عالم يتغير
فوزية رشيد
القطيع الإلكتروني: رقاقات ماسك في أدمغة البشر!
{ أخيرًا سيحقِّق الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك» حلمه أو ما يتبعه من أجندة النخبة من زراعة (رقائق إلكترونية) في أدمغة البشر! بعد حصول شركته (نيورالينك) على الموافقة، لبدء تجنيد المرضى لإجراء أولى التجارب! الغرض من الرقائق (كمرحلة أولى بالطبع) هو أن يكون لها تطبيقات طبية! وكما يقول «ماسك» مثل إصابات الحبل الشوكي والاضطرابات العصبية، سيجرى زرعها في منطقة من الدماغ تتحكم في الحركة، بهدف تمكين المصابين من التحكمّ والاتصال بأجهزة الكومبيوتر باستخدام أفكارهم فقط! شركة (نيورالينك) أعلنت سابقًا نجاح تجربتها على القرود والخنازير ولكنها المرة الأولى التي يتم تجربتها على البشر!
لذلك هذه التقنية أثارت الشكوك والمخاوف بين «علماء الأعصاب» وغيرهم من الخبراء! فيما يرى آخرون أنها ستحدث ثورة في الطب (فيما إذا نجحت على البشر)!
{ هكذا بدأت كل قصص التطورات التكنولوجية والعلمية، حاملة شعارات إنسانية كمرحلة أولى، وأنها لفائدة ومساعدة البشر، لتتحوّل بالتدريج إلى (سلعة) ثم (تجارة) ثم (تغيير شامل) في نمط الحياة البشرية! ثم إلى (تحكم) من ينتجها من شركات ذات ارتباطات مريبة بأجندات أخرى!
ليتم ترويجها وزراعتها في أدمغة البشر، سواء الأطفال والشباب في التعليم مثل (رقاقات جوجل) بادعاء نقل المعلومات إلى دماغ من يضع تلك الرقاقات! ثم إلى الكبار والشباب ليتحوّل البشر بالتدريج إلى (روبوتات بشرية) أدمغتها مرتبطة بالرقاقات والكومبيوتر والترددات الكهرومغناطيسية!
مع إمكانية أن يتمّ التحكمّ في الأدمغة البشرية عن بُعد! وهذه هي الغاية الحقيقية والنهائية لمثل هذه التجارب التي تبدأ بالشعارات الإنسانية ومساعدة المرضى كما قلنا، وتنتهي إلى ترويجها في كل المجالات التعليمية والبنكية والشرائية وغيرها من شؤون وأنشطة البشر الاستهلاكية وتعاملاتهم!
{ القصة تأخذ مراحل عديدة للوصول إلى المرحلة الأخيرة! والمهم أن الشركة لا يهمّها إلا زيادة المليارات، التي تربحها من بيع تلك (الرقاقات الإلكترونية) وزرعها في أدمغة البشر، الذين يتحولون مع الوقت إلى جانب كونهم فئران تجارب إلى «روبوتات» بإمكان من صنع تلك الرقائق وأوصلها بالشبكات الإلكترونية، أن يمارس تسلطه على الأدمغة، بل ويفتح الباب (المافيات الإلكترونية) قادمة بكل شرورها (لتهكير) أدمغة من يشاؤون، كما يحدث في المواقع الإلكترونية! وقد يعتقد البعض أن هذا من الخيال العلمي، ولكن ينسى أن كل ما يحدث اليوم هو خيال علمي سابقًا، وأصبح واقعًا معاشًا!
{ القصة أيضًا تأخذ أبعادها الحقيقية والعميقة من معرفة «إيلون ماسك»، نفسه، الذي يتطلع ليس فقط إلى زيادة ملياراته، وإنما إلى النفوذ والسطوة إلى جانب غموض ارتباطاته بـ (النخبة العالمية) التي تدير أغلب شركات الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية والعلمية! وتستخدمها كأسلحة في يدها، خاصة مع رؤيتها المعروفة حول التحكم في البشر بعد تقليل أعداد سكان الأرض!
{ «إيلون ماسك» بحصوله على الموافقة بزرع الرقاقات في أدمغة البشر من جهات أمريكية لا نعرف مدى تخصصها، بل ومدى معرفتها بما حذر منه علماء «أثاروا الشكوك» حول تلك الرقائق! إلاّ أن (تسليع أدمغة البشر) أمر في غاية الخطورة! وإن روجت شركة «ماسك» أنها لأهداف طبية وإنسانية، لكي تنطلق انطلاقتها الأولى المقبولة من الناس ثم تتحوّل إلى (تسليع عام لأدمغة البشر) في كل مكان، وإن أخذ الأمر عقدًا من الزمن فلا بأس من ذلك للوصول إلى (روبوتات بشرية) يتمّ التحكمّ فيها لاحقًا، ممن لا هدف لهم إلا ذلك التحكم! وهذه المرة بشكل مباشر مع الأدمغة البشرية!
ويزداد عدد المتحمسين «السذج» عامًا بعد عام، كما حدث مع كل التطورات التكنولوجية، التي بقدر ما أتاحت بعض الميزات، الاّ أنها أخذت بالمقابل الكثير من الصحة النفسية والاجتماعية والجسدية للبشر، حتى أصبحت الفِطرة الإنسانية الطبيعية تتحوّل يومًا بعد آخر مع كل تلك التجارب وابتكارات الشركات إلى خيال يداعب عقل من يرفض أن يكون واحدًا من «القطيع الإلكتروني» التي تجرف أعاصير ما يتمّ اعتباره تطوّرًا عقول هذا القطيع، ومن يطوعهم ليكونوا (قطيعًا قابلا للتحكم) وباسم التطور العلمي والتكنولوجي!
والدنيا بمبي بمبي كما كانت تغني سعاد حسني!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك