عالم يتغير
فوزية رشيد
أوقفوا الاختبارات العملاقة لأنظمة الذكاء الاصطناعي.. رسالة مفتوحة!
{ في «رسالة مفتوحة» وقع عليها عشرات الآلاف من الأشخاص، ولكن الأهم أن بين الموقعين رؤساء أكبر الشركات المختصة بالذكاء الاصطناعي، مثل الرئيس التنفيذي لشركات «تسالا» و«إكس» و«سبيس إكس» ورئيسة «إيلون ماسك» والمؤسس المشارك لشركة «أبل» ستيف وزنياك! هؤلاء معاً والذين تصاعدت تحذيراتهم من «الاختبارات العملاقة» للذكاء الاصطناعي وقعوا على الدعوة العاجلة، وكانت الرسالة الموقعة بعنوان (أوقفوا الاختبارات العملاقة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، رسالة مفتوحة) التي أطلقها منظمون من (العلماء) تهدف إلى وضع حدّ لتفوق الذكاء الاصطناعي! في صيحة عاجلة بالدعوة إلى (وقف تطوير أنظمة هذا الذكاء القوية) من أجل الوصول إلى طريقة آمنة لاستخدام التقنيات، التي يمكنها أن تغيّر بل وتهدد الحياة البشرية، بشكل عميق! وهو الأمر الذي لم يتم النجاح في إيقافه حسب مجلة «نيوزويك»!
{ المدير التنفيذي لمعهد مستقبل الحياة (أنطوني أغيرى)، ومقره واشنطن قال للمجلة الأمريكية: «إن مختبرات الذكاء الاصطناعي تبني مزيداً ومزيداً من الأنظمة القوية والعملاقة وبصورة مندفعة ومتهوّرة! من غير وضع حلول قوية بالمقابل تجعل تلك الأنظمة آمنة! إنه «سباق تسلّح انتحاري للذكاء الاصطناعي» حيث الجميع فيه خاسر»! ووافقه في ذلك كل الموقعين على الرسالة المفتوحة التي أطلقها العلماء، ورؤساء الشركات، التي كانت تعمل بنفسها على تطوير الذكاء الاصطناعي! وأكدّ الجميع في الدعوة المفتوحة، على التحذير من هذا التطوير المبالغ فيه لآلات تتمتع بذكاء تنافسي مع البشر، ما يجعل الأنظمة التطويرية هذه تشكّل مخاطر عميقة على المجتمعات والبشرية!
{ من الواضح أن «سباق التسلح الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي، يشهد انقلابا غير متوقع، ورغم ذلك تتنافس الدول في الاندفاع والتهوّر في صناعة المزيد من (الأنظمة الانتحارية) التي تجعل من آلاف وروبوتات الذكاء الاصطناعي، خطرا داهماً على البشرية، خاصة حين يتم دمجها في المجالات العسكرية! والتي أيضاً حذّر علماء ورؤساء شركات من ذلك الدمج سابقا، ولكأن الدول المتنافسة في هذا المجال، تقود كل البشرية ومن دون أي رادع، إلى مخاطر تفوُّق الذكاء الاصطناعي على ذكاء البشر! لتصل إلى حدود تهديد البشرية! ويبدو أن ما كان يتم تصويره في أفلام «الخيال العلمي» في هوليوود منذ سنوات، حول العالم القادم (من دون بشر)! وحيث الآلات تتحكّم في الأرض بشكل مطلق! هو الهدف الذي يتسابق عليه هؤلاء الانتحاريون العاملون في مجال هذا الذكاء، ويجروّن معهم البشرية كلها! دون وضع أي اعتبار لتحذيرات العلماء والمتخصصين والمبرمجين ورؤساء الشركات التي صنعت التطور في هذا الذكاء! حتى أصبحوا هم أنفسهم خائفين وبشدّة من مآلات هذا (التطوير المنفلت من أية رقابة أو محاسبة) رغم أنها تهدد كل المجتمعات البشرية!
{ سبق وكتبنا عدة مقالات مختلفة ومن زوايا أخرى، عن مخاطر تطوير الأنظمة في هذا المجال، الذي وكما يبدو أن «المؤسسات الأممية والدولية» المعنية بوضع الحلول والوصول إلى «اتفاق دولي» لجعل الذكاء الاصطناعي آمناً على البشر، هي نفسها تبدو (غارقة في الصمت والعجز) إزاء ما يحدث من تنافس وسباق تسلّح! قال عنه «إيلون ماسك» سابقاً إنه أخطر من القنبلة الذرية على البشرية!
{ في هذا العالم، المضطرب والمليء بالانفلات واللامنطق والفوضى في كل المجالات الدولية، وحيث يفتقد العالم العدالة والقانون والانضباط في شؤونه السياسية والعلاقات الدولية وفي الشؤون الأخرى البيئية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية! فإن كل ذلك يحدث بسبب أن (الشركات العملاقة الربحية) هي التي تتحكم في الدول الكبرى! وفي مجرى الأحداث الدولية! بما يتناسب مع «زيادة ربحيتها» دون وضع أي اعتبار لتأثيرات وتداعيات ما تفعله على العالم وعلى البشرية ككل! ما يهمّها هو التحكّم والسيرة والهيمنة والثروات، أو السلطة والمال! حتى لو جاء ذلك على حساب الإنسان وتدميره، وعلى حساب الأرض والطبيعة وتدميرهما، كما قلنا مراراً: والذكاء الاصطناعي بدأ في البداية كعنوان للتطور العلمي والتكنولوجي، الذي من المفترض أن يعمل على تسهيل حياة الإنسان، لينتهي اليوم إلى تحوله إلى أكبر خطر بين مخاطر كثيرة أخرى، يهدد الحياة والبشر، وما على الأرض! ولن ننسى ما قالته إحدى روبوتات الذكاء الاصطناعي قبل فترة (إنها ستعمل على فناء البشرية بضغطة زر على نظام القنبلة النووية)!
أما لماذا لا تتحرك دول العالم مجتمعة، وتتحرك الأمم المتحدة، لدرء هذا الخطر، فيبقى في حدّ ذاته سؤالاً مطروحاً يكتنفه الكثير من الغموض! أما الشعوب فيبدو أنها حتى الآن بعيدة عن الوعي بالمخاطر وعن القدرة على فعل شيء للجم اندفاع الشركات والدول!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك