العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

أمريكا كانت مسكنا للعرب والمسلمين قبل اكتشافها!

{‭ ‬تمّ‭ ‬التدوين‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وترويج‭ ‬هذا‭ ‬التدوين،‭ ‬بأن‭ ‬أمريكا‭ ‬اكتشفها‭ ‬‮«‬كريستوفر‭ ‬كولومبوس‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1492‭! ‬فيما‭ (‬الحقيقة‭ ‬المغيّبة‭) ‬توضح‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬كانت‭ ‬مسكنًا‭ ‬للمسلمين‭ ‬والعرب‭ ‬قبل‭ ‬مجيء‭ ‬‮«‬كولومبوس‮»‬‭ ‬بـ‭(‬خمسة‭ ‬قرون‭) ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬صرّح‭ ‬به‭ ‬الباحثون،‭ ‬وتمّ‭ ‬إخفاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬قرونا‭ ‬طويلة،‭ ‬وحيث‭ ‬أغلب‭ ‬قبائل‭ ‬‮«‬الهنود‭ ‬الحمر‮»‬‭ ‬كانوا‭ ‬مسلمين‭! ‬وهذه‭ ‬معلومة‭!‬

{‭ ‬باحثة‭ ‬إسبانية‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬القنوات‭ ‬تحدثت‭ ‬قائلة‭ (‬إن‭ ‬المعلومة‭ ‬قدمها‭ ‬لنا‭ ‬سفير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬‭ ‬واسمه‭ ‬‮«‬اوبرت‭ ‬ديكسونن‭ ‬كرين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬‮«‬2004‮»‬‭ ‬وأكدّ‭ ‬فيه‭ ‬انتماء‭ ‬الهنود‭ ‬الحمر‭ ‬من‭ ‬قبائل‭ ‬‮«‬الشيروكي‮»‬‭ ‬وغيرهم‭ ‬إلى‭ ‬الجالية‭ ‬المسلمة‭! ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الهنود‭ ‬الحمر‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬مسلمين‭ ‬تم‭ ‬سجنهم‭ ‬عندما‭ ‬شوهدوا‭ ‬وهم‭ ‬يؤدون‭ ‬الصلاة‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الإسلامية‭! ‬وكانوا‭ ‬يصومون‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭! ‬وهم‭ ‬أقاموا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬المعبد‭ ‬الكبير‮»‬‭ ‬كمكان‭ ‬لإقامة‭ ‬الحج‭ ‬بشكل‭ ‬رمزي‭! ‬وكان‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوتاوا‮»‬‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭! ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬السنين‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1830،‭ ‬كانت‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقوم‭ ‬بإحضار‭ ‬‮«‬السكان‭ ‬الأصليين‮»‬‭ ‬لأمريكا‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬منتصف‭ ‬الشتاء،‭ ‬وفهم‭ ‬‮«‬الهنود‭ ‬الحمر‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬إعدام‭ ‬لهم‭ ‬ربما‭ ‬بسبب‭ ‬انتمائهم‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الاسلامي‭! ‬لذلك‭ ‬فرّ‭ ‬جزء‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬والباقون‭ ‬ماتوا‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬فصلا‭ ‬شديد‭ ‬البرودة،‭ ‬وقسم‭ ‬ثالث‭ ‬وصل،‭ ‬ليتم‭ ‬التخلص‭ ‬منهم‭ ‬لاحقًا‭!‬

{‭ ‬السؤال‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬المهمة‭ ‬للتاريخ‭ ‬ولتراث‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية؟‭! ‬الأمر‭ ‬بسيط‭ ‬للغاية‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الباحثة،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬للمسلمين‭ ‬أن‭ ‬تمّ‭ ‬طردهم‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬عند‭ ‬سقوط‭ ‬غرناطة،‭ ‬وأمريكا‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الناس‭ ‬والعالم‭ ‬أن‭ (‬العرب‭ ‬كانوا‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭)! ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬النقطة‭ ‬الأولى‭. (‬النقطة‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬باحثين‭ ‬أمريكيين‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬باحثين‭ ‬آخرين‭ ‬حاولوا‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬للعالم،‭ ‬ولكن‭ ‬تعرضوّا‭ ‬للتهديد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدوائر‭ ‬المتنفذّة‭) ‬وحيث‭ ‬يتمّ‭ ‬فصل‭ ‬الأكاديميين‭ ‬وحتى‭ ‬قطع‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬لبحوثهم‭ ‬إذا‭ ‬كشفوا‭ ‬أدنى‭ ‬حدّ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬التعتيم‭ ‬الرسمي‭ ‬عليها‭ ‬جاريًا‭!‬

{‭ ‬لذلك‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كسروا‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الحصار‭ ‬التاريخي‮»‬‭ ‬هم‭ ‬علماء‭ ‬النزاهة‭ ‬الذين‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬هارفارد‮»‬‭ ‬وهم‭ (‬أمريكيون،‭ ‬إنجليز،‭ ‬ألمانيون،‭ ‬إسبان،‭ ‬صينيون‭ ‬ومن‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والهند‭)‬،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬مختلفة،‭ ‬والأمريكيون‭ ‬كان‭ ‬منهم‭ (‬سايروس‭ ‬جوردون‭ ‬وهو‭ ‬عالم‭ ‬لغوي‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬الآثار‭). ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ (‬باري‭ ‬فيلد‭ ‬هارفارد‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مصدر‭ ‬اكتشاف‭ (‬نبي‭ ‬الله‭ ‬محمد‭) ‬مكتوب‭ ‬بأحرف‭ ‬كوفية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬نيفادا‮»‬‭!‬

وعدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬كسروا‭ ‬‮«‬حصار‭ ‬الصمت‭ ‬التاريخي‭ ‬مثل‭ (‬ألكسندر‭ ‬فان‭ ‬بيثنو‭) ‬وهو‭ ‬ألماني،‭ ‬وكرّس‭ ‬فصلاً‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الدكتاتورية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭! ‬حتى‭ ‬فضحهم‭ ‬باحثون‭ ‬كبار‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬مرموقة‭ ‬مثل‭ (‬هارفارد،‭ ‬يال،‭ ‬أكسفورد‭)!‬

{‭ ‬وهدف‭ ‬التعتيم‭ ‬هو‭ ‬إخفاء‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬المسلمين‭ ‬والعرب‭ ‬سبقوهم‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬قبل‭ ‬قرون‭ ‬طويلة‭! ‬وأن‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬من‭ ‬‮«‬الهنود‭ ‬الحمر‮»‬‭ ‬كانوا‭ ‬مسلمين،‭ ‬وأن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬شنّها‭ ‬عليهم‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أسبابها‭ ‬عقيدتهم‭ ‬الإسلامية‭! ‬أي‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬متمرّسة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬العداء‭ ‬للإسلام‭ ‬والمسلمين‭! ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬ومنذ‭ ‬عقود‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬لذلك‭ ‬العداء،‭ ‬سواء‭ ‬بشنّ‭ ‬الحروب‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والمسلمة‭!‬

{‭ ‬وقصة‭ ‬سرقة‭ ‬التاريخ‭ ‬والآثار‭ ‬العربية،‭ ‬ونسبها‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬طويلة‭ ‬تتداخل‭ ‬فيها‭ ‬الفبركة‭ ‬والتزوير‭ ‬والسرقة‭ ‬منذ‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ (‬الحضارات‭ ‬العربية‭ ‬القديمة‭) ‬ومنذ‭ ‬السومريين‭ ‬والكنعانيين‭ ‬والأوغاريت،‭ ‬وهي‭ ‬الحضارات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬بآلاف‭ ‬السنين‭ ‬ما‭ ‬نسبوه‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬الحضارة‭ ‬الإغريقية‭ ‬حتى‭ ‬أوهموا‭ ‬العالم‭ ‬أنها‭ ‬البداية‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬كتابها‭ (‬شمس‭ ‬الله‭ ‬تشرق‭ ‬على‭ ‬الغرب‭) ‬تتحدث‭ ‬د‭. (‬سيجريد‭ ‬هونكه‭) ‬الألمانية‭ ‬عن‭ ‬فضل‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬وحضاراتهم‭ ‬ومؤلفاتهم‭ ‬العلمية‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬تائهًا‭ ‬في‭ ‬ظلام‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭! ‬لينسبوا‭ ‬بعدها‭ ‬المكتشفات‭ ‬العلمية‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ (‬الكونيات‭ ‬والبصريات‭ ‬والطب‭ ‬والكيمياء‭ ‬والفيزياء‭ ‬والميكانيكا‭ ‬وغيرها‭) ‬إلى‭ ‬علماء‭ ‬الغرب‭ ‬اللاحقين‭! ‬الذين‭ ‬استمدّوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مكتشفاتهم‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ونسبوا‭ ‬الفضل‭ ‬إلى‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬فيما‭ ‬الحقيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعبأ‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬حتى‭ ‬العرب‭ ‬أنفسهم‭ ‬ظلت‭ ‬غائبة‭ ‬أو‭ ‬مهمشة‭!‬

{‭ ‬تقزيم‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬والحضارات‭ ‬العربية‭ ‬القديمة‭ ‬وجميعها‭ ‬‮«‬عربية‮»‬‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬أغلب‭ ‬المؤرخين‭ ‬والمستشرقين‭ ‬الغربيين‭ ‬عن‭ ‬عمد،‭ ‬وتبعهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬للأسف‭ ‬مؤرخون‭ ‬ومفكرون‭ ‬عرب‭! ‬ولكن‭ ‬شمس‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬تطلع‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬وإن‭ ‬تأخر‭ ‬طلوعها‭! ‬هناك‭ ‬اليوم‭ ‬قراءات‭ ‬جديدة‭ ‬للحضارات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مؤرخين‭ ‬وأثريين‭ ‬عرب‭ ‬وأجانب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬العرب‭ ‬ستقلب‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬تمّ‭ ‬التعارف‭ ‬عليه‭ ‬تاريخيًا‭ ‬وحضاريًا‭ ‬وأثريًا‭! ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬عجب‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬أمريكا‭ ‬قد‭ ‬طمست‭ ‬إسلام‭ ‬بل‭ ‬وعرق‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬فيها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬‮«‬مجرمو‭ ‬أوروبا‮»‬‭ ‬إليها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نسبوا‭ ‬اكتشافها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كريستوفر‭ ‬كولومبوس‮»‬‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا