العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

إنه وقت الحقيقة!

{‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬تمتلئ‭ ‬اليوم‭ ‬بتحذيرات‭ ‬وتنبؤات‭ ‬وتحليلات‭ ‬وتعليقات‭ ‬حول‭ ‬‮«‬انقطاع‭ ‬النت‮»‬‭ ‬قريبا‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يُرجعه‭ ‬‮«‬من‭ ‬يتحكمون‭ ‬في‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬عاصفة‭ ‬شمسية‭ ‬قادمة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أكتوبر‭ ‬وديسمبر‭! ‬فيما‭ ‬الغالبية‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬سيكون‭ (‬قطعا‭ ‬متعمّدا‭) ‬وليس‭ (‬انقطاعا‭ ‬طبيعيا‭) ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬سيترافق‭ ‬مع‭ ‬زمن‭ ‬إطلاق‭ ‬جائحة‭ ‬جديدة‭ ‬وفرض‭ ‬إجراءات‭ ‬مشددة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭! ‬وربما‭ ‬غزو‭ ‬فضائي‭ ‬وظهور‭ ‬فضائيين‭! ‬وآخرون‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ (‬حرب‭ ‬المناخ‭ ‬المفتعلة‭) ‬ستتصاعد‭ ‬وتيرتها‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬تلك‭ ‬التحليلات‭ ‬التي‭ ‬يحاول‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬سيحدث؟‭ ‬ولماذا‭ ‬سيحدث؟‭ ‬وكيف‭ ‬سيحدث؟‭ ‬فيما‭ ‬الغالبية‭ ‬تتفق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬‮«‬قطع‭ ‬النت‮»‬‭ ‬هو‭ (‬لإخفاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬عن‭ ‬الناس‭) ‬الذين‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬أصبحوا‭ ‬يتبادلون‭ ‬الأخبار‭ ‬والأحداث‭ ‬بسرعة‭ ‬البرق‭! ‬وأن‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬الظل‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬لها‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬النت‭ ‬والآليات‭ ‬الإلكترونية‮»‬‭ ‬أصبحت‭ ‬وسيلة‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬وتصريف‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬انقطع‭ ‬‮«‬النت‮»‬‭ ‬انهار‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وتوقف‭ ‬الطيران‭ ‬وتراجعت‭ ‬آليات‭ ‬إدارة‭ ‬الدول‭ ‬لشؤونها،‭ ‬وانحرم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يهدفون‭ ‬إليه‭ ‬للسيطرة‭ ‬الكاملة‭! ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحوّل‭ ‬‮«‬النت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬حياة‭ ‬واقتصاد‭ ‬وبنوك‭ ‬وتجارة‭ ‬ووزارات‭ ‬ومؤسسات‭! ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬انقطع‭ ‬ذلك‭ ‬شهراً‭ ‬أو‭ ‬عدة‭ ‬شهور؟‭!‬

{‭ ‬اليوم‭ ‬يبحث‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭! ‬أين‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وحيث‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬قوة‭ ‬طاغية،‭ ‬والمعلومات‭ ‬أصبحت‭ ‬أغلى‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يموج‭ ‬بالأحداث‭ ‬والمتناقضات‭ ‬والكوارث‭ ‬والتحليلات؟‭! ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأسئلة‭ ‬المقلقة‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬البشرية‭ ‬كل‭ ‬يوم؟‭! ‬لماذا‭ ‬يعمل‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬المنظومة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬وتعداد‭ ‬السكان،‭ ‬وقلب‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمنظومة‭ ‬العقلية‭ ‬والأخلاقية؟‭! ‬لماذا‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الشائع‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحروب‭ ‬البيولوجية‭ ‬والمناخية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬سلاح‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬‮«‬النخبة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬البشرية؟‭! ‬ما‭ ‬مصير‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يحدث؟‭!‬

{‭ ‬الكاتب‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬أورويل‮»‬‭ ‬وصف‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬تحديداً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬حول‭ ‬المستقبل‭ ‬وما‭ ‬يسعى‭ ‬إليه‭ (‬المتحكمون‭) ‬بأنهم‭ ‬يريدونه‭ ‬أي‭ ‬المستقبل‭ (‬حذاء‭ ‬يضع‭ ‬ختمه‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬البشري‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭)! ‬ورغم‭ ‬قسوة‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬وقِدمه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ومنذ‭ ‬دخول‭ ‬البشرية‭ ‬‮«‬الألفية‭ ‬الثالثة‮»‬‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يُراد‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬المواضيع‭ ‬المتداولة‭ ‬حول‭ ‬المخططات‭ ‬والأجندات‭ ‬وأهداف‭ (‬النخبة‭ ‬العالمية‭) ‬سائدة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬ومتسيّدة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المواضيع‭ ‬الأخرى‭ ‬العالمية‭! ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬يخص‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭ ‬ووجوده‭ ‬ومصيره‭!‬

{‭ ‬إن‭ ‬المعرفة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كونها‭ ‬قوة،‭ ‬فهي‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬تقرّب‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬مضادة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬بالهيمنة‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بفناء‭ ‬أغلب‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭! ‬ولذلك‭ ‬فهذه‭ ‬السنوات،‭ ‬هي‭ (‬السنوات‭ ‬الكاشفات‭) ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سراً‭ ‬وخفيًّا‭! ‬حول‭ ‬من‭ ‬يحكم‭ ‬العالم‭ ‬حقاً‭! ‬وحول‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬باسم‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأرباح‭ ‬و«النفعية‭ ‬الأنانية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يحركها‭ ‬من‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وقوة‭ ‬المال‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬وفي‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلم‭ ‬والتكنولوجيا‭!‬

‮«‬زمن‭ ‬السرّية‮»‬‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانتهاء،‭ ‬ولكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬لفرملة‭ ‬من‭ ‬يزيفّها‭ ‬ويمارس‭ ‬التضليل‭ ‬حولها‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وعي‭ ‬بشري‭ ‬متوحد‮»‬‭! ‬وسائط‭ ‬الإعلام‭ ‬المسيطر‭ ‬عليها‭ ‬لن‭ ‬تعطي‭ ‬الناس‭ ‬الحقائق،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬أدوات‭ ‬تضليل‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬اكتسبت‭ ‬قوة‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬المعلومة‭ ‬والأفكار‭ ‬والمفاهيم‭!‬

{‭ ‬وقد‭ ‬حبانا‭ ‬الله‭ ‬عقولاً‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل،‭ ‬وقوة‭ ‬حدسية،‭ ‬واستشعار‭ ‬القلب‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬صحيح،‭ ‬فالإنسان‭ ‬يشعر‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬وروحه‭ ‬وكيانه‭ ‬الأعمق‭! ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوحّد‭ ‬اليوم‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬الشعوب،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحكم‭ (‬نخبة‭ ‬مجنونة‭ ‬حاكمة‭) ‬وهي‭ ‬أقلية‭ ‬القليل‭ ‬قياساً‭ ‬للبشرية‭! ‬هؤلاء‭ ‬يغرسون‭ ‬الخوف‭ ‬والتفرقة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬والشعوب،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتوحد‭ ‬قواهم‭ ‬ويتوحّد‭ ‬وعيهم،‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حولهم‭! ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الخداع‭ ‬والسرّية‮»‬‭ ‬أهم‭ ‬أسلحة‭ ‬الذين‭ ‬هدفهم‭ ‬فقط‭ ‬السلطة‭ ‬والنفوذ‭ ‬والقوة‭ ‬والهيمنة‭ ‬وجمع‭ ‬المال،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬كسره‭ ‬ورفع‭ ‬الحجاب‭ ‬عنه‭! ‬كلنا‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬تمزيق‭ ‬الأقنعة‭ ‬وكشف‭ ‬السرية‭ ‬وكشف‭ ‬آليات‭ ‬الخداع‭ ‬والتضليل‭ ‬‮«‬وزرع‭ ‬الخوف‭ ‬والمعلومات‭ ‬المربكة‭ ‬التي‭ ‬تشوش‭ ‬العقول،‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وحالياً‭ ‬حول‭ ‬الأوبئة‭ ‬والمناخ‭ ‬والمعلومات‭ ‬الكونية‭! ‬فتلك‭ ‬أساليبهم،‭ ‬وقد‭ ‬استشعروا‭ ‬انكشافها‭ ‬أمام‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ولذلك‭ ‬قد‭ ‬يتخذون‭ ‬خطوة‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة،‭ ‬لمنع‭ ‬المعلومات‭ ‬واكتشاف‭ ‬الحقيقة‭! ‬فهل‭ ‬‮«‬قطع‭ ‬النت‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬سيتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬فرضية؟‭! ‬نحن‭ ‬قريبون‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬معرفة‭ ‬ذلك،‭ ‬فالأمور‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬نهاياتها‭! ‬فهل‭ ‬بإمكان‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬إفشال‭ ‬المخططات‭ ‬الشيطانية؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا