أعود إليك قارئي بعد انقطاع ثمانية شهور لظروف شخصية، انقطعت فيها عن الكتابة، لكن لم أنقطع عن متابعة ما يحدث في البلاد ولا ما يشهده العالم، فكل الأحداث مدعاة للاهتمام والتبصّر، والاهم أن تكون بوصلتنا لخطواتنا المستقبلية.
وحري بي البدء بالترحم على شهدائنا الأبرار جنود البطولة والذود عن حياض الأمة، سائلة المولى أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وكلّي ثقة أن البحرين ستتجاوز هذا الحدث الجلل بعزيمة ورؤية ثاقبة.
ولأن نهج وطننا دائما العمل الدؤوب مع الشركاء، فمن ضمن أخبار مشاركة الوفد البحريني برئاسة معالي د. عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هناك حدثان لافتان بين سطور المنشورات وجدتهما، أولهما ما أعلنه الوزير عن وثيقة «إعلان البحرين» إثر ترؤس المملكة حوار التعاون الآسيوي خلال الأعوام 2021-2023 والذي تتسلم رئاسته بعدها إيران.
فأي إنجاز دبلوماسي يحسب للبحرين بأن تترأس مجموعة من الدول الآسيوية وتتبادل معهم الحلول لتحقيق التعافي المستدام من الجوائح والكوارث التي أضحت مصيراً مباغتا للدول.
أما ثاني الأحداث فهو إطلاق البحرين أولى فعاليات مبادرة «الرقمنة من أجل التنمية المستدامة» برئاسة سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، حيث الهدف منها تعزيز الشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات بما يواكب أهداف التنمية المستدامة واستراتيجية البحرين لقطاع الاتصالات للأعوام 2022-2026.
وتوازيا مع الحراك الدبلوماسي في الولايات المتحدة، هناك آخر في العاصمة النمساوية فيينا، حيث وقع سعادة السفير الدكتور يوسف عبدالكريم ممثلاً عن مملكة البحرين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية النسخة المستحدثة لإطار البرنامج القطري للفترة 2024-2029م، ويقوم هذا الإطار بتحديد أولويات جديدة للبحرين فيما يتعلق بالتعاون الفني للاستفادة من التكنولوجيا النووية في المجالات السلمية وخاصة المشاريع التي تركز على فهم ومعالجة مرض السرطان وصحة الإنسان.
وكانت السعودية قد أعلنت دعمها لمبادرة «أشعة الأمل»، التي أطلقتها الوكالة، بمبلغ مليونين ونصف المليون دولار، من أجل المساعدة في إنقاذ الأرواح، والتصدي لأعباء أمراض السرطان، باستخدام التقنيات النووية.
وعلى هذا المنوال البحرين شريك متحرك ومتفاعل مع العالم وقضاياه وتساهم بقدر الإمكان في الحلول. وتمارس بفاعلية الدبلوماسية المتعددة الأطراف أو ما يعرف أيضا بدبلوماسية الممرات وفق خطى وازنة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك