العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى المسؤول الإداري القائد

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬منظومة‭ ‬الذكاء‭ ‬الإداري‭ ‬نعني‭ ‬بالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد؛‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬لمّ‭ ‬أطراف‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬فتارة‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحيد‭ ‬عن‭ ‬الأمور‭ ‬الإدارية‭ ‬والتشريعات‭ ‬وتارة‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬القانون‭ ‬والقرارات،‭ ‬وتارة‭ ‬يتوجه‭ ‬لاستخدام‭ ‬الأساليب‭ ‬الحديثة‭ ‬والتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وتارة‭ ‬‭ ‬إن‭ ‬اضطرته‭ ‬الظروف‭ ‬‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬أخرى‭ ‬لاتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬فالإدارة‭ ‬والموقع‭ ‬الذي‭ ‬يشغله‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬ليس‭ ‬منصبًا‭ ‬وإنما‭ ‬نمط‭ ‬حياة‭ ‬وأسلوب‭ ‬تفكير‭.‬

هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإداريين‭ ‬القادة‭ ‬يلجؤون‭ ‬عادة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصائبة،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬الأساليب‭ ‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬بمهارات‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي؛‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬ويصعب‭ ‬حصرها‭ ‬هنا،‭ ‬ولكننا‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬والاستشارات‭ ‬وجلسات‭ ‬الكوتشنج‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نعقدها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬القادة‭ ‬كنا‭ ‬ندربهم‭ ‬على‭ ‬ممارستها‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الحاسمة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تطرأ‭ ‬في‭ ‬مؤسساتهم،‭ ‬وسوف‭ ‬نستعرض‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأساليب‭ ‬بهدف‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬ضيق‭ ‬التفكير‭ ‬التقليدي‭ ‬إلى‭ ‬سعة‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسات‭.‬

أولاً‭: ‬أسلوب‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ (‬Brain‭ ‬Storming‭)‬؛‭ ‬وهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأساليب‭ ‬المستخدمة‭ ‬وأسهلها‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الأفكار‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬وهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬التنبيه‭ ‬بالأفكار‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬جماعة‭ ‬صغيرة‭. ‬والمفروض‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬جلسة‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ ‬بعدم‭ ‬وضوح‭ ‬وتنتهي‭ ‬بوضوح‭ ‬تام‭ ‬وبأفكار‭ ‬جديدة‭.‬

ويُعد‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ (‬أو‭ ‬التفاكر‭ ‬أو‭ ‬استمطار‭ ‬الأفكار‭) ‬وسيلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬قصير،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬المشكلة‭ ‬عليهم‭ ‬ومطالبتهم‭ ‬بأن‭ ‬يدلوا‭ ‬بأكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلها،‭ ‬ويعتمد‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬شروط‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭:‬

1-‭  ‬تأجيل‭ ‬تقييم‭ ‬الأفكار‭: ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬إرجاء‭ ‬التقييم‭ ‬أو‭ ‬النقد‭ ‬لأية‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬جلسة‭ ‬توليد‭ ‬الأفكار‭.‬

2‭- ‬عدم‭ ‬وضع‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬التفكير‭: ‬فالفرد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬بحرية،‭ ‬وأن‭ ‬يندفع‭ ‬بخياله‭ ‬وأحلامه،‭ ‬ويترك‭ ‬لعقله‭ ‬الباطن‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬فوضع‭ ‬القيود‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬التفكير‭.‬

3-‭ ‬كمية‭ ‬الأفكار‭ ‬هي‭ ‬المهمة‭ ‬وليس‭ ‬نوع‭ ‬الأفكار‭: ‬فكلما‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬الأفكار‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬أفضل‭ ‬لتوفير‭ ‬أفكار‭ ‬أصيلة‭.‬

4-‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬الآخرين‭ ‬وتطويرها‭: ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬للفرد‭ ‬استعمال‭ ‬أفكار‭ ‬الآخرين‭ ‬كأساس‭ ‬لاكتشاف‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬مبنية‭ ‬عليها‭.‬

وطبقًا‭ ‬لهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يختار‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬المشكلة‭ ‬المطلوب‭ ‬دراستها‭ ‬في‭ ‬الاجتماع،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مشكلة‭ ‬راهنة‭ ‬وذات‭ ‬أهمية‭ ‬لتبرير‭ ‬اشتراك‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬متفتح‭ ‬الذهن‭ ‬وأن‭ ‬يقود‭ ‬الجماعة‭ ‬بقوة‭ ‬وحماس‭ ‬وقدرة‭ ‬وأن‭ ‬يُظهر‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالاشتراك‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأفكار‭ ‬والتمتع‭ ‬بأفكار‭ ‬الآخرين‭.‬

ويطلب‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المشتركين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مساعدًا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الأفكار‭ ‬وتعليق‭ ‬الأوراق‭ ‬المكتوبة‭ ‬على‭ ‬الحائط‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭. ‬وعند‭ ‬انتهاء‭ ‬الاجتماع‭ ‬يشكر‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬المشاركين‭ ‬على‭ ‬مساهمتهم،‭ ‬ويؤكد‭ ‬لهم‭ ‬أنهم‭ ‬سوف‭ ‬يحاطون‭ ‬علمًا‭ ‬بالأفكار‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭. ‬

ثم‭ ‬تبدأ‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية‭ ‬بفريق‭ ‬يختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬الأول،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقييم‭ ‬الأفكار‭ ‬واختيار‭ ‬أفضلها‭ ‬وأنسبها‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭. ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬تقييم‭ ‬الأفكار‭ ‬بعد‭ ‬اجتماع‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ ‬بيوم‭ ‬أو‭ ‬بيومين‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬جمع‭ ‬الأفكار،‭ ‬وبعد‭ ‬تقييم‭ ‬واختيار‭ ‬الأفكار‭ ‬يجب‭ ‬توزيع‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬مطبوعة‭ ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭.‬

ثانيًا‭: ‬أسلوب‭ ‬دلفاي‭ (‬Delphi‭ ‬Technique‭)‬؛‭ ‬يمكن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬قائمًا‭ ‬بذاته‭ ‬أو‭ ‬تبعًا‭ ‬لجلسات‭ ‬العصف‭ ‬الذهني،‭ ‬وهذا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬وربما‭ ‬القضية‭ ‬المطروحة‭. ‬ويقوم‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬اختيار‭ ‬أحد‭ ‬الأفراد‭ ‬كمنسق،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬كبيرة‭ ‬بكيفية‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب،‭ ‬كذلك‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أو‭ ‬الفكرة‭ ‬المطروحة‭ ‬للتقييم‭.‬

يقوم‭ ‬المنسق‭ ‬بعد‭ ‬تسلم‭ ‬إجابات‭ ‬الخبراء‭ ‬منفردة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬اجتماع‭ ‬وجلسة‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ ‬ويفرغها‭ ‬في‭ ‬جداول‭ ‬أو‭ ‬أشكال‭ ‬بيانية‭ ‬تبين‭ ‬مدى‭ ‬الاتفاق‭ ‬أو‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭.‬

وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يقوم‭ ‬المنسق‭ ‬بإعداد‭ ‬ملخص‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬إليها‭ ‬الخبراء‭ ‬الآخرون‭ ‬ويرسله‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬خبير‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬ويسأله‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬متمسكًا‭ ‬بوجهة‭ ‬نظره‭ ‬تجاه‭ ‬الفكرة‭ ‬أو‭ ‬المشكلة‭ ‬الموضوعة‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬تعديلات‭ ‬أو‭ ‬تغييرات‭ ‬يود‭ ‬إدخالها‭ ‬على‭ ‬رأيه‭ ‬السابق‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟

ويكرر‭ ‬المنسق‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الثبات‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬الإجابات‭. ‬فيبدأ‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإجابات‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬المعروضة‭ ‬أو‭ ‬تقييم‭ ‬الفكرة‭ ‬المطروحة‭. ‬ويمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬طريقة‭ ‬دلفاي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭:‬

1-‭  ‬تحديد‭ ‬أو‭ ‬تنمية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬البديلة‭ ‬والممكنة‭.‬

2-‭  ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الافتراضات‭ ‬الأساسية‭ ‬أو‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أحكام‭ ‬مختلفة‭.‬

3-‭  ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إجماع‭ ‬أو‭ ‬اتفاق‭ ‬الجماعة‭.‬

4-‭  ‬ربط‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليها‭ ‬بشأن‭ ‬الموضوع‭ ‬بمدى‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬فروع‭ ‬المعرفة‭.‬

5‭-  ‬تعليم‭ ‬أفراد‭ ‬الجماعة‭ ‬المستجيبة‭ ‬كيفية‭ ‬التعمق‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬النواحي‭ ‬المختلفة‭ ‬للموضوع‭ ‬المطروح‭.‬

ويمكن‭ ‬تحديد‭ ‬خطوات‭ ‬أسلوب‭ ‬دلفي‭ ‬بشكل‭ ‬آخر‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات‭ ‬الإدارية‭ ‬كالتالي‭:‬

1-‭  ‬يقوم‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بإعداد‭ ‬استقصاء‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬رؤيتهم‭ ‬للمشكلة‭.‬

2-‭  ‬يتم‭ ‬إرسال‭ ‬الاستقصاء‭ ‬بالبريد‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬يستجيبون‭ ‬للأسئلة‭ ‬الواردة‭ ‬به‭.‬

3‭-  ‬يتم‭ ‬جمع‭ ‬استجابات‭ ‬الأفراد‭ ‬وتلخيصها‭.‬

4-‭  ‬تعاد‭ ‬الملخصات‭ ‬إلى‭ ‬المستجيبين‭ ‬لمعرفة‭ ‬ردود‭ ‬أفعالهم‭.‬

5-‭  ‬تستمر‭ ‬العملية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬جماعي‭.‬

 

ثالثًا‭: ‬منهجية‭ ‬الأسئلة‭ ‬الخمسة‭ ( ‬لماذا5؟‭) ‬‭(‬The‭ ‬5Why‭)‬؛‭ ‬منهجية‭ ‬أسئلة‭ (‬لماذا5؟‭) ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬والمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للمشكلة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المنهجية‭ ‬يتم‭ ‬توجيه‭ ‬خمسة‭ ‬أسئلة‭ ‬كلها‭ ‬تبدأ‭ ‬بلماذا‭ (‬Why‭) ‬مثل‭: ‬

*‭ ‬لماذا‭ ‬حدثت‭ ‬المشكلة؟

*‭ ‬لماذا‭ ‬حدثت‭ ‬الآن؟

*‭ ‬لماذا‭ ‬حدثت‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل؟

*‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الوقاية‭ ‬منها؟

*‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬العمال‭ ‬أو‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬حلها،‭ ‬فتم‭ ‬تصعيدها‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬لحلها؟

هذا‭ ‬ويمكن‭ ‬تعريف‭ ‬أسلوب‭ ‬الأسئلة‭ (‬5‭ ‬لماذا؟‭) ‬بأنه‭ ‬عملية‭ ‬تساؤل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العوامل‭ ‬المسببة‭ ‬للمشكلة‭ ‬والنتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬عليها،‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬لنا‭ ‬الفصل‭ ‬والتفرقة‭ ‬بين‭ (‬أعراض‭ ‬المشكلة‭) ‬و‭(‬أسباب‭ ‬المشكلة‭) ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬الأسباب‭ ‬الفعلية‭ ‬للمشكلة‭ ‬أو‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬المطابقة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬الإجراءات‭ ‬التصحيحية‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭. ‬وتتسم‭ ‬هذه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تميزها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬ومنها‭:‬

1-‭  ‬البساطة‭: ‬فيسهل‭ ‬استخدامها‭ ‬وتطبيقها‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬الإحصائية‭.‬

2-‭  ‬الفاعلية‭: ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬والتفرقة‭ ‬بين‭ (‬أعراض‭ ‬المشكلة‭) ‬وبين‭ (‬أسباب‭ ‬المشكلة‭).‬

3-‭  ‬الشمولية‭: ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ (‬العلاقات‭) ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أسباب‭ ‬المشكلة‭.‬

4-‭  ‬المرونة‭: ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬بمفردها‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬تحسين‭ ‬الجودة‭ ‬ومعالجة‭ ‬المشكلات‭.‬

5-‭  ‬محفزة‭ ‬للمشاركة‭: ‬فهي‭ ‬تحفز‭ ‬الجميع‭ ‬‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المؤسسة‭ ‬‭ ‬للمشاركة‭ ‬وتكوين‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭.‬

6-‭  ‬انخفاض‭ ‬التكلفة‭: ‬تتركز‭ ‬هذه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬ولا‭ ‬تتطلب‭ ‬توفير‭ ‬أي‭ ‬متطلبات‭ ‬أخرى‭.‬

في‭ ‬حالة‭ ‬توصلك‭ ‬لأسباب‭ ‬المشكلة‭ ‬وحلولها،‭ ‬بعد‭ ‬اتفاق‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬سبب‭ ‬رئيسي‭) ‬للمشكلة،‭ ‬وعندها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬إجراء‭ ‬تصحيحي‭ ‬لكل‭ ‬سبب‭. ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬أو‭ ‬الإجابات‭ ‬سوف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تضليلك‭ ‬عن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمشكلة‭.‬

رابعًا‭: ‬منهجية‭ (‬5‭ ‬لماذا‭ ‬و1‭ ‬كيف‭) (‬5 W and 1H Methodology‭)‬؛‭ ‬يقصد‭ ‬بمنهجية‭ ‬‭(‬5 W and 1H Methodology‭) ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬تحليل‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭ (‬متى،‭ ‬ولماذا،‭ ‬وما،‭ ‬من،‭ ‬ماذا،‭ ‬وكيف‭ ‬؟‭)‬،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬أن‭ ‬رمز‭ (‬5W‭)‬،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الحروف‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭ ‬‭(‬who,‭ ‬what,‭ ‬why,‭ ‬when,‭ ‬where,‭ ‬how‭). ‬

ورمز‭ (‬1H‭) ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ (‬كيف‭ ‬how‭). ‬وتساعد‭ ‬هذه‭ ‬المنهجية‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لدراسة‭ ‬وفهم‭ ‬المشكلة‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تشخيصها‭ ‬واقتراح‭ ‬الحلول‭ ‬لها‭.‬

خامسًا‭: ‬خرائط‭ ‬التدفق‭ (‬Flowcharts‭)‬؛‭ ‬خريطة‭ ‬التدفق‭ ‬أو‭ ‬خريطة‭ ‬المسار‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مخطط‭ ‬يصف‭ ‬العملية‭ ‬أو‭ ‬المشكلة‭ ‬والخطوات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬العملية‭ ‬أو‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الخدمة‭ ‬أو‭ ‬المشكلة‭ ‬والموضوع‭ ‬المراد‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬فيه‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الخريطة‭ ‬يمكن‭ ‬معرفة‭ ‬بدايتها‭ ‬ونهايتها‭ ‬وأين‭ ‬نحن‭ ‬الآن؟‭ ‬وما‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬تمت؟‭ ‬وما‭ ‬الخطوات‭ ‬المتبقية‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إنجازها؟‭ ‬أيضًا‭ ‬تساعد‭ ‬خريطة‭ ‬التدفق‭ ‬تحديد‭ ‬نقاط‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭. ‬وتستخدم‭ ‬خرائط‭ ‬التدفق‭ ‬في‭ ‬الآتي‭:‬

*‭ ‬توثيق‭ ‬الخطة‭. ‬

*‭ ‬تحديد‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭. ‬

*‭ ‬متابعة‭ ‬التنفيذ‭. ‬

عمومًا،‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬الأساليب‭ ‬السهلة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أساليب‭ ‬أخرى‭ ‬ربما‭ ‬أصعب‭ ‬وأقدر،‭ ‬إلا‭ ‬إننا‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬طرحها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬نطرحها‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭.‬

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا