عالم يتغير
فوزية رشيد
فيلم «باربي» لتأكيد «النِسوية» المتطرفة والشذوذ والتحوّل الجنسي!
{ لم ولن يكتفي أصحاب «هستيريا» تكريس «النسوية» والتحوّل الجنسي والقيم الفوضوية واللاأخلاقية، عن نشر قيمهم المختلة والمريضة في كل العالم، وبكل الطرق والأساليب! واستخدام كل الآليات، بما فيها «الأفلام» لجذب الأجيال الجديدة إلى «البهيمية الجنسية والغرائزية»، في إطار الترويج الممنهج والمنظم، لتغيير الفِطرة الإنسانية والبشر، أينما كانوا، في الشرق أو الغرب! وتغيير القيم الإنسانية والهوّية والتعاليم الإلهية! لكأننا في (ساحة حرب) يتمادى فيه «الخيال الشيطاني» كل الحدود في الاعتداء والإجرام وفي عداء واضح ومتزايد للإنسان الطبيعي! والإنسانية بمنظومتها الأخلاقية والقيمية والمعرفية، التي عرفتها منذ فجر التاريخ!
{ «باربي» تلك الدمية التي غزت كل بيوت العالم وأطفاله، لم تعد مجرد نموذج للاستهلاك التجاري للأطفال، وإنما منذ البداية كانت هذه «الدمية الصغيرة» تمثل نمطًا من «الاختراق الثقافي والقيمي» الرأسمالي والعولمي، لتكريس رؤية غربية عولمية لمفهوم الجمال والجسد! والتي أوهمت أجيالا بأكملها في الاقتداء بذلك النموذج المتعالي على الكثير من الأطفال في العالم، الذين بات أكثرهم يلهثون وراء تلك المقاييس، ويُصابون بالخيبة وهوس الرشاقة حين يكبرون! ولتتحوّل (الفانشيستا) اليوم إلى معادل واقعي للدمية «باربي»! وتقليد ما يتم تكريسه في مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات تدّر الأموال (لبائعات المحتوى) من «الفانشيستات»! لتحكم أقفال «نظام التفاهة» عقول الأجيال الجديدة، واللهاث وراء التفاهة ما دامت صادرة من نساء يشبهن «باربي»! وبذلك تُصاب البنات والنساء بأمراض الاكتئاب والأمراض النفسية، إن لم يصلن إلى مقاييس «باربي» الجسدية والجمالية!
{ هذا النموذج لدمية صغيرة، تمثل واحدة من قيم «النموذج الاستهلاكي» التافه ولكن المنتشر! وكأحد أعمدة «النظام الرأسمالي» في النظرة إلى الجسد ثم (التمركز) حول الغرائزية، التي أوصلت إلى هدم كل الخطوط بين الذكر والأنثى! وأنشأت «نظرية الصراع» القائمة بينهما حتى الآن، بدل «التكامل»! واستمرت لتعبث بالجنس البشري وبرمجته وتوجيهه نحو الشذوذ والتحوّل الجنسي والتحرش بالأطفال! وغيرها من «آفات جنسية» لا تنتهي قائمتها عبر الدعاية والإعلام، ورسم صورة هدامة ووهمية للحريات والحقوق! ليصل الانفلات إلى اختراق العقول، بتصوير غير منطقي لمفهومي «الخير والشر»، في عملية متواصلة لـ(تفكيك الإنسان) وكل قيمه! فيتم طرح «النشاز والشاذ بكل تشكيلاته وتحولاته» إلى جعله نموذجًا عالميا لكل أطفال وشباب العالم!
{ من المنطلقات السابقة جاء الفيلم السينمائي الغربي الجديد «باربي» استفادة من رواج هذه الدمية عالميا! ليتم من خلالها تجسيد كل تلك النزعات المريضة أخلاقيا، ونشرها بين الأطفال والأجيال، بعد أن حولها الفيلم من دمية إلى امرأة وإنسان! ولهذا سأترك التعليق لأحد المعلقين «الغربيين» على قناة (GBN NEWS)، لأن رفض الأفكار المريضة هذه ليس في دولنا فقط، وإنما في الغرب نفسه وشعوبه، فتلك الأفكار الشيطانية تستهدف «تفكيك الإنسان» في الشرق والغرب وأينما كان، كما قلنا!
يقول المعلق في القناة:
«فيلم (باربي) بشع جدًا! في الدقائق الأولى يظهر بعض الفتيات يلعبن بالدمى، وأنا لدي 17 حفيدا وأغلبهم فتيات صغيرات ويحبون اللعب مع الدمى الصغيرة، ولكن في الفيلم الفتيات يمسكن بالدمى ويقمن بضربهن وصفعهن بقسوة! ويقلن: «لن نصبح أمهات بعد الآن»! في تعليقه هنا يتضح المنظور اللاأخلاقي للأمومة ومحاولة تدمير المشاعر الطفولية تجاه الأمهات! وزرع الكراهية والحقد تجاه الأم، وقد تمثل ذلك في شخصيات أخرى في الفيلم، تطرح العلاقة المأزومة بين الأم وابنتها!
{ يواصل المعلق الغربي تعليقه فيقول: «في عالم (باربي) الفيلم، الرجال هم المشكلة! وهذا فكر نسوي بحت (فيمينيز)! وكل المشاكل تأتي منهم حسب هذا الفكر ولذلك يريدون نساء (باربي) التخلص من الرجال لعيش حياة أفضل! و(كين) هو الشخصية الذي يُجسد (الذكورة الشريرة) في الفيلم، ولذلك (باربي) تحاول الفرار دائمًا منه، لأنها كما تصوّر للمشاهد، لم تستطع التأقلم مع حقد المجتمع الذكوري! ولهذا هي تكره (كين)! إذًا الرجال هم الأشرار»! ونقول إن فكر (النسوية المتطرفة) يعمل على إشعال فتيل الصراع بين الذكر والأنثى، منذ عقود طويلة!
وهناك كاتبات عربيات تأثرن بهذا الفكر الغربي النسوي المتطرف، وأنا أعرف إحداهن حين احتدم النقاش بيننا مرة وهي تقول: لماذا على المرأة أن تحمل وتلد؟ لماذا لا يحمل الرجل ويلد؟! وهكذا تتحقق المساواة! وكانت من قريبات «د. نوال السعداوي»!
وإجابتي لها تحتاج إلى مقال آخر! فقد دخلت أيضًا في صراع أفكار مع د. نوال نفسها!
{ يواصل المعلق الغربي: «في الفيلم أيضًا شخصيات من المتحولين جنسيًا يؤدون دور (باربي)! إذًا هنا الفيلم يريد إيصال فكرة أن (الرجال) يؤدون دور باربي» بشكل أفضل من النساء! وعليكم لذلك إخبار بناتكم الصغار: إذا تودون أن تصبحن «باربي» أو سباحات ماهرات أو أي شيء آخر في هذا المجتمع، فالرجال يمكنهم أن يكونوا نساءً بشكل أفضل»! وأقول: حسب منظور الفيلم، فإن على الرجال أن يتحولوا إلى نساء، ليكتسبوا «كمتحولين جنسيين» مهارة في كل الوظائف المجتمعية! إنه تشجيع وتكريس آفة «التحول الجنسي» واختراق تشويهي لعقول الصغار، لاعتبار المتحولين بأنهم أصحاب مميزات ومهارات إلى جانب تشجيعهم على الشذوذ، فالفيلم به شخصيات شاذة أيضًا!
{ هذا الفيلم الذي أثار ضجة في الغرب، وتم طرحه للعرض في كل دور العرض في دول العالم، يجب منعه من الحكومات ومقاطعته من العائلات والأسر، والذي صنع الفيلم هو نفسه «متحول جنسيا»، كما قال المعلق في نهاية تعليقه بأنه اعترف في إحدى المقابلات بأن (فيلم باربي عبارة عن حلوى فيه بعض السمّ) بل فيه كل السم! خاصة أن كل مناظر الفيلم وأمكنته ملونة بألوان الشواذ!
ويقول للأطفال: «انظروا إلى هذا العالم الملوّن الجميل، وليكن طموحكم هو عالم «باربي» والشواذ والمتحولين»! وأكتفي!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك