تحدّث، وكتب، الكثيرون عن مطار البحرين الدولي، وجودة مخططه المعماري، والخدماتي، المتفوق، ولكن أعتقد أن الموضوع لم يأخذ حقه من التفصيل حتى الآن، لما يتمتع به هذا المطار من مزايا كثيرة بحاجة إلى بعض السرد، كمؤشر ودليل على جودة أداء الكفاءات البحرينية عندما تأخذ حقها في المواقع المناسبة لأدوارها... «الإنسان المناسب في المكان المناسب»... وهذه الكفاءات البحرينية متوافرة على مدار تاريخ البحرين، وتقدم الكثير من علومها وذاتها لبناء هذا الوطن العزيز، تتنحى عندما تستنفد طاقاتها، لتفسح الطريق أمام القادمين الجدد لممارسة حقهم ودورهم في مسيرة البناء والعطاء، وهذا هو حكم الطبيعة البشرية وتعاقب الأجيال.
في تقديري المتواضع يتميز مطارنا، بداية، بالسعة المناسبة للحركة مع الاستغلال الأمثل لهذه الفسحة المساحية الرائعة وتميزها بالامتداد المنبسط المسطح، الذي يوفر الراحة الجسدية والنفسية لكل من يتحرك على أرضه. وأقصد هنا أن المخطط المعماري الهندسي لمطار البحرين الدولي أعطى أهمية كبرى ليكون على امتداده خالياً، أو بأقل معدل، من عتبات الصعود والنزول، وأقل عدد من الطوابق، كأهم عنصر من عناصر سهولة الحركة بالأمتعة والحقائب، وتوفير الراحة لجميع الفئات العمرية... وقليلاً ما توافرت هذه المميزات المهمة في أغلب المطارات الإقليمية والعالمية التي زرناها...
في الجانب الآخر لا يمكن تجاهل مدى بساطة وأناقة المطار من الخارج والداخل كهندسة معمارية من جهة، وكتصميم داخلي من جهة أخرى، إضافة إلى الديكور الرزين الفاخر في كل أرجائه... وباجتماع كل هذه الأركان الجمالية المتميزة ببساطتها، يمكن وصف المطار بالفخامة، إذ إن أفخم التصاميم هي الخالية من الابتذال في التفاصيل، وخالية من محاولة التظاهر بالثراء حتى التخمة... لذلك يتميز التصميم الداخلي والخارجي لمطار البحرين الدولي بالفخامة لما وفره من الراحة النفسية والبصرية بجانب الراحة في الحركة والتنقل.
وأخيراً، لا يمكن تجاهل جودة الخدمات في مطارنا الجميل... ورغم أننا لن نعطي هذا الجانب حقه مهما قلنا، فإننا نؤكد أن مطار البحرين الدولي يضاهي، بل يتقدم على أكبر المطارات العالمية في جودة الخدمات على جميع المستويات، وأهم المستويات هي الخدمات التي توفر الراحة الكبيرة للمسافرين على مدار الساعة. ويعدّ جانب الخدمات في جميع المنافذ الحدودية هو العنصر الأول الذي يخلق الانطباع لدى القادمين من الخارج حول سلوك وأخلاقيات الشعب. وإنصافاً لا يمكن إنكار ذلك الانطباع الرائع الذي تخلقه جودة الخدمات والنظافة اللامتناهية في مطار البحرين الدولي حول جمال السلوك البحريني، وسمو أخلاقيات شعبنا الهادئ المرح المسالم والمحب... هذا هو البحريني الذي يمثلنا في مطارنا، إن لم تخترقه عناصر مسيئة وتتعمد الإساءة لصورة بلادنا وشعبنا.
أتوقف هنا عن سرد المزيد، كي لا يطول مقالي هذا أية كلمة مبالغة تفسد حقيقة رأيي وامتناني لما أجده في هذا المطار، من راحة وفخر واعتزاز، كلما دخلت فيه ذهاباً وإياباً... إنه من أفضل، إن لم يكن أفضل، مطارات العالم التي تعرفت عليها، قديماً وحديثاً.
ويسرني أن أتقدم بجزيل الاحترام إلى القيادة الكريمة، وإلى جميع الكفاءات التي خططت وعملت على بناء هذا المطار، وجزيل الشكر إلى القائمين على إدارة المطار بحرصهم ومتابعتهم لكل تفاصيل العمل والتطوير والاستدامة، وكل التقدير والامتنان لجميع العاملين في هذا المطار، مع تمنياتنا لهم بالاستمرار في العطاء ليبقى مطار البحرين الدولي تعبيراً صادقاً وحقيقياً عن جودة الحياة في مملكتنا العزيزة، وعن رقي البحرين شعباً وقيادةً، ويبقى صورة واقعية عن البحرين التي تحبنا ونحبها، ويحب أن يعيش فيها كل زائر يزورها.
وسيبقى للحديث بقية..
مي زيادة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك