العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

شهداؤنا والغدر الحوثي!

{‭ ‬والبحرين‭ ‬تنعى‭ ‬شهيدي‭ ‬الواجب،‭ ‬اللذين‭ ‬استشهدا‭ ‬صباح‭ ‬الإثنين‭ ‬25‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭ (‬ضابط‭ ‬وفرد‭) ‬هما‭ ‬الملازم‭ ‬أول‭ ‬‮«‬مبارك‭ ‬هاشل‭ ‬الكبيسي‮»‬‭ ‬و‮«‬يعقوب‭ ‬البلوشي‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬لحق‭ ‬بهم‭ ‬شهيد‭ ‬ثالث‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬ليصبح‭ ‬العدد‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهداء،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تدعو‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭ ‬لكل‭ ‬المصابين،‭ ‬ضحايا‭ ‬الغدر‭ ‬والإرهاب‭ ‬الحوثي‭! ‬الذي‭ ‬تربّص‭ ‬بهدأة‭ ‬‮«‬الهُدنة‮»‬‭ ‬وزمن‭ ‬المباحثات‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬بموقع‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬البحرينية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مرابطة‭ ‬بالحدّ‭ ‬الجنوبي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬بلاد‭ ‬الحرمين‭! ‬فإن‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬استقبل‭ ‬شهداءه‭ ‬بأسى‭ ‬وحزن‭ ‬كبيرين،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬الدعاء‭ ‬لهم‭ ‬وللمصابين،‭ ‬لن‭ ‬ينسى‭ (‬دناءة‭ ‬الحوثيين‭ ‬وغدرهم‭) ‬وهم‭ ‬قد‭ ‬تربصوا‭ ‬بموقع‭ ‬القوة‭ ‬البحرينية،‭ ‬بإرسال‭ ‬طائرة‭ ‬مسيرة‭ ‬هجومية‭ ‬رغم‭ (‬توقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭)! ‬لتسير‭ ‬تلك‭ ‬المسّيرة‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬حمولات‭ ‬الحقد‭ ‬والغدر‭ ‬والكراهية‭! ‬معتقدين‭ ‬أن‭ ‬بسلوكهم‭ ‬الغادر‭ ‬هذا،‭ ‬قد‭ ‬حققوا‭ ‬نصرًا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬استشهد‭! ‬ونحسبهم‭ ‬في‭ ‬جنات‭ ‬الخلد‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬ومن‭ ‬أصيب،‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬فقدانهم‭ ‬لشرف‭ ‬المواجهة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬بلاد‭ ‬الحرمين،‭ ‬وليست‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬حتى‭ ‬تتمّ‭ ‬مداهمتهم‭ ‬بمثل‭ ‬تلك‭ ‬الخِسة‭ ‬التي‭ ‬حملتها‭ ‬مسيَّرتهم‭ ‬الهجومية‭!‬

{‭ ‬شهداء‭ ‬البحرين‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬وعن‭ ‬ما‭ ‬يقتضيه‭ ‬الواجب‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬وأمتهم‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وحماية‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬للسعودية‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي،‭ ‬وحماية‭ ‬اليمن‭ ‬والخليج‭ ‬من‭ ‬‮«‬الإرهاب‭ ‬الحوثي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬انقلابه‭ ‬على‭ ‬الشرعية،‭ ‬ليتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬غدر‭ ‬وإرهاب‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ودول‭ ‬التحالف،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فتك‭ ‬بإرهابه‭ ‬المتطّرف‭ ‬بداية‭ ‬بالشعب‭ ‬اليمني‭ ‬نفسه‭! ‬ودمَّر‭ ‬المساجد‭ ‬والمدارس‭ ‬وحرق‭ ‬حتى‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف،‭ ‬وجنَّد‭ ‬الأطفال‭ ‬وجوّع‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يحكمها‭! ‬ليراكم‭ ‬أموال‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬قادته‭ ‬وأتباعه‭! ‬

ما‭ ‬جعل‭ (‬دوره‭ ‬الوظيفي‭ ‬التخريبي‭) ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬بقاع‭ ‬بلاد‭ ‬الحرمين،‭ ‬وينكث‭ ‬حتى‭ ‬بالهدنة‭ ‬والمشاورات‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬سلام‭ ‬لليمن،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الحوثي‭ ‬كعادته‭ ‬غير‭ ‬معنيّ‭ ‬به‭ ‬ولا‭ ‬بالوطن‭ ‬ولا‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭! ‬ولا‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬وإنما‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهمّه‭ ‬هو‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتخريب‭ ‬وروح‭ ‬الكراهية‭ ‬والتطرف‭ ‬الطائفي،‭ ‬ودوره‭ ‬‮«‬الوظيفي‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬لإيران‭ ‬وأجندتها‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والمنطقة‭!‬

{‭ ‬الأرواح‭ ‬الطاهرة‭ ‬تصعد‭ ‬إلى‭ ‬بارئها،‭ ‬ليبقى‭ ‬الغدر‭ ‬محفورًا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الزمن‭ ‬وشعبنا‭! ‬وحيث‭ ‬إعادة‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬طالما‭ ‬بقي‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الحوثي‭ ‬الغادر‭ ‬والإرهابي‮»‬‭ ‬رهينة‭ ‬طائفيته‭ ‬وأجندته‭ ‬التخريبية‭! ‬وسيبقى‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬والزمن‭ ‬والذاكرة‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يرتزق‭ ‬بوطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬ويوظف‭ ‬إرادته‭ ‬للخارج‭ ‬لضرب‭ ‬عروبته‭! ‬ومن‭ ‬يضحي‭ ‬بروحه‭ ‬فداء‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬وامتداده‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وليكافح‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬استلاب‭ ‬العروبة‭ ‬عن‭ ‬المنطقة،‭ ‬لتقع‭ ‬فريسة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الأطماع‭ ‬الإيرانية‭ ‬والأجنبية‭!‬

هناك‭ ‬فارق‭ ‬بين‭ ‬شرف‭ ‬النضال‭ ‬لحماية‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبين‭ ‬خِسّة‭ ‬ونذالة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتوظيفه‭ ‬لضرب‭ ‬أمن‭ ‬بلده‭ ‬ومنطقته‭!‬

وهناك‭ ‬فارق‭ ‬بين‭ ‬أرواح‭ ‬تصعد‭ ‬إلى‭ ‬بارئها،‭ ‬وهي‭ ‬تؤدي‭ ‬واجب‭ ‬الدفاع‭ ‬المقدس،‭ ‬وبين‭ ‬أرواح‭ ‬ترهن‭ ‬نفسها‭ ‬ارتزاقًا‭ ‬ووظيفيا‭ ‬لهتك‭ ‬تراب‭ ‬الوطن‭ ‬وتدميره‭! ‬

وهناك‭ ‬فارق‭ ‬بين‭ ‬الاستشهاد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬أو‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الارتهان‭ ‬لأعداء‭ ‬الله‭ ‬والوطن،‭ ‬مهما‭ ‬وضعوا‭ ‬لأنفسهم‭ ‬عناوين‭ ‬تضليلية‭ ‬كأنصار‭ ‬الله،‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬الله‭! ‬فالعناوين‭ ‬الكاذبة‭ ‬يفضحها‭ ‬الأداء‭ ‬الشائن‭ ‬ضد‭ ‬الله‭ ‬وضد‭ ‬الوطن‭ ‬وضدّ‭ ‬العروبة‭ ‬والدين‭!‬

{‭ ‬لِدروب‭ ‬العِزة‭ ‬والشرف‭ ‬والكرامة‭ ‬سالكوها‭ ‬المدافعون‭ ‬عنها‭! ‬ولِدروب‭ ‬الخيانة‭ ‬والارتهان‭ ‬والارتزاق‭ ‬سالكوها‭! ‬وسيذكر‭ ‬التاريخ‭ ‬ذلك‭ (‬مهما‭ ‬تمادى‭ ‬التضليل‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‭) ‬وملأ‭ ‬العقول‭ ‬الضعيفة‭ ‬بمنطق‭ ‬مهترئ‭ ‬مفضوح‭!‬،‭ ‬فشتّان‭ ‬بين‭ ‬العِزة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والعِزة‭ ‬المدعاة‭! ‬وشتان‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬شعلة‭ ‬يضيء‭ ‬بها‭ ‬درب‭ ‬وطنه‭ ‬وأمته،‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يطفئ‭ ‬كل‭ ‬ضوء‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬وأمته،‭ ‬وسيماهم‭ ‬الغدر‭ ‬والخيانة‭ ‬والارتهان‭!‬

{‭ ‬‮«‬الحوثيون‮»‬‭ ‬بسجلهم‭ ‬المظلم‭ ‬الذي‭ ‬ازداد‭ ‬سوادًا‭ ‬بعد‭ ‬الانقلاب،‭ ‬برهنوا‭ ‬أنهم‭ ‬أهل‭ ‬غدر‭ ‬بالوطن‭ ‬والمنطقة،‭ ‬وأنه‭ ‬بما‭ ‬دمَّروه‭ ‬وخرَّبوه،‭ ‬وسفكوا‭ ‬دماء‭ ‬شعبهم،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬مَن‭ ‬وقف‭ ‬بحزم‭ ‬في‭ ‬وجههم،‭ ‬ليعيد‭ ‬الأمل‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬إنهم‭ ‬مسيَّرون‭ ‬كمسيّرتهم‭ ‬الغادرة،‭ ‬وإنهم‭ ‬مجرد‭ ‬أدوات‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لتمزيق‭ ‬اليمن‭ ‬والإرهاب‭ ‬ضدّ‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج‭! ‬وإنهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬حتى‭ ‬شرف‭ ‬احترام‭ ‬الهدنة‭ ‬وتوقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭!‬

{‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬شهداءنا‭ ‬وشهداء‭ ‬الغدر‭ ‬الأخير،‭ ‬وشفى‭ ‬الله‭ ‬مصابينا‭ ‬فهم‭ ‬مثال‭ ‬الفداء‭ ‬والتضحية‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬والخزي‭ ‬والعار‭ ‬لمن‭ ‬وسم‭ ‬نفسه‭ ‬بالغدر‭ ‬والخبث،‭ ‬الذي‭ ‬انكشف‭ ‬أمام‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ليأتي‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬وإدانة‭ ‬الهجوم‭ ‬الغادر‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬في‭ ‬جبين‭ ‬كل‭ ‬‮«‬حوثي‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬يناصرهم‭ ‬ويفرح‭ ‬بغدرهم‭!‬

تعازينا‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬وللقيادة‭ ‬ولقوة‭ ‬الدفاع‭ ‬وعوائل‭ ‬الشهداء‭ ‬والمصابين‭ ‬‮«‬شافاهم‭ ‬الله‮»‬‭ ‬ولدروب‭ ‬العزّة‭ ‬أثمانها،‭ ‬و‭(‬لا‭ ‬تحسبن‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬أمواتا‭ ‬بل‭ ‬أحياء‭ ‬عند‭ ‬ربهم‭ ‬يرزقون‭) ‬وعظَّم‭ ‬الله‭ ‬أجر‭ ‬الجميع‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا