يشهد العالم عامة، ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص، تنافسا كبيرا على جذب السياح من مختلف بقاع الأرض، وتزدحم أسواق السياحة والسفر الإقليمية والدولية بالعروض والباقات السياحية المتنوعة جدا، والتي يتضمن الكثير منها برامج ثرية جدا ومتكاملة تشمل السفر والإقامة والتنقلات والترفيه وغيرها، وتعتني بالسائح من باب بيته إلى باب بيته، وبأسعار تنافسية إلى حد كبير، حتى أن البعض يقول: «ربما تكلفني رحلتي السياحية مبلغا أقل من المبلغ الذي سأصرفه إذا بقيت في المنزل!»
وقد اشتد هذا التنافس الإقليمي والعالمي، وبلغ أوجَّه مع انتهاء جائحة كورونا، فالدول السياحية متعطشة لإعادة إحياء قطاعها السياحي، والوصول إلى الأرقام ذات الصلة بعدد السياح ومستويات إنفاقهم إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
في هذه الظروف، يبدو واضحا أن سر نجاح القطاع السياحي في دولة ما، وقدرته على المنافسة وتحقيق الأهداف المرسومة، يكمن في وجود رؤية واضحة تجاه هذا القطاع على مستوى الدولة ككل، وخطط وطنية يعمل الجميع في إطارها بتناغم وتكامل.
وهذا ما حققته مملكة البحرين بالفعل، عندما بادرت الحكومة الموقرة إلى إنشاء وزارة مستقلة للسياحة إيمانا منها بأهمية تنمية القطاع السياحي ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وقدرته على خلق فرص العمل، وأسندت هذه الوزارة للسيدة فاطمة الصيرفي التي لا يخفى على الجميع ما تحمله من طموح وإرادة للنهوض بالقطاع السياحي، كما أطلقت المملكة استراتيجيتها الخاصة بالقطاع السياحي 2022-2026، والتي تعمل حاليا وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة على تحديثها باستمرار بالشراكة مع منشآت القطاع السياحي الخاص.
ولا شك أن صناعة الجذب السياحي تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، ولها برتوكولاتها ووسائلها وفي مقدمتها الدعاية والإعلان ووجود بنية تحتية وفوقية جاذبة، كما تشمل هذه الجهود استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والإعلانات التلفزيونية والصحفية والمجلات السياحية، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض والمحافل السياحية الدولية والمحلية، لخلق وسائل جذب سياحي ترفيهي واستجمامي وعلمي وتعليمي وثقافي واستشفائي مميزة.
وهناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن كل دولار يتم استثماره في الجذب السياحي يحقق عوائد بأربعة أو خمسة دولارات، لكن لا يجب أن نغفل المنافسة الإقليمية، فعندما نضع مئة دولار لا يجب أن نتوقع أن نحصد أربع أو خمسمائة دولار، ذلك أننا نستهدف نفس السائح الذي تخصص لاستهدافه دولة أخرى 20 أو 30 أو حتى 100 دولار.
لا شك أن اللعبة ليست صفرية، بمعنى أن تكسب كل شيء أو تخسر كل شيء، وإنما هي لعبة من جل زيادة الحصة السوقية من السياح الإقليميين والدوليين، ولدينا في البحرين الكثير من عوامل الجذب السياحي التي نعتمد عليها ونسعى إلى تطويرها.
ونحن في شركة Visit Bahrain على أتم الاستعداد لمشاركة تجربتنا في النجاح باستقطاب السياح من دول كثيرة حول العالم، وبشكل خاص من دول أوروبا الشرقية، حيث تمكنا خلال العامين القادمين من جذب آلاف السياح من تلك الدول للبحرين، وتحقيق فائدة ليس لشركتنا فقط، بل للقطاع السياحي والاقتصادي ككل.
وبمزيد من العمل الجماعي المشترك، سنتمكن من قطع خطوات أبعد على صعيد النهوض بقطاعنا السياحي، وتحقيق الأهداف التي ننشدها جميعا.
{ الرئيس التنفيذي لشركة Visit Bahrain
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك