عالم يتغير
فوزية رشيد
مجمّع السلمانية الطبي وشكاوى متكررة!
{ في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لاكتساب السمعة الطبية الجيّدة، بل والترويج للسياحة العلاجية في البحرين، وتوفر أحدث الأجهزة الطبية في العديد من المستشفيات الطبية الكبرى، لزيادة العناية الصحية وعلاج الأمراض المستعصية، فإن الحوادث في «مجمع السلمانية الطبي» تتكرر، ومعها تتكرر شكاوى المواطنين! ولعل ما جاء في «تقرير الرقابة المالية» عن مجمل الأحوال والثغرات دون حاجة إلى تكرارها، ينبئ بما يحتاج إلى معالجات جذرية لا بد أن يتم وضعها تحت المجهر! وإجراء تغييرات وإصلاحات حقيقية بما يخص «أداء العاملين» سواء في «مجمع السلمانية الطبي» أو في المراكز الصحية العامة والخاصة، في ظل تكرار حوادث الإهمال والأخطاء الطبية، التي أوصلت العديد من المرضى إلى حالة الوفاة!
{ الغريب أن هناك افتقادا للرقابة الطبية على أداء المجمعات الطبية، وخاصة «السلمانية»، باعتبارها أقدم وأكبر المراكز الطبية العامة في البحرين، مما يجعل من فقدان الرقابة الفعّالة أن يكون الرقيب هو المواطن نفسه! بما يبثه من شكوى إهمال أو تقصير أو تعرّض أحد أفراد أسرته للموت بسبب خطأ طبي! هذا ما لا يجب السكوت عنه حين يتكرر الأمر! وعادة التصريح الرسمي، يتعارض مع ما يأتي به المواطنون، أو النواب، كما جاء في فيديو مصوّر للنائب «هشام العوضي» وهو يتحدث عن التأخير في تقديم الرعاية الطبية، الذي أدى إلى «وفاة مريضة» في مجمع السلمانية، وحيث إجراءات التحقيق التي يطول ظهور نتائجها، أصبح بدوره أمراً متكرراً! فلماذا كان التناقض بين التصريح الرسمي وبين ما قاله النائب البرلماني بأن (لجنة التحقيق لم تتواصل نهائيا مع أهل المريضة المتوفاة) متسائلا: «كيف يقولون إن المريضة تواجدت في المستشفى مدة ثلاثة أيام، في حين أنها دخلت الساعة 10 صباحاً، وبقيت في الانتظار من غير سرير إلى ثاني يوم صباحاً، وتوفيت الساعة 1:30 في اليوم نفسه؟!». وقال النائب: «إن هذه ثاني حالة وفاة في القسم نفسه بسبب الإهمال»! وعند تواجده لم يكن أحد موجوداً من المسؤولين لمتابعة الحالة! وشدد النائب على أن لديه إثباتات لكل ما ذكره!
{ حين تتكرر الأخطاء الطبية، ويتكرر الإهمال والتقصير، فهذا يعني أن هناك تراجعا في مستوى (الكفاءة البشرية الطبية) رغم وجود أحدث الأجهزة وأكثرها غلاء والتي توفرها الدولة! وهذا يعني أن هذا الإهمال وتلك الأخطاء الطبية، تعمل مع التراكم على «فقدان الثقة» سواء في أداء مجمع السلمانية أو المستشفيات الأخرى ومنها الخاصة، التي حدثت معها «عدة حالات وفاة»! انتقل بعضها إلى الرأي العام وأثار ضجة، وبقي بعضها الآخر في حكم المسكوت عنه! ولذلك فإن المقترح الذي تقدم به عضو مجلس بلدي الشمالية «محمد سعد الدوسري» بضرورة (إنشاء نيابة خاصة بالأخطاء الطبية) هو مقترح وجيه ويجب العمل به لتلافي أي إهمال أو تقصير أو أخطاء طبية يكون نتيجتها وفاة المريض!
{ الكل حريص على توفير الرعاية الطبية الآمنة، سواء الدولة أو المواطنون، وخاصة أن «المؤسسة الصحية» في البحرين، أصبحت متنوعة، وهناك «مراكز تخصصية»، تحتاج إلى كفاءات طبية عالية، وحيث العنصر البشري في الطب هو من أهم الأولويات، التي يجب انتقاؤها بحرفية ونزاهة! فلا شيء أثمن من صحة الناس والصحة العامة! وعلى «الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية» أن تسرع في إظهار نتائج تحقيقها في ملابسات الحادثة المذكورة مؤخراً، وأن تضعها في ميزان القانون، حتى لا تتكرّر ذات الحوادث سواء في السلمانية أو في مستشفيات أخرى، تردد صداها عند الناس في أوقات مختلفة، وأصبحت في طي النسيان! فكل ذلك يؤدي إلى فقدان المصداقية الطبية، والتشكيك في كفاءة العاملين في هذا المجال الحيوي والمهم بسبب أخطاء البعض، رغم كثرة التصريحات من المسؤولين فيه حول جهود التطوير في المباني والأجهزة والعلاج وعدد من العمليات إلخ.. وهذا يحيلنا مجدداً إلى أهمية الاستمرار الدوري والمتواصل في متابعة أداء العاملين في المجال الطبي في المجمعات الطبية العامة، وخاصة في ظل الميزانية المرصودة لتطوير هذا القطاع، وأهم ما فيه هو تطوير «الكوادر البشرية العاملة» وفق أسس قوية لا مجال للإهمال أو الخطأ الطبي المتكرر فيها، أو اختيار من هو غير مؤهل للعمل في المجال الصحي!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك