العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

مدرّب الابتسامة!

{‭ ‬تنظم‭ ‬اليابان‭ (‬دورات‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬الابتسامة‭)‬،‭ ‬مخصصة‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬اعتادوا‭ ‬ارتداء‭ ‬أقنعة‭ ‬الوجه‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كوفيد19‮»‬‭ ‬وبعد‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬ارتداء‭ ‬الكمامات،‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬اليابانية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الفائت‭ ‬السماح‭ ‬لمواطنيها‭ (‬بعدم‭ ‬لبس‭ ‬الأقنعة‭) ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬استقبلوا‭ ‬القرار‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬لأنهم‭ ‬اعتادوا‭ ‬الحياة‭ ‬مع‭ ‬الأقنعة‭ ‬أو‭ ‬الكمامات‭! ‬هكذا‭ ‬جاء‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬أنه‭ ‬غريب‭ ‬ومثير‭ ‬للتساؤل‭: ‬هل‭ ‬بإمكان‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬الابتسامة؟‭! ‬وهل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬لبس‭ ‬الكمامة‭ ‬تجعله‭ ‬خائفا‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬لبسها؟‭! ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬للبعض،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موظفو‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬كالوزارات‭ ‬والصحة‭ ‬وغيرها‭ ‬يلبسون‭ ‬الأقنعة‭ ‬إما‭ ‬كإجراء‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬القيود،‭ ‬رغم‭ ‬انتهاء‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬حسب‭ ‬‮«‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬‭!‬

{‭ ‬الإنسان‭ ‬كائن‭ ‬حساس‭ ‬خاصة‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬فرضه‭ ‬كقيود‭ ‬صحية،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬يريد‭ ‬تجنّب‭ ‬العدوى،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬العدوى‭! ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬مر‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬ظهور‭ ‬كورونا‭ ‬الفجائي‭ ‬نهايات‭ ‬2019،‭ ‬واستمرار‭ ‬القيود‭ ‬ومنها‭ ‬الكمامات‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬مضت‭! ‬أثناء‭ ‬ذلك‭ ‬أصاب‭ ‬الكثيرون‭ ‬تداعيات‭ ‬نفسية‭ ‬وجسدية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الفزع‭ ‬التي‭ ‬عمّت‭ ‬العالم،‭ ‬والإلحاح‭ ‬الإعلامي‭ ‬على‭ ‬ترسيخه‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭! ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقف‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬وتأثر‭ ‬الأعمال‭ ‬والأسفار‭ ‬والسياحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكثيرة‭ ‬الصارمة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬مطالبة‭ ‬الدول‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬‭!‬

{‭ ‬نقلت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬عن‭ ‬اليابانية،‭ ‬‮«‬هيماواري‭ ‬يوشيدا‮»‬‭ ‬قولها‭: (‬لم‭ ‬أستخدم‭ ‬عضلات‭ ‬وجهي‭ ‬كثيراً‭ ‬أثناء‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬اليابان‭)! ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬اليوم‭ ‬تستعين‭ ‬بخدمات‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭(‬مدرّب‭ ‬الابتسامة‭) ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬تأهيل‭ ‬الأشخاص‭ ‬ليكونوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬مجدداً‭! ‬ولكن‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬بل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭! ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الابتسامة‭! ‬والتدريب‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقنيات‭ ‬عديدة‭ ‬أبرزها‭ ‬تثبيت‭ ‬المرايا‭ ‬لإظهار‭ ‬الوجوه،‭ ‬وحطّ‭ ‬جوانب‭ ‬الأفواه‭ ‬بالأصابع‭! ‬ولهذا‭ ‬العمل‭ ‬نشأت‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬مثل‭ (‬شركة‭ ‬كاوانو‭) ‬والتي‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ (‬تعليم‭ ‬الابتسامة‭)‬،‭ ‬وحيث‭ ‬يتزايد‭ ‬عليها‭ ‬الطلب‭ ‬وعلى‭ ‬دروسها‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬الحصة‭ ‬الواحدة‭ ‬تبلغ‭ ‬44‭ ‬جنيها‭ ‬إسترلينيا‭!‬

{‭ ‬هذه‭ ‬فقط‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬كورونا‭ ‬والكمامة،‭ ‬وهو‭ (‬فقدان‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الابتسام‭)! ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬اليابان‭ ‬قد‭ ‬نظمت‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬لاستعادة‭ ‬أحد‭ ‬أبسط‭ ‬القدرات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعاني‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬أسوأ‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬مرّت‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬مع‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬ولم‭ ‬تتم‭ ‬دراسة‭ ‬حالاتهم‭ ‬بعد‭! ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬القيود‭ ‬المرتبطة‭ ‬بزمن‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬أثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البشرية،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التدرّب‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الابتسامة‭ ‬المفقودة‭! ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقدها‭ ‬مرتبطا‭ ‬فقط‭ ‬بالتعوّد‭ ‬على‭ ‬لبس‭ ‬الكمامة‭ ‬وعدم‭ ‬استخدام‭ ‬عضلات‭ ‬الوجه‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬وإنما‭ ‬لأسباب‭ ‬الجائحة‭ ‬أو‭ ‬كبروا‭ ‬قليلا‭ ‬فيها‭!‬

{‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬تزايدت‭ ‬التقارير‭ ‬والشكوك‭ ‬والإفادات‭ ‬حول‭ ‬كونها‭ ‬مصنوعة‭ ‬بيد‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬‮«‬المختبرات‭ ‬البيولوجية‮»‬،‭ ‬وما‭ ‬أعقب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬شكوك‭ ‬كبيرة‭ ‬وتقارير‭ ‬كاشفة‭ ‬لآثار‭ ‬اللقاحات‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مدّ‭ ‬رفع‭ ‬الدعاوى‭ ‬والشكاوى‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعّة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬‭ ‬فايزر‮»‬‭ ‬و«مودرنا‮»‬،‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ ‬أكبر‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬البشر‭! ‬لما‭ ‬رافق‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬وعلى‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬وكل‭ ‬المجالات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تخلص‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭! ‬خاصة‭ ‬بما‭ ‬رافق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬الكثيرين‭ ‬لأفراد‭ ‬من‭ ‬أسرهم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تزايد‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬الآثار‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬اللقاح‭!‬

{‭ ‬فترة‭ ‬الاستراحة‭ ‬الوجيزة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بتخفيف‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العالم‭ ‬يتخوّف‭ ‬من‭ ‬عودتها‭ ‬كقيود،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬حذّرت‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصحافة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬توقع‭ ‬حدوث‭ ‬‮«‬وباء‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أشدّ‭ ‬انتشارا‭ ‬وفتكا‭! ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تجني‭ ‬فيه‭ ‬الشركات‭ ‬‮«‬مئات‭ ‬المليارات‮»‬‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬مستلزمات‭ ‬الوقاية‭ ‬والنظافة‭ ‬واللقاحات،‭ ‬تجني‭ ‬البشر‭ ‬المرارات‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬ينسون‭ ‬معها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الابتسام،‭ ‬أو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعيةّ‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التهديد‭ ‬بأوبئة‭ ‬فيروسية‭ ‬أخرى،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬البشر،‭ ‬أو‭ ‬تحديداً‭ ‬‮«‬النخبة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬شركات‭ ‬الأوبئة‭ ‬ومعها‭ ‬‮«‬مختبرات‭ ‬الفيروسات‮»‬‭!‬

ولذلك‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مدربي‭ ‬الابتسامة‮»‬‭ ‬مهنتهم‭ ‬رائجة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬أو‭ ‬الصين،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬إن‭ ‬عادت‭ ‬إجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬والكمامات‭ ‬وتداعيات‭ ‬الفيروسات‭ ‬وآثارها،‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬فقدان‭ ‬الابتسام‭ ‬مجرد‭ ‬عرض‭ ‬هامشي‭ ‬أمام‭ ‬الأعراض‭ ‬النفسية‭ ‬الأخرى‭! ‬الله‭ ‬المستعان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا