عالم يتغير
فوزية رشيد
من «النظام الدولي» إلى دكتاتورية النظام العالمي الموحّد!
{ حين تم إعلان «النظام الدولي أو العالمي الجديد» كان ذلك على لسان «بوش الأب» بعد أزمة الخليج وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1991! وكان المقصود بهذا النظام هو تأسيس «القطب الأمريكي الأوحد» أو ما تم الترويج له آنذاك بأن القرن الواحد والعشرين هو «القرن الأمريكي»! وطغت العنجهية الأمريكية (لتجعل من بداية كل عقد جديد بداية لمتغيرات قسرية أرادت فرضها على العالم)! وكان لا بد من «حدث نوعي» يتم فيه صناعة «العدو الجديد» فوقع الاختيار على «الإسلام والمسلمين» كبديل للعدو السوفيتي! ولكن ذلك كان بحاجة إلى بلورة الحدث الذي هو «ضرب البرجين» أو ما عُرف بأحداث سبتمبر 2001، الذي اتضح لاحقاً أنه كان حدثاً مفتعلاً وأن الطائرة «هولوغرام»! ولكن تم جمع تأييد العالم حوله أن الولايات المتحدة تعرضت لهجوم إرهابي من «القاعدة» التي صنعتها الاستخبارات الأمريكية نفسها سابقا!
{ ثم أخذت الحكاية فصولها اللاحقة بالحرب على العراق، بأكذوبة أخرى هي «أسلحة الدمار الشامل»، لتكبر الكذبة والخدعة أكثر فأكثر وسط هرج ومرج، بينما تم تسميتها كذباً أيضاً الحرب على الإرهاب، ليسقط فيها العراق كأول الضحايا من الدول العربية!
فيما كان بداية (العقد الثاني) في القرن الواحد والعشرين أحداث 2011 المعروفة التي أسقطت دولاً عربية أخرى في (فوضى كوندليزا رايس)!
{ هذا الإضعاف المتعمد للمنطقة العربية كان مجرد المنطلق لمواجهة عالمية أخرى هي الأساس في القصة؛ أي المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، من خلال سيطرة وإخضاع المنطقة العربية وثرواتها وموقعها لسلطة المتأسلمين المتطرفين من (إخوان وأتباع إيران المليشياوية) الذين هم أتباع أمريكا! ولأن الصين واصلت اندفاعاتها التنموية، فيما روسيا الاتحادية واصلت تقوية ذاتها على يد «بوتين»، وبعض الدول العربية المستهدفة نجت من مخطط الفوضى وخاصة مصر والبحرين والخليج! فإن الأوراق اختلطت من جديد، وأصبح «القطب الأمريكي الأوحد» يشهد بين فترة وأخرى المزيد من الارتحالات الدولية للفكاك من هيمنته واستبداده بالدول مع تنامي (حراك دولي جديد) هو التطلع إلى تحقيق فكرة «القطبية الدولية المتعددة» على أرض الواقع! وفي هذا التحرك الدولي يكمن بعض الأمل في مواجهة المخططات الشيطانية!
{ هنا كان لا بد من التسريع الأمريكي لخارطتها الجيواستراتيجية، وهو (التسريع المؤلم للعالم كله والبشرية)، الذي بدأ من 2020 ويُراد له أن ينتهي في 2030 وما بعده! حيث دخلت (الفيروسيات والأوبئة) و«كوفيد19» على خط السياسة الدولية! لقلب الواقع والمفاهيم وخرائط الاقتصاد والتجارة، وإعادة الخطط الدولية لدى الولايات المتحدة أو الحكومة الخفية التي تحكمها، الممتدة من القرن العشرين، لتأخذ مفاعيل جديدة وشائكة في القرن الواحد والعشرين! والولايات المتحدة تتطلع إلى «النظام العالمي الموحد» أي يكون موحدا تحت هيمنتها مجدداً، فيتحقق بذلك «القرن الأمريكي» الموعود! ولتكون فكرة «العصر الجديد» هي فكرة خارج كل التقسيمات والمفاهيم الآيديولوجية السابقة، بترسيخ (عصر جديد)، يتم فيه إخضاع كل دول العالم بحسب حضور (الدولة العالمية العميقة) لهيمنتها! حتى لو أدى ذلك بعد حين إلى حرب عالمية ثالثة، تحسم صراع القوى بينها وبين الصين وروسيا! وأزمة أوكرانيا هي البداية لها!
{ «النظام العالمي الموحد» هو في حقيقته امتداد وتبلور لما سبق وأعلنه بوش الأب عام 1991! وحتى يتحقق ذلك لا بد من «الحرب البيولوجية» وتتابع مسلسل الأوبئة! وضرب اقتصادات الدول وتقليل سكان العالم! ولا بد من ضرب الموارد الطبيعية في العالم من (زراعة وماء وحيوانات) واستبدالها بأغذية الشركات المصنعة! ليقع العالم في احتياجاته الأساسية تحت قبضة تلك الشركات فتزيد من ربحيتها بشكل خيالي! ولا بد من التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي للسيطرة على العقول والرقابة! ولا بد من تحويل جميع (التعاملات النقدية) إلى الصورة الإلكترونية والبطاقات الذكية والدفع الإلكتروني بحجة «الأوبئة وتحوراتها»! وبذلك يكون هناك (أرشيف عالمي ضخم) عن تعاملات كل الدول والشعوب في العالم!
{ «النظام العالمي الموحد» هو (دكتاتوري مطلق) ويهدف إلى (استعباد كل البشرية) ليكونوا كالموظفين في (شركة العالم الموحّدة)! ومن يرفض الانصياع من الأفراد (فالأرشيف العالمي المالي) يحقق إمكانية تجميد الأرصدة بكبسة زر! ويفرض على مدن ما تم تسميته (مدن الـ15 دقيقة) وكأنهم محجوزون لا يمكنهم الابتعاد عن أماكنهم أكثر من مسافة 15 دقيقة! ولذلك فإن «الشريحة الذكية» يتم العمل على فرضها على كل من سيتبقى من البشرية! و(لا مكان هنا لحقوق الإنسان أو الحريات أو الخصوصية)! بل الدخول في (الكانتونات العالمية) تحت مسمى الدول والشعوب!
{ إنها الدكتاتورية الأقسى وهذه المرة باسم (النظام العالمي الموحّد) أو (الحكومة العالمية) التي بدأت تطبيق نظرية «مالتوس» لتقليل البشر وكيفية حكم العالم! ومن الحرب البيولوجية إلى العسكرية! ومن فرض (الأقليات الشاذة والمتحولين وتدمير الطبيعة البشرية على العالم)! ومن الغذاء الصناعي والأدوية القاتلة، وتحكم الذكاء الاصطناعي والبطاقات الذكية ذات الهدف المنشود في التحكم في كل شؤون الأفراد! وصولاً إلى البشرية المدمّرة والعالم المدمّر، ليتحقق أبشع (نظام عالمي موحد) لم يخطر حتى على بال إبليس نفسه!
ودائما نقول «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك