في الـ26 سبتمبر أصدرت الصين كتابا أبيض حول مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تحت عنوان «مجتمع المستقبل المشترك للبشرية: مقترحات الصين وإجراءاتها»، ما يوضح بشكل منهجي الدلالات الآيديولوجية والممارسات الحية لمفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
قبل عشر سنوات، طرح فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، حيث أجاب عن سؤال العالم وسؤال التاريخ وسؤال العصر «إلى أين تذهب البشرية»، وقدم مساهمة صينية في الجهود العالمية الرامية إلى حماية الموطن المشترك وخلق مستقبل مزدهر أفضل للجميع.
على مدى السنوات العشر الماضية، تم إثراء وتطوير مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بشكل مستمر وتقدمت ممارساته بشكل مطرد وترسخ جذوره في أعماق شعوب العالم بشكل متزايد. وهذا يؤكد أن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو خيار لا مفر منه لفهم قانون التاريخ ودفع تنمية البشرية وهو اتجاه صحيح لمواكبة تيار العصر وتحسين الحوكمة العالمية وهو واجب ضروري للالتزام بالتنمية السلمية والسعي وراء التعاون والكسب المشترك.
في الوقت الحالي، يمر العالم بتغيرات كبيرة غير مسبوقة منذ مائة سنة وتتعايش الآمال والتحديات. عند التوجه إلى الخيارات التاريخية المتمثلة في التضامن أو الانقسام، الانفتاح أو الانغلاق، التعاون أو المواجهة، فإن الاعتماد المتبادل هو الاتجاه العام التاريخي، والتحديات تتطلب استجابات عالمية مشتركة، والمجتمع الإنساني في حاجة ماسة إلى مفاهيم جديدة تتوافق مع خصائص العصر وتواكب مع تيار التاريخ.
تم الإجابة عن سؤال العصر ورسم خطة المستقبل. من أجل بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، علينا الالتزام بالانفتاح والتسامح والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والإنصاف والعدالة. فالدول التي تتمتع بأنظمة اجتماعية وآيديولوجيات وتواريخ وثقافات ومستويات تنمية مختلفة لها مصالح وحقائق ومسؤوليات مشتركة في الشؤون الدولية. فإن مفهوم بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية هو خيار صحيح للتاريخ ويدعم تنمية البشرية ويحدد فكرة جديدة للعلاقات الدولية ويقدم حكمة جديدة للحوكمة العالمية ويفتح نمطا جديدا للتبادلات الدولية ويرسم مستقبلا جديدا لعالم أفضل.
إن الأفكار تقود الأفعال والاتجاه يحدد النتائج. يعتبر تعزيز نوع جديد من العولمة الاقتصادية مطلبا لا مفر منه لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية. ويجلب الالتزام بالتنمية السلمية آمالا له. ويخلق بناء نوع جديد من العلاقات الدولية ظروفا ملائمة له. ومن أجل تحقيقه، من اللازم أن نمارس التعددية الحقيقية. وتجسد القيم المشتركة للبشرية جمعاء المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية سعيا قيميا لمجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
على مدى السنوات العشر الماضية، قدمت الصين بإيمانها الراسخ وأعمالها الجدية مساهمتها لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية. يعتبر البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» ممارسة حية لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية ومنتجات عامة دولية ومنصة تعاون دولية تقدمها الصين ويلقي إقبالا واسعا. لقد طرحت الصين كلا من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، ما يوضح الاتجاه الصحيح لتنمية المجتمع البشري من الأبعاد الثلاثة المتمثلة في التنمية والأمن والحضارة، وهي تتجاوب بعضها مع بعض وتكمل بعضها بعضا وقد أصبحت أساسا مهما لدفع بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية وخطة الصين لتسوية القضايا الكبرى المتعلقة بسلام وتنمية البشرية.
ظلت الصين تتعاون بشكل واسع مع البحرين وغيرها من جميع دول العالم الصديقة، ما يعود بالخير على شعوب العالم. يتمتع التعاون الصيني البحريني بآفاق واسعة، إذ تتكامل مبادرة «الحزام والطريق» بشكل عميق مع «رؤية البحرين الاقتصادية 2030»، ويتوافق مفهوم بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية الذي طرحه فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى حد كبير مع مفهوم التعايش السلمي والحوار بين الأديان والتسامح الذي دعا إليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. تتطلع الصين إلى مزيد من التعاون مع البحرين الصديقة وغيرها من جميع دول العالم بقيادة مفهوم بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية الذي يرمز إلى النور والمستقبل، لبناء عالم ينعم بالسلام الدائم والأمن العام والازدهار المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال، حتى العمل معا على خلق مستقبل أفضل للبشرية!
القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك