يحتاج الإنسان بين الحين والآخر إلى الابتعاد عن الضغوط والروتين اليومي، وإلى تجديد نشاطه ليستعيد قدرته الجسدية والذهنية. فننتظر الاجازة الصيفية بشوق كبير بعد عمل ودراسة طوال العام فيحين وقت الراحة.
في ظل عالم السرعة الذي نعيشه الآن المليء بالكثير من التحديات، نجد أنفسنا مضطرين إلى العمل لساعات طويلة وأياما متواصلة، هناك حاجة ملحة إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة، من أجل تجديد الطاقة وتحسين الصحة النفسية لمساعدتك في تحسين إنتاجيتك في العمل.
الإرهاق والتوتر والتعرض لضغوط العمل فترات طويلة لا يؤثر فقط على السلوك والنشاط العقلي للإنسان، بل يؤثر على صحة الجسم بشكل عام ويمثل سببًا رئيسيًّا للإصابة بالأمراض الخطرة، والعكس تمامًا يحدث عندما يهتم الإنسان بخلق توازن بين العمل والراحة في حياته وتخصيص وقت للتأمل والاسترخاء.
وقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة وثيقة بين الضغط العصبي المستمر وإصابة الإنسان ببعض الأمراض منها ألزهايمر، اذ إن الذاكرة تتأثر بشدة والخلايا تصاب بالشيخوخة كرد فعل للنهج الخطأ في التعامل مع الضغوط.
إن تكريس بعض الوقت للتنفس بعمق والاسترخاء والتأمل أصبح ضرورة لا يجب الاستهانة بتأثيرها علينا.
الإنسان يكون في أفضل حالاته عندما ينطلق في الخلاء ويقترب من الطبيعة، لهذه الأسباب المدعومة بالعديد من الدراسات، أصبح الكثيرون يخصصون وقتًا للتأمل واليوجا، سواء بشكل فردي أو بالمشاركة في مجموعات في المراكز الصحية بشكل كبير. كما تخصص بعض المنتجعات الشاطئية وقتًا للتأمل ضمن برامجها الترفيهية؛ ما يساعد على تأثر خلايانا بشكل كبير، وتحسن كفاءة أجهزتنا الحيوية بشكل عام.
ولكن احذروا من شعور احتياج (الاجازة بعد الاجازة) وهو يأتي مباشرة بعد العودة إلى العمل مع عدم التخلص التام من التوتر والإرهاق الذي كان يجب التخلص منه خلال الإجازة، بسبب أننا في بعض الأحيان نقضي إجازتنا دون أن نخلع رداء العمل وتظل أذهاننا مرتبطة بفريق العمل والانجازات والبريد الالكتروني وهذا يعد من أكبر أخطائنا.
كلما كنا أكثر تحررا من العمل في الاجازة أصبحنا أكثر سعادة، ومن ثم أكثر فاعلية وإنتاجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك