عالم يتغير
فوزية رشيد
أمريكا كانت مسكنا للعرب والمسلمين قبل اكتشافها!
{ تمّ التدوين في التاريخ وترويج هذا التدوين، بأن أمريكا اكتشفها «كريستوفر كولومبوس» عام 1492! فيما (الحقيقة المغيّبة) توضح أن أمريكا كانت مسكنًا للمسلمين والعرب قبل مجيء «كولومبوس» بـ(خمسة قرون) على أقل تقدير! وهذا ما صرّح به الباحثون، وتمّ إخفاء الحقيقة قرونا طويلة، وحيث أغلب قبائل «الهنود الحمر» كانوا مسلمين! وهذه معلومة!
{ باحثة إسبانية على إحدى القنوات تحدثت قائلة (إن المعلومة قدمها لنا سفير الولايات المتحدة السابق في «الإمارات» واسمه «اوبرت ديكسونن كرين» الذي كتب في مقال له في عام «2004» وأكدّ فيه انتماء الهنود الحمر من قبائل «الشيروكي» وغيرهم إلى الجالية المسلمة! كما أكد حقيقة أن الهنود الحمر لأنهم كانوا مسلمين تم سجنهم عندما شوهدوا وهم يؤدون الصلاة على الطريقة الإسلامية! وكانوا يصومون في شهر رمضان! وهم أقاموا في شمال الولايات المتحدة «المعبد الكبير» كمكان لإقامة الحج بشكل رمزي! وكان في «أوتاوا» لأنهم لم يكن بإمكانهم الانتقال إلى شبه الجزيرة العربية! علاوة على ذلك على مرّ السنين وفي عام 1830، كانت حكومة الولايات المتحدة تقوم بإحضار «السكان الأصليين» لأمريكا إلى الغرب من شرق الولايات المتحدة وفي منتصف الشتاء، وفهم «الهنود الحمر» أن ذلك بمثابة إعدام لهم ربما بسبب انتمائهم إلى المجتمع الاسلامي! لذلك فرّ جزء منهم إلى الشمال والباقون ماتوا على طول الطريق لأنه كان فصلا شديد البرودة، وقسم ثالث وصل، ليتم التخلص منهم لاحقًا!
{ السؤال لماذا لم يكن بالإمكان الوصول إلى هذه البيانات المهمة للتاريخ ولتراث تاريخ البشرية؟! الأمر بسيط للغاية كما تقول الباحثة، فقد سبق للمسلمين أن تمّ طردهم من إسبانيا عند سقوط غرناطة، وأمريكا لا تريد أن يعرف الناس والعالم أن (العرب كانوا أيضًا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي)! هذه هي النقطة الأولى. (النقطة الثانية أن باحثين أمريكيين من بين باحثين آخرين حاولوا الكشف عن هذه المعلومات للعالم، ولكن تعرضوّا للتهديد من قبل الدوائر المتنفذّة) وحيث يتمّ فصل الأكاديميين وحتى قطع الدعم المالي لبحوثهم إذا كشفوا أدنى حدّ من هذه المعلومات، التي لا يزال التعتيم الرسمي عليها جاريًا!
{ لذلك أولئك الذين كسروا هذا «الحصار التاريخي» هم علماء النزاهة الذين ينحدرون من جامعة «هارفارد» وهم (أمريكيون، إنجليز، ألمانيون، إسبان، صينيون ومن جنوب إفريقيا والهند)، وهم في الحقيقة من أصول مختلفة، والأمريكيون كان منهم (سايروس جوردون وهو عالم لغوي متخصص في الآثار). كان هناك أيضًا (باري فيلد هارفارد) الذي كان مصدر اكتشاف (نبي الله محمد) مكتوب بأحرف كوفية في ولاية «نيفادا»!
وعدد آخر من الذين كسروا «حصار الصمت التاريخي مثل (ألكسندر فان بيثنو) وهو ألماني، وكرّس فصلاً من كتابه عن «الدكتاتورية الأمريكية» التي سادت في الأوساط الأكاديمية الأمريكية من بين أمور أخرى! حتى فضحهم باحثون كبار من جامعات مرموقة مثل (هارفارد، يال، أكسفورد)!
{ وهدف التعتيم هو إخفاء حقيقة أن المسلمين والعرب سبقوهم إلى أمريكا قبل قرون طويلة! وأن السكان الأصليين من «الهنود الحمر» كانوا مسلمين، وأن حرب الإبادة التي تمّ شنّها عليهم كان من أحد أسبابها عقيدتهم الإسلامية! أي أن أمريكا متمرّسة منذ تأسيسها في العداء للإسلام والمسلمين! وما نراه اليوم ومنذ عقود إنما هو استمرار لذلك العداء، سواء بشنّ الحروب على الإسلام أو على الشعوب العربية والمسلمة!
{ وقصة سرقة التاريخ والآثار العربية، ونسبها إلى الغرب هي قصة طويلة تتداخل فيها الفبركة والتزوير والسرقة منذ الكتابة عن (الحضارات العربية القديمة) ومنذ السومريين والكنعانيين والأوغاريت، وهي الحضارات التي سبقت بآلاف السنين ما نسبوه فيها إلى ما أسموه الحضارة الإغريقية حتى أوهموا العالم أنها البداية!
{ في كتابها (شمس الله تشرق على الغرب) تتحدث د. (سيجريد هونكه) الألمانية عن فضل العرب والمسلمين وحضاراتهم ومؤلفاتهم العلمية على الغرب الذي كان تائهًا في ظلام القرون الوسطى! لينسبوا بعدها المكتشفات العلمية للعرب والمسلمين في (الكونيات والبصريات والطب والكيمياء والفيزياء والميكانيكا وغيرها) إلى علماء الغرب اللاحقين! الذين استمدّوا الكثير من مكتشفاتهم من العرب والمسلمين، ونسبوا الفضل إلى أنفسهم على المستوى العالمي، فيما الحقيقة التاريخية التي لا يعبأ بها اليوم حتى العرب أنفسهم ظلت غائبة أو مهمشة!
{ تقزيم التاريخ العربي والحضارات العربية القديمة وجميعها «عربية» هو ما فعله أغلب المؤرخين والمستشرقين الغربيين عن عمد، وتبعهم في ذلك للأسف مؤرخون ومفكرون عرب! ولكن شمس الحقيقة لا بدّ أن تطلع على العالم، وإن تأخر طلوعها! هناك اليوم قراءات جديدة للحضارات العربية من مؤرخين وأثريين عرب وأجانب من غير العرب ستقلب الكثير مما تمّ التعارف عليه تاريخيًا وحضاريًا وأثريًا! لذلك لا عجب إن كانت أمريكا قد طمست إسلام بل وعرق السكان الأصليين فيها، قبل أن يأتي «مجرمو أوروبا» إليها، بعد أن نسبوا اكتشافها إلى «كريستوفر كولومبوس»!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك