العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أضواء على مؤتمر «أيوفي» للهيئات الشرعية(2)

بقلم: د. أسعد حمود السعدون

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬القضايا‭ ‬والانشغالات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أثارها‭ ‬للنقاش‭ ‬سعادة‭ ‬الأستاذ‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬تحليلية‭ ‬معمقة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بافتتاح‭ ‬مؤتمر‭ ‬هيئة‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمراجعة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ (‬أيوفي‭)  ‬للهيئات‭ ‬الشرعية‭ ‬السنوي‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭    ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المدة7‭-‬8‭/ ‬مايو‭/‬2023،‭ ‬موضوع‭ ‬التوسع‭ ‬بالاستخدام‭ ‬‮«‬غير‭ ‬الضروري‭ ‬وغير‭ ‬المبرر‭ ‬لمبدأ‭ ‬الضرورة‭ ‬في‭ ‬السماح‭ ‬لهياكل‭ ‬المنتجات‭ ‬المشكوك‭ ‬فيها‭ ‬عبر‭ ‬صناعة‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬منصة‭ ‬المؤتمر‭ ‬دعا‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضيلة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والأكاديميين‭ ‬والمتخصصين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬والمشاركين‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬مرئياتهم‭ ‬عبر‭ ‬إيضاحات‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلا‭ ‬حول‭ ‬الموضوع،‭ ‬وبيان‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يجب‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬في‭ ‬مبدأ‭ ‬الضرورة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬زمني‭ ‬يجب‭ ‬بعده‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬الموافقات‭ ‬الصادرة‭ ‬لبعض‭ ‬المنتجات‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها‮»‬‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظة‭ ‬المهمة‭ ‬لسعادة‭ ‬المحافظ‭ ‬جاءت‭ ‬لتعزز‭ ‬من‭ ‬موثوقية‭ ‬امتثال‭ ‬جميع‭ ‬المنتجات‭ ‬المالية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬المصارف‭ ‬الإسلامية‭ ‬لمبادئ‭ ‬الشريعة،‭ ‬لاسيما‭ ‬المنتجات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬وأعقبت‭ ‬التطورات‭ ‬المالية‭ ‬والتقنية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة،‭ ‬وانتشار‭ ‬الأصول‭ ‬الرقمية‭ ‬والافتراضية‭.‬

وقد‭ ‬ناقش‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ست‭ ‬جلسات‭ ‬عمل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والدراسات‭ ‬القيمة،‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬مناقشتها‭ ‬نحو‭ (‬35‭) ‬متحدثا‭. ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬جلسة‭ ‬الحوار‭ ‬الأولى‭ ‬مناقشة‭ ‬مستفيضة‭ ‬للتطور‭ ‬التشريعي‭  ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬ياسر‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المرشدي،‭ ‬وفضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬محمود‭ ‬آل‭ ‬محمود،‭ ‬وفضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أديب‭ ‬الكيلاني،‭ ‬وفضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬رامي‭ ‬سليمان‭ ‬إبراهيم‭. ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬المتحدثون‭ ‬كيف‭ ‬أسهمت‭ ‬تلكم‭ ‬التشريعات‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬وإنضاج‭ ‬القواعد‭ ‬الفكرية‭ ‬والتطبيقية‭ ‬للصناعة‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأبرزت‭ ‬خصوصيتها‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وقدمت‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية‭ ‬ورقتين‭ ‬حملتا‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬أحكام‭ ‬وأثار‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭ ‬عند‭ ‬المماطلة‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬الدين،‭ ‬الأولى‭ ‬لفضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬سالم‭ ‬آل‭ ‬علي،‭ ‬والتي‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬موضوع‭ ‬الورقة‭ ‬تنبع‭  ‬من‭ ‬ارتباط‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭ ‬بموضوع‭ ‬الربا،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬معالجته‭. ‬كما‭ ‬يرتبط‭ ‬أيضا‭ ‬بنزاهة‭ ‬المؤسسات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬أموال‭ ‬التصدق‭ ‬ليست‭ ‬أموالا‭ ‬للمؤسسة‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الممارسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭ ‬والتأصيل‭ ‬الشرعي‭ ‬لها‭ ‬وبما‭ ‬يبعث‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاطمئنان‭ ‬لتحقيق‭ ‬الامتثال‭ ‬الشرعي‭  ‬وقد‭ ‬قسمت‭ ‬الورقة‭ ‬البحثية‭ ‬على‭ ‬مقدمة‭ ‬وثلاثة‭ ‬مباحث،‭ ‬وخاتمة،‭ ‬تطرق‭ ‬المبحث‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬النظري‭ ‬لشرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق،‭ ‬وتناول‭ ‬المبحث‭ ‬الثاني‭ ‬الجوانب‭ ‬التطبيقية‭ ‬لشرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق،‭ ‬وأوضح‭ ‬المبحث‭ ‬الثالث‭ ‬الأحكام‭ ‬الفقهية‭ ‬لشرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭. ‬

فيما‭ ‬تناولت‭ ‬ورقة‭ ‬فضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الدميجي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬منها‭ ‬حقيقة‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق،‭ ‬والمماطلة،‭ ‬والدين‭.  ‬والتسلسل‭ ‬التاريخي‭ ‬لشرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭. ‬وحكم‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭. ‬وضوابط‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭. ‬والصياغة‭ ‬المعبرة‭ ‬عنه،‭ ‬والصياغة‭ ‬التي‭ ‬تعتد‭ ‬بها‭ ‬المحاكم‭. ‬والإعفاء‭ ‬من‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬شرط‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتصدق‭.‬

أما‭ ‬الجلسة‭ ‬الثالثة‭ ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬مناقشة‭ ‬ورقتين‭ ‬واحدة‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬أحكام‭ ‬وضوابط‭ ‬استحواذ‭ ‬بنك‭ ‬تقليدي‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي‮»‬،‭ ‬قدمها‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬عصام‭ ‬خلف‭ ‬العنزي،‭ ‬مستعرضا‭ ‬في‭ ‬مدخل‭ ‬ورقته‭ ‬مراحل‭ ‬العمل‭ ‬المصرفي‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬بنوك‭ ‬تقليدية‭ ‬فقط،‭ ‬ثم‭ ‬إنشاء‭ ‬البنوك‭ ‬الاسلامية‭ ‬ثم‭ ‬فتح‭ ‬البنوك‭ ‬التقليدية‭ ‬لنوافذ‭ ‬إسلامية،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬البنوك‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬بنوك‭ ‬إسلامية‭ ‬ثم‭ ‬استحواذ‭ ‬البنوك‭ ‬التقليدية‭ ‬على‭ ‬بنو‭ ‬ك‭ ‬إسلامية،‭ ‬ثم‭ ‬اندماج‭ ‬البنك‭ ‬الإسلامي‭ ‬مع‭ ‬البنك‭ ‬التقليدي‭ ‬وتحويل‭ ‬أعماله‭ ‬وفق‭ ‬أحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬جاءت‭ ‬ورقة‭ ‬الدكتور‭ ‬العنزي‭ ‬لدراسة‭ ‬أحكام‭ ‬وضوابط‭ ‬استحواذ‭ ‬بنك‭ ‬تقليدي‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي‭. ‬وتضمنت‭ ‬الورقة‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬منها‭: ‬أسباب‭ ‬استحواذ‭ ‬البنك‭ ‬التقليدي‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي،‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬استحواذ‭ ‬البنك‭ ‬التقليدي‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي‭ ‬وإنشاء‭ ‬نافذة‭ ‬إسلامية‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ ‬تمويل،‭ ‬حكم‭ ‬استحواذ‭ ‬البنك‭ ‬التقليدي‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي،‭ ‬الأعمال‭ ‬المشتركة‭ ‬للبنكين‭ ‬بعد‭ ‬الاستحواذ،‭ ‬دمج‭ ‬الأقسام‭ ‬المشتركة‭ ‬بعد‭ ‬الاستحواذ،‭ ‬المعالجة‭ ‬المحاسبية‭ ‬لاستحواذ‭ ‬البنك‭ ‬التقليدي‭ ‬على‭ ‬البنك‭ ‬الإسلامي‭. ‬والورقة‭ ‬الثانية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مسيرة‭ ‬تحولية‭ ‬لبنك‭ ‬فيصل‭ ‬باكستان‭ ‬إلى‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬قدمها‭ ‬الدكتور‭ ‬خليل‭ ‬الأعظمي‭. ‬وقد‭ ‬استعرض‭ ‬فيها‭ ‬تجربة‭ ‬المصرف‭ ‬للتحول‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬ربوي‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي‭. ‬وللموضوع‭ ‬بقية‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬آخر‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‮»‬‭. ‬

{ أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا