ ‬فيها‭ ‬تمهيدا‭ ‬لنقلها‭ ‬بسيارات‭ ‬القمامة‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬للتخلص‭ ‬منها‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬إزعاجا‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬كما‭ ‬وفرت‭ ‬أكياسا‭ ‬للقمامة‭ ‬بأسعار‭ ‬رمزية‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬سعرها‭ ‬دينارا‭ ‬واحدا‭ ‬يدفع‭ ‬مع‭ ‬الفاتورة‭ ‬الشهرية‭ ‬للكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبلدية‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬حضارية‭ ‬تؤكد‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬بلادنا‭ ‬بأهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬البلاد‭.‬

إلا‭ ‬إننا‭ ‬نلاحظ‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬تجرى‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬حصول‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬فمثلا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬تصرف‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬عندما‭ ‬يتأخر‭ ‬المواطن‭ ‬عن‭ ‬تسلمها‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬مدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬مدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬مؤخرا‭ ‬بتحديد‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬لتسلم‭ ‬الأكياس‭ ‬وإلا‭ ‬لن‭ ‬تصرف‭ ‬له‭ ‬رغم‭ ‬إن‭ ‬المواطن‭ ‬دفع‭ ‬قيمة‭ ‬الأكياس‭ ‬مع‭ ‬الفاتورة‭ ‬الشهرية‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬استياء‭ ‬المواطنين‭.‬

حقيقة‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأكياس‭ ‬هي‭ ‬أصلا‭ ‬مخصصة‭ ‬لتجميع‭ ‬القمامة‭ ‬فيها‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬الحاويات‭ ‬وإن‭ ‬ثمنها‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬دفعه‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬لتشجيع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لتجميع‭ ‬المخلفات‭ ‬ومساعدة‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬في‭ ‬نقلها،‭ ‬ولذلك‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الإجراء‭ ‬الأخير‭ ‬المتعلق‭ ‬بآلية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬لأن‭ ‬الناس‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬وقت‭ ‬مراجعة‭ ‬البلدية‭ ‬شهريا‭ ‬أو‭ ‬تسلمها‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأكبر‭ ‬وهو‭ ‬نظافة‭ ‬المجتمع‭ ‬وبقاء‭ ‬أحيائنا‭ ‬الشعبية‭ ‬نظيفة‭ ‬كما‭ ‬نراها‭ ‬اليوم،‭ ‬صراحة‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬حصول‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬استخدام‭ ‬أكياس‭ ‬مشتريات‭ ‬السوبرماركت‭ ‬الصغيرة‭ ‬لجمع‭ ‬القمامة‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تجميع‭ ‬القمامة‭ ‬وزيادة‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬خسارة‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬المتطورة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬مشكورة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وإحساس‭ ‬المواطن‭ ‬خسارته‭ ‬للمبلغ‭ ‬الذي‭ ‬دفعه‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬لأسباب‭ ‬تراها‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬ضرورية‭ ‬باعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬نظافة‭ ‬كل‭ ‬المناطق،‭ ‬فإنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬تطبيقه‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬قد‭ ‬دفع‭ ‬ثمنها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضطر‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬البلدية‭ ‬شهريا‭ ‬رغم‭ ‬انشغالاته‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفوته‭ ‬التسلم‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأكياس‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬يوزع‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬الأكياس‭ ‬على‭ ‬البيوت‭ ‬مباشرة‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تسلمها‭ ‬من‭ ‬البلدية‭ ‬وبذلك‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬وفرنا‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا