العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أبريل شهر التراث العربي الأمريكي

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬أصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أول‭ ‬إعلان‭ ‬رسمي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬كشهر‭ ‬للتراث‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬جهودنا‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬والاحترام‭ ‬لمجتمعنا‭.‬

لقد‭ ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عن‭ ‬الإقصاء‭ ‬والتمييز‭ ‬الصريح‭ ‬الذي‭ ‬واجهناه‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬بسبب‭ ‬التهديدات‭ ‬الخارجية‭ ‬إما‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يخشون‭ ‬أن‭ ‬نصبح‭ ‬منظمين‭ ‬أو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬رأونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدسة‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬العنصرية‭.‬

ولسوء‭ ‬الحظ‭ ‬هناك‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬جدًا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭: ‬إعادة‭ ‬المرشحين‭ ‬‮«‬المال‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬مواقفنا‭. ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬الأمريكيون‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬مناصب‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬الأوساط‭ ‬الأكاديمية‭ ‬أو‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لأن‭ ‬عرقهم‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مشتبه‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬يمثل‭ ‬تهديدًا؛‭ ‬تحالفات‭ ‬وأحزاب‭ ‬سياسية‭ ‬تنكر‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬العربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بسبب‭ ‬اعتراض‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬مشاركتنا،‭ ‬وإنفاذ‭ ‬القانون،‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الوطني‭ ‬والمحلي،‭ ‬إطلاق‭ ‬برامج‭ ‬مراقبة‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬اعتقال‭ ‬عشوائية‭ ‬لأشخاص‭ ‬بأسماء‭ ‬عربية‭ ‬لاستجوابهم‭ ‬أو‭ ‬مضايقتهم‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬الخارجية‭ ‬لمجتمعنا‭ ‬كانت‭ ‬مؤلمة،‭ ‬لكنها‭ ‬اختبرت‭ ‬قوتنا‭ ‬وجعلتنا‭ ‬أقوى‭. ‬لأننا‭ ‬واصلنا‭ ‬التنظيم،‭ ‬وحشد‭ ‬أصواتنا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكننا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬والآن‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬التهديدات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬الجالية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاعتراف‭ ‬بها‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬جزء‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬القصة‭. ‬فقد‭ ‬واجهنا‭ ‬أيضًا‭ ‬تحديات‭ ‬داخلية‭.‬

يعود‭ ‬السبب‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الصراعات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬والهويات‭ ‬والتي‭ ‬قسمت‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬استخدم‭ ‬بها‭ ‬الآخرون‭ ‬هذه‭ ‬الانقسامات‭ ‬لصالحهم‭ ‬وليس‭ ‬لصالحنا‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ولادة‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحديثة‭ ‬حدثت‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الاضطرابات‭ ‬القومية‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬والأعوام‭ ‬الماضية‭.‬

كانت‭ ‬هناك‭ ‬الحركات‭ ‬المتنافسة‭ ‬بقيادة‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وأحزاب‭ ‬البعث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬وذروة‭ ‬حركة‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬اللبنانية‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الانقسامات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬انحاز‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬العرب‭ ‬المسيسين‭ ‬إلى‭ ‬طرف‭ ‬واحد،‭ ‬متماثلين‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬أو‭ ‬أيديولوجية‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬رأى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬بلغوا‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هويتهم‭ ‬العربية‭ ‬كعامل‭ ‬موحد‭ ‬وبدأوا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬منظمات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬والمخاوف‭ ‬المشتركة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطيني‭.‬

لقد‭ ‬طعنوا‭ ‬في‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬الشعبية،‭ ‬لقد‭ ‬سجلوا‭ ‬ونظموا‭ ‬الناخبين‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ودعموا‭ ‬المرشحين‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لشغل‭ ‬مناصب‭ ‬عامة‭ - ‬وفعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬المنشأ‭ ‬أو‭ ‬الدين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لم‭ ‬يفهمه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقولون‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬غرسوا‭ ‬أقدامهم‭ ‬هنا‭ ‬ولكن‭ ‬رؤوسهم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬

تتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الذهن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ثلاث‭ ‬قصص‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1983،‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬المشتعلة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وبعد‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬أحدثه‭ ‬الغزو‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لبيروت‭ ‬وجنوب‭ ‬البلاد،‭ ‬أطلقت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬مشروعًا‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬أنقذوا‭ ‬لبنان‮»‬‭ ‬لجلب‭ ‬الأطفال‭ ‬اللبنانيين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬الجرحى‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتلقي‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوافرة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

لقيت‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬دعما‭ ‬مجتمعيا‭ ‬قويا،‭ ‬حيث‭ ‬تبرعت‭ ‬المستشفيات‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬شرينر‮»‬‭ ‬بخدماتها‭ ‬وأسر‭ ‬الأطفال‭ ‬الجرحى‭. ‬قدمت‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬الأردنية‭ ‬رحلات‭ ‬جوية،‭ ‬وتكفلت‭ ‬زوجة‭ ‬السفير‭ ‬السعودي‭ ‬بدعم‭ ‬فعالية‭ ‬تم‭ ‬تنظيمها‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬كينيدي‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬فنانان‭ ‬عربيان‭ ‬أمريكيان‭ ‬شهيران‭ ‬هما‭ ‬داني‭ ‬توماس‭ ‬وكيسي‭ ‬قاسم‭.‬

على‭ ‬مدى‭ ‬عامين،‭ ‬جلبت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬63‭ ‬طفلاً‭ ‬ووجدت‭ ‬منازل‭ ‬لهم‭ ‬ولأسرهم‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬جاليات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الذين‭ ‬اشتكوا‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬إرسال‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬جالية‭ ‬لبنانية‭ (‬أو‭ ‬العكس‭) ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬إرسال‭ ‬طفل‭ ‬مسيحي‭ ‬إلى‭ ‬جالية‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬المسلمون‭ (‬أو‭ ‬العكس‭). ‬

لكن‭ ‬الشكاوى‭ ‬لم‭ ‬تدم‭ ‬طويلاً‭ ‬لأن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬اعترضوا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬سينسون‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬مقابلة‭ ‬الأطفال‭ ‬وعائلاتهم‭. ‬ما‭ ‬قلناه‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كان،‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬أحضرنا‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬ومتابعتهم‭ ‬حتى‭ ‬التعافي‭ ‬والشفاء،‭ ‬لكن‭ ‬نحن‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬شفينا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‮»‬‭. ‬

سأل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬تنظيمهم؟‮»‬‭ ‬أجبته،‭ ‬‮«‬بحسب‭ ‬الوظيفة‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لا،‭ ‬أعني‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬الاستقبال،‭ ‬إنه‭ ‬لبناني‭ ‬شيعي،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭ ‬ما‭ ‬دول‭ ‬وديانات‭ ‬البقية؟‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فهمت‭ ‬سؤاله،‭ ‬أجبته،‭ ‬‮«‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬يا‭ ‬سيدي،‭ ‬لا‭ ‬نسأل‭ ‬عن‭ ‬دينهم‭ ‬أو‭ ‬بلدهم‭ ‬الأصلي،‭ ‬لذلك‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭. ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬أيضا‮»‬‭.‬

في‭ ‬حفل‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬السنوي‭ ‬لروح‭ ‬الإنسانية‭ ‬الذي‭ ‬ينظمه‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬نكرم‭ ‬الجماعات‭ ‬والأفراد‭ ‬تقديرا‭ ‬لجهودهم‭ ‬وخدمتهم‭ ‬العامة‭. ‬إحدى‭ ‬الجوائز‭ ‬التي‭ ‬نقدمها‭ ‬هي‭ ‬الخدمة‭ ‬العامة،‭ ‬التي‭ ‬سميت‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬نجيب‭ ‬حلبي،‭ ‬والد‭ ‬الملكة‭ ‬نور‭ ‬الأردنية‭.‬

كان‭ ‬حلبي‭ ‬وهو‭ ‬أمريكي‭ ‬سوري،‭ ‬أول‭ ‬أمريكي‭ ‬عربي‭ ‬يشغل‭ ‬منصبًا‭ ‬رفيعًا‭ ‬عين‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬وقد‭ ‬مُنحت‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬للسفير‭ ‬تيد‭ ‬قطوف،‭ ‬وهو‭ ‬فلسطيني‭ ‬أمريكي،‭ ‬وقدمها‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬روي‭ ‬لحود‭.‬

في‭ ‬ختام‭ ‬العشاء،‭ ‬خاطبت‭ ‬الحضور‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬الليلة‭ ‬قدمنا‭ ‬جائزة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬سوري‭ ‬أمريكي‭ ‬لأمريكي‭ ‬فلسطيني‭ ‬وقد‭ ‬قدمها‭ ‬لبناني‭ ‬أمريكي‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‮»‬‭.‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬رأينا‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬نفسها‭ ‬تتجلى‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭. ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المشاكل‭ ‬قائمة‭. ‬ينشأ‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬تحديد‭ ‬هويتنا‭ ‬أو‭ ‬انتقاء‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬مجتمعنا‭ ‬في‭ ‬محاولة،‭ ‬غير‭ ‬واعية‭ ‬أو‭ ‬متعمدة،‭ ‬لتقسيمنا،‭ ‬غالبًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬محو‭ ‬هويتنا‭ ‬العرقية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للدين‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تعاملت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المسيحية،‭ ‬بينما‭ ‬خلطت‭ ‬إدارة‭ ‬خلفه‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭. ‬في‭ ‬حالات‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لبلدان‭ ‬المنشأ‭. ‬خلال‭ ‬الانتفاضات‭ ‬العربية‭ ‬ركز‭ ‬البعض‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬على‭ ‬مجتمعات‭ ‬المنفيين‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المتضررة‭ ‬بينما‭ ‬تجاهل‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأوسع‭.‬

تم‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬استخدموا‭ ‬هذه‭ ‬التكتيكات‭ ‬لزرع‭ ‬الانقسامات‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬تقويض‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬موحد‭. ‬لذلك،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واضحًا‭ ‬سبب‭ ‬أهمية‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭. ‬إنه‭ ‬يكرس‭ ‬الاعتراف‭ ‬بجهودنا‭ ‬التي‭ ‬بذلناها‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬استبعادنا‭ ‬أو‭ ‬التمييز‭ ‬ضدنا‭ ‬أو‭ ‬حرماننا‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬بأنفسنا‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاعتراف‭ ‬بتاريخنا‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬العقبات‭ ‬وتكريم‭ ‬مساهماتنا‭ ‬لأمريكا،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬يمكّننا‭ ‬من‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬اخترنا‭ ‬السير‭ ‬فيه‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا