العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

نبي الرحمة ورسول البشرية!

{‭ ‬هو‭ ‬النبي‭ ‬الذي‭ ‬وحده‭ ‬اقترن‭ ‬اسمه‭ ‬باسم‭ ‬الله،‭ ‬وكل‭ ‬مسلم‭ ‬يشهد‭ ‬بذلك‭ ‬مع‭ ‬الآذان‭ ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬الصلاة‭ (‬أشهد‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬الا‭ ‬الله‭ ‬وأشهد‭ ‬أن‭ ‬محمدًا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭)! ‬هي‭ ‬إذًا‭ ‬المنزلة‭ ‬العظيمة‭ ‬لنبي‭ ‬أرسله‭ ‬الله‭ ‬رحمة‭ ‬للعالمين،‭ ‬ورسول‭ ‬لآخر‭ ‬رسالة‭ ‬إلهية‭ ‬وأكملها،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام‭! ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬متدرّجًا‭ ‬منذ‭ ‬آدم‭ ‬ونوح‭ ‬وإبراهيم‭ ‬وموسى‭ ‬وعيسى،‭ ‬عليهم‭ ‬السلام،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬النضج‭ ‬البشري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكلمة‭ ‬هي‭ ‬معجزة‭ ‬القرآن‭ ‬الذي‭ ‬به‭ ‬اكتمل‭ ‬دين‭ ‬الله‭ ‬ورضيه‭ ‬للبشر‭ ‬كلهم‭! ‬لأنها‭ ‬أي‭ ‬الكلمة‭ (‬للغة‭ ‬التجريد‭ ‬العقلي‭) ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المعجزات‭ ‬المادية‭ ‬الملموسة‭ ‬كعصا‭ ‬موسى‭ ‬وشقّ‭ ‬البحر‭! ‬ومعجزات‭ ‬‮«‬عيسى‮»‬‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬موتى‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬وشفاء‭ ‬المرضى‭ ‬والأعمى‭! ‬فالكلمة‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬مجاراة‭ ‬لنضج‭ ‬العقل‭ ‬فكريا‭ ‬ونضجه‭ ‬روحيًا،‭ ‬وحيث‭ ‬‮«‬القرآن‮»‬‭ ‬بآياته‭ ‬وسوره‭ ‬يرتحل‭ ‬بالعقل‭ ‬والنفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬والروح،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدارج‭ ‬الحكمة‭ ‬والرشد‭ ‬والتعاليم‭ ‬والحدود‭ ‬والشريعة،‭ ‬مثلما‭ ‬يرتحل‭ ‬في‭ ‬الآيات‭ ‬الكونية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يقرأها‭ ‬أغلب‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬حقيقتها‭! ‬حين‭ ‬أراد‭ ‬بعضهم‭ ‬مضاهاتها‭ ‬بنظريات‭ ‬علمية‭ ‬غير‭ ‬مؤكدة،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭!‬

{‭ ‬‮«‬النبي‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬هو‭ ‬آخر‭ ‬الأنبياء‭ ‬فلا‭ ‬نبوّة‭ ‬بعده،‭ ‬وهو‭ ‬المرسل‭ ‬لكل‭ ‬البشرية‭ ‬ولذلك‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬يتسع‭ ‬ويزداد‭ ‬انتشارًا،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬التشويهات‭ ‬والحملات‭ ‬التضليلية‭ ‬ضدّه‭! ‬لأنه‭ ‬كتاب‭ ‬الله،‭ ‬وحيث‭ ‬يرى‭ ‬الناس‭ ‬الآيات‭ ‬في‭ ‬أنفسهم‭ ‬وفي‭ ‬الآفاق،‭ ‬فهو‭ ‬الكتاب‭ ‬‮«‬الفرقان‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل،‭ ‬وبين‭ ‬الحقيقة‭ ‬والنظريات‭ ‬الكونية‭ ‬وغيرها‭ ‬المسمّاة‭ ‬‮«‬علمية‮»‬‭! ‬وهو‭ ‬الناموس‭ ‬وتبيان‭ ‬الفِطرة‭ ‬التي‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬الإنسان‭ ‬عليها،‭ ‬وخلق‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬بإعجاز‭ ‬يتمّ‭ ‬تدليس‭ ‬حقائقه‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬آخر‭!‬

{‭ ‬‮«‬النبي‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ ‬والذي‭ ‬جسّد‭ ‬كل‭ ‬السمو‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الذي‭ ‬بإمكان‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إليه‭! ‬فهو‭ (‬قرآن‭ ‬يمشي‭ ‬على‭ ‬الأرض‭) ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬أمُّنا‭ ‬عائشة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬تجسّد‭ ‬سيرته‭ ‬معنى‭ ‬الرحمة‭ ‬وقيمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتعاطف‭ ‬الإنساني،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الأمين‭ ‬الصادق‭ ‬قبل‭ ‬البعثة،‭ ‬ونبيّ‭ ‬الرحمة‭ ‬للعالمين‭ ‬بعد‭ ‬البعثة‭! ‬

{‭ ‬والعالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬كله‭ ‬احتفل‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بمولده،‭ ‬رغم‭ ‬الاختلاف‭ ‬الطفيف‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المولد‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الشهر‭ ‬بفارق‭ ‬أيام،‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬رسالة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم،‭ ‬لأنه‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والفوضى‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وفوضى‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬المتداخلة‭ ‬في‭ ‬بعضها‭! ‬

لتوضحّ‭ ‬القصور‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬أمام‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يأتيه‭ ‬الباطل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬ومن‭ ‬خلفه‭!‬

{‭ ‬لو‭ ‬عرفت‭ ‬البشرية‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬القيم‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬لأسلمت‭ ‬جميعًا،‭ ‬ولكن‭ ‬حرب‭ ‬التضليل‭ ‬والتشويه‭ ‬وطرق‭ ‬الشيطان‭ ‬التي‭ ‬مشت‭ ‬هذه‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬دروبها،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬مسلمون‭! ‬ربطت‭ ‬الإسلام‭ ‬تلفيقًا‭ ‬بالإرهاب‭ ‬والتطرّف‭! ‬وشوهت‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬صوره‭ ‬وصورة‭ ‬النبي‭ ‬والرسول‭ ‬الأعظم،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬بوحي‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يبقى‭ ‬بيت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الزمان،‭ ‬إلا‭ ‬وقد‭ ‬دخل‭ ‬الإسلام‭ ‬فيه‭! ‬ومهما‭ ‬حاولوا‭ ‬إطفاء‭ ‬نور‭ ‬الله،‭ ‬فإن‭ ‬الله‭ ‬متمّ‭ ‬نوره‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬الكافرون‭!‬

{‭ ‬منّ‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬بأن‭ ‬أخرج‭ ‬نبيًّا‭ ‬من‭ ‬بيننا‭ ‬يعلمنا‭ ‬الدين‭ ‬والهداية‭ ‬والفطرة‭ ‬وحقيقة‭ ‬الخلق‭ ‬والدنيا،‭ ‬ويدلّنا‭ ‬على‭ ‬البرمجة‭ ‬الفطرية‭ ‬التي‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬الإنسان‭ ‬عليها،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬يشّذ‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬يتوه‭ ‬ويفقد‭ ‬راحة‭ ‬البال‭! ‬ودلنا‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬الأزلي‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والشيطان،‭ ‬وبين‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬ووضحّ‭ ‬لنا‭ ‬مكانة‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حدّ‭ ‬ذاته‭ ‬إعجاز‭ ‬بخلقه،‭ ‬وبين‭ ‬جمعه‭ ‬الخير‭ ‬والشرّ‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬وكلاهما‭ ‬يوزنان‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬النفس‭ ‬والروح‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬الإرادة‭ ‬الحرّة‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬بينهما‭! ‬هو‭ ‬النبي‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بكلام‭ ‬الله‭ ‬الأخير‭ ‬للبشرية‭ ‬كلها‭!‬،‭ ‬والمؤمنون‭ ‬به‭ ‬وباليوم‭ ‬الآخر‭ ‬وحدهم‭ ‬القادرون‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬بهذا‭ ‬القرآن‭ ‬من‭ ‬كنوز‭ ‬وإعجاز‭ ‬متعدّد،‭ ‬مما‭ ‬تم‭ ‬معرفته،‭ ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الغيب‭ (‬وما‭ ‬أوتيتم‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬إلا‭ ‬قليلاً‭)!‬

إنه‭ ‬رسولنا‭ ‬الأعظم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬وأشرف‭ ‬الخلق‭ ‬جميعًا،‭ ‬خصَّنا‭ ‬الله‭ ‬برسالته،‭ ‬ليتم‭ ‬نشرها‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬كلها،‭ ‬وبه‭ ‬نحتفى‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وبمولده‭ ‬يشُرف‭ ‬الكون،‭ ‬وبرسالته‭ ‬الأعظم‭ ‬نفتخر،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬نبينا‭ ‬محمد،‭ ‬قدوة‭ ‬العالمين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا