العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الإسلام.. وحديث الأركان!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ١٤ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

عن‭ ‬ابن‭ ‬عمر‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭) ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬قال‭: ‬‮«‬بني‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬خمس‭: ‬شهادة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬وأن‭ ‬محمدًا‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬وإقام‭ ‬الصلاة،‭ ‬وإيتاء‭ ‬الزكاة‭ ‬وحج‭ ‬البيت،‭ ‬وصوم‭ ‬رمضان‮»‬‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭. ‬

فهل‭ ‬الإسلام‭ ‬كله‭ ‬فقط‭ ‬هذه‭ ‬الخمس،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الخمس‭ ‬هي‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ ‬الإسلام‭ ‬أما‭ ‬الإسلام‭ ‬فهو‭: ‬العقيدة،‭ ‬والشريعة،‭ ‬والعبادات،‭ ‬والمعاملات،‭ ‬والأخلاق،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬جامع‭ ‬مانع‭ ‬يبدأ‭ ‬بالعقيدة‭ ‬الصافية‭ ‬النقية،‭ ‬وينتهي‭ ‬بالأخلاق‭ ‬الجامعة‭ ‬لكل‭ ‬الفضائل‭.‬

إذًا،‭ ‬فهذه‭ ‬الأسس‭ ‬الخمسة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ ‬الإسلام،‭ ‬وثبتت‭ ‬بها‭ ‬أركانه‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬الإسلام،‭ ‬ولها‭ ‬صفة‭ ‬الدوام‭ ‬والاستمرار‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬أركان‭ ‬المسلم‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬إذ‭ ‬هي‭ ‬تتراوح‭ ‬في‭ ‬المسلم‭ ‬وجودًا‭ ‬وعدمًا،‭ ‬وتتغير‭ ‬تبعا‭ ‬لتغير‭ ‬أحوال‭ ‬المسلم،‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬أَجَلَّ‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬عباده‭.‬

فالمسلم‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬كمال‭ ‬صحته،‭ ‬وتمام‭ ‬قدرته‭ ‬واستقراره‭ ‬يؤدي‭ ‬هذه‭ ‬الأركان‭ ‬بكمالها‭ ‬وبدوامها‭ ‬لكن‭ ‬حين‭ ‬تتغير‭ ‬أحوال‭ ‬المسلم،‭ ‬فيضعف‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬قدرة،‭ ‬ويمرض‭ ‬بعد‭ ‬صحة،‭ ‬فإن‭ ‬أداءه‭ ‬لهذه‭ ‬التكاليف‭ ‬وشروطها‭ ‬تتبدل‭ ‬وتتغير،‭ ‬وحين‭ ‬نستعرض‭ ‬هذه‭ ‬التكاليف‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كلها‭ ‬مشروطة‭ ‬بشروط‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬توافرها‭ ‬في‭ ‬المسلم‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬ملزمًا‭ ‬بأدائها‭ ‬كاملة،‭ ‬وسوف‭ ‬نستعرض‭ ‬ذلك،‭ ‬ونرجئ‭ ‬حديثنا‭ ‬عن‭ ‬الصلاة،‭ ‬وهي‭ ‬الركن‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الإسلام،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭.‬

التوحيد‭ ‬هو‭ ‬الركن‭ ‬الأولى‭ ‬والأساس‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬تصح‭ ‬العقيدة‭ ‬إلا‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬العبادات،‭ ‬وكل‭ ‬التكاليف‭ ‬إلا‭ ‬وفق‭ ‬تعاليمه‭ ‬وشروطه،‭ ‬والمسلم‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يولد‭ ‬مسلمًا،‭ ‬أو‭ ‬ينطق‭ ‬بالشهادة‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬قد‭ ‬يكررها‭ ‬في‭ ‬صلواته‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬العبادات‭ ‬لكنه‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬ينطق‭ ‬بها‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬الكفر‭ ‬إلى‭ ‬الإيمان‭.‬

أما‭ ‬الركن‭ ‬الثالث،‭ ‬وهو‭ ‬الزكاة،‭ ‬فلها‭ ‬شروط‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬توافرها‭ ‬في‭. ‬المسلم‭ ‬حتى‭ ‬تصح‭ ‬عند‭ ‬أدائها،‭ ‬وأول‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬المال‭ ‬عند‭ ‬صاحبه‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه،‭ ‬ويبلغ‭ ‬النصاب،‭ ‬عند‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬يخرج‭ ‬المسلم‭ ‬25%‭ ‬أي‭ ‬ربع‭ ‬العشر،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الأموال‭ ‬السائلة‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الأموال‭ ‬غير‭ ‬السائلة،‭ ‬فكل‭ ‬بحسبه‭ ‬مثل‭ ‬زكاة‭ ‬الزروع‭ ‬والأنعام‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬المسلم‭ ‬للمتاجرة‭ ‬بها‭ ‬والمسلم‭ ‬يدفع‭ ‬زكاتها‭ ‬عند‭ ‬بيعها،‭ ‬وهذه‭ ‬الزكوات‭ ‬يدفعا‭ ‬المزكي‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬الحقوق‭ ‬الذين‭ ‬ذكرتهم‭ ‬آية‭ ‬الصدقات‭ ‬الذين‭ ‬ورد‭ ‬ذكرهم‭ ‬على‭ ‬التخصيص‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬التوبة‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬إنما‭ ‬الصدقات‭ ‬للفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬والعاملين‭ ‬عليها‭ ‬والمؤلفة‭ ‬قلوبهم‭ ‬وفي‭ ‬الرقاب‭ ‬والغارمين‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬وابن‭ ‬السبيل‭ ‬فريضة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬والله‭ ‬عليم‭ ‬حكيم‭) ‬التوبة‭ / ‬60‭.‬

وفي‭ ‬المال‭ ‬حق‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬الزكاة‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬وفي‭ ‬أموالهم‭ ‬حق‭ ‬للسائل‭ ‬والمحروم‭) ‬الذاريات‭ / ‬19‭. ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬حقا‭ ‬غير‭ ‬الزكاة‭ ‬يحق‭ ‬لولي‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يأخذه‭ ‬من‭ ‬الأغنياء‭.‬

أما‭ ‬الركن‭ ‬الرابع،‭ ‬فهو‭ ‬الصيام،‭ ‬وهذا‭ ‬الركن‭ ‬له‭ ‬شروطه‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬توافرها،‭ ‬وهو‭ ‬فريضة‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬البالغ‭ ‬العاقل‭ ‬الخالي‭ ‬من‭ ‬الأعذار‭ ‬الشرعية‭ ‬المانعة‭ ‬للصيام،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأعذار‭: ‬المرض‭ ‬والكبر‭ ‬والسفر،‭ ‬فإذا‭ ‬انتفت‭ ‬هذه‭ ‬الأعذار،‭ ‬فصار‭ ‬المسافر‭ ‬مقيمًا،‭ ‬والمريض‭ ‬صحيحًا،‭ ‬والعاجز‭ ‬قادرًا‭ ‬وجب‭ ‬الصوم‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬كتب‭ ‬عليكم‭ ‬الصيام‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬قبلكم‭ ‬لعلكم‭ ‬تتقون‭ (‬183‭) ‬أيامًا‭ ‬معدودات‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬منكم‭ ‬مريضًا‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬سفر‭ ‬فعدة‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬أخر‭ ‬وعلى‭ ‬الذين‭ ‬يطيقونه‭ ‬فدية‭ ‬طعام‭ ‬مسكين‭ ‬فمن‭ ‬تطوع‭ ‬خيرًا‭ ‬فهو‭ ‬خير‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬تصوموا‭ ‬خير‭ ‬لكم‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬تعلمون‭ (‬184‭)) ‬البقرة‭.‬

ونأتي‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الركن‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الإسلام‭ ‬وهو‭ ‬الحج،‭ ‬فالحج‭ ‬هو‭ ‬الركن‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬اشترط‭ ‬فيه‭ ‬المشرع‭ ‬الحكيم‭ ‬الاستطاعة،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (.. ‬ولله‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬حج‭ ‬البيت‭ ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليه‭ ‬سبيلا‭ ‬ومن‭ ‬كفر‭ ‬فإن‭ ‬الله‭ ‬غني‭ ‬عن‭ ‬العالمين‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ / ‬97‭.‬

ولقد‭ ‬بَيَّنت‭ ‬السُنَّة‭ ‬المطهرة‭ ‬معنى‭ ‬الاستطاعة‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬شروطا‭ ‬ثلاثة‭ ‬وهي‭: ‬صحة‭ ‬البدن،‭ ‬وأمن‭ ‬الطريق،‭ ‬والقدرة‭ ‬المالية‭ ‬لحجه‭ ‬ولمن‭ ‬يعول،‭ ‬فإذا‭ ‬غاب‭ ‬شرط‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬فليس‭ ‬عليه‭ ‬الحج‭ ‬حتى‭ ‬تتيسر‭ ‬له‭ ‬أسبابه‭ ‬وشروطه،‭ ‬وهذه‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لعباده‭ ‬المؤمنين،‭ ‬ولصعوبة‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬مجتمعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬فرض‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الحج‭ ‬على‭ ‬العبد‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يُحمِلْ‭ ‬عباده‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يطيقونه‭.‬

والآن‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الركن‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الإسلام‭ ‬وهو‭ ‬الصلاة‭ ‬التي‭ ‬أجلنا‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬مع‭ ‬أنها‭ ‬أولى‭ ‬بالتقديم‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬بعد‭ ‬الركن‭ ‬الأول،‭ ‬وهو‭ ‬التوحيد‭.‬

الصلاة‭ ‬هي‭ ‬عمود‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬أقامها‭ ‬فقد‭ ‬أقام‭ ‬الإسلام،‭ ‬ومن‭ ‬هدمها‭ ‬فقد‭ ‬هدم‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهي‭ ‬عبادة‭ ‬يستديم‭ ‬بها‭ ‬العبد‭ ‬صلته‭ ‬بالله‭ ‬تعالى،‭ ‬وهي‭ ‬معراج‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬سبع‭ ‬عشرة‭ ‬مرة،‭ ‬ونحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفاتحة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬عمود‭ ‬الصلاة،‭ ‬ولا‭ ‬تصح‭ ‬الصلاة‭ ‬إلا‭ ‬بها،‭ ‬نجدد‭ ‬بها‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للإسلام‭ ‬ولأمة‭ ‬الإسلام،‭ ‬لهذا‭ ‬نجد‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬واضحًا،‭ ‬فنحن‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭ ‬فرادى‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬المصنع‭ ‬أو‭ ‬المتجر‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬إياك‭ ‬أعبد‭ ‬وإياك‭ ‬أستعين،‭ ‬بل‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬الحس‭ ‬والبعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فنقول‭: (‬إياك‭ ‬نعبد‭ ‬وإياك‭ ‬نستعين‭) ‬الفاتحة‭ / ‬5‭. ‬لعل‭ ‬في‭ ‬جموع‭ ‬المصلين‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬مقبول‭ ‬الرجاء،‭ ‬مستجاب‭ ‬الدعاء،‭ ‬فتعم‭ ‬البركة‭ ‬جميع‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬عظمة‭ ‬الإسلام،‭ ‬وعظمة‭ ‬من‭ ‬ينتمون‭ ‬إليه،‭ ‬ولأن‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬التوحيد،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬إن‭ ‬هذه‭ ‬أمتكم‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬وأنا‭ ‬ربكم‭ ‬فاعبدون‭) ‬الأنبياء‭ / ‬92‭.‬

إذًا،‭ ‬فالمسلم‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬صحوه‭ ‬ومنامه‭ ‬في‭ ‬حصن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وفِي‭ ‬صحبة‭ ‬قرآنه،‭ ‬فهو‭ ‬دائم‭ ‬التذكر‭ ‬لحقوق‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليه،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬عروج‭ ‬دائم‭ ‬وهو‭ ‬واقف‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬خالقه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬والنهار،‭ ‬يوحده‭ ‬ويستعين‭ ‬بأسمائه‭ ‬الحسنى،‭ ‬وصفاته‭ ‬العلا‭.‬

ونجمل‭ ‬الآن‭ ‬حديثنا‭ ‬عن‭ ‬الأركان‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عبادة‭ ‬لها‭ ‬غاية‭ ‬تنتهي،‭ ‬فغاية‭ ‬التوحيد‭ ‬الاقرار‭ ‬بربوبية‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وبألوهيته‭ ‬جل‭ ‬جلاله،‭ ‬والإقرار‭ ‬برسالة‭ ‬خاتم‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬وغاية‭ ‬الصلاة‭ ‬أنها‭ ‬تنهي‭ ‬عن‭ ‬الفحشاء‭ ‬والمنكر،‭ ‬وغاية‭ ‬الزكاة‭ ‬تطهير‭ ‬النفس‭ ‬والمال،‭ ‬وسل‭ ‬الحقد‭ ‬والحسد‭ ‬من‭ ‬الصدور،‭ ‬وغاية‭ ‬الصوم‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬التقوى‭ ‬للصائمين،‭ ‬وغاية‭ ‬الحج‭ ‬أن‭ ‬يسلم‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬الرفث‭ ‬والفسوق‭ ‬والجدال‭ ‬في‭ ‬الحج‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الأركان،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬غاياتها،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬السبل‭ ‬الموصلة‭ ‬إليها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا