العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نحو إعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني الفلسطيني

بقلم : أسامة خليفة

السبت ٠٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬المشروع‭ ‬الكفاحي‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬بحرية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬ترابه‭ ‬الوطني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬بشكل‭ ‬ناجز‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬موحدة‭ ‬تسود‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬مواطنيها،‭ ‬أكان‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬أم‭ ‬الواجبات،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬أو‭ ‬القومي‭ ‬أو‭ ‬الديني‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الجندري‭.‬

فالمشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬لكل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إدراك‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية،‭ ‬وما‭ ‬يمثل‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬أكتافها‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تعبئة‭ ‬طاقات‭ ‬شعبنا‭ ‬وقيادة‭ ‬نضالاته،‭ ‬وتعزيز‭ ‬وحدته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬وجوده،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬فالمنظمة‭ ‬والبرنامج‭ ‬صنوان‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬أحدهما‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬فعلى‭ ‬أساس‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬نالت‭ ‬المنظمة‭ ‬الاعتراف‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬بوحدانية‭ ‬التمثيل‭ ‬لشعبها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب،‭ ‬هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يستجيب‭ ‬له‭ ‬ويعبر‭ ‬عنه‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة،‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكازها‭ ‬هي‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الشعبية‭ ‬بروافعها‭ ‬الكفاحية‭ ‬المتعددة،‭ ‬وبشبكة‭ ‬مؤسساتها‭ ‬وتحالفاتها،‭ ‬منظومة‭ ‬توجه‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتؤطره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬وجوده،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدولة‭ ‬والعودة‭ ‬والمساواة‭ ‬القومية،‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬إنجاز‭ ‬الحل‭ ‬التاريخي‭ ‬بانعقاد‭ ‬شروطه،‭ ‬الذي‭ ‬سيمكن‭ ‬شعبنا‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬فالحل‭ ‬الكامل‭ ‬للمسألة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يمارس‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأسره‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬ترابه‭ ‬الوطني‭ ‬بتوفير‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬مرحلياً‭ ‬إنجاز‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬على‭ ‬محاوره‭ ‬الثلاثة‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬والعودة‭ ‬والمساواة‭ ‬القومية‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬هناك‭ ‬آراء‭ ‬خاطئة‭ ‬يجري‭ ‬تداولها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوساط‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬يقتصر‭ ‬في‭ ‬تناوله‭ ‬للقضية‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ترتب‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬الـ67‭ ‬من‭ ‬نتائج،‭ ‬أي‭ ‬احتلال‭ ‬الضفة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬والقطاع،‭ ‬ولا‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الأصل‭ ‬المتمثل‭ ‬بنكبة‭ ‬الـ48‭ ‬بتداعياتها‭ ‬المتمثلة‭ ‬بإقامة‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬كياناً‭ ‬غاصباً‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬أرضاً‭ ‬وشعباً‭ ‬وكياناً،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬المسألة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثية‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬العودة‮»‬‭ ‬المساواة،‭ ‬مؤسساً‭ ‬للحل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الجذري‭ ‬للمسألة‭ ‬الوطنية‭ ‬برباط‭ ‬وثيق‭ ‬بين‭ ‬مرحلتين،‭ ‬ترسي‭ ‬الأولى‭ ‬أسس‭ ‬التقدم‭ ‬بثبات‭ ‬نحو‭ ‬الحل‭ ‬التاريخي‭.‬

إن‭ ‬كون‭ ‬البرنامج‭ ‬مرحلياً‭ ‬لا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬يحققه،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬يؤسس‭ ‬له،‭ ‬وهو‭ ‬استراتيجي‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬لأنه‭ ‬يقيم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المفضية‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭.‬

لقد‭ ‬حافظ‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬على‭ ‬راهنيته‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬سياسياً،‭ ‬وفي‭ ‬توجيه‭ ‬حركة‭ ‬النضال‭ ‬ميدانياً،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬إلى‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لحق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جحود‭ ‬وإساءات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولة‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬رست‭ ‬عليه‭ ‬عملية‭ ‬أوسلو‭ ‬من‭ ‬نتائج،‭ ‬واعتبار‭ ‬سلطة‭ ‬الحكم‭ ‬الإداري‭ ‬الذاتي‭ ‬محطة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬صيرورتها،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬مصطلحاً‭ ‬فلسطينياً،‭ ‬بل‭ ‬مصطلح‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬في‭ ‬24‭/‬6‭/‬2002،‭ ‬ورحبت‭ ‬به‭ ‬الرباعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدته‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬20‭/‬12‭/‬2002‭. ‬وبقي‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬قيد‭ ‬التداول‭ ‬لغموضه‭ ‬أو‭ ‬التباسه،‭ ‬وبالأساس‭ ‬لسهولة‭ ‬تحميله‭ ‬مضامين‭ ‬هابطة‭ ‬لحقوقنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الحالات‭ ‬للتملص‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬إزاء‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق،‭ ‬والآن‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬مضمونه،‭ ‬مع‭ ‬تأكيدها‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬شروط‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬إنجاز‭ ‬هذا‭ ‬الحل،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭ ‬إدامة‭ ‬تساكن‭ ‬الحكم‭ ‬الإداري‭ ‬الذاتي‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬واستيطانه‭.‬

ما‭ ‬زال‭ ‬النقاش‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المعاصرة‭ ‬حول‭ ‬تعريف‭ ‬‮«‬المشروع‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ساد‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬قد‭ ‬حسم‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينيات‭ ‬لصالح‭ ‬اعتماد‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكدت‭ ‬التجارب‭ ‬النضالية‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أنه‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬حله‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬لأسباب‭ ‬محلية‭ ‬وخارجية‭ ‬فائقة‭ ‬الأهمية،‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإدراك‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬للفكر‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬استراتيجية،‭ ‬تفتح‭ ‬أمام‭ ‬الحركة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬آفاق‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬إنجاز‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية،‭ ‬فوجدها‭ ‬في‭ ‬المقاربة‭ ‬المرحلية‭ ‬التي‭ ‬توقف‭ ‬أمامها،‭ ‬وأجابت‭ ‬عنها‭ ‬برنامجيا‭ ‬دورات‭ ‬متعاقبة‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬دورة‭ ‬انعقاده‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬1‭/‬6‭/‬1974‭ ‬‭ ‬8/6/1974،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬عملياً‭ ‬برنامجا‭ ‬للإجماع‭ ‬الوطني‭.‬

لقد‭ ‬أطلقت‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬الوثيقة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للبرنامج‭ ‬المرحلي،‭ ‬وأعاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭ ‬السابع‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬تقديم‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬السياسي‭ ‬للجبهة،‭ ‬مكسباً‭ ‬إياه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التحديد‭ ‬والوضوح‭ ‬والملموسية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تغييراً‭ ‬على‭ ‬أساسياته،‭ ‬إذ‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

‮«‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التبديد‭ ‬والتشريد‭ ‬والاحتلال‭ ‬الاستيطاني‭ ‬والتمييز‭ ‬العنصري‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬شعبنا،‭ ‬فإن‭ ‬الظفر‭ ‬بحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬يتطلب‭ ‬مرحليا‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

أ‭- ‬تحرير‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬بعدوان‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وتأمين‭ ‬الجلاء‭ ‬التام‭ ‬عنها،‭ ‬وتمكين‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬نيل‭ ‬استقلالها‭ ‬وممارسة‭ ‬سيادتها‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬المحررة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭.‬

ب‭- ‬إقرار‭ ‬حق‭ ‬اللاجئين‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم،‭ ‬التي‭ ‬شردوا‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬واستعادة‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬عملاً‭ ‬بقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬رقم‭ ‬194‭.‬

جـ‭- ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المساواة‭ ‬القومية‭ ‬لجماهير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬داخل‭ ‬حدود‭ ‬1948،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بهويتها‭ ‬القومية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الموحد،‭ ‬وتمتعها‭ ‬بكامل‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬المواطنين‭.‬

إن‭ ‬وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ووحدة‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬على‭ ‬تباين‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬مختلف‭ ‬تجمعاته،‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والنجاحات‭ ‬التي‭ ‬يحرزها‭ ‬نضاله،‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحاور‭ ‬الثلاثة،‭ ‬تعزيزاً‭ ‬ودعماً‭ ‬لنضاله‭ ‬الوطني‭ ‬التحرري‭ ‬على‭ ‬المحورين‭ ‬الآخرين‮»‬‭.‬

النقاش‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني،‭ ‬سببه‭ ‬الأهم،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬الترويج‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي،‭ ‬أو‭ ‬للتقدم‭ ‬نحو‭ ‬تحقيقه‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬ليتضح‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬التسوية‭ ‬ذات‭ ‬المرحلتين‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬أوسلو‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬مرحلتها‭ ‬الأولى،‭ ‬المسماة‭ ‬انتقالية،‭ ‬بما‭ ‬هي‭ ‬حكم‭ ‬إداري‭ ‬ذاتي‭ ‬محدود‭ ‬الصلاحيات،‭ ‬أما‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تلي،‭ ‬أي‭ ‬الوضع‭ ‬الدائم،‭ ‬فليس‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬الاتفاقية‭ ‬ما‭ ‬يلزم،‭ ‬فتحوّل‭ ‬الوضع‭ ‬الانتقالي‭ ‬إلى‭ ‬دائم‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعترض‭ ‬سبيله‭ ‬أو‭ ‬يلغي‭ ‬مفاعيله،‭ ‬سوى‭ ‬نهوض‭ ‬مقاومة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬تسمح‭ ‬بعكس‭ ‬المسار‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬فمازالت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬تلبية‭ ‬للمصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة،‭ ‬والأكثر‭ ‬جدوى‭ ‬في‭ ‬اجتذاب‭ ‬التأييد‭ ‬الخارجي‭ ‬لحقوقنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شق‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬طريقه‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬محافل‭ ‬الدول‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬واستقر‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬الثابتة‭ ‬وغير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وللأوضاع‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬دوام‭ ‬إثارة‭ ‬هذا‭ ‬النقاش،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إليه‭ ‬أوسلو‭ ‬من‭ ‬تمدد‭ ‬الاستيطان‭ ‬ومضاعفة‭ ‬التهويد،‭ ‬حُمّل‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬عبء‭ ‬المسؤولية‭ ‬عنها،‭ ‬ما‭ ‬شرّع‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬تعريف‭ ‬آخر‭ ‬للمشروع‭ ‬الوطني،‭ ‬باستعادة‭ ‬مقولات‭ ‬‮«‬‭ ‬التحرير‭ ‬الكامل‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬بحقوق‭ ‬متساوية‭ ‬لمواطنيها‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الطرحين،‭ ‬أن‭ ‬الأول‭ ‬يعتمد‭ ‬حتى‭ ‬يستوفي‭ ‬نصابه‭ ‬على‭ ‬شرط‭ ‬خارجي‭ ‬حليف‭ ‬مرحب‭ ‬بانعقاده‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬إنما‭ ‬قرار‭ ‬توقيته‭ ‬وسياقه‭ ‬سيكون‭ ‬بيد‭ ‬أصحابه،‭ ‬والثاني‭ ‬يخدم‭ ‬في‭ ‬الظرف‭ ‬الحالي‭ ‬مشروع‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى،‭ ‬الذي‭ ‬يقرن‭ ‬الضم‭ ‬بالأبارتيد،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يفترض‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيوني‭  ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬القوى،‭ ‬القبول‭ ‬بمبدأ‭ ‬الحقوق‭ ‬المتساوية‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬تقويض‭ ‬مرتكزات‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الصهيوني‭ ‬القائم‭.‬

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يدافع‭ ‬كل‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬ويتحيز‭ ‬لمشروعه،‭ ‬إنما‭ ‬بالآخذ‭ ‬بمسلمتين‭ ‬تشكلان‭ ‬معاً‭ ‬الشرط‭ ‬اللازم‭ ‬لمواجهة‭ ‬مؤثرة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتشكلان‭ ‬مسلمات‭ ‬وطنية‭ ‬لأي‭ ‬برنامج‭ ‬سياسي‭: ‬الأولى،‭ ‬هي‭ ‬صون‭ ‬وحدة‭ ‬الشعب،‭ ‬والثانية،‭ ‬هي‭ ‬توفير‭ ‬شروط‭ ‬تنظيم‭ ‬الشعب‭ ‬وتعبئة‭ ‬طاقاته،‭ ‬ووحدة‭ ‬الشعب‭ ‬هي‭ ‬شرط‭ ‬لتنظيم‭ ‬وتعبئة‭ ‬طاقاته‭.‬

والالتزام‭ ‬الصادق‭ ‬بمسلمتي‭ ‬وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬وتعبئة‭ ‬طاقاته‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني،‭ ‬ينزع‭ ‬عن‭ ‬الخلافات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تجاذب‭ ‬مختلف‭ ‬البرامج‭ ‬المطروحة‭ ‬طابعها‭ ‬الاصطفافي‭ ‬المتوتر،‭ ‬ويوفر‭ ‬أجواء‭ ‬صحية‭ ‬للحوار‭ ‬حولها،‭ ‬بأسلوب‭ ‬مثمر،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬الانقسام‭ ‬ساحة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.‬

إن‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬لا‭ ‬يستبعد‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المفاوضات‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬مخرجات‭ ‬تحقق‭ ‬أهداف‭ ‬النضال‭ ‬الوطني،‭ ‬لقد‭ ‬اعتبرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬أوسلو‭ ‬هو‭ ‬خروج‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬وليس‭ ‬تطبيقاً‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬فريق‭ ‬أوسلو،‭ ‬الذي‭ ‬ينتهج‭ ‬سياسات‭ ‬متراجعة‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الإجماع‭ ‬الوطني‭ ‬وفق‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الدورات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وبالأخص‭ ‬قرارات‭ ‬الدورة‭ ‬23‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أبريل‭ ‬‭ ‬4‭ ‬مايو‭ ‬2018‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬آلية‭ ‬خاصة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أوسلو،‭ ‬ووقف‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬والتحرر‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬كرسها‭ ‬بروتوكول‭ ‬باريس،‭ ‬وبتبني‭ ‬حركة‭ ‬مقاطعة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسحب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬منها‭ ‬ودعوة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لردع‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الصارخة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ولجم‭ ‬عدوانها‭ ‬المتواصل‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

عملية‭ ‬السلام‭ ‬هذه‭ ‬وأخطاء‭ ‬السياسة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬فلسطيني‭ ‬صعب،‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬67‭ ‬أمراً‭ ‬مستحيلاً‭ ‬عبر‭ ‬المفاوضات‭ ‬العبثية،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستراتيجية‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬إن‭ ‬النتيجة‭ ‬التصفوية‭ ‬التي‭ ‬يقود‭ ‬إليها‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬واضحة‭ ‬بأبعادها‭ ‬الكارثية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬وفقاً‭ ‬للرؤية‭ ‬‮«‬الإسرائيلية‭ ‬‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬آليتها‭ ‬الخاصة‭ ‬لدفع‭ ‬السائرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أمانيهم‭ ‬ورغباتهم‭.‬

أما‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬فكان‭ ‬ومازال‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬برنامج‭ ‬الإعداد‭ ‬والتأطير‭ ‬للانتفاضة‭ ‬الشعبية‭ ‬الشاملة‭ ‬باعتبارها‭ ‬الشكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المميز‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬حرب‭ ‬الشعب‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬العصيان‭ ‬الوطني‭ ‬الشامل،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬فإن‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭ ‬هو‭ ‬برنامج‭ ‬تعبئة‭ ‬وتنظيم‭ ‬القوى‭ ‬الذاتية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الثقة‭ ‬بطاقات‭ ‬الشعب‭ ‬وقدرات‭ ‬الحركة‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬وتثبت‭ ‬وقائع‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬تحركت‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬الانتفاضات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬الحركة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قبل‭ ‬حرب‭ ‬1982‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭ ‬دارت‭ ‬رحاها‭ ‬ضمن‭ ‬محددات‭ ‬البرنامج‭ ‬المرحلي‭.‬

لقد‭ ‬تجلت‭ ‬مشاركة‭ ‬كل‭ ‬تجمعات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬وقائع‭ ‬معركة‭ ‬القدس‭ ‬بصيغ‭ ‬العمل‭ ‬المتاحة،‭ ‬وبأشكال‭ ‬النضال‭ ‬المتوافقة‭ ‬مع‭ ‬ظرف‭ ‬كل‭ ‬تجمع‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭.‬

إن‭ ‬وحدة‭ ‬عبر‭ ‬الساحات‭ ‬وتلاحمها،‭ ‬وتعدد‭ ‬أشكال‭ ‬النضال‭ ‬وتكاملها،‭ ‬كما‭ ‬ظهرت‭ ‬للعيان‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬القدس‭ ‬تجسيداً‭ ‬لموضوعات‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬المرحلي‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬اختبار‭ ‬عام‭ ‬لما‭ ‬سوف‭ ‬تأتي‭ ‬به‭ ‬محصلة‭ ‬تراكمات‭ ‬وقائع‭ ‬النضال‭ ‬اليومي‭ ‬مؤذنة‭ ‬بالعد‭ ‬التنازلي‭ ‬لدحر‭ ‬الاحتلال‭ ‬بجيشه‭ ‬ومستوطنيه،‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لأهداف‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني،‭ ‬برنامج‭ ‬الدولة‭ ‬والعودة‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭.‬

 

{ باحث‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للتوثيق‭ ‬والمعلومات

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا