العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الوباء القادم: الإعلام التابع ونسخ المعلومات والتحليلات!

{‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مراكز‭ ‬دراسات‭ ‬وبحث‭ ‬قوية،‭ ‬ولا‭ ‬مراكز‭ ‬معلومات‭ (‬ذاتية‭ ‬الصنع‭) ‬تستمدّ‭ ‬محتواها‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ (‬علمية‭ ‬أو‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬أو‭ ‬تكنولوجية‭)‬؛‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬البحثية‭ ‬القوية‭ ‬والصانعة‭ ‬للمعلومة‭ ‬والمعرفة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حدّ‭ ‬ذاتها‭ ‬يندر‭ ‬وجودها‭! ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬في‭ ‬عمومه‭ (‬إعلاما‭ ‬تابعا‭) ‬لما‭ ‬ينتجه‭ ‬الغرب‭ ‬تحديدا،‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬ومعلومات،‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬وترويجها‭ ‬دون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فحص‭ ‬محتواها‭ ‬أو‭ ‬توجهاتها‭ ‬أو‭ ‬أهدافها‭ ‬القريبة‭ ‬والبعيدة‭!‬

{‭ ‬لنأخذ‭ ‬مثالاً‭ ‬قريباً‭ ‬قد‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬وهو‭ ‬مثال‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ومتحوراته،‭ ‬و«اللقاحات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬طرحتها‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬البشرية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬آمنة‭ ‬وفعالة،‭ ‬ليتضح‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬المنصرمين‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كذلك‭! ‬وأن‭ ‬تداعياتها‭ ‬وأضرارها‭ ‬الصحية‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تم‭ ‬الترويج‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬منافعها‭ ‬وكونها‭ ‬تمثل‭ ‬حماية‭ ‬لمن‭ ‬يأخذها‭ ‬سواء‭ (‬المصاب‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المصاب‭)!‬

{‭ ‬أولاً‭: ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬العربية؛‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كلها،‭ ‬مراكز‭ ‬ومعامل‭ ‬مختبرات‭ ‬لمعرفة‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يُستجد‭ ‬من‭ ‬فيروسات‭! ‬ومعرفة‭ (‬إن‭ ‬كانت‭ ‬فيروسات‭ ‬طبيعية‭ ‬أنتجتها‭ ‬الطبيعة،‭ ‬أو‭ ‬مصنّعة‭ ‬صنعها‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭)! ‬ونشرتها‭ ‬شركات‭ ‬بعينها‭ ‬لأهداف‭ ‬وأغراض‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬البيولوجية‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭! ‬وليس‭ ‬تجسيداً‭ ‬لصراع‭ ‬دول‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬محدود،‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬مثل‭ ‬ضرب‭ ‬اقتصاد‭ ‬القوة‭ ‬المنافسة،‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬تنميتها،‭ ‬أو‭ ‬فرملة‭ ‬سرعة‭ ‬تطورها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭.. ‬إلخ‭. ‬هنا‭ ‬تلك‭ (‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬والعابرة‭ ‬للقارات‭) ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المثال‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬وصناعة‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬مختبرات‭ ‬سرية‭ ‬وعلنية،‭ ‬وصناعة‭ ‬اللقاحات،‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تروّج‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الفيروسات‭ ‬وتحوراتها‭! ‬وهي‭ ‬ذاتها‭ ‬أيضا‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬الترويج‭ ‬للقاحات،‭ ‬لأسباب‭ ‬مادية‭ ‬ومنفعية‭! ‬وأخرى‭ ‬مرتبطة‭ ‬بأجندة‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬برهنة‭ ‬تحكمها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإجراءات‭ ‬المشددة‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أصابعها‭ ‬تبقى‭ ‬خفيّة‭!‬

الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬عموماً‭ ‬يردّد‭ (‬المعلومات‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬والإجراءات‭ ‬الوقائية‭) ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬وتروّجه‭! ‬فلا‭ ‬توجد‭ (‬قدرات‭ ‬علمية‭ ‬وبحثية‭ ‬عربية‭) ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬دحض‭ ‬أو‭ ‬كشف‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬ترويجها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭! ‬

{‭ ‬وهنا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النقطة‭ ‬الثانية‮»‬‭: ‬وهي‭ (‬تهميش‭ ‬كل‭ ‬الآراء‭ ‬‮«‬العلمية‭ ‬والطبية‭ ‬والصحية‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬إعلامياً‭ ‬والصادرة‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬ومتخصصين‭ ‬وعلماء،‭ ‬يشرحون‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ (‬نشر‭ ‬الفيروسات‭ ‬والأوبئة‭) ‬ويحدّدون‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬البشرية‭! ‬والأهداف‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬‮«‬الشركات‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬المتحكمة‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬غربية،‭ ‬والتي‭ ‬ترتبط‭ ‬بأجندة‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬وتروّج‭ ‬لمنظورها‭ ‬حول‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والبيئة‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وما‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬الرضوخ‭ ‬لذلك‭ ‬المنظور‭! ‬وحيث‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬أصول‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬مثلما‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأممية‭ ‬منها‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬‭!‬

{‭ ‬أليس‭ ‬بإمكان‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬مثلا‭ ‬استضافة‭ ‬أولئك‭ ‬الأطباء‭ ‬والمتخصصين‭ ‬والعلماء‭ ‬الغربيين‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬لمعرفة‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬متعلق‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة‭ ‬لكل‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬البشرية‭ ‬عموماً؟‭! ‬لماذا‭ ‬هؤلاء‭ ‬آراؤهم‭ ‬توجد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وليس‭ ‬الرسمية؟‭! ‬لماذا‭ ‬يقع‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬رهينة‭ (‬الماكينة‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬والخبرية‭ ‬والبحثية‭ ‬والتحليلية‭) ‬لما‭ ‬تروجّه‭ ‬الشركات‭ ‬ذاتها‭ (‬صانعة‭ ‬الداء‭ ‬والدواء‭) ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يثار‭ ‬حول‭ ‬تقليص‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬المليار‭ ‬الذهبي‭! ‬وما‭ ‬يُثار‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صناعة‭ ‬الفيروسات‭ ‬في‭ ‬المختبرات‭ ‬السرية‮»‬‭! ‬وما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬مدمّرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وتنموية‭ ‬وتعليمية،‭ ‬بسبب‭ ‬الإجراءات‭ ‬المشددة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭! ‬وكأن‭ ‬ذلك‭ ‬التدمير‭ ‬لاقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬آخر‭ ‬‮«‬للدولة‭ ‬العميقة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬وأذرعها‭ ‬الأخطبوطية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات‭ ‬للانتقال‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموحّد»؟

{‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬بانوراما‮»‬‭ ‬تمت‭ ‬استضافة‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬إن‭ (‬الوباء‭ ‬القادم‭ ‬مجهول‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬عنه‭ ‬شيئا‭! ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يوجد،‭ ‬وإنما‭ ‬المنتشر‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬تحورات‭ ‬كورونا‮»‬‭ ‬السابقة،‭ ‬التي‭ ‬بالإمكان‭ ‬تصنيفها‭ ‬بـ‭(‬العادية‭) ‬كأي‭ ‬إنفلونزا‭ ‬موسمية‭ ‬أخرى‭)! ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬اللقاء‭ ‬لم‭ ‬يسأله‭ ‬مثلاً‭: (‬إذا‭ ‬كنتم‭ ‬لا‭ ‬تعرفون‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬الفيروس‭ ‬القادم‭.. ‬فلماذا‭ ‬يتم‭ ‬بث‭ ‬الفزع‭ ‬منه‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي؟‭! ‬ولماذا‭ ‬بدأت‭ ‬الإجراءات؟‭ ‬وكيف‭ ‬عرفت‭ ‬الشركات‭ ‬أنه‭ ‬قادم‭ ‬كوباء؟‭! ‬وكيف‭ ‬صنعت‭ ‬بشكل‭ ‬مسبق‭ ‬اللقاحات‭ ‬له‭ ‬وتم‭ ‬إعلان‭ ‬ذلك؟‭! ‬منها‭ ‬شركات‭ ‬‮«‬فايزر‮»‬‭ ‬و«موديرنا‮»‬‭ ‬وغيرهما؟‭!) ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬وتفصيل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬‮«‬الهوجة‭ ‬القادمة‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬بداية‭ ‬اتخاذ‭ (‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭)! ‬التي‭ ‬ستتصاعد‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬وستتحول‭ ‬إلى‭ ‬جائحة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬2024‭! ‬أين‭ ‬المنطق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يحدث؟‭! ‬وهل‭ ‬سترضخ‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مجددا‭! ‬كما‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كورونا،‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يضرب‭ ‬اقتصادها‭ ‬وحياتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يأمر‭ ‬بذلك؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا