في الأول من أكتوبر، سنحتفل بالذكرى السنوية الرابعة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وبهذه المناسبة، يشرفني أن أعبر عن خالص شكري لقادة البحرين وشعبها الصديق من جميع مناحي الحياة الذين يهتمون بالصين ويدعمون تنمية العلاقات الصينية البحرينية منذ فترة طويلة.
على مدى السنوات الأربعة والسبعين الماضية، وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، عمل الشعب الصيني بجد وتغلب على مختلف الصعوبات، وحقق منجزات مهمة تجذب انتباه العالم لتحقيق المعجزتين العظيمتين المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، وأتم المهمة التاريخية الخاصة بتذليل المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وحقق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ما حقق القفزة العظيمة للأمة الصينية من الوقوف على قدميها ثم تحقيق الثراء وصولا إلى تعزيز قوتها.، وبذلك قد دخل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية مسيرة تاريخية لا رجعة فيها.
رسم المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في أكتوبر من العام الماضي مخططًا للتنمية المستقبلية للصين، وطرح بوضوح دفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني، فالصين عند نقطة انطلاق جديدة وسوف تسير بثقة نحو الهدف المئوي الثاني لبناء دولة اشتراكية حديثة وقوية على نحو شامل.
وستظل الصين عامل الاستقرار الرئيسي ومصدر القوة للتنمية العالمية، فلفترة طويلة من الزمن، ظل الاقتصاد الصيني يعمل بمعدل نمو أعلى بكثير من متوسط مستوى الاقتصاد العالمي، ما وفر دفقاً ثابتاً من الزخم للنمو الاقتصادي العالمي بزيادات ضخمة، ومنها تطورت الصين لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة مصدرة لتجارة السلع في العالم، وأكثر دولة امتلاكاً لاحتياطي العملات الأجنبية، وأكبر دولة مصنعة في العالم. وفي النصف الأول من هذا العام، حقق الاقتصاد الصيني تقدمًا ثابتًا وقدم «تقريراً» رائعا، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.5% على أساس سنوي، وهو أسرع بكثير من معدل النمو الاقتصادي البالغ 3% لعام 2022 بأكمله، وقد وفر هذا دافعاً أكبر للتنمية الاقتصادية على مستوى العالم؛ فوصلت تجارة استيراد وتصدير السلع إلى مستوى مرتفع جديد قدره 20.1 تريليون يوان، بزيادة قدرها 2.1% على أساس سنوي، ما يوفر مزيداً من اليقين لتنمية الاقتصاد العالمي؛ وكان قد عقد سابقاً معرض كانتون المائة والثالث والثلاثون بنجاح، وسوف يوفر معرض الصين الدولي للواردات، ومعرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات (CIFTIS)، ومعرض الصين والدول العربية )China-Arabia Expo( وما إلى ذلك من سلسلة من المعارض التجارية والاستثمارية الذي ستعقد في النصف الثاني من العام، المزيد من الفرص لتطوير اقتصاد العالم.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة «الحزام والطريق» التي اقترحها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ. على مدى السنوات العشر الماضية، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» مع 151 دولة و32 منظمة دولية، وقد شكلت المبادرة أكثر من 3000 مشروع تعاوني، واستثمرت ما يقرب من تريليون دولار أمريكي، وخلقت أكثر من 400 ألف فرصة عمل، وجلبت فوائد ملموسة لشعوب البلدان الواقعة على طول خط الحزام والطريق، وأصبحت المبادرة «حزام تنمية» يستفيد منه العالم، ويسهم في «الطريق إلى السعادة» للناس من جميع البلدان.
وستظل الصين بانية للسلام العالمي ومدافعة عن النظام الدولي، فالعالم اليوم تتشابك فيه التغيرات والفوضى، وتتسارع التغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن. في مواجهة التحديات الشديدة غير المسبوقة التي تواجه المجتمع البشري، طرح فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ على التوالي مبادرة التنمية العالمية، مبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ما قدم الحلول الصينية للإجابة عن مشاكل هذا العصر، والتي تم تداولها وتقديرها ودعمها من قبل المجتمع الدولي على نطاق واسع. وقد شاركت الصين أيضاً بنشاط في التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة مثل القضية الفلسطينية والأزمة السورية، ودفعت استعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، وحضّت بنشاط على محادثات السلام بشأن القضية الأوكرانية، وطرحت المبادرة الصينية تحت عنوان «موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية»، مما يظهر دور ومسؤولية هذه الدولة الكبرى. ومن الحفاظ على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، إلى تعزيز التعاون ضمن الأطر المتعددة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون، وآلية التعاون لمجموعة بريكس، ومجموعة العشرين، أصدرت الصين ومعظم دول العالم صوت العصر القوي الداعي إلى الممارسة الحقيقية لتعددية الأطراف.
وستظل الصين صديقا وشريكا للبحرين، حيث تتمتعان بصداقة تقليدية عميقة، فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، ظلت الدولتان تتبادلان الثقة والدعم دائمًا. في نهاية العام الماضي، اجتمع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم بنجاح على هامش القمة الصينية العربية والقمة الصينية الخليجية، حيث توصل الزعيمان إلى توافق واسع النطاق حول مواصلة تعميق علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين، لتقود إلى بدء حقبة جديدة من العلاقات الثنائية. وقد تم تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين بشكل مستمر، وتقدم مستوى التعاون العملي في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والثقافة والتعليم بشكل مطرد محققاً نتائج مثمرة، كما يعتبر ضمان شبكة الإنترنت المستقرة والآمنة التي تقدمها شركة هواوي، والمساكن ذات الأسعار المعقولة في منطقة سترة التي تقدمها شركة CMEC، والمنتجات الصينية المشهورة في مدينة التنين، و«حمى اللغة الصينية» المتنامية في المؤسسات التعليمية مثل جامعة البحرين، والإطلاق القادم من طيران الخليج لخط مباشر بين الصين والبحرين شهادة على التطور المستمر للعلاقات الودية والتعاونية بين البلدين.
في الوقت الحاضر، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني يعمل الشعب الصيني على تعزيز التحديث الصيني النمط وتحقيق إنجازات جديدة، ونحن على استعداد لمشاركة فرص تنمية جديدة مع بقية العالم بما في ذلك البحرين وتعزيز بناء عالم أفضل.
وفي مواجهة المستقبل، فإن الصين مستعدة للعمل مع البحرين لمواصلة تنفيذ التوافقات المهمة التي توصل إليها الزعيمان، ومواصلة تبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، وتوسيع التعاون العملي والتبادلات الثقافية بين الشعبين، ودفع العلاقات الصينية البحرينية إلى مستوى جديد، وتقديم المزيد من المساهمات للسلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك