العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

ثورة 23 يوليو والقيم التي نحتاج إليها باستمرار

{‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬زمنية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تكتسحه‭ (‬سيولة‭ ‬فكرية‭ ‬وقيمية‭) ‬يختلط‭ ‬فيها‭ ‬الشر‭ ‬والخير،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الشر‭ ‬خيراً،‭ ‬والخير‭ ‬مستنكراً‭! ‬وتذوب‭ ‬الفواصل‭ ‬الحدودية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مفتوح‭ ‬اتصالاً‭ ‬وتواصلاً،‭ ‬لتذوب‭ ‬معه‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسانية‭! ‬وتصبح‭ ‬المجتمعات‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬خلخلة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ثقافتها‭ ‬ومفاهيمها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬عالمي‮»‬‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬على‭ (‬مبادئ‭ ‬النفعية‭ ‬والاستغراق‭ ‬في‭ ‬الغرائز‭) ‬من‭ ‬دون‭ ‬تنظيم‭ ‬أو‭ ‬تهذيب‭! ‬ولكأن‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬يُراد‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬ترتّد‭ ‬على‭ ‬نفسها،‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬منطلقاتها‭ ‬البهيمية‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إسقاط‭ ‬مضامين‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬حين‭ ‬مبدأ‭ ‬النفعية‭ ‬والغرائزية‭ ‬يحكم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭! ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يتحوّل‭ ‬الصراع‭ ‬الحضاري،‭ ‬ولكأنه‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬المادة‭ ‬والروح،‭ ‬رغم‭ ‬تكاملها‭ ‬في‭ ‬المنظور‭ ‬الإسلامي‭! ‬وتتحول‭ ‬المجابهة‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مسخها‭! ‬وتتحول‭ ‬الأوطان‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬تختلط‭ ‬فيها‭ ‬المفاهيم‭ ‬و«حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تستهدفها‭ ‬بآليات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الاستلاب‭ ‬الإنساني‭ ‬والعقلي‭ ‬والروحي‭ ‬للشعوب‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬فإن‭ ‬الإنسانية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يعيدها‭ ‬إلى‭ ‬بوصلتها،‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬حاسمة‭ ‬تحوّل‭ ‬فيه‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬القديم،‭ ‬إلى‭ ‬نمط‭ ‬إمبريالي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إبادة‭ ‬البشر‭ ‬واستعمار‭ ‬العقل‭ ‬والروح‭ ‬والجسد‭! ‬فإننا‭ ‬نستذكر‭ ‬قيم‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬ضوء‭ ‬جديد‭ ‬وحيث‭ ‬الصراع‭ ‬الراهن‭ ‬بين‭ ‬منظومتين‭: (‬المنظومة‭ ‬الإلهية‭ ‬والمنظومة‭ ‬الشيطانية‭)! ‬وحيث‭ ‬تعُلى‭ ‬المنظومة‭ ‬الإلهية‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬المقاومة‭ ‬لكل‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وعقله‭ ‬وروحه،‭ ‬ومقاومة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬والشعوب‭ ‬بحضارة‭ ‬متفسخة‭ ‬قاتلة،‭ ‬تريد‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭! ‬لنستذكر‭ ‬معاً‭ ‬المشاعر‭ ‬الوطنية،‭ ‬وإعلاء‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان،‭ ‬والمشاعر‭ ‬القومية‭ ‬التي‭ ‬بثتها‭ ‬مبادئ‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬المشترك‭ ‬عن‭ ‬الأسس‭ ‬الوجودية‭ ‬للعرب‭ ‬وتاريخهم‭ ‬ودينهم‭ ‬وحضارتهم‭!‬

{‭ ‬71‭ ‬عاماً‭ ‬مرّت‭ ‬على‭ ‬ثورة‭ ‬12‭ ‬يوليو،‭ ‬وقيمها‭ ‬ومبادئها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة،‭ ‬والعرب‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أكبر‭ ‬إليها‭ ‬اليوم،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬التوحّد‭ ‬العربي‮»‬‭! ‬والفكر‭ ‬العربي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬روح‭ ‬النضال‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬‮«‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬وتحولاته‭ ‬الفوضوية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬غاية‭ ‬ولا‭ ‬هدف‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الإنساني،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فوارق‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭ ‬والقيم‭ ‬الوطنية‭! ‬وحيث‭ ‬الاحتكار‭ ‬وسيطرة‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬تحوّل‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬احتكار‭ ‬الإنسان‭ ‬وتسليعه‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬شيء‭ ‬بين‭ ‬الأشياء‭! ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬التحولات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذات‭ ‬مبادئ‭ ‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بعمق‭ ‬أكبر،‭ ‬وبآليات‭ ‬جديدة،‭ ‬فكرية‭ ‬ووطنية‭ ‬وقومية‭ ‬ومجتمعية‭! ‬ولكأن‭ (‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬العربي‭) ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الثورة‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬مبادئها،‭ ‬تحتاج‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬ورؤية‭ ‬جديدة‭ ‬وآليات‭ ‬جديدة‭! ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬أساليب‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬الحروب‭! ‬وأكثرها‭ ‬آليات‭ ‬حرب‭ ‬ناعمة‭ ‬كالحرب‭ ‬الإعلامية‭ ‬والفكرية‭ ‬والنفسية‭! ‬ولتأخذ‭ ‬فكرة‭ ‬إعلاء‭ ‬قيمة‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬إعلاء‭ ‬قيمة‭ ‬‮«‬المواطن‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬إنسانيته‭ ‬وفطرته‭ ‬أولاً‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭! ‬ليتمكّن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وطنه‭ ‬وقوميته‭ ‬ودينه‭ ‬وثقافته‭ ‬وتاريخه‭ ‬ووجوده‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬دفاعه‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬تحرره‭!‬

{‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬حين‭ ‬تقدم‭ ‬نموذج‭ ‬حركة‭ ‬التحرر،‭ ‬كانت‭ ‬تقدمه‭ ‬للنموذج‭ ‬القديم‭ ‬للاستعمار،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فالعرب‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬تحرر‭ ‬جديدة‮»‬‭ ‬تقاوم‭ ‬نموذج‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأوطان،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستيلاء‭ ‬بما‭ ‬يخصنا‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬والروح‭ ‬العربية‭! ‬وتسفيه‭ ‬الإسلام‭ ‬وقيمه،‭ ‬وهو‭ ‬دين‭ ‬الغالبية‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬وقيمه‭ ‬مقدمة‭ ‬للبشرية‭ ‬كلها‭!‬

{‭ ‬استعمار‭ ‬جديد‭ ‬بدون‭ ‬عقل‭ ‬ولا‭ ‬منطق‭ ‬ولا‭ ‬ضوابط‭ ‬إنسانية‭ ‬وأخلاقية،‭ ‬ينسف‭ ‬حتى‭ ‬قيمه‭ ‬السابقة‭ ‬نفسها‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الحداثة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحداثة‮»‬‭! ‬وبمفاهيم‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحداثة‮»‬‭ ‬يتم‭ ‬نسف‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتاريخ‭ ‬والأيديولوجيا،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الصراع‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والاشتراكية‭! ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الاحتلال‭ ‬والوطنية‭! ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الاستعمار‭ ‬وحركة‭ ‬التحرر‭ ‬العربي‭! ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬حركة‭ ‬نضال‭ ‬بين‭ ‬الإنسانية‭ ‬والآلية‭! ‬وبين‭ ‬الأوطان‭ ‬ونسفها‭ ‬من‭ ‬الداخل‭! ‬وبين‭ ‬الغائية‭ ‬الدينية‭ ‬والفوضى‭ ‬الشيطانية‭! ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬نمطاً‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬التحديات،‭ ‬لتصبح‭ ‬أفكار‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬وكأنها‭ ‬أفكار‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬استعادتها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والقومي‭ ‬والوجودي‭! ‬فالمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وكرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬والروح‭ ‬العربية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬بحاجة‭ ‬إليها،‭ ‬وبقوة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن،‭ ‬وإن‭ ‬بشكل‭ ‬آخر‭ ‬وجديد‭! ‬لمقاومة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصبّ‭ ‬في‭ (‬استلاب‭ ‬الإرادة‭ ‬الحرّة‭)!‬

{‭ ‬العرب‭ ‬ككل‭ ‬يمرون‭ ‬اليوم،‭ ‬بإحدى‭ ‬مفترقات‭ ‬الطرق‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬وحدهم‭ ‬وإنما‭ ‬للبشرية‭ ‬ككل‭! ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تنبع‭ ‬أهمية‭ ‬استعادة‭ ‬‮«‬مبادئ‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬أيضاً‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الدوائر‭ ‬الثلاث‮»‬‭ ‬الدائرة‭ ‬العربية‭ ‬والدائرة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والدائرة‭ ‬الأممية‭ ‬بالدول‭ ‬والشعوب‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬مقاومة‭ ‬هذا‭ (‬الاجتياح‭ ‬الفكري‭ ‬الفوضوي‭ ‬للغرب‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭! ‬ليتم‭ ‬إنهاء‭ (‬المركزية‭ ‬الباطشة‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساهمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬‮«‬تعددية‭ ‬الأقطاب‮»‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الدوائر‭ ‬الثلاث‭ ‬بعد‭ ‬تطويرها‭ ‬إلى‭ ‬تعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬الجديد،‭ ‬ليستعيد‭ ‬العرب‭ ‬مفاهيم‭ ‬التحرر‭ ‬المعنوي‭ ‬والأخلاقي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ومركزية‭ ‬الإنسان‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬دينهم‭ ‬الحنيف‭!‬

كل‭ ‬مرة‭ ‬تعطينا‭ ‬‮«‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‮»‬‭ ‬دروساً‭ ‬جديدة،‭ ‬تتحوّر‭ ‬مع‭ ‬تحورات‭ ‬المواجهات‭ ‬العالمية‭ ‬الجديدة‭! ‬لتكتسب‭ ‬تلك‭ ‬الثورة‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات،‭ ‬ولتكتسب‭ ‬مفاهيم‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬وحركة‭ ‬النضال‭ ‬العربي‭ (‬أبعاداً‭ ‬جديدة‭)‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تحورات‭ ‬الاستعمار‭ ‬القديم،‭ ‬إلى‭ ‬آلياته‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تكتسح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬اليوم‭ ‬حتى‭ ‬الروح‭ ‬الإنسانية‭ ‬والوجود‭ ‬الإنساني‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا