عالم يتغير
فوزية رشيد
شهداؤنا والغدر الحوثي!
{ والبحرين تنعى شهيدي الواجب، اللذين استشهدا صباح الإثنين 25 سبتمبر 2023 (ضابط وفرد) هما الملازم أول «مبارك هاشل الكبيسي» و«يعقوب البلوشي»، ثم لحق بهم شهيد ثالث يوم أمس الأربعاء ليصبح العدد ثلاثة شهداء، في ذات الوقت تدعو بالشفاء العاجل لكل المصابين، ضحايا الغدر والإرهاب الحوثي! الذي تربّص بهدأة «الهُدنة» وزمن المباحثات في الرياض، بموقع قوة الواجب البحرينية، التي كانت مرابطة بالحدّ الجنوبي على أرض بلاد الحرمين! فإن شعب البحرين الذي استقبل شهداءه بأسى وحزن كبيرين، ولم يتوقف عن الدعاء لهم وللمصابين، لن ينسى (دناءة الحوثيين وغدرهم) وهم قد تربصوا بموقع القوة البحرينية، بإرسال طائرة مسيرة هجومية رغم (توقف العمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن)! لتسير تلك المسّيرة وهي تحمل في داخلها حمولات الحقد والغدر والكراهية! معتقدين أن بسلوكهم الغادر هذا، قد حققوا نصرًا على من استشهد! ونحسبهم في جنات الخلد إن شاء الله، ومن أصيب، غير مدركين فقدانهم لشرف المواجهة، خاصة أن القوة كانت على أرض بلاد الحرمين، وليست في اليمن حتى تتمّ مداهمتهم بمثل تلك الخِسة التي حملتها مسيَّرتهم الهجومية!
{ شهداء البحرين عاهدوا الله على الدفاع عن الوطن، وعن ما يقتضيه الواجب في الحفاظ على أمن الخليج وأمتهم العربية والإسلامية، وحماية الحدود الجنوبية للسعودية ضمن قوات التحالف العربي، وحماية اليمن والخليج من «الإرهاب الحوثي» الذي بدأ انقلابه على الشرعية، ليتحوّل إلى أداة غدر وإرهاب ضد السعودية والإمارات ودول التحالف، بعد أن فتك بإرهابه المتطّرف بداية بالشعب اليمني نفسه! ودمَّر المساجد والمدارس وحرق حتى المصحف الشريف، وجنَّد الأطفال وجوّع الشعب في المناطق التي يحكمها! ليراكم أموال الشعب في حسابات قادته وأتباعه!
ما جعل (دوره الوظيفي التخريبي) يمتد من اليمن إلى بقاع بلاد الحرمين، وينكث حتى بالهدنة والمشاورات الجارية في الرياض بحثًا عن سلام لليمن، الذي من الواضح أن الحوثي كعادته غير معنيّ به ولا بالوطن ولا الشعب في اليمن! ولا بالأمن والاستقرار في الخليج، وإنما كل ما يهمّه هو الإرهاب والتخريب وروح الكراهية والتطرف الطائفي، ودوره «الوظيفي» التابع لإيران وأجندتها في الخليج والمنطقة!
{ الأرواح الطاهرة تصعد إلى بارئها، ليبقى الغدر محفورًا في ذاكرة الزمن وشعبنا! وحيث إعادة الأمل إلى الشعب اليمني لا يمكن تحقيقه طالما بقي هذا «الحوثي الغادر والإرهابي» رهينة طائفيته وأجندته التخريبية! وسيبقى الفارق في التاريخ والزمن والذاكرة بين من يرتزق بوطنه وشعبه ويوظف إرادته للخارج لضرب عروبته! ومن يضحي بروحه فداء للدفاع عن الوطن وامتداده الخليجي والعربي، وليكافح من يريد استلاب العروبة عن المنطقة، لتقع فريسة في يد الأطماع الإيرانية والأجنبية!
هناك فارق بين شرف النضال لحماية المنطقة، وبين خِسّة ونذالة الإرهاب وتوظيفه لضرب أمن بلده ومنطقته!
وهناك فارق بين أرواح تصعد إلى بارئها، وهي تؤدي واجب الدفاع المقدس، وبين أرواح ترهن نفسها ارتزاقًا ووظيفيا لهتك تراب الوطن وتدميره!
وهناك فارق بين الاستشهاد في سبيل الله، أو الموت في سبيل الارتهان لأعداء الله والوطن، مهما وضعوا لأنفسهم عناوين تضليلية كأنصار الله، أو حزب الله! فالعناوين الكاذبة يفضحها الأداء الشائن ضد الله وضد الوطن وضدّ العروبة والدين!
{ لِدروب العِزة والشرف والكرامة سالكوها المدافعون عنها! ولِدروب الخيانة والارتهان والارتزاق سالكوها! وسيذكر التاريخ ذلك (مهما تمادى التضليل الإعلامي والسياسي) وملأ العقول الضعيفة بمنطق مهترئ مفضوح!، فشتّان بين العِزة الحقيقية والعِزة المدعاة! وشتان بين من يبحث عن شعلة يضيء بها درب وطنه وأمته، وبين من يطفئ كل ضوء في وطنه وأمته، وسيماهم الغدر والخيانة والارتهان!
{ «الحوثيون» بسجلهم المظلم الذي ازداد سوادًا بعد الانقلاب، برهنوا أنهم أهل غدر بالوطن والمنطقة، وأنه بما دمَّروه وخرَّبوه، وسفكوا دماء شعبهم، وليس فقط مَن وقف بحزم في وجههم، ليعيد الأمل والأمن والاستقرار، إنهم مسيَّرون كمسيّرتهم الغادرة، وإنهم مجرد أدوات في النهاية لتمزيق اليمن والإرهاب ضدّ السعودية والخليج! وإنهم لا يملكون حتى شرف احترام الهدنة وتوقف العمليات العسكرية!
{ رحم الله كل شهداءنا وشهداء الغدر الأخير، وشفى الله مصابينا فهم مثال الفداء والتضحية والمسؤولية، والخزي والعار لمن وسم نفسه بالغدر والخبث، الذي انكشف أمام العرب والمسلمين، ليأتي التضامن العربي والدولي وإدانة الهجوم الغادر وصمة عار في جبين كل «حوثي» ومن يناصرهم ويفرح بغدرهم!
تعازينا لشعب البحرين وللقيادة ولقوة الدفاع وعوائل الشهداء والمصابين «شافاهم الله» ولدروب العزّة أثمانها، و(لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) وعظَّم الله أجر الجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك