عالم يتغير
فوزية رشيد
اتركوا أطفال العالم لحالهم!
{ محاولات مستعرة وإعلانات استحواذية على عقول الأطفال والناشئة، وسن قوانين تبدأ في أمريكا ودول أوروبية، ثم يتم الضغط بها على الدول الأخرى، واتخاذ مواقف عدائية ممن ينكر ما يريدون فرضه على العالم! طبعاً عرفتم القصة التي تعمل (ماكينة الغرب الإعلامية والسياسية والقانونية) عليها: إنه التعدي على الفطرة الإنسانية، والتحريض على الانحراف الجنسي والتحول الجنسي، والشذوذ وكل أنواع الانحراف والإباحية، وكل يوم هناك جديد ووضع كل ذلك في خانة التطور والحضارة! ومن ينكر ذلك يوصم بالتخلف والتطرف ويستحق العقاب سواء كانوا أفراداً أو دولاً!
{ في إطار الحملة الهستيرية هذه وسن القوانين، وفي لقاء تلفزيوني نشرته «أخبار الخليج» الجمعة الماضية تحدث أحد المعترضين قائلاً: «إن الجمعية الطبية الأمريكية أعلنت أنه يجب ألا يحدد جنس المولود في شهادة الميلاد! لأننا لا نعرف ذلك حتى يختار المولود هويته الجنسية»! وأضاف: «إن الناس لا يدركون مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه بنا ذلك، في كافة مناحي الحياة وفي التربية والعلاقة بين الذكر والأنثى، وأن ذلك يُفسد الحقل الطبي تماماً»! وقال: «إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تبنت موضوع الرعاية الإيجابية لإعطاء الأطفال والقصر مثبطات الهرمونات» واصفا الأمر بأنه شيطاني!
{ ولأن الأمواج تعلو في الغرب! والعواصف التي تحيط بها تنتقل إلى كل العالم! وحالياً على المستوى الإعلامي والإعلاني، وإصدار القوانين التي تشرع كل أشكال الانحراف ويتأثر بها المنحرفون في العالم كله، لرفع ذات الرايات والاستفزاز بذات السلوكيات والمطالبة بذات المطالب المنحرفة، فإن الوصول إلى جعل الأطفال الذين لا يدركون أي شيء بعد، بجعلهم ضحية وأضحية لإفلاس الغرب الروحي وانهيار قيمهم، وحيث الطفل هو الذي يقرر! وحين يتم سؤاله: ماذا تريد أن تكون ذكراً أم أنثى؟! فوراً سيعتقد أنه داخل في لعبة، وحيث عقله الطفولي يبحث عن التجريب حتى في جنسه، فإن كان الطفل ذكراً سيقول: أريد أن أكون أنثى! وإن كان الطفل أنثى ستقول: أريد أن أكون ذكراً! لتبدأ مع إجابتهما وخارج المنطق وإرادة الوالدين والأهل (اللعبة الشيطانية)، حيث يخضع الطفل لجرعات هرمونات حتى سن التاسعة عشر، ليتحول جنسه إلى الجنس الآخر! ولتبدأ مع (الرحلة الهرمونية) معاناة خاصة وتقلبات نفسية خطيرة دفعت الكثير من المتحولين جنسياً في العالم إلى الانتحار، أو إلى الأمراض النفسية الخطيرة، والرابح هو شركات أدوية الهرمونات وأدوية العلاج النفسي وأدوية الأمراض الأخرى الناشئة!
{ لم يحدث قط أن مرت البشرية في تاريخها كله، ومنذ نشأتها بمثل هذا الانهيار الروحي والحضاري والقيمي، وزرع الأزمات الأخلاقية والمشاكل الاجتماعية والسيكولوجية، و(صراع الهوية الجنسية) في كل العالم كما يحدث اليوم! وكما يتم سن القوانين لتشريع كل أشكال الانحراف الجسدي والسيكولوجي وفقدان الهوية واختلاطها وتذبذبها! التي تميز الذكور عن الإناث!
وهؤلاء وهم يتعدون على أطفالهم في الغرب، ويعملون على نشر أزماتهم الأخلاقية والانسانية عبر الضغوط والمعاداة لكل رافض، إنما يعملون على مسخ الشعوب ككل في حالة من (الاختلال المفاهيمي)، والهبوط إلى الدرك البهيمي، كما قال إمام الحرم المكي الشيخ «فيصل الغزاوي» في خطبته الجمعة الماضية، مستنكراً بعبارات قوية ما يتم ترويجه على المستوى العالمي!
{ على الدول الإسلامية تحديداً ومنها العربية، أن تقف وقفة واحدة، للتصدي لكل ما يطمس الفطرة الإنسانية، ومعهم دول أخرى تقف ذات الموقف من إنكار الانحلال هذا وفرضه على العالم! لماذا لا يتركون الأطفال لحالهم؟! لماذا يعطون الطفل الذي وحسب كل القوانين الدولية والأممية يعتبر قاصراً وغير رشيد حق قرار خطير كهذا وهو لا يدرك العواقب! ويتم فرض قانون لإعطائه حرية اختيار الجنس الذي سيتحول إليه وخارج إرادة والديه وأهله؟!
ماذا يريدون من الأطفال؟! من يريدون البدء بالقضاء على التناسل والتزاوج الطبيعي، ليتحولوا كلهم إلى شواذ؟! هل يريدون إنتاج أطفال في العالم خارج إطار (الهوية الطبيعية) عبر التحويل القسري بالهرمونات، فتختلط الهويات ولا يعود في العالم ما هو إنسان طبيعي؟! هم بدأوا بفرض القوانين في أمريكا والغرب لشرعنة كل أشكال التفسخ! وفي الوقت ذاته يضغطون على الدول الأخرى لعدم إنكار ذلك ثم السماح بذلك وبالاتفاقيات! إنها لعبة الشيطان التي بلغت ذروتها في كل أمر! ولعبة أوليائه الذين فاق شرهم كل الحدود، ولا بد للبشرية كلها أن تقف ضد خططهم وأجندتهم الشيطانية! اتركوا أطفال العالم لحالهم! أبعدوا شروركم عنهم وإن شئتم العبوا لعبتكم القذرة خارج ملعبهم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك