العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

برنامج السجون المفتوحة مشروع بحريني حضاري

بقلم: د. نبيل العسومي

الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

خطت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬كبيرة‭ ‬واتخذت‭ ‬إجراءات‭ ‬متقدمة‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬الثالثة‭ ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬الإجماع‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭.‬4%‭ ‬وهي‭ ‬نتيجة‭ ‬قلما‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬استفتاءات‭ ‬أو‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬تفويض‭ ‬شعبي‭ ‬أكد‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب‭ ‬المطلقة‭ ‬في‭ ‬قائد‭ ‬المسيرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬لتبدأ‭ ‬البحرين‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬لإدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أيضا‭ ‬اتخذت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الملموسة‭ ‬لتحسين‭ ‬أداء‭ ‬الوزارة‭ ‬للتوافق‭ ‬مع‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬بلادنا‭ ‬ولتتماشى‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وصون‭ ‬كرامته‭ ‬وإنسانيته‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تعديل‭ ‬الأنظمة‭ ‬وسن‭ ‬القوانين‭ ‬وإنشاء‭ ‬إدارات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وإنشاء‭ ‬شرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬وتحسين‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬وتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمحبوسين‭ ‬وتزويد‭ ‬المراكز‭ ‬بوسائل‭ ‬الترفيه‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬رياضية‭ ‬وصالات‭ ‬ومكتبات‭ ‬وكتب‭ ‬وغيرها‭. ‬وقد‭ ‬توجت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بإقامة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتخريج‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬معالي‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بحضور‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬بوازرة‭ ‬الداخلية‭ ‬وإداراتها‭ ‬وأجهزتها‭ ‬وممثلي‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الوطنية‭ ‬الداعمة‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬والذي‭ ‬نظمته‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الاحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نهج‭ ‬الشراكة‭ ‬الذي‭ ‬تتبعه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتخريج‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬من‭ ‬زلت‭ ‬بهم‭ ‬القدم‭ ‬وارتكبوا‭ ‬أعمالا‭ ‬وأفعالا‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬والأنظمة‭ ‬ودخلوا‭ ‬بسببها‭ ‬السجن‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬ضدهم‭ ‬لتكون‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬وإعادة‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬كعنصر‭ ‬إيجابي‭ ‬مساهم‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬السجين‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭  ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬الزنزانات‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الملل‭ ‬والفراغ‭ ‬والوحدة‭ ‬وقد‭ ‬يختلط‭ ‬مع‭ ‬المساجين‭ ‬الخطيرين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السوابق‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يتكرر‭ ‬حبسهم‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬في‭ ‬سلوكه‭ ‬وتصرفاته‭ ‬وقد‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬السجن‭.‬

لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬برنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬تؤكد‭ ‬المستوى‭ ‬المتطور‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬تتعامل‭ ‬به‭ ‬الوزارة‭  ‬مع‭ ‬المساجين‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬إصلاحات‭ ‬متواصلة‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬معالي‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ومتابعة‭ ‬شخصية‭ ‬منه‭ ‬لتتماشي‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬ولتكون‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬للإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬وذلك‭ ‬بشهادة‭ ‬ممثلي‭ ‬المنظمات‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المهتمة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بعد‭ ‬زياراتها‭ ‬المتعددة‭ ‬لمراكز‭ ‬الإصلاح،‭ ‬فمراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬مزودة‭ ‬اليوم‭ ‬بكل‭ ‬وسائل‭ ‬الترفيه‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬زيادة‭ ‬أوقات‭ ‬الزيارات‭ ‬وعدد‭ ‬مراتها‭ ‬وتم‭ ‬السماح‭ ‬للسجناء‭ ‬بحمل‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬أهلهم‭ ‬وذويهم‭ ‬وتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬إن‭ ‬برنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬يمثل‭ ‬قصة‭  ‬نجاح‭ ‬نموذجية‭ ‬تعكس‭ ‬الارتقاء‭ ‬بتطبيق‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نهج‭ ‬التطوير‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وللقائمين‭ ‬عليه‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا