العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نحو تكثيف الجهود لإفشال مخطط الإبادة والتطهير العرقي لأهل غزّة

بقلم: د. مصطفى البرغوثي

الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

بدَّدت‭ ‬المعركة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬أوهاما‭ ‬كثيرة‭ ‬صنعتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومنجزاتٍ‭ ‬كثيرة‭ ‬تفاخر‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬نتنياهو،‭ ‬إذ‭ ‬استطاعت‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بقدراتٍ‭ ‬محدودة،‭ ‬أن‭ ‬تنسف‭ ‬نظرية‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الجبّار‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُقهر،‭ ‬وأن‭ ‬تلحق‭ ‬به‭ ‬إهانة‭ ‬قد‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬تعرّض‭ ‬له‭ ‬أثناء‭ ‬اجتياح‭ ‬أكتوبر‭ ‬الأول‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عاما‭. ‬

وثانياً‭: ‬بدّدت‭ ‬المقاومة‭ ‬نظرية‭ ‬التفوّق‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬والتقني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬تراكضت‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لشراء‭ ‬برامجه،‭ ‬لتكتشف‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬ما‭ ‬اشترته‭ ‬وما‭ ‬روج‭ ‬له‭ ‬الكيان‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬العناء‭.‬

‭ ‬وثالثاً‭: ‬بدّدت‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬صورة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الجبّارة‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬لمن‭ ‬يتحالف‭ ‬معها‭ ‬الحماية‭ ‬العسكرية‭ ‬والاستراتيجية،‭ ‬فبدت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬نفسها،‭ ‬وسكانها،‭ ‬بل‭ ‬سارعت‭ ‬في‭ ‬ضعفها‭ ‬إلى‭ ‬الاستنجاد‭ ‬بالطائرات‭ ‬والبوارج‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تواجه‭ ‬جيشا‭ ‬منظَّما،‭ ‬ولا‭ ‬دولا‭ ‬قادرة‭.‬

اتسم‭ ‬سلوك‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بعد‭ ‬الفشل‭ ‬العسكري‭ ‬بعدّة‭ ‬أمور‭:‬

أولاً‭: ‬الارتباك‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬نتيجة‭ ‬هوْل‭ ‬صدمة‭ ‬الفشل‭ ‬والإحباط‭ ‬عسكرياً‭ ‬وسياسياً‭ ‬واستخباراتياً‭ ‬واستراتيجياً،‭ ‬وهو‭ ‬فشل‭ ‬سيُحاسب‭ ‬عليه‭ ‬نتنياهو‭ ‬شخصيا‭ ‬عند‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭.‬

ثانياً‭: ‬محاولة‭ ‬التغطية‭ ‬على‭ ‬الخسارة‭ ‬العسكرية‭ ‬المهينة‭ ‬بانهيار‭ ‬‮«‬فرقة‭ ‬غزّة‮»‬‭ ‬الصهيونية‭ ‬وكامل‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الخسائر‭ ‬المدنية،‭ ‬والمدنيين‭. ‬ورغم‭ ‬وقوع‭ ‬إصابات‭ ‬مؤكّدة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬لجأ‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬مثل‭ ‬ادّعاء‭ ‬‮«‬قطع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأطفال‮»‬‭ ‬واغتصاب‭ ‬النساء،‭ ‬وهي‭ ‬أكاذيب‭ ‬بدأت‭ ‬تنكشف‭ ‬الواحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬اضطرّت‭ ‬صحيفة‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬تايمز‭ ‬الأمريكية‭ ‬للاعتذار‭ ‬عما‭ ‬كتبته‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬حالات‭ ‬اغتصاب،‭ ‬وتراجعت‭ ‬عن‭ ‬تبنّيها‭ ‬أكاذيب‭ ‬الناطقين‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬أما‭ ‬مراسلة‭ ‬محطّة‭ "‬CNN‭" ‬فنشرت‭ ‬اعتذاراً‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الناطقين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قطع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأطفال‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬أحداً‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬إثبات‭ ‬ذلك‭ ‬الادّعاء‭.‬

ثالثاً‭: ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬إنسانية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عموماً،‭ ‬ووصفهم‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬جالانت،‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬حيوانات‭ ‬بشرية‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬حملة‭ ‬مكثفة‭ ‬لوصف‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬بالداعشية،‭ ‬بهدف‭ ‬التمهيد،‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬لارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والتي‭ ‬وصفت‭ ‬تصريحات‭ ‬جالانت‭ ‬بالمقزّزة‭.‬

رابعاً‭: ‬احتواء‭ ‬المعارضة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بإدخال‭ ‬جانتس‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬في‭ ‬مشهدٍ‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬اتحاد‭ ‬جميع‭ ‬الأحزاب‭ ‬الصهيونية‭ ‬خلف‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وأكد‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬معارضة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مؤثّرة‭ ‬لسياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الفاشية،‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالفلسطينيين‭.‬

خامساً‭: ‬تجنيد‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬يحرّك‭ ‬رئيسها‭ ‬الدافع‭ ‬لكسب‭ ‬أصوات‭ ‬اللوبي‭ ‬الصهيوني‭ ‬ودعمه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة،‭ ‬خلف‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬وأكاذيب،‭ ‬وبروباغندا‭ ‬سوداء،‭ ‬في‭ ‬مشهدٍ‭ ‬بالغ‭ ‬الغرابة،‭ ‬يوحي،‭ ‬دونما‭ ‬شك،‭ ‬بدوافع‭ ‬عنصرية‭ ‬واستعمارية‭ ‬عميقة‭.‬

سادساً‭: ‬محاولة‭ ‬التعمية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬وأساسه‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬تطهيرها‭ ‬العرقي‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عاماً،‭ ‬ومواصلة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأطول‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬والذي‭ ‬تحوّل‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬أبارتهايد‭ ‬وتمييز‭ ‬عنصرية،‭ ‬وتشويه‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬وكأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬هم‭ ‬المعتدون،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬يحتلون‭ ‬أراضي‭ ‬الغير،‭ ‬وأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬الضحية‭ ‬الأبدية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صراع‭.‬

سابعاً‭: ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأهم،‭ ‬استغلال‭ ‬حكّام‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأحداث‭ ‬لإخراج‭ ‬خططهم‭ ‬الجاهزة‭ ‬لاستكمال‭ ‬الضمّ‭ ‬والتهويد‭ ‬لما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفعلي‭. ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬وقوف‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬معركة‭ ‬غزّة‭ ‬حاملاً‭ ‬خريطة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومسمعه،‭ ‬وهي‭ ‬تضم‭ ‬جميع‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬والجولان‭ ‬المحتل،‭ ‬وكذلك‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬ادّعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬كذباً‭ ‬إنها‭ ‬أنهت‭ ‬احتلاله‭.‬

وباشرت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬وغربي‭ ‬واسع،‭ ‬وتقاعس‭ ‬عربي‭ ‬عن‭ ‬الارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬التحدّي،‭ ‬تنفيذ‭ ‬أربع‭ ‬عمليات‭ ‬متوازية‭:- ‬الأولى‭: ‬حملة‭ ‬منهجية‭ ‬ومنظمّة‭ ‬لنزع‭ ‬إنسانية‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتبرير‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬ضدّهم‭ ‬علناً‭ ‬وعن‭ ‬سابق‭ ‬إصرار‭ ‬وترصّد‭.‬

‭ ‬الثانية‭: ‬فرض‭ ‬حصارٍ‭ ‬مطلق‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والطعام‭ ‬والأدوية‭ ‬والعلاجات،‭ ‬ما‭ ‬سبّب‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬وصفها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬بأنها‭ ‬خرق‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ووصفتها‭ ‬منظمّات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بأنها‭ ‬جريمة‭ ‬حرب،‭ ‬مسبّبة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬الكوارث‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭. ‬

الثالثة‭: ‬عملية‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬عبر‭ ‬قصف‭ ‬وحشي،‭ ‬بهدف‭ ‬تدمير‭ ‬كل‭ ‬البنيان‭ ‬السكني‭ ‬والعمراني،‭ ‬وقتل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬انتقامية‭ ‬بشعة‭ ‬وحاقدة،‭ ‬مع‭ ‬تدميرٍ‭ ‬شاملٍ‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬والجوامع‭ ‬والعيادات‭ ‬وبيوت‭ ‬الناس‭.‬

ولا‭ ‬يخفي‭ ‬الاحتلال‭ ‬نواياه‭ ‬بتسوية‭ ‬غزّة‭ ‬بمدنها‭ ‬ومخيّماتها‭ ‬وقراها‭ ‬بالأرض،‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬السابقة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يستعمل‭ ‬أسلوب‭ ‬الأرض‭ ‬المحروقة‭ ‬الذي‭ ‬تنفّذه‭ ‬إسرائيل‭ ‬سوى‭ ‬ألمانيا‭ ‬النازية‭ ‬عند‭ ‬اجتياحها‭ ‬الأراضي‭ ‬الروسية‭. ‬وفي‭ ‬الخلاصة،‭ ‬ما‭ ‬يُنفّذ‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬لشعب‭ ‬بكامله‭.‬

العملية‭ ‬الرابعة‭: ‬وهي‭ ‬الأخطر،‭ ‬محاولة‭ ‬ارتكاب‭ ‬نكبة‭ ‬جديدة،‭ ‬وترحيل‭ ‬جميع‭ ‬سكّان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬عمليات‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭.‬

‭ ‬لم‭ ‬يُخف‭ ‬نتنياهو‭ ‬نواياه،‭ ‬إذ‭ ‬رفع،‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬معركة‭ ‬غزّة‭ ‬خريطة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬تضم‭ ‬جميع‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬وقطاع‭ ‬غزّة‭ ‬والجولان‭ ‬المحتل،‭ ‬وأعلن‭ ‬بدء‭ ‬المعارك‭ ‬بغية‭ ‬إجبار‭ ‬كل‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬منزله‭. ‬ثم‭ ‬خرج‭ ‬الناطق‭ ‬العسكري‭ ‬باسم‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ليعلن‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬سكّان‭ ‬غزّة‭ ‬مغادرة‭ ‬منازلهم‭ ‬والتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬ودعم‭ ‬موقفه‭ ‬المتحدّث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذي‭ ‬طالب‭ ‬مصر‭ ‬بفتح‭ ‬ممرّ‭ ‬واحد‭ ‬باتجاه‭ ‬مصر‭ ‬لتهجير‭ ‬السكّان،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬القبول‭ ‬بإدخال‭ ‬أي‭ ‬شيءٍ‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزّة‭.‬

وهكذا‭ ‬تبلورت،‭ ‬بوضوح،‭ ‬أهداف‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الفاشية‭: ‬نزع‭ ‬إنسانية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتصفية‭ ‬قضيتهم‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتصفية‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬كامل‭ ‬لقطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ضمّه،‭ ‬بعد‭ ‬تدمير‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬فيه،‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بترحيل‭ ‬أهل‭ ‬غزّة‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬العودة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مهمّة‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬العنصري‭ ‬الاستعماري‭ ‬لمعضلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الديمغرافية،‭ ‬ولحلّ‭ ‬مشكلة‭ ‬وصمها‭ ‬بالأبارتهايد،‭ ‬عبر‭ ‬ارتكاب‭ ‬نكبة‭ ‬جديدة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬حالياً‭ ‬مهمة‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬المناضلة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬وقوى‭ ‬التضامن‭ ‬العالمية،‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬إفشال‭ ‬مخطّط‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭ ‬لسكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬جديد،‭ ‬لأن‭ ‬إفشالَه‭ ‬سيهدم‭ ‬مجمل‭ ‬الخطّة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العنصرية‭ ‬ويبدّدها،‭ ‬ويفتح‭ ‬باب‭ ‬الحرية‭ ‬والتحرير‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

كل‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وكل‭ ‬عربي،‭ ‬وكل‭ ‬إنسانٍ‭ ‬حرٍّ‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مُطالب‭ ‬اليوم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬هبّة‭ ‬عربية‭ ‬عالمية‭ ‬واسعة‭ ‬لصدّ‭ ‬الجريمة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬البشعة،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭... ‬فلتتكاتف‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬لإفشال‭ ‬مشروع‭ ‬التهجير‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

{ الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا