لقد تشرفت مؤخرا بإصدار كتابي «أنشئ مؤسستك الصغيرة والمتوسطة في البحرين: دليل عملي» وطرحه للبيع في بعض المكتبات في البحرين، وعلى بعض المنصات الإلكترونية العالمية. الكتاب يتكون من خمسة أجزاء رئيسية، وفي الفقرات التالية أستعرض للقراء الكرام ملخصا بسيطا عن محتوى الكتاب.
يبين الجزء الأول من الكتاب أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاقتصاد المحلي، كونها القلب النابض للاقتصاد، حيث تعد العمليات التي تقوم بها هذه المؤسسات من بيع، وشراء، وإنتاج منتجات، وتأجير محل، وتوظيف موظفين، وغيرها من العمليات التجارية والتشغيلية، بتسريع عجلة نمو الاقتصاد. كذلك يستعرض هذا الجزء من الكتاب النظام البيئي في البحرين، والذي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل وزارة التجارة، ومجلس التنمية الاقتصادية، وتمكين، وبنك التنمية، وشركة صادرات، وغرفة التجارة، وغيرها من المؤسسات التي تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين، ويوضح أيضاً العوامل التي تميز البحرين، وتشجع المستثمرين على الاستثمار في البحرين من دون غيرها من الدول.
يشرح الجزء الثاني من الكتاب الخطوات العملية التي يجب اتخادها لتأسيس مؤسسة صغيرة أو متوسطة في البحرين مثل صقل الفكرة التجارية، للتأكد من أنها قابلة للتنفيذ وأنها تمثل فكرة تجارية جيدة، وكيفية القيام بدراسة جدوى المشروع، ووضع خطة عمل، حيث يوفر هذا الجزء مجموعة من الأسئلة التي تصقل الإجابة عنها المكونات الرئيسية للفكرة التجارية )مثل تحديد هوية المستهلك، والمنافسة الموجودة في السوق، والسعر المناسب للمنتج، والأماكن الملائمة لبيعه(. كذلك يوضح هذا الجزء طريقة تحديد رأس المال الملائم لتمويل المشروع، ونوع الهيكل القانوني المناسب للشركة، والاسم الذي يتوافق مع القوانين في مملكة البحرين، والأماكن التي تعد مناسبة لبدء عمل تجاري ومميزاتها)مثل المناطق التجارية، والمناطق الحرة، والمناطق الصناعية( وكيفية اختيار الموظفين.
بغرض تجنبها، يلفت الجزء الثالث من الكتاب نظر رائد الأعمال إلى العقبات الرئيسية التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المستوى العالمي والمحلي. حيث إن قلة اهتمام بعض رواد الأعمال ببعض العوامل، مثل تطوير كفاءة العنصر البشري، وقلة استخدام التكنولوجيا المناسبة، وعدم استخدام النظام المحاسبي الملائم، وضعف التسويق، يساهم في تسريع عملية خروج المؤسسة من سوق العمل. كذلك يسهب الكتاب بالشرح في أهم عقبة تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ألا وهي نقص التمويل، ويوضح الأسباب التي تقلل من رغبة المؤسسات المالية في إقراض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
يقدم الجزء الرابع لرائد الأعمال مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تطوير عملها. من ضمن استراتيجيات التطوير استراتيجيات تقييم مرحلة حياة منتجات الشركة، ومقارنتها بالمنافسة، والعمل على تطويرها باستخدام الآليات اللازمة للنمو في كل مرحلة من حياة المنتج. كذلك يستعرض هذا الجزء استراتيجيات للتحكم بالتكاليف، والأسعار، وتطوير عمليات البيع والتسويق، واستعراض الأليات المحاسبية الملائمة، وأهمية كل ألية منها، وخصوصاً الأليات التي تتعلق بالتدفق النقدي، والعمليات التشغيلية. يوضح هذا الجزء أيضاً الآليات الملائمة لإدارة الموظفين العاملين لدى الشركة وطرق تطوير كفاءتهم.
الجزء الأخير من الكتاب يشرح السياسات التي تستطيع المؤسسات اتباعها للتوسع في سوق العمل، مثل استخدام الدعاية والإعلان وغيرها من السياسات لزيادة الحصة السوقية في السوق الحالية، أو زيادة المبيعات عن طريق الدخول في أسواق جديدة، أو عن طريق اتباع استراتيجيات أكثر جرأة من الاستراتيجيتين السابقتين، مثل تطوير منتجات وخدمات جديدة لبيعها في السوق الحالية، أو تقديم منتجات جديدة في أسواق جديدة.
أتمنى أن يكون هذا الكتاب دليلا ذا منفعة لكل رائد أعمال ينوي أن يبدأ عمله الخاص في البحرين، وأن يساعد رواد الأعمال الشباب على تطوير أفكارهم الريادية والانطلاق بمشاريعهم الخاصة، وأن يسهم ولو بجزء بسيط في استقطاب مستثمرين جدد إلى البحرين، وأتمنى أن يحوز على رضاكم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك