صناعة الإعلام تزداد تعقيدًا وتطورًا باستمرار، ما يفتح أمام المحترفين في هذا المجال تحديات جديدة. ومع ذلك، يظهر الذكاء الاصطناعي (AI) كأداة قوية يمكن الاستفادة منها لتسهيل مواجهة هذه التحديات.
أحد الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام هو إدارة أفلام وميزانياتها. تقوم شركة Warner Bros، وهي شركة إعلامية عالمية، الآن باستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض تلك الإدارة. إذ يسمح الذكاء الاصطناعي للشركة بتحليل كميات هائلة من البيانات، مما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل حول توزيع الموارد المالية.
يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في مجموعة متنوعة من المهام الأخرى في صناعة الإعلام، مثل إنشاء التسميات التوضيحية، وتصفية الأخبار وتوزيعها، وإنشاء محتوى جديد. هذا يُسهِّل تنفيذ تلك المهام بشكل أكثر فعالية، مما يمنح المبدعين والفنانين المزيد من الوقت للأبداع.
بشكل عام، يُمثِّل الذكاء الاصطناعي قوة إيجابية في صناعة الإعلام. يُمكن استغلاله لتحسين الكفاءة، واتخاذ قرارات أكثر دقة، وإنشاء محتوى مبتكر. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، من المحتمل أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في مستقبل صناعة الإعلام.
* يقوم الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام بتصفية الأخبار المزيفة:
يعج الإنترنت «بالأخبار المزيفة» وبشكل متزايد، مما يجعل من الصعب على المستهلكين التمييز بين الحقيقة والخيال. ومع ذلك، هناك أخبار جيدة. يمكن الآن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق لتحديد الأخبار المزيفة.
أحد الأمثلة على ذلك هو تحديث خوارزمية البحث من Google في عام 2017، والذي تم تصميمه لوضع حد لانتشار الأخبار المزيفة وخطابات الكراهية. تبحث خوارزمية Google الآن عن عوامل مثل الدقة والنزاهة والموضوعية عند ترتيب نتائج البحث.
طورت جامعة ميشيغان أيضًا تقنية ذكاء اصطناعي لاكتشاف الأخبار المزيفة بدقة بنسبة 76%. تُغذى مواقع الالكترونية في خوارزمية ذكية لمسح المصادر والتنبؤ بالإصدارات الأكثر دقة وجديرة بالثقة من القصص. كلما زاد عدد مواقع الإلكترونية التي يتم «تغذيتها» في الخوارزمية، كلما أصبحت أكثر دقة لأنها «تتعلم» باستمرار بمرور الوقت.
على الرغم من أن هذه التكنولوجيا ليست دقيقة بنسبة 100% (حتى الآن)، إلا أنها بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح. مع استمرار تطوير الذكاء الاصطناعي، سيصبح من الأسهل على المستهلكين التعرف على الأخبار المزيفة والحصول على معلومات دقيقة.
* يستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام لزيادة الكفاءة:
تستخدم وسائل الإعلام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد كوسيلة لتخفيف الأعباء الشاقة وتمكين الصحفيين وصناع المحتوى الترفيهي من زيادة كفاءتهم في العمل. فمثلاً، تعتمد العديد من شركات الإعلام الآن على تقنية التعرف التلقائي على الكلام (ASR) المقدمة من Verbit لإنشاء وصف دقيق لمقاطع الفيديو، حتى أثناء البث المباشر في الوقت الفعلي. تُبسِّط هذه الأداة عمليات تستغرق وقتاً طويلاً، وبالتالي تمكِّن منتجي المحتوى من توفير الوقت والجهد الذي يُخصصونه لإعداد الوصف الدقيق، وتسمح لهم بالتركيز بشكل أكبر على جوانب الإبداع.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استفادة من تقنية ASR المقدمة من Verbit أيضاً في إنشاء نصوص كتابية لتسجيلات العروض والمقابلات. يساهم هذا الاستخدام في تحقيق الامتثال للمتطلبات القانونية، بما في ذلك تلك التي تفرضها الجهات التنظيمية مثل اللجنة الاتصالات الفيدرالية. ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل يمكن أن تكون هذه النصوص أيضاً مصدراً قانونياً يُمكن الاستناد إليه كدليل قانوني في حالات النزاعات القانونية المحتملة.
الذكاء الاصطناعي في تفاعل الجمهور
تقنية الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم تحليل دقيق لتفاعل الجمهور مع المحتوى خلال وقت قياسي، وذلك أمر كان يكلف المؤسسات الإعلامية الكثير من المال والوقت، واليوم، يمكن استخدام هذه التقنية في معرفة ما يفضله جمهور المؤسسة من محتوى، فهذا يساعد الإدارة على توزيع الموارد البشرية بشكل أفضل وتوفير الجهد والمال، على سبيل المثال، من الممكن تسخير محررين وصحفيين إضافيين لتجهيز المحتوى المفضل لدى القرّاء، كما يمكن إلغاء أو تقليص القسم الذي يشكل عبئاً على المؤسسة.
تحليل المحتوى، عبر وسائط الذكاء الاصطناعي، قد يمكّن المؤسسة الإعلامية أيضاً من تحديد الأوقات الأكثر جذباً لجمهورها، وكذلك تفاعل مكان معين مع نوعية معينة من المحتوى، فعلى سبيل المثال، قد يهتم جمهور المؤسسة في القاهرة بمحتوى ما، فيما يهتم الجمهور في الرياض بنوع آخر من الأخبار أو التحليل، وذلك يصب أيضاً في تحسين إدارة الموارد المالية وتوزيع الكفاءات الموجودة في المؤسسة بما يكفل عائداً أفضل للمؤسسة من القوة البشرية المتوافرة لديها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك