القراء الأعزاء..
يؤكد دستور مملكة البحرين المعدل 2002 في مادته الثلاثين أن السلام هدف المملكة باعتبارها دولة تنتمي إلى الأمة العربية وترتبط ارتباطاً تاريخياً وحاضراً بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وينبثق ذلك من تأكيد ميثاق العمل الوطني أهمية العلاقات الخليجية من منطلق وحدة الهدف والمصير والمصالح، والعلاقات الخارجية مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، ذلك أن حُسن العلاقات الدولية هو السبيل إلى تحقيق عالم يسوده السلام.
وتأكيداً لذلك تشتهر البحرين بعلاقاتها الطيبة مع المجتمع الدولي نتيجة لما حرصت عليه قيادتها الحكيمة من خلال بناء الخبرات الدبلوماسية وتوظيفها بصورة تحقق اهداف الدولة ومصالحها، عبر توطيد علاقات وثيقة مع دول الجوار والعالم. ولا شك أن العلاقات الخليجية وثيقة الأواصر لأسباب كثيرة، ولكل دولة خليجية مع البحرين روابط خاصة، ولكن تبقى دائماً العلاقات البحرينية السعودية علاقات ذات طابع خاص، فلها من الخصوصية والعراقة التي أفرزتها عمق الروابط التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ما يجعلها وثيقة ومُحكمة بحيث ينطبق وصف (روح في جسدين)، وتشهد مواقف تاريخية كثيرة على ذلك؛ بعضها على الصعيد الرسمي، ولعل أحد أبرزها وأهمها قصة (السيف الحدب) وأخرى توازيها على الصعيد الشعبي.
لذا ليس بمستغرب أن يصبح الاحتفال باليوم الوطني السعودي في البحرين احتفالاً بحرينياً من قلوب صادقة مُحبّة حتى صار شبيها بالاحتفال باليوم الوطني البحريني، فمن مشاهدتي الشخصية وعلى الصعيد الشعبي وجدت أن شعب البحرين بأكمله كان يعيش هذه الفرحة الوطنية، سواء افتراضياً على وسائل التواصل الاجتماعي أو واقعياً من خلال الاحتفالات التي اقامتها الفعاليات الوطنية والأسر وأماكن التجمعات العامة، فأضفت طابعاً جميلاً وخاصاً على نهاية هذا الأسبوع.
ولقد تفاعلت شخصياً مع العديد من البرامج الاحتفالية الجميلة، ولكن كان أبرزها وأهمها الأمسية الشعرية الخليجية التي نظمتها جمعية الشعر الشعبي بعنوان (عزّ وغلا) ضمن فعاليات مهرجان صيف البحرين الشعري (شكراً ملكنا حمد) الذي بدأت أولى أمسياته الأسبوعية مع بداية شهر أغسطس ومازالت مستمرة، حيث قال الشعر ما كانت تكنّه قلوب دول الخليج مجتمعة للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وستتواصل احتفالات الفعاليات البحرينية في الأيام القادمة حتى بعد كتابة ونشر هذا المقال.
ومن الاضاءات المُلفتة في احتفالية المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ93 هو الشعار الذي اتخذته المملكة لاحتفاليتها بعنوان (نحلم ونُحقق)، وهو شعار طموح وله أبعاد كبيرة وكثيرة تتلاءم تماماً مع رؤية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الذي من الواضح أنه يتمتع بأفق شاسع وتطلعات إصلاحية حقيقية بانت جدّيتها مع التغيير الكبير الذي طال المملكة في عهده في الداخل والخارج، ففي الواقع أن الكلّ قد يحلم ولكن القليل هم من يُحققون تلك الأحلام، فيما تتجه المملكة العربية السعودية بحزم وإقدام نحو تحقيق أحلامها، فجاء الشعار بصيغة إصرار وحزم وعزم باعتباره عهدا ووعدا واجب التنفيذ، وإن كان في مضمونه يُشكّل تحديا ولكنه سيكون في مواجهة رجل التحديات.
وحيث إنه يظهر مما سبق التطرق إليه من علاقات بحرينية سعودية درجة التشابه الكبيرة بين المملكتين، لذا فإنني أتطلع إلى أن ينعكس أثر التقارب والتآخي الممتد تاريخياً على حاضر مواطني مملكة البحرين، من حيث تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وحفظ الأموال العامة ومكافحة الفساد من خلال تبني بعض الخطط المناسبة والأهداف التي نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيقها وانعكست بشكل جيد على مواطنيها، كالسعودة مثلاً.
وختاماً فإن تحدّث الشعر في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا مُعبراً عن مشاعرنا، فلن يملك إلا أن يقول عن اهل البحرين وعن شعرائها:
سعوديين إحساس ومشاعر
من أكبر راس لين اصغرها شاعر
حياة الشعر في ذِكْر الأحبة
وبليّا حُبّ قد تفنى المشاعر
نحبّك يا السعودية وغلاكِ
نماري به ونعتز به ونفاخر
وللقصيدة بقية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك