عالم يتغير
فوزية رشيد
مسلسل نتفليكس CHOOSEN الدجال يحكم أمريكا والعالم!
{ في كل صلاة يتعوّذ المسلمون من «فتنة الدجال»، وهي الفتنة الكبرى الأخيرة التي تستنسخ الفتن السابقة وتراكمها، لتصبح ظلمات فوق ظلمات! لا يدرك فيها الإنسان الحقيقة من الكذب أو الدجل! لتمرّ (السنوات الخداعّات) وفيها ينقلب كل منطق! ويلبس الدجل ثوب الحقيقة! وينبهر الناس بألاعيب «الدجال»! حتى يتوه الناس فيها غير مدركين إلى أي مصير يأخذهم!
{ الطريف أن مسلسل «CHOOSEN» أو «المختار» الذي تعرضه «نتفليكس»، وهو من (6 حلقات، كل حلقة أقل من ساعة) هو الذي يقول ذلك! ولقد تعوّدنا في السنوات أو العقود الأخيرة أن ما يتم عرضه من قصص الخيال العلمي، أو المعالجات الفكرية في أفلام «هوليوود» منذ سنوات على موقع «نتفليكس»، إنما هو ليس بخيال بريء، بقدر ما هو تحضير لما هو قادم! ولما يحدث حقيقية على أرض الواقع، وأغلب الناس نيام!
{ المسلسل القصير مأخوذ عن رواية «أمريكان جيسوس» أو (المسيح الأمريكي) للمؤلفين: «مارك ميلر، وبيتر غروس»، حيث في الرواية والمسلسل يولد الطفل «جودي» للأم «فاري»! لكن سيتضح لاحقاً أن الأب هو (الشيطان أو لوسيفر، أو بعل زبوب) كما يسمعه الناس! أي أنه (ابن الشيطان) أي أنه (المسيح المزيف) الذي تتماهى قصته مع قصة (المسيح الحقيقي) ولكنه يخدع الناس! وحتى هو نفسه؛ أي «جودي»، يعرف حقيقة نفسه في الحلقة الأخيرة!
{ مع القصة تهرب الأم بابنها من أمريكا إلى المكسيك، وهناك تظهر عليه علامات لبعض القدرات، منها نجاته من موت محقق بأعجوبة، بعد أن وقعت عليه شاحنة، وهو في عمر السادسة، وتتراءى له الرؤى الشيطانية التي يعتقدها ملائكية، فيخرج من الحادث دون خدش! ليتحدّث أهل القرية أنها وأنه «المعجزة»! التي مع بلوغه سن الثانية عشرة يشفي المرضى، ويُبصر الأعمى على يديه، ويُسمع الأصم، ويعيد الميت إلى الحياة! إنها معجزات النبي «عيسى» أو «المسيح»، ولكن هنا على يد الدجال أو «المسيح الأمريكي» الذي يصادف مولده أيضاً يوم 25 من ديسمبر! أي ذات يوم الاحتفال المسيحي بالكريسماس!
{ يبدأ الناس بالإيمان به، متناسين إيمانهم الحقيقي بالنسبة إليهم كمسيحيين فينادوا (المجد للرب... المجد لجودي)!
فيما «جودي» الذي يبحث عن حقيقة قواه وعن هويته يستسلم (للغرور والغضب والجشع والحسد والشهوة والكسل والشراهة)، وهي الصفات القاتلة التي تحدث عنها كتابهم المقدس!
وهنا يقول أحدهم له: (أنت تكتب فصلاً جديداً أو إنجيلاً جديداً للعالم! حقبة جديدة للبشرية)، وهو لا يعرف أنه يخاطب ابن الشيطان!
{ وفي غفلة انغماس الناس بقدراته يصرخ آخر: (إلهنا لم يعد المسيح بل هو «جودي»!) أي الدجّال! في ترميز لعبدة الشيطان، الذين مزقوا صورة «العذراء» كما يمزّق أشباههم القرآن ويحرقونه في هذه الأيام!
صديق «جودي» واسمه «توكا» يكشف حقيقة الدجّال الصغير، ولكنه يموت! ترميزاً لموت الحقيقة! وفي الكنيسة يتواجه «المسيح الدجال» مع تمثال «المسيح» كما في كنائسهم، ليشعر في نفسه أنه جاء بمعجزات تشبه معجزاته، ولكنه ليس هو ولا حتى على طريقه أو شاكلته، وإنما هو نقيضه! وحين يذهب إلى الصحراء، يتراءى له ما كان يتراءى له منذ طفولته، ولكن هذه المرة الصوت يقول له بوضوح: (إن عبدتني فسيكون العالم بين يديك)! إنه ذات الوعد الذي يقدّمه الشيطان إلى أتباعه! فيستخرج «جودي» (عُقد الشيطان) من الأرض التي دفنه فيها، وبعدها يذهب إلى جنازة (توكا) أو جنازة (موت الحقيقة في العالم)! أو الحقيقة الضائعة بين ألاعيب الدجال، وتحريف «المؤمنين الزائفين» و«الوثنيين»! فيقوم «جودي الدجال» بإحياء «توكا» ولكن هذه المرة ليصبح من أتباعه، أي أتباع الشيطان! فيما الناس نائمون، ليصبحوا وهم مبهورون بالطاقة الشيطانية أو «فتنة الدجال»! وحيث من إمكانياته وقدراته «تغيير المشاعر»! حينها «الصليب يحترق»! والناس تعتقد أنها نهاية العالم أو نهاية الزمان! العالم تبدّل! والشيطانيون يسردون الحكايا ويتحكمون! و«توكا» صار مثل «جودي» يتلاعب بالمناخ، وينزل المطر، وخلفه إشارة تقول: (أنا هو خبز الحياة)!
{ في الحلقة الأخيرة يتضح كل شيء: أمه تودعه، ليعود إلى أمريكا ليحكمها! ترافقه إحدى أدوات الشيطان فيدور بينهما هذا الحوار:
- جودي: من أنت؟!
- المهم من أنت! أخيراً ستذهب لملاقاة والدك!
- هل سأقابل الربّ؟!
- فتقول باستغراب: الرب؟! بل ستقابل والدك! يسميه البشر الشيطان، لو سيفر، بعل زبوب! في أعماقك لطالما عرفت ذلك! ستصبح أقوى كائن على قيد الحياة! آن أوان العودة إلى الديار وبدء تدريبك!
{ لقطة أخيرة في المسلسل:
طائرة رئيس الولايات المتحدة بانتظار «جودي»! ينزل أحدهم يقول له: (قواتنا مستعدة للتحرك بأمر منك يا سيدي الرئيس)، ثم يقول له الطيّار (إننا سنهبط مستعدين للهجوم قبل الهبوط)!
صوت يأتي: (أذكركم بأننا على أعتاب أكبر حرب شهدها العالم)! الخلاصة: (الدجال يحكم أمريكا ويعمل على تدمير العالم! وهناك كثيرون وقعوا في فتنة)!
ماذا أرادت الرواية أن تقول: هل هو تحذير لحقيقة ما يحدث في العالم، من خلال الأرض التي يحكمها الدجال؟! أم أن «المسيح الأمريكي» خيال شيطاني؟! ولكنه للغرابة يتماهى تماماً مع الوقائع على أرض الواقع؟ هل تعيش البشرية (فتنة الدجّال) التي حذّر منها رسول البشرية في الإسلام؟! أم هو تحضير لما هو قادم؟ تأملوا واحكموا بأنفسكم! والله محيط بكل شيء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك