العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الصين وأوكرانيا والنظام الدولي الجديد

بقلم: د. نبيل فهمي

الثلاثاء ٠٢ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

زار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الصيني‭ ‬السابق‭ ‬وانج‭ ‬يي‭ ‬وعضو‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬موسكو‭ ‬أخيراً‭ ‬والتقى‭ ‬بالرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين،‭ ‬وألقى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الحالي‭ ‬تشين‭ ‬جانج‭ ‬كلمة‭ ‬أمام‭ ‬مؤتمر‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬في‮ ‬بكين الذي‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬بكلمة‭ ‬مسجلة‭. ‬وتحدث‭ ‬كلاهما‭ ‬عن‭ ‬النظرة‭ ‬الصينية‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬وبشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر،‭ ‬طرحا‭ ‬عناصر‭ ‬ومبادئ‭ ‬يجب‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الدولي‭ ‬بالقرن‭ ‬الـ21‭ ‬وتضمنت‭ ‬الكلمتان‭ ‬عناصر‭ ‬مشتركة‭ ‬كثيرة‭.‬

وحملت‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬رسائل‭ ‬مختلفة‭ ‬إلى‭ ‬الجانبين‭ ‬الروسي‭ ‬والغربي،‭ ‬ورسائل‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بخاصة‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬ورسائل‭ ‬خاصة‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬عامة،‭ ‬وعكست‭ ‬تغيراً‭ ‬في‭ ‬المواءمات‭ ‬والممارسات‭ ‬السياسية‭ ‬الصينية‭ ‬وحملت‭ ‬دلالات‭ ‬مهمة‭ ‬للمنظور‭ ‬الصيني‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي‭ ‬المعاصر‭.‬

وأولى‭ ‬تلك‭ ‬الملاحظات‭ ‬أن‭ ‬الحال‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وأخطارها‭ ‬وتداعياتها،‭ ‬وصلت‭ ‬وأصبحت‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬والكلفة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬جس‭ ‬النبض‭ ‬وطرح‭ ‬أفكار‭ ‬ومبادرات‭ ‬لوقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬ضبطها‭ ‬وتخفيض‭ ‬حدة‭ ‬التصادم‭. ‬وهناك‭ ‬أخبار‭ ‬غير‭ ‬موثقة‭ ‬عن‭ ‬طرح‭ ‬من‭ ‬مدير وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية لم‭ ‬يحظ‭ ‬باستحسان‭ ‬الجانب‭ ‬الأوكراني،‭ ‬بل‭ ‬رفض‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭. ‬وهناك‭ ‬أفكار‭ ‬طرحت‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬كيسنجر‭ ‬نالت‭ ‬رفضاً‭ ‬أوكرانياً‭ ‬أقوى،‭ ‬ثم‭ ‬طرح‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬أفكاره‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬ولم‭ ‬يعتد‭ ‬القيام‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬تقديره‭ ‬لخطورة‭ ‬الموقف‭ ‬أو‭ ‬بدء‭ ‬ظهور‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستعداد‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬سبيل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬الحالي‭.‬

والملاحظة‭ ‬الثانية‭ ‬والمهمة‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬الطرح‭ ‬الصيني‭ ‬يعكس‭ ‬ثقة‭ ‬متزايدة‭ ‬للمنظومة‭ ‬السياسية‭ ‬الصينية‭ ‬ومؤشراً‭ ‬إلى‭ ‬عزمها‭ ‬ممارسة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬وقوة،‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬انتباه‭ ‬كثيرين،‭ ‬وما‭ ‬تلاه‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬قوية‭ ‬وأحياناً‭ ‬حادة‭ ‬من‭ ‬متحدثي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الصينية،‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬ولعلنا‭ ‬نتذكر‭ ‬أيضاً‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬أمام‭ ‬مؤتمر‭ ‬دافوس‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬استعداد‭ ‬بلاده‭ ‬للقيام‭ ‬بدور‭ ‬ريادي‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬العولمة‭.‬

ومن‭ ‬الملاحظات‭ ‬المهمة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬الطرح‭ ‬الصيني‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مبادئ‭ ‬وعناصر‭ ‬عامة،‭ ‬وليس‭ ‬خطة‭ ‬سلام‭ ‬تفصيلية‭ ‬وتنفيذية‭ ‬للأزمة‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ووجه‭ ‬إلى‭ ‬أطراف‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الدعوة‭ ‬الصينية‭ ‬الجديدة‭ ‬إلى‭ ‬بلورة‭ ‬منظومة‭ ‬أمنية‭ ‬دولية‭ ‬شاملة‭ ‬ومستدامة،‭ ‬كما‭ ‬يعكس‭ ‬أيضاً‭ ‬تفهماً‭ ‬صينياً‭ ‬بأن‭ ‬انتشاره‭ ‬الدولي‭ ‬يفرض‭ ‬عليه‭ ‬مخاطبة‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭.‬

القراءة‭ ‬الدقيقة‭ ‬للطرح‭ ‬الصيني‭ ‬الجديد‭ ‬رصدت‭ ‬12‭ ‬نقطة،‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬محسوبة‭ ‬بدقة‭ ‬وموجهة،‭ ‬وإن‭ ‬تجنبت‭ ‬الإشارة‭ ‬بالاسم‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭. ‬وأولى‭ ‬تلك‭ ‬النقاط‭ ‬كانت‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬هاجمت الأراضي‭ ‬الأوكرانية‭.‬

النقطة‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ترك‭ ‬مفاهيم‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أساساً‭ ‬توازن‭ ‬القوة‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬بالمفهوم‭ ‬العسكري،‭ ‬وكذلك‭ ‬تفاهمات‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬حول‭ ‬‮«‬مناطق‭ ‬نفوذ‮»‬‭ ‬تحترم‭ ‬من‭ ‬الغير،‭ ‬وهنا‭ ‬الرسالة‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬الجانبين‭ ‬الأمريكي‭ ‬والروسي،‭ ‬فالأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬تلك‭ ‬المفاهيم‭ ‬والتفاهمات‭ ‬والخلل‭ ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬توازن‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

وتلا‭ ‬ذلك‭ ‬نقطة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة‭ ‬بأن‭ ‬صدامهم‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬حل‭ ‬عسكري‭ ‬يخرج‭ ‬فيه‭ ‬أي‭ ‬منهم‭ ‬منتصراً،‭ ‬وأن‭ ‬كليهما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقبلا‭ ‬بالهزيمة‭ ‬وأن‭ ‬استمرار‭ ‬العنف‭ ‬لن‭ ‬يرجح‭ ‬طرفاً‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬وأن‭ ‬استمراره‭ ‬لن‭ ‬يحقق‭ ‬شيئاً‭ ‬إلا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬للكل‭.‬

ودعت‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬بدء‭ ‬مفاوضات‭ ‬سلام‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬مهمة‭ ‬وتفتح‭ ‬الباب‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬استجابة‭ ‬سريعة‭ ‬لهذه‭ ‬الدعوة‭.‬

ودعت‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالحال‭ ‬الأوكراني،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬إيجابية‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الأوكراني‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬وإنما‭ ‬ليس‭ ‬حصرياً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬الصيني‭.‬

كما‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬وأسرى‭ ‬الحرب،‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬الجانبين‭ ‬ويدعم‭ ‬صورة‭ ‬الصين‭ ‬كطرف‭ ‬يحترم‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قوانين‭ ‬الحرب‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭.‬

وأعلنت‭ ‬الصين‭ ‬رفضها‭ ‬التعرض‭ ‬للمرافق‭ ‬النووية‭ ‬وطالبت‭ ‬بحمايتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬رأت‭ ‬ضرورة‭ ‬تخفيض‭ ‬احتمالات‭ ‬الصدامات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬استخدامها‭ ‬أو‭ ‬شن‭ ‬الحرب‭ ‬النووية،‭ ‬كما‭ ‬سجلت‭ ‬معارضتها‭ ‬لتطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الكيماوية‭ ‬والبيولوجية‭. ‬وهذه‭ ‬رسائل‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬بعد‭ ‬التراشق‭ ‬الإعلامي‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الروس‭ ‬والأمريكيين‭.‬

وأكدت‭ ‬الصين‭ ‬أهمية‭ ‬استمرار‭ ‬ترتيبات‭ ‬توفير‭ ‬القمح‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬النامي‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

كما‭ ‬طالبت‭ ‬بكين‭ ‬بضرورة‭ ‬وقف‭ ‬العقوبات‭ ‬الأحادية،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬ناقدة‭ ‬إلى‭ ‬واشنطن‭ ‬تحديداً‭ ‬التي‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬مراراً،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭ ‬متمحور‭ ‬حول‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التأثير‭ ‬فيه‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تخشى‭ ‬الصين‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬مستقبلاً‭.‬

وطالبت‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري،‭ ‬تحديداً‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬الصناعية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬إيجابية‭ ‬للجميع،‭ ‬ستفسر‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مؤشر‭ ‬إلى‭ ‬حكمة‭ ‬المواقف‭ ‬الصينية‭ ‬وتوازنها‭.‬

وفي‭ ‬التوجه‭ ‬الإيجابي‭ ‬الحكيم‭ ‬نفسه،‭ ‬طالبت‭ ‬الصين‭ ‬بضرورة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتوفير‭ ‬موارد‭ ‬كافية‭ ‬لإعادة‭ ‬البناء‭ ‬والاستقرار‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬النزاع‭ ‬وأكدت‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬بإيجابية‭.‬

لا‭ ‬أتوقع‭ ‬إنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬سريعاً،‭ ‬وأرجح‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬أولاً‭ ‬بمرحلة‭ ‬تصعيد‭ ‬عسكري‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬الشتاء‭ ‬مروراً‭ ‬بالربيع‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬الصيف،‭ ‬والأطراف‭ ‬تحاول‭ ‬تدعيم‭ ‬مراكزها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬مرحلة‭ ‬طرح‭ ‬مبادرات‭ ‬وأفكار‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة،‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬جس‭ ‬النبض‭ ‬بين‭ ‬الأطراف،‭ ‬تعقبها‭ ‬مرحلة‭ ‬ربما‭ ‬تطول‭ ‬لتحقيق‭ ‬تهدئة‭ ‬تدريجية‭ ‬للساحة‭ ‬العسكرية،‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬مرحلة‭ ‬ممتدة‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬المحكومة‭ ‬الممتدة،‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬تدريجاً‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬ضمنية‭ ‬بين‭ ‬الأطراف،‭ ‬لعل‭ ‬ذلك‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬اتفاق‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينها،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أرجح‭ ‬أن‭ ‬تطول‭ ‬هذه‭ ‬المراحل‭ ‬كافة،‭ ‬وربما‭ ‬تنتهي‭ ‬بتفاهمات‭ ‬ضمنية‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقات‭ ‬قانونية‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭.‬

هذا‭ ‬الطرح‭ ‬الصيني‭ ‬له‭ ‬أهميته‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مؤشراً‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬الأوكراني،‭ ‬وله‭ ‬أهميته‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬مؤشر‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬صينية‭ ‬متجددة‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬الآن‭.‬

 

{ وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا