عالم يتغير
فوزية رشيد
أهمية الوعي الشعبي العالمي!
{ اليوم؛ بقدر ما تم توحيد العالم (اتصالاً وتواصلاً وإعلامياً)، بقدر ما أصبح «الوعي الشعبي العالمي» عرضة للكثير من اختراقات «نظام التفاهة» و«نظام الغباء»، وهما النظامان اللذان تديرهما أصابع «الحكومة الخفية»! ولكن هذه المرة سنرى ما يحدث في توحيد الإعلام والتواصل الإلكتروني على المستوى العالمي، من «زاوية مضيئة»، رغم عدم فاعليتها المطلوبة حتى الآن! وهي الزاوية التي تقع تحت ضوء نشر الفيديوهات والتقارير والتحليلات، التي تبحث في خبايا ما يجري حولنا في العالم، وحيث تصريح لعالم نزيه أو مفكّر موضوعي، أو تقرير مصوّر يتم تسريبه لكشف وفضح ما يحدث في الخفاء، أو فيديوهات تصوّر لحظات فارقة في تصريح رئيس دولة كبرى واصطياد زلة اللسان التي تتكرر أحياناً! أو فيديو مرفق بتقرير علمي حول ماهية (التزييف العميق)، أو كشف أقنعة تنكشف وقد لبسها رئيس دولة أو متنفذون في الغرب! أو نشر مستندات مسرّبة ومعروف نموذج ما أحدثه «الويكيليكس» من فضائح وتقارير بالآلاف من وكالة الاستخبارات الأمريكية! أو نماذج أبحاث علمية جادة لعلماء ومتخصصين يتم تهميشهم ومنهم من يتعرض بعد ذلك لاغتيال غامض! يكشفون حقائق عن الأوبئة والفيروسات والتلاعب بالمناخ وآليات عمل «الهارب» أو الشعاع الأزرق! ورش «الكيمتريل»، أو خفايا مختبرات صناعة الفيروسات! أو أكاذيب «ناسا» وحقيقة الأرض! أو ما يدور في المنطقة 51»» في الولايات المتحدة! وغير ذلك كثير من التوثيق ونشر الحقائق العلمية غير الزائفة والحقائق البيولوجية والتاريخية والسياسية، التي يتم التعتيم عليها في الإعلام الغربي، وبالتبعية في الإعلام العربي والكثير من الدول الأخرى!
{ كل ذلك يوضح أن لأحداث العالم وجهين، وجه ظاهر للاستهلاك الإعلامي الرسمي، ووجه خفي أسهمت ثورة التواصل الإلكتروني في نشر خباياه على «المستوى الشعبي العالمي» الذي أصبح أكثر اطلاعاً على ما يدور في منطقة الظل أو المنطقة الرمادية! ما يسهم في بلورة «وعي عالمي» على مستوى الشعوب، ولذلك فإن توحّد ذلك «الوعي الجمعي» لدى الشعوب قد يحدث فارقاً في فرملة الكثير من المخططات، التي تديرها أصابع الشرّ في العالم! ورغم كل آليات «التضليل الإعلامي والفكري» للشعوب، ورغم الإلهاء المتعمد في سرقة الوقت والطاقة من الناس! ورغم إغراق الشباب في المخدرات ومنها «التخدير الإلكتروني»! وإغراقهم في الأفكار السطحية والنماذج التافهة كأيقونات يتم تقليدها واتخاذها رموزا للنجاح والكسب المادي السريع! فإن كل ذلك ينمو في دهاليز ذلك «التسطيح» على مستوى الشعوب، «يقظة عالمية» على المستوى الشعبي، لمعرفة مجريات خفايا الأحداث العالمية الطافحة على السطح، باعتبار أنها صراعات ناتجة من خلل سياسي أو استراتيجي لدى مجتمعات بعينها! وكل من يبحث عن خفايا الأحداث سرعان ما تتم مواجهته بأنه من أصحاب «نظرية المؤامرة»؛ وهي التهمة التي أكل الدهر منها وشرب!
{ هناك معرفة خفيّة بدورها تتسلل إلى وعي الناس، وتفسّر «المنظومة العالمية» وتفككها، وتدرك الفارق بين الزيف والحقيقة، وبين الخير والشر رغم (التشويش) الذي يطغى عليهما! بما يدّل على أن «الإعلام المفتوح» اليوم تكنولوجيا، الذي يتداخل مع الغثّ الكثير الذي فيه، يوجد به حلقات مهمة تنتمي إلى «الإعلام السمين» الذي يدرك أصحابه أنه لا بدّ من إيصال الحقائق إلى الناس! والتأثير على الوعي العالمي لاتخاذ موقف من «القوة الطاغية» التي تعمل على تدمير الإنسان ووعيه وتدمير الأرض ومواردها الطبيعية!
وأنه لمواجهته (بنية السيطرة والمركزية) الموجهة إلى العالم كله، لا بد من «وعي شعبي عالمي» يواجهها، وخاصة أن أغلب دول العالم محكومة باتفاقيات وبروتوكولات المؤسسات الدولية التابعة «للمنظومة المركزية» التي تسيطر حتى الآن على كل ما يوجّه الوعي العالمي هذا إلى أهدافها وأهداف «الشركات العولمية الكبرى» التي تسيطر على سياسات القوة الكبرى وخاصة في الغرب!
إنه عالم «الوعي الجمعي» الذي ينمو في ظل الدول وفي عقول الناس رغم كل التعتيم الجاري حوله وعليه، وقد يكون وحده القادر على إفشال الكثير من المخططات التدميرية، وبعون الله المحيط بكل شيء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك