عالم يتغير
فوزية رشيد
نبي الرحمة ورسول البشرية!
{ هو النبي الذي وحده اقترن اسمه باسم الله، وكل مسلم يشهد بذلك مع الآذان وفي ختام الصلاة (أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله)! هي إذًا المنزلة العظيمة لنبي أرسله الله رحمة للعالمين، ورسول لآخر رسالة إلهية وأكملها، وهي رسالة الإسلام! الذي بدأ متدرّجًا منذ آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، عليهم السلام، حتى وصل النضج البشري أن تكون الكلمة هي معجزة القرآن الذي به اكتمل دين الله ورضيه للبشر كلهم! لأنها أي الكلمة (للغة التجريد العقلي) دون الاعتماد على المعجزات المادية الملموسة كعصا موسى وشقّ البحر! ومعجزات «عيسى» من إحياء موتى بإذن الله وشفاء المرضى والأعمى! فالكلمة هنا هي مجاراة لنضج العقل فكريا ونضجه روحيًا، وحيث «القرآن» بآياته وسوره يرتحل بالعقل والنفس الإنسانية والروح، في كل مدارج الحكمة والرشد والتعاليم والحدود والشريعة، مثلما يرتحل في الآيات الكونية، التي لم يقرأها أغلب المسلمين على حقيقتها! حين أراد بعضهم مضاهاتها بنظريات علمية غير مؤكدة، وما أكثرها!
{ «النبي محمد» عليه أفضل الصلاة والسلام، هو آخر الأنبياء فلا نبوّة بعده، وهو المرسل لكل البشرية ولذلك نرى أن الإسلام يتسع ويزداد انتشارًا، رغم كل التشويهات والحملات التضليلية ضدّه! لأنه كتاب الله، وحيث يرى الناس الآيات في أنفسهم وفي الآفاق، فهو الكتاب «الفرقان» بين الحق والباطل، وبين الحقيقة والنظريات الكونية وغيرها المسمّاة «علمية»! وهو الناموس وتبيان الفِطرة التي خلق الله الإنسان عليها، وخلق السموات والأرض بإعجاز يتمّ تدليس حقائقه وهذا موضوع آخر!
{ «النبي محمد» الرسول الأعظم والذي جسّد كل السمو الأخلاقي الذي بإمكان إنسان أن يصل إليه! فهو (قرآن يمشي على الأرض) كما قالت أمُّنا عائشة رضي الله عنها تجسّد سيرته معنى الرحمة وقيمة الإنسانية والتعاطف الإنساني، فقد كان الأمين الصادق قبل البعثة، ونبيّ الرحمة للعالمين بعد البعثة!
{ والعالم الإسلامي كله احتفل قبل أيام بمولده، رغم الاختلاف الطفيف في تاريخ المولد من نفس الشهر بفارق أيام، إلاّ أن العالم كله بحاجة إلى أن يفهم رسالة الله على يد الرسول الأعظم، لأنه يعيش في فوضى من القيم والفوضى الأخلاقية وفوضى الأيديولوجيات المتداخلة في بعضها!
لتوضحّ القصور الإنساني في النهاية، أمام كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه!
{ لو عرفت البشرية هذا الدين القيم على حقيقته لأسلمت جميعًا، ولكن حرب التضليل والتشويه وطرق الشيطان التي مشت هذه البشرية على دروبها، بمن فيهم مسلمون! ربطت الإسلام تلفيقًا بالإرهاب والتطرّف! وشوهت في الغرب صوره وصورة النبي والرسول الأعظم، الذي قال بوحي من الله، إنه لن يبقى بيت في نهاية الزمان، إلا وقد دخل الإسلام فيه! ومهما حاولوا إطفاء نور الله، فإن الله متمّ نوره ولو كره الكافرون!
{ منّ الله علينا بأن أخرج نبيًّا من بيننا يعلمنا الدين والهداية والفطرة وحقيقة الخلق والدنيا، ويدلّنا على البرمجة الفطرية التي خلق الله الإنسان عليها، وما أن يشّذ عنها حتى يتوه ويفقد راحة البال! ودلنا على الصراع الأزلي بين الإنسان والشيطان، وبين الخير والشر، ووضحّ لنا مكانة هذا الإنسان الذي هو في حدّ ذاته إعجاز بخلقه، وبين جمعه الخير والشرّ في نفسه، وكلاهما يوزنان في ميزان النفس والروح في خطوة الإرادة الحرّة في الاختيار بينهما! هو النبي الذي جاء بكلام الله الأخير للبشرية كلها!، والمؤمنون به وباليوم الآخر وحدهم القادرون على معرفة ما بهذا القرآن من كنوز وإعجاز متعدّد، مما تم معرفته، ومما لا يزال في علم الغيب (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)!
إنه رسولنا الأعظم الذي هو خير وأشرف الخلق جميعًا، خصَّنا الله برسالته، ليتم نشرها على البشرية كلها، وبه نحتفى كل يوم، وبمولده يشُرف الكون، وبرسالته الأعظم نفتخر، والصلاة والسلام على نبينا محمد، قدوة العالمين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك