عالم يتغير
فوزية رشيد
المخدرات الرقمية!
{ لم يترك الأشرار والمفسدون في الأرض، مجالا لممارسة الشرور والإفساد إلا وطرقوا بابه! قبل عقد من الزمن لم نكن نسمع قليلا أو كثيرا عن «المخدرات الرقمية» التي أصابت أضرارها في السنوات الأخيرة الكثيرين من الشباب (مدمني الموسيقى والألعاب الإلكترونية)! ولتعمل بعض الدول العربية اليوم على مقاومة هذا الداء الجديد، الذي ترك آثاره المدمّرة على عقول ضحايا (التطور التكنولوجي) حين يتم استخدامه بشكل شرير!
{ «المخدرات الرقمية» يتم الحديث عنها باعتبارها من أساليب (البرمجة العقلية) أو من آليات إحداث «خلل عقلي» متعمّد، ظهرت مؤخرا بضراوة أكبر، ولم يهتم الإعلام بإلقاء ما تستحقه من ضوء عليها وعلى آثارها ومخاطرها! وهي التي تستهدف خاصة جيل الشباب والمراهقين الذين يستخدمون «برامج إلكترونية» من بينها برنامج (كومبوسر IP2) والذي يعتمد على بث موسيقى قد تم تركيبها أو موسقتها بوجود (خلل متعمّد) فيها بين ما يصل إلى الأذن اليمنى والأذن اليسرى! وحيث كل أذن تسمع بطريقة مختلفة! ويتم سماعها بالسماعة الأذنية أو (HEADPHONE)! هذا الخلل المركب «إلكترونيا» من محترفين، قادر على الوصول إلى (مراكز المخ) التي تحدد السمع، وتؤثر في تلك المراكز السمعية المرتبطة بالوعي، لتحدث (خللا في الدماغ) والشعور بنشوة تحذيرية في الوعي، كون آثارها اللاحقة، أسوأ بكثير ممن يتعاطون المخدرات المعروفة! فيدخل متلقي تلك الموسيقى في حالة من الهلاوس وحالة التخدير والغياب عن الوعي وكأنه قد تعاطى مخدراً فعلياً! ولكن بنتائج أسوأ مما هو معروف عن حتى آفة المخدرات بشكل عام! لأن الضرر يصيب خلايا الدماغ بشكل كبير ليدخل الضحايا بدورهم «حالة الإدمان» على تلك (المخدرات الرقمية)! وكثير منهم يصابون بأمراض وعجز واكتئاب، يوصلهم إلى الانتحار أو القيام بسلوكيات عنيفة تجاه من حولهم!
{ ومن هنا فإن الاستخدام المريض للتطور التكنولوجي قد لا يلتفت إليه كثير من الآباء والأمهات، باعتبار أن أولادهم يستمعون إلى موسيقى! وهم لا يدركون ماهية تلك الموسيقى التي يستمعون إليها! وهذا بحاجة إلى (توعية مجتمعية وأسرية) لتحديد تلك البرامج الخطيرة التي تهدد جيل الشباب والمراهقين، المعتادين على شرائها، من دون أن يعرفوا هم أو أهاليهم ما وراء تلك البرامج من أخطار وإفساد للعقول يتم برمجتها أو إحداث «خلل عقلي» فيها! والأهم مصادرة ومنع تلك البرامج عبر الجرائم الإلكترونية!
{ نحن في زمن يحدث فيه كثير من الغرائب والأحداث غير المتوقعة بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الذي يتم توجيهه من بعض الدول وبعض (المافيات الإلكترونية والعلمية) توجيهاً خطيراً وضاراً! وكلنا نعيش اليوم في مرحلة شهدت ولا تزال تشهد الأوبئة المصنعة وحرب الفيروسات أو الحرب البيولوجية، وحرب المناخ والهارب والشعاع الأزرق، وإحداث الكوارث! وظهور الفضائيين! والهولوغرام واستخداماته، وكل الأساليب الغريبة في إحداث خلل عميق في بنية الإنسان السيكولوجية والعقلية والدينية والاجتماعية! مثلما إحداث الخلل في الطبيعة وتوازناتها! وإلى جانب كل ذلك تأتي الأساليب الإلكترونية و«المخدرات الرقمية» والرسائل الشيطانية المشفّرة في الألعاب والأفلام والموسيقى! لتلعب دوراً آخر وإن «بخفاء» هذه المرة! لممارسة عمليات غسل الدماغ (غير المرئية وغير المعروفة) في محاولة لإحداث الخلل العقلي والتفكيك النفسي، التي تمارس على البشر وهم غير واعين بها!
{ وحين كتبنا مرة أنها حرب طاغية بأساليب غير معتادة على الإنسان والأرض لتدميرها، لم يكن في ذلك أية مبالغة، لأن حروب «الجيل السادس» تقوم بذلك عن طريق وقوع «التطور العلمي والتكنولوجي» في يد بعض أشرار العالم، الذين يتخفون خلف الشاشات وفي الفضاء الإلكتروني، ولا يعرف لهم أحد أي مكان أو اسم أو عنوان! وما «المخدرات الرقمية» إلا واحدة من أساليبهم «التدميرية» لعقول الشباب والمراهقين والأطفال! يُضاف إليها مجموعة أخرى من برامج الألعاب الخطيرة، التي تجعل مستخدميها كالمنومين مغناطيسيا، ليصلوا إلى قتل أنفسهم أو قتل غيرهم كتحدٍ مضروب لهم داخل برنامج اللعبة! هكذا أصبح هذا الزمن الطاغي بشرور الأشرار يعبثون بعقول الناشئة في كل بلدان العالم باسم الألعاب والبرامج والأفلام والموسيقى، مثلما تلعب بعض الدول الكبرى بالطبيعة والمناخ والأوبئة وعبر التطورات العلمية والتكنولوجية «السرّية»!
ونعود لنقول كما نقول دائماً «حسبنا الله ونعم الوكيل» فالهدف هو التوعية وليس التخويف من مجريات الأحداث فهي غرائبية بطبيعتها! وبما نراه كل يوم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك