عالم يتغير
فوزية رشيد
«حرب المناخ والبيئة» بين الطبيعة ويد الإنسان!
{ حين تحذِّر الأمم المتحدة من انتهاء «الاحتباس الحراري» لأن عصر «الغليان الحراري» أطلّ على البشرية وأخذ مكانه! رغم أن هناك من يتشكك أصلا في أسباب «الفوضى المناخية» وهذا الاحتباس الحراري نفسه، بدليل الفوضى المناخية نفسها! التي تحرق الغابات الكثيفة على الأرض من جهة، فيما يشتد المطر وتنهمر بحبات «البردي» أو «الثلج الصغير» في أماكن أخرى! وفيما يضرب الجفاف دولاً كانت خضراء وفي أوروبا، بينما تغمر السيول والفيضانات أماكن غيرها! بل وتتشكل أنهار في الصيف وأين؟! في الصحاري ومنها صحراء الربع الخالي! وتجرى السيول لتغطيّ الأودية الصحراوية في السعودية، وتغمر الفيضانات طرقات مدن في جنوبها وغربها! بعد كل هذا «التناقض المناخي» بين جفاف وسيول، وبين حرائق وأمطار وثلوج، كيف يمكن أن يجد توصيف (الاحتباس أو «الغليان الحراري») مكانًا في خارطة التوصيفات ذات المعنى الدّال على حقيقة ما يحدث في الأرض ومناخها وفي البيئية العالمية؟!
{ هل هو غضب الطبيعة كما يقول البعض؟! أم هو (العبث بالطبيعة) كما يشير البعض الآخر؟! وهل كثرة الزلازل، وخلال هذا العام التي بدأت بزلزال «تركيا وسوريا» المدمر والكارثي ليخطو بعدها قبل أيام فيدّمر بكارثية أخرى أماكن في «المغرب»، وليعقب هذا الزلزال «عاصفة دانيال» التي ضربت مدن المنطقة الشرقية في ليبيا، ولتعلن مدينة «درنة» مدينة منكوبة، وحيث وصل عدد الضحايا 2000 ضحية وآلاف المفقودين خلال الساعات الأولى! فيما العاصفة كما يبدو تشدّ الرحال نحو «مصر» وقد بدأت الإثنين الماضي بأمطار رعدية ورمال! فيما بدأت في وقت مبكر من ذات اليوم أيضًا بدايات هزّات أرضية شملت أجزاء في العراق، بينما في الطرف الآخر من الأرض يعلن «بركان كيلاويا» ثورانه في هاواي! وأخبار «حرب البيئة والمناخ، تتوالى وتنتقل من مكان إلى مكان! ليكون العنوان هو الفوضى المناخية!
{ وما بين تنبؤات المتنبئين، الاستباقية! ومنهم من كتبنا عنه بالأمس العالم الهولندي «فرانك هوغريتيس» وتوقعات «ليلى عبد اللطيف»، ولكأن بيدهم روزنامة «الزلازل والكوارث» التي ستحدث! يفكر المرء لماذا لا يحل هؤلاء محلّ «خبراء الأرصاد والزلازل» لربما يتم مع توقعاتهم تدارك الأضرار في الأرواح والأمكنة؟! إنها ميلودراما «الفوضى المناخية» المتصاعدة، وهناك من يتحدث وبقوة وبرصد ما يجري من تجارب على المناخ سواء «مشروع الشعاع الأزرق» الأمريكي، ونموذجه يسبق الزلازل اليوم! ومشروع رشّ سماوات العالم بمادة «الكيمتريل» المطعمة (بنانو المواد الكيماوية) وأخرى بالفيروسات! لتشير آلية الربط تلك بين ما يتم تجريبه (مناخيًا وبيئيًا) إلى (إحداث متغيرات متعمدة) في المناخ والطبيعة وتفجيرات تحت الأرض وتحت المحيطات والبحار! وللطرافة هناك (أفلام هوليوودية) تتحدث بالتفصيل، كيف يتم التلاعب في المناخ، وإحداث الفجوات والتردّدات الكهرومغناطيسية!، ليشير الآخر بحقيقة أن الطبيعة تسلك مسالك (متغيرات طبيعية) بين مرحلة زمنية وأخرى في الأرض، ولكنها (لتعيد التوازن إلى طبيعتها وليس إلى تدمير تلك الطبيعة) كما يحدث الآن.
{ الأرض والطبيعة خلقهما الله بتوازن طبيعي دقيق، ولكن (التجارب البشرية العابثة) بذلك التوازن! ومنها كمثال تجارب المختبرات الأمريكية ومعمل «سيرن» الواقع بين الحدود الفرنسية والسويسرية، والتي تريد الوصول إلى معرفة سرّ المادة الأولى في الخلق، ففتحت «ثقوبًا سوداء» لا يعرف عنها العالم شيئًا وهي خلف الكثير من الظواهر الغريبة التي يشهدها العالم وفتح بوابات الطاقات الشريرة! وغيرها من «التجارب السرّية» لدول تريد (تحويل المناخ والبيئة إلى سلاح بيدها!) فنكون هنا أمام حروب جديدة على البشرية هي (حروب المناخ والبيئية) واصطناع الكوارث والزلازل والتسونامي والعواصف! تزامنًا مع (حرب الفيروسات أو الحرب البيولوجية) حتى أصبحنا أمام واقع، يتم فيه بحث الحقائق بكتمان! ومحاولة فك الغموض وكأننا في رحلة سرّية لا يجب النطق بما يدور حولنا!
{ هل تذكرون قصة «السلطان العاري» في إحدى المسرحيات، وفيه يتجوّل السلطان وهو عار في شوارع المدينة ولا أحد يجرؤ على القول له إنه عار، فيما طفل وحيد يشير إلى عُريه وينطق بالحقيقة! هكذا العالم كله اليوم يعرف من الذي يُدمر في الطبيعة وفي الإنسان! ومن يشن الحروب البيولوجية وليس العسكرية فقط ومعهما «حرب المناخ»! ولكن هو ذات العالم، الذي يحكي الحكاية في إعلامه الرسمي وقد (وضع العربة قبل الحصان) فلا يروي الحقيقة! تلك الحقيقة أو ما وراء قضبان الأحداث الكارثية يرويها «الإعلام المقموع» في العالم الافتراضي! الذي يُشار إلى أصحابه من (العلماء والمتخصصين والمحللين) أنهم مجرد مجانين! أو هم «الطفل» ذاته في مسرحية «السلطان العاري»! فهؤلاء إما مجانين أو أصحاب نظرية المؤامرة، (لتتلاحق فوضى الكوارث المناخية والبيئية والصحية والاقتصادية بل والأخلاقية) فيما التركيز الإعلامي في كل الدول قائم على سطح الأخبار والوقائع ينبش فيها ظاهريًا! دون أن يجرؤ على تسمية الأشياء بمسمياتها، ارتكانًا إلى «وعي عالمي وشعبي» (غائب) يرى كل من يرمي بالحقائق في وجهه أنه مجنون!
اللهم احفظ بلادنا وبلاد العرب والمسلمين والأرض كافة من عبث العابثين وفساد المفسدين، واتكالنا عليك وحدك وأنت المحيط بكل شيء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك