يسطر شعبنا العربي الفلسطيني ملاحم جديدة من البطولة والفداء بدأت بصباح السابع من شهر أكتوبر عام 2023 م ومستمرة إلى يومنا هذا وستستمر ما ظل الاحتلال الغاشم البغيض يجثم على صدورنا ويحرمنا متعة الحياة التي منحنا إياها الله رب العالمين.
هل تساءل الغرب المتشدق بحقوق الإنسان نفسه، لماذا هناك مقاومة؟ وهل سألوا أنفسهم ولو سرآ كيف لشعب أن يستعبد شعبا آخر؟ ولماذا يستمر هذا الاستعباد إلى ما لا نهاية؟ ولماذا علينا أن ندعم هذا الظلم ونمكنه بالمال والسلاح والعتاد والرجال والموقف والغطاء السياسي؟
الجديد في هذه الحرب الضروس الطاحنة، قيام هذا الغرب بنزع الصفة الإنسانية عن الشعب العربي الفلسطيني وشيطنته، تمهيدا لضربه الضربة القاسمة الساحقة الماحقة، فلا مانع من وصف وزير الدفاع الإسرائيلي وقائد أركانه «جالانت» الفلسطينيين بالحيوانات البشرية! ولا ضير أن يأتي وزير خارجية الولايات المتحدة إلى دولة الاحتلال والعدوان والأبارتهايد ويعلن أنه يأتي بصفته يهودي! ومن قبله أعلن رئيسه «بايدن» أنه صهيوني، وقال عبارته الشهيرة: «ليس عليك أن تكون يهوديآ لتكون صهيونيا، فأنا صهيوني»!
يصرخ الصحفي الإسرائيلي «دانييل ليفي» وهو المحلل السياسي والمؤرخ ومدير الموقع الإسرائيلي أيضا من «لندن» عاصمة الاستعمار القديم وظل الاستعمار الجديد، «الحرب مروعة والحل يجب أن يكون سياسيا، الفلسطينيون لا يتمتعون بأساسيات الحياة، يعيشون تحت الاحتلال الدائم، في دولة فصل عنصري، حكومة تتجاهل الواقع، حكومة متطرفة يسيطر عليها مستوطنون»!
ويذهب بعيدا بقوله بألم شديد: «لقد خدعتنا الولايات المتحدة وبريطانيا بإطلاق أيدينا بفعل ما نشاء بالفلسطينيين تحت ضمانة سنحمي ظهركم»! حرمنا الفلسطينيين من أساسيات الحياة، ولم نرسل أي إشارة لهم بأن هناك طريقا آخر ولم نوجد أي أمل لهم!
بطولة شعبي معروفة ومجربة، لذلك لن أتكلم عنها، سأوضح بعض النقاط المهمة التي يركز عليها الصهاينة ومَن والاهم من غرب متصهين معاد لأمتنا العربية المجيدة ويعتقد أن ساعة الحسم قد حانت، وفضائيات متنوعة تعمل على دس السم بالعسل نهارا جهارا.
حركتا حماس والجهاد الإسلامي مكونان أساسيان أصيلان من مكونات شعبنا العربي الفلسطيني، ومحاولات تمييز شعبنا العربي الفلسطيني عن هاتين الحركتين لهو محاولة مقصودة للاستفراد بهما، ومحاولة شيطنة الحركتين بافتراءات كاذبة كقطع رؤوس الأطفال هو تمهيد لمحاولة القضاء على الحركتين، وما وصف الحركتين بأنهما تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لهو وصف غير صحيح!
الجيش الإسرائيلي والمستوطنات الإسرائيلية أهداف مشروعة للمقاومة وللشعب الواقع تحت نير الاحتلال كفلته كل الأديان السماوية والشرائع الدولية، فالجيش الصهيوني هو جيش غاز محتل مغتصب للأرض وهو هدف مشروع للمقاومين، والمستوطنات غير شرعية حسب القانون الدولي ولا تعترف بها كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
غطرسة القوة وفائضها لن تجدي مع شعب أصيل كريم متعطش لحريته واستعادة حقوقه المشروعة، فلم تنفعكم حصونكم وقلاعكم وعتادكم يوم السابع من أكتوبر 2023 م، فطعنتم في كبريائكم وتحطمت صورتكم وحشرتم في الزاوية لا تقوون على فعل شيء!
تباهى رجل العلاقات العامة «نتنياهو» بإنجازه الأهم وهو تعطيل ومنع حل الدولتين خمسة عشر عاما، وها هو الآن يستجدي الولايات المتحدة والأوروبيين لنجدته بعد انهيار منظومته من جيش وأمن ومخابرات، والكل يضغط عليه حتى حزبه الليكود، فهذا الوحش الجريح يتخبط وهو يرى نهاية مستقبله السياسي وقرب محاكمته، وسعيه لتدمير قطاع غزة وشنه حرب الإبادة الجماعية بقطعه الماء والغذاء والدواء والكهرباء عن القطاع الصامد لهو دليل على ضعفه وعجزه ووضاعته!
الصراع مستمر ولن ينتهي بهذه الحرب الطاحنة، ولعلها تكون درسا وعبرة للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بضرورة احترام الشعب العربي الفلسطيني وأحقيته بالعيش بكرامة مثل باقي شعوب الأرض، والعمل على الضغط على دولة الاحتلال والعدوان بضرورة التسليم بحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني وإقامة دولته الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
معادلة «شعب يستعبد شعبا آخر إلى ما لا نهاية» لن تجدي نفعا وهذا ما عملت عليه دولة الاحتلال والعدوان والأبارتهايد الصهيونية لأكثر من خمسة عقود، والحلول العجائبية من وطن بديل وترانسفير وتهجير والخيار الأردني وغزة مكتظة بالسكان مقابل سيناء قليلة السكان لن تفلح أبدًا!
{ كاتب فلسطيني مقيم في مملكة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك