في الواقع لم يحدث (إلا فيما ندر) أن أيا من وزاراتنا أو أيا من مؤسساتنا الحكومية ردت على تساؤل مواطن باعترافها ببعض (فقط ببعض) القصور في عملها وأدائها، هذا طبعا إذا بادرت بالرد، لذلك أنا هنا أوجه الشكر لوزارة البلديات على عناء الرد على مقالي المنشور بتاريخ 15 يوليو 2023.
على مدى متابعتي لهذه الردود الحكومية، على مدار تاريخ ليس بقصير، يمكن القول إن من أهم سماتها هو الاستنفار للدفاع عن خصال وجهود مؤسستها، وكأنها مؤسسات كاملة الأوصاف، معصومة من الأخطاء، على مدار تاريخها، وعلى مدار تناوب المسؤولين السابقين واللاحقين على مختلف المناصب فيها (والكمال لله وحده)... فأرجو من السادة وزارة البلديات والزراعة، وغيرها من مؤسسات الدولة، أن تتقبلوا تعليقاتنا على أدائكم برحابة صدر، لربما نصل إلى معرفة بعضنا بعضا، فكما تطلبون من المواطن أن يقدر جهودكم ومدى وحجم أعبائكم ومسؤولياتكم، أرجو من طرفكم أيضاً أن تبذلوا بعضاً من الجهد في احترام عقول المواطنين، وتثقوا أننا شعب متعلم، وأن في مجتمعنا العديد من الكفاءات وأصحاب المؤهلات العالية، ومثقفون يحملون حجماً كبيرا من المعرفة والخبرة التي تسمح لهم بمقارعتكم فكراً ومعرفةً على أدائكم وخططكم، وأن يلفت انتباهكم إلى بعض الأخطاء التي تحدث، لنسير جميعاً على المسار السليم في بناء هذا الوطن الذي نبنيه وندافع عنه معاً.
الإخوة الأعزاء في وزارة البلديات، وغيرها من وزارات الدولة، أرجو فقط أن تثقوا أننا جميعاً في نفس القارب، وأننا معاً نتمنى الخير للوطن، وأن الصحافة هي حلقة الوصل الأهم بين المواطن والدولة بكافة سلطاتها، التنفيذية والتشريعية والقضائية... وأي خلل في هذه العلاقة له عواقب على الطرفين... وسنتحدث لاحقاً، في مقالات أخرى، عن هذه العلاقة، والمقصود بالخلل في العلاقة، وعواقبه.
ولأننا على أبواب شهر الحر، والإجازات، لن أطيل في تعليقي على رد الوزارة المعنية الذي قرأته على صفحات «أخبار الخليج» بتاريخ 21 يوليو 2023، ولكن أؤكد لوزارتنا العتيدة أن ردكم جاء بعيداً عن مفاهيم مقالنا، فأرجو أن تعيدوا قراءة ذلك المقال القصير لاستيعاب أبعاده الحقيقية التي ربطت بن جمال البيئة وحسن تخطيطه، وبين أخلاقيات المجتمع، وهناك كتب فلسفية وعلمية تؤكد هذه العلاقة التي يجب أن تكون هي الشغل الشاغل للعاملين في البلديات، وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة... وكما نصحتموني بالرجوع إلى قانون البلديات لمعرفة صلاحية وزارتكم (وقد فعلت ذلك)، أرجو أن أنصحكم أيضاً أن تعودوا إلى أمهات الكتب لمعرفة المزيد عن هذه العلاقة التي هي من صميم اهتمام وصلاحيات العاملين في بلديات أرقى وأجمل المدن في العالم... فأرجو أن تتلفتوا في أرجاء المناطق التي تمرون بها لتعرفوا المقصود من الكلمات القليلة في مقالي، التي لم توف الموضوع حقه.
وأكرر شكري وتقديري على عناء ردكم الدفاعي الساخن.
لن أضع تساؤلاً آخر هنا، على أمل أن أجدد لقائي بقرائي الأعزاء بعد شهر أغسطس، لطرح المزيد من التساؤلات الجديدة لبناء وطن أكثر جمالاً وبهاءً.
وإلى ذلك الحين سيبقى للحديث بقية..
مي زيادة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك