العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

«حرب المناخ والبيئة» بين الطبيعة ويد الإنسان!

{‭ ‬حين‭ ‬تحذِّر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬‮«‬الاحتباس‭ ‬الحراري‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬الغليان‭ ‬الحراري‮»‬‭ ‬أطلّ‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬وأخذ‭ ‬مكانه‭! ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتشكك‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬‮«‬الفوضى‭ ‬المناخية‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬نفسه،‭ ‬بدليل‭ ‬الفوضى‭ ‬المناخية‭ ‬نفسها‭! ‬التي‭ ‬تحرق‭ ‬الغابات‭ ‬الكثيفة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬فيما‭ ‬يشتد‭ ‬المطر‭ ‬وتنهمر‭ ‬بحبات‭ ‬‮«‬البردي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الثلج‭ ‬الصغير‮»‬‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭! ‬وفيما‭ ‬يضرب‭ ‬الجفاف‭ ‬دولاً‭ ‬كانت‭ ‬خضراء‭ ‬وفي‭ ‬أوروبا،‭ ‬بينما‭ ‬تغمر‭ ‬السيول‭ ‬والفيضانات‭ ‬أماكن‭ ‬غيرها‭! ‬بل‭ ‬وتتشكل‭ ‬أنهار‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬وأين؟‭! ‬في‭ ‬الصحاري‭ ‬ومنها‭ ‬صحراء‭ ‬الربع‭ ‬الخالي‭! ‬وتجرى‭ ‬السيول‭ ‬لتغطيّ‭ ‬الأودية‭ ‬الصحراوية‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬وتغمر‭ ‬الفيضانات‭ ‬طرقات‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬جنوبها‭ ‬وغربها‭! ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التناقض‭ ‬المناخي‮»‬‭ ‬بين‭ ‬جفاف‭ ‬وسيول،‭ ‬وبين‭ ‬حرائق‭ ‬وأمطار‭ ‬وثلوج،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬توصيف‭ (‬الاحتباس‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الغليان‭ ‬الحراري‮»‬‭) ‬مكانًا‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬التوصيفات‭ ‬ذات‭ ‬المعنى‭ ‬الدّال‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬ومناخها‭ ‬وفي‭ ‬البيئية‭ ‬العالمية؟‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬غضب‭ ‬الطبيعة‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬البعض؟‭! ‬أم‭ ‬هو‭ (‬العبث‭ ‬بالطبيعة‭) ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬البعض‭ ‬الآخر؟‭! ‬وهل‭ ‬كثرة‭ ‬الزلازل،‭ ‬وخلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بزلزال‭ ‬‮«‬تركيا‭ ‬وسوريا‮»‬‭ ‬المدمر‭ ‬والكارثي‭ ‬ليخطو‭ ‬بعدها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬فيدّمر‭ ‬بكارثية‭ ‬أخرى‭ ‬أماكن‭ ‬في‭ ‬‮«‬المغرب‮»‬،‭ ‬وليعقب‭ ‬هذا‭ ‬الزلزال‭ ‬‮«‬عاصفة‭ ‬دانيال‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬مدن‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬ولتعلن‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬درنة‮»‬‭ ‬مدينة‭ ‬منكوبة،‭ ‬وحيث‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬2000‭ ‬ضحية‭ ‬وآلاف‭ ‬المفقودين‭ ‬خلال‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭! ‬فيما‭ ‬العاصفة‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬تشدّ‭ ‬الرحال‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬بأمطار‭ ‬رعدية‭ ‬ورمال‭! ‬فيما‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬اليوم‭ ‬أيضًا‭ ‬بدايات‭ ‬هزّات‭ ‬أرضية‭ ‬شملت‭ ‬أجزاء‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬يعلن‭ ‬‮«‬بركان‭ ‬كيلاويا‮»‬‭ ‬ثورانه‭ ‬في‭ ‬هاواي‭! ‬وأخبار‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬البيئة‭ ‬والمناخ،‭ ‬تتوالى‭ ‬وتنتقل‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭! ‬ليكون‭ ‬العنوان‭ ‬هو‭ ‬الفوضى‭ ‬المناخية‭!‬

{‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬تنبؤات‭ ‬المتنبئين،‭ ‬الاستباقية‭! ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬كتبنا‭ ‬عنه‭ ‬بالأمس‭ ‬العالم‭ ‬الهولندي‭ ‬‮«‬فرانك‭ ‬هوغريتيس‮»‬‭ ‬وتوقعات‭ ‬‮«‬ليلى‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‮»‬،‭ ‬ولكأن‭ ‬بيدهم‭ ‬روزنامة‭ ‬‮«‬الزلازل‭ ‬والكوارث‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ستحدث‭! ‬يفكر‭ ‬المرء‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬هؤلاء‭ ‬محلّ‭ ‬‮«‬خبراء‭ ‬الأرصاد‭ ‬والزلازل‮»‬‭ ‬لربما‭ ‬يتم‭ ‬مع‭ ‬توقعاتهم‭ ‬تدارك‭ ‬الأضرار‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬والأمكنة؟‭! ‬إنها‭ ‬ميلودراما‭ ‬‮«‬الفوضى‭ ‬المناخية‮»‬‭ ‬المتصاعدة،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬وبقوة‭ ‬وبرصد‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬على‭ ‬المناخ‭ ‬سواء‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬الشعاع‭ ‬الأزرق‮»‬‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ونموذجه‭ ‬يسبق‭ ‬الزلازل‭ ‬اليوم‭! ‬ومشروع‭ ‬رشّ‭ ‬سماوات‭ ‬العالم‭ ‬بمادة‭ ‬‮«‬الكيمتريل‮»‬‭ ‬المطعمة‭ (‬بنانو‭ ‬المواد‭ ‬الكيماوية‭) ‬وأخرى‭ ‬بالفيروسات‭! ‬لتشير‭ ‬آلية‭ ‬الربط‭ ‬تلك‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجريبه‭ (‬مناخيًا‭ ‬وبيئيًا‭) ‬إلى‭ (‬إحداث‭ ‬متغيرات‭ ‬متعمدة‭) ‬في‭ ‬المناخ‭ ‬والطبيعة‭ ‬وتفجيرات‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬وتحت‭ ‬المحيطات‭ ‬والبحار‭! ‬وللطرافة‭ ‬هناك‭ (‬أفلام‭ ‬هوليوودية‭) ‬تتحدث‭ ‬بالتفصيل،‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬المناخ،‭ ‬وإحداث‭ ‬الفجوات‭ ‬والتردّدات‭ ‬الكهرومغناطيسية‭!‬،‭ ‬ليشير‭ ‬الآخر‭ ‬بحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الطبيعة‭ ‬تسلك‭ ‬مسالك‭ (‬متغيرات‭ ‬طبيعية‭) ‬بين‭ ‬مرحلة‭ ‬زمنية‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬ولكنها‭ (‬لتعيد‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬وليس‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬تلك‭ ‬الطبيعة‭) ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭.‬

{‭ ‬الأرض‭ ‬والطبيعة‭ ‬خلقهما‭ ‬الله‭ ‬بتوازن‭ ‬طبيعي‭ ‬دقيق،‭ ‬ولكن‭ (‬التجارب‭ ‬البشرية‭ ‬العابثة‭) ‬بذلك‭ ‬التوازن‭! ‬ومنها‭ ‬كمثال‭ ‬تجارب‭ ‬المختبرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومعمل‭ ‬‮«‬سيرن‮»‬‭ ‬الواقع‭ ‬بين‭ ‬الحدود‭ ‬الفرنسية‭ ‬والسويسرية،‭ ‬والتي‭ ‬تريد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬سرّ‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الخلق،‭ ‬ففتحت‭ ‬‮«‬ثقوبًا‭ ‬سوداء‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬العالم‭ ‬شيئًا‭ ‬وهي‭ ‬خلف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬وفتح‭ ‬بوابات‭ ‬الطاقات‭ ‬الشريرة‭! ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬‮«‬التجارب‭ ‬السرّية‮»‬‭ ‬لدول‭ ‬تريد‭ (‬تحويل‭ ‬المناخ‭ ‬والبيئة‭ ‬إلى‭ ‬سلاح‭ ‬بيدها‭!) ‬فنكون‭ ‬هنا‭ ‬أمام‭ ‬حروب‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬هي‭ (‬حروب‭ ‬المناخ‭ ‬والبيئية‭) ‬واصطناع‭ ‬الكوارث‭ ‬والزلازل‭ ‬والتسونامي‭ ‬والعواصف‭! ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ (‬حرب‭ ‬الفيروسات‭ ‬أو‭ ‬الحرب‭ ‬البيولوجية‭) ‬حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬أمام‭ ‬واقع،‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬بحث‭ ‬الحقائق‭ ‬بكتمان‭! ‬ومحاولة‭ ‬فك‭ ‬الغموض‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬سرّية‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬النطق‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬حولنا‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬تذكرون‭ ‬قصة‭ ‬‮«‬السلطان‭ ‬العاري‮»‬‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المسرحيات،‭ ‬وفيه‭ ‬يتجوّل‭ ‬السلطان‭ ‬وهو‭ ‬عار‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬القول‭ ‬له‭ ‬إنه‭ ‬عار،‭ ‬فيما‭ ‬طفل‭ ‬وحيد‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬عُريه‭ ‬وينطق‭ ‬بالحقيقة‭! ‬هكذا‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬اليوم‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يُدمر‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬وفي‭ ‬الإنسان‭! ‬ومن‭ ‬يشن‭ ‬الحروب‭ ‬البيولوجية‭ ‬وليس‭ ‬العسكرية‭ ‬فقط‭ ‬ومعهما‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬المناخ‮»‬‭! ‬ولكن‭ ‬هو‭ ‬ذات‭ ‬العالم،‭ ‬الذي‭ ‬يحكي‭ ‬الحكاية‭ ‬في‭ ‬إعلامه‭ ‬الرسمي‭ ‬وقد‭ (‬وضع‭ ‬العربة‭ ‬قبل‭ ‬الحصان‭) ‬فلا‭ ‬يروي‭ ‬الحقيقة‭! ‬تلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬قضبان‭ ‬الأحداث‭ ‬الكارثية‭ ‬يرويها‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬المقموع‮»‬‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭! ‬الذي‭ ‬يُشار‭ ‬إلى‭ ‬أصحابه‭ ‬من‭ (‬العلماء‭ ‬والمتخصصين‭ ‬والمحللين‭) ‬أنهم‭ ‬مجرد‭ ‬مجانين‭! ‬أو‭ ‬هم‭ ‬‮«‬الطفل‮»‬‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬السلطان‭ ‬العاري‮»‬‭! ‬فهؤلاء‭ ‬إما‭ ‬مجانين‭ ‬أو‭ ‬أصحاب‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة،‭ (‬لتتلاحق‭ ‬فوضى‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬والبيئية‭ ‬والصحية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بل‭ ‬والأخلاقية‭) ‬فيما‭ ‬التركيز‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأخبار‭ ‬والوقائع‭ ‬ينبش‭ ‬فيها‭ ‬ظاهريًا‭! ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬تسمية‭ ‬الأشياء‭ ‬بمسمياتها،‭ ‬ارتكانًا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وعي‭ ‬عالمي‭ ‬وشعبي‮»‬‭ (‬غائب‭) ‬يرى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرمي‭ ‬بالحقائق‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬أنه‭ ‬مجنون‭!‬

اللهم‭ ‬احفظ‭ ‬بلادنا‭ ‬وبلاد‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬والأرض‭ ‬كافة‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬العابثين‭ ‬وفساد‭ ‬المفسدين،‭ ‬واتكالنا‭ ‬عليك‭ ‬وحدك‭ ‬وأنت‭ ‬المحيط‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا