العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

اتركوا أطفال العالم لحالهم!

{‭ ‬محاولات‭ ‬مستعرة‭ ‬وإعلانات‭ ‬استحواذية‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة،‭ ‬وسن‭ ‬قوانين‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬ودول‭ ‬أوروبية،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬الضغط‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬واتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬عدائية‭ ‬ممن‭ ‬ينكر‭ ‬ما‭ ‬يريدون‭ ‬فرضه‭ ‬على‭ ‬العالم‭! ‬طبعاً‭ ‬عرفتم‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ (‬ماكينة‭ ‬الغرب‭ ‬الإعلامية‭ ‬والسياسية‭ ‬والقانونية‭) ‬عليها‭: ‬إنه‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الانحراف‭ ‬الجنسي‭ ‬والتحول‭ ‬الجنسي،‭ ‬والشذوذ‭ ‬وكل‭ ‬أنواع‭ ‬الانحراف‭ ‬والإباحية،‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬هناك‭ ‬جديد‭ ‬ووضع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬التطور‭ ‬والحضارة‭! ‬ومن‭ ‬ينكر‭ ‬ذلك‭ ‬يوصم‭ ‬بالتخلف‭ ‬والتطرف‭ ‬ويستحق‭ ‬العقاب‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬أفراداً‭ ‬أو‭ ‬دولاً‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحملة‭ ‬الهستيرية‭ ‬هذه‭ ‬وسن‭ ‬القوانين،‭ ‬وفي‭ ‬لقاء‭ ‬تلفزيوني‭ ‬نشرته‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية‭ ‬تحدث‭ ‬أحد‭ ‬المعترضين‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الجمعية‭ ‬الطبية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أعلنت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يحدد‭ ‬جنس‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬شهادة‭ ‬الميلاد‭! ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يختار‭ ‬المولود‭ ‬هويته‭ ‬الجنسية‮»‬‭! ‬وأضاف‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬مدى‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلحقه‭ ‬بنا‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬وفي‭ ‬التربية‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬يُفسد‭ ‬الحقل‭ ‬الطبي‭ ‬تماماً‮»‬‭! ‬وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لطب‭ ‬الأطفال‭ ‬تبنت‭ ‬موضوع‭ ‬الرعاية‭ ‬الإيجابية‭ ‬لإعطاء‭ ‬الأطفال‭ ‬والقصر‭ ‬مثبطات‭ ‬الهرمونات‮»‬‭ ‬واصفا‭ ‬الأمر‭ ‬بأنه‭ ‬شيطاني‭!‬

{‭ ‬ولأن‭ ‬الأمواج‭ ‬تعلو‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬والعواصف‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بها‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬العالم‭! ‬وحالياً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬والإعلاني،‭ ‬وإصدار‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تشرع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الانحراف‭ ‬ويتأثر‭ ‬بها‭ ‬المنحرفون‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬لرفع‭ ‬ذات‭ ‬الرايات‭ ‬والاستفزاز‭ ‬بذات‭ ‬السلوكيات‭ ‬والمطالبة‭ ‬بذات‭ ‬المطالب‭ ‬المنحرفة،‭ ‬فإن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بعد،‭ ‬بجعلهم‭ ‬ضحية‭ ‬وأضحية‭ ‬لإفلاس‭ ‬الغرب‭ ‬الروحي‭ ‬وانهيار‭ ‬قيمهم،‭ ‬وحيث‭ ‬الطفل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقرر‭! ‬وحين‭ ‬يتم‭ ‬سؤاله‭: ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذكراً‭ ‬أم‭ ‬أنثى؟‭! ‬فوراً‭ ‬سيعتقد‭ ‬أنه‭ ‬داخل‭ ‬في‭ ‬لعبة،‭ ‬وحيث‭ ‬عقله‭ ‬الطفولي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬التجريب‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬جنسه،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬ذكراً‭ ‬سيقول‭: ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬أنثى‭! ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬أنثى‭ ‬ستقول‭: ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬ذكراً‭! ‬لتبدأ‭ ‬مع‭ ‬إجابتهما‭ ‬وخارج‭ ‬المنطق‭ ‬وإرادة‭ ‬الوالدين‭ ‬والأهل‭ (‬اللعبة‭ ‬الشيطانية‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬يخضع‭ ‬الطفل‭ ‬لجرعات‭ ‬هرمونات‭ ‬حتى‭ ‬سن‭ ‬التاسعة‭ ‬عشر،‭ ‬ليتحول‭ ‬جنسه‭ ‬إلى‭ ‬الجنس‭ ‬الآخر‭! ‬ولتبدأ‭ ‬مع‭ (‬الرحلة‭ ‬الهرمونية‭) ‬معاناة‭ ‬خاصة‭ ‬وتقلبات‭ ‬نفسية‭ ‬خطيرة‭ ‬دفعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتحولين‭ ‬جنسياً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الانتحار،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬الخطيرة،‭ ‬والرابح‭ ‬هو‭ ‬شركات‭ ‬أدوية‭ ‬الهرمونات‭ ‬وأدوية‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬وأدوية‭ ‬الأمراض‭ ‬الأخرى‭ ‬الناشئة‭! ‬

{‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬قط‭ ‬أن‭ ‬مرت‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬كله،‭ ‬ومنذ‭ ‬نشأتها‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الانهيار‭ ‬الروحي‭ ‬والحضاري‭ ‬والقيمي،‭ ‬وزرع‭ ‬الأزمات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمشاكل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسيكولوجية،‭ ‬و‭(‬صراع‭ ‬الهوية‭ ‬الجنسية‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭! ‬وكما‭ ‬يتم‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬لتشريع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الانحراف‭ ‬الجسدي‭ ‬والسيكولوجي‭ ‬وفقدان‭ ‬الهوية‭ ‬واختلاطها‭ ‬وتذبذبها‭! ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬الذكور‭ ‬عن‭ ‬الإناث‭! ‬

وهؤلاء‭ ‬وهم‭ ‬يتعدون‭ ‬على‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬أزماتهم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والانسانية‭ ‬عبر‭ ‬الضغوط‭ ‬والمعاداة‭ ‬لكل‭ ‬رافض،‭ ‬إنما‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬مسخ‭ ‬الشعوب‭ ‬ككل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ (‬الاختلال‭ ‬المفاهيمي‭)‬،‭ ‬والهبوط‭ ‬إلى‭ ‬الدرك‭ ‬البهيمي،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬إمام‭ ‬الحرم‭ ‬المكي‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬فيصل‭ ‬الغزاوي‮»‬‭ ‬في‭ ‬خطبته‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية،‭ ‬مستنكراً‭ ‬بعبارات‭ ‬قوية‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬ترويجه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭! ‬

{‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحديداً‭ ‬ومنها‭ ‬العربية،‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬وقفة‭ ‬واحدة،‭ ‬للتصدي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يطمس‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومعهم‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تقف‭ ‬ذات‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬إنكار‭ ‬الانحلال‭ ‬هذا‭ ‬وفرضه‭ ‬على‭ ‬العالم‭! ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتركون‭ ‬الأطفال‭ ‬لحالهم؟‭! ‬لماذا‭ ‬يعطون‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬وحسب‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭ ‬يعتبر‭ ‬قاصراً‭ ‬وغير‭ ‬رشيد‭ ‬حق‭ ‬قرار‭ ‬خطير‭ ‬كهذا‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬العواقب‭! ‬ويتم‭ ‬فرض‭ ‬قانون‭ ‬لإعطائه‭ ‬حرية‭ ‬اختيار‭ ‬الجنس‭ ‬الذي‭ ‬سيتحول‭ ‬إليه‭ ‬وخارج‭ ‬إرادة‭ ‬والديه‭ ‬وأهله؟‭!‬

ماذا‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬الأطفال؟‭! ‬من‭ ‬يريدون‭ ‬البدء‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬التناسل‭ ‬والتزاوج‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ليتحولوا‭ ‬كلهم‭ ‬إلى‭ ‬شواذ؟‭! ‬هل‭ ‬يريدون‭ ‬إنتاج‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ (‬الهوية‭ ‬الطبيعية‭) ‬عبر‭ ‬التحويل‭ ‬القسري‭ ‬بالهرمونات،‭ ‬فتختلط‭ ‬الهويات‭ ‬ولا‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬طبيعي؟‭! ‬هم‭ ‬بدأوا‭ ‬بفرض‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬لشرعنة‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التفسخ‭! ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يضغطون‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لعدم‭ ‬إنكار‭ ‬ذلك‭ ‬ثم‭ ‬السماح‭ ‬بذلك‭ ‬وبالاتفاقيات‭! ‬إنها‭ ‬لعبة‭ ‬الشيطان‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أمر‭! ‬ولعبة‭ ‬أوليائه‭ ‬الذين‭ ‬فاق‭ ‬شرهم‭ ‬كل‭ ‬الحدود،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬للبشرية‭ ‬كلها‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬خططهم‭ ‬وأجندتهم‭ ‬الشيطانية‭! ‬اتركوا‭ ‬أطفال‭ ‬العالم‭ ‬لحالهم‭! ‬أبعدوا‭ ‬شروركم‭ ‬عنهم‭ ‬وإن‭ ‬شئتم‭ ‬العبوا‭ ‬لعبتكم‭ ‬القذرة‭ ‬خارج‭ ‬ملعبهم‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا