العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«تسريبات البنتاجون».. وتقويض سمعة «الولايات المتحدة»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

تسربت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬السرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رأت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬اختراق‭ ‬استخباراتي‭ ‬أمريكي‭ ‬منذ‭ ‬عقد‮»‬‭. ‬وكشف‭ ‬التسريب‭ ‬عن‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬‮«‬الوكالات‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والأمنية‭. ‬وتمثل‭ ‬الواقعة‭ ‬أزمة‭ ‬أخرى‭ ‬لواشنطن؛‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬عدة‭ ‬وقائع‭ ‬حديثة‭ ‬مماثلة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قوض‭ ‬سمعة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدولية،‭ ‬كحليف‭ ‬موثوق‭ ‬به‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬ديتش‮»‬،‭ ‬و«روبي‭ ‬جرامر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحادثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬حدت‭ ‬بإدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬تصور‭ ‬للأضرار‭ ‬المستقبلية‭ ‬المتوقعة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬تعليقات‭ ‬المحللين‭ ‬قد‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسريبها‭ ‬حول‭ ‬مساعدات‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬أيضًا‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬المنافسين‭ ‬العالميين‭. ‬ولاحظت‭ ‬‮«‬ناتاشا‭ ‬برتراند‮»‬،‭ ‬و«كايلي‭ ‬أتوود‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التسريبات‭ ‬‮«‬تكشف‭ ‬مدى‭ ‬تنصت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭ ‬الرئيسيين‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬تجسس‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭ ‬وشركائها‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وآسيا؛‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جيرمان‭ ‬لوبيز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الافتقار‭ ‬الواضح‭ ‬للثقة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واشنطن‭ ‬بشركائها‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬السرية‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يجلب‭ ‬‮«‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ ‬الملموسة‮»‬،‭ ‬ولن‭ ‬يقف‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬مجرد‭ ‬إحراج‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭.‬

ووفقا‭ ‬لما‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬المعلومات‭ ‬المسربة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬وثيقة‭ ‬تغطي‭ ‬‮«‬كل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬جهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تقريبًا‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تتضمن‭ ‬تحديثات‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية،‭ ‬وأوراق‭ ‬إحاطة‭ ‬لهيئة‭ ‬الأركان‭ ‬المشتركة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خرائط‭ ‬تفصيلية‭ ‬من‭ ‬الدفاعات‭ ‬والمواقع‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التسريبات‭ ‬تقدم‭ ‬‮«‬تفاصيل‭ ‬مثيرة‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وروسيا،‭ ‬وتذهب‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تفصيل‭ ‬‮«‬العدد‭ ‬الدقيق‭ ‬للقذائف‭ ‬والصواريخ‭ ‬دقيقة‭ ‬التوجيه‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬كييف‭ ‬كل‭ ‬يوم‮»‬‭. ‬وبينما‭ ‬تؤكد‭ ‬‮«‬الكم‭ ‬الهائل‮»‬‭ ‬للدفاعات‭ ‬الجوية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فإنها‭ ‬تزعم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬35‭.‬00043.000‭ ‬روسي‭ ‬لقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬جرح‭ ‬154‭.‬000‭ ‬آخرين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تقليص‭ ‬أسطول‭ ‬الدبابات‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬2000،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬دبابة‭ ‬قتالية‭ ‬متبقية‭ ‬جاهزة‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات،‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬اعتقاد‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بأن‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬استمرار‭ ‬القتال‭ ‬‮«‬المطول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2023‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬كشفت‭ ‬الوثائق‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬لوكالات‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬خصوم‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬الجيوسياسيين‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬لوبيز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬توضح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬عملاء‭ ‬أمريكا‭ ‬يمكنهم‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬السلطة‭ ‬بحكومات‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ورود‭ ‬تقارير‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الوكالات‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬نفذت‭ ‬بنجاح‭ ‬عمليات‭ ‬المراقبة‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬الروس،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬تحذير‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬المخطط‭ ‬لها،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديد‭ ‬محاولات‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬لتشكيل‭ ‬شراكات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬رأت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التسريب‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬اختراق‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬روسيا‭ ‬بدرجة‭ ‬ملحوظة‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬الروس‭ ‬إجراءات‭ ‬وقائية‮»‬،‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬معلومات‭ ‬حساسة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬دوجلاس‭ ‬لندن‮»‬،‭ ‬ضابط‭ ‬العمليات‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التسريب‭ ‬محرج‭ ‬لواشنطن،‭ ‬وقد‭ ‬يوفر‭ ‬لموسكو‭ ‬فرصة‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بالحرج‭ ‬الأمريكي؛‭ ‬فإن‭ ‬تصوير‭ ‬‮«‬الخسائر‭ ‬وعدم‭ ‬الكفاءة‭ ‬الروسية،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬ضارًا‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬لبوتين‭ ‬مثلما،‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تسريبات‭ ‬البنتاجون‭ ‬قد‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬منافسيها؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬لوبيز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬ارتباط‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬الأكثر‭ ‬حساسية‮»‬،‭ ‬برأيها‭ ‬تجاه‭ ‬حلفائها‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬هناك‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬أمريكا‭ ‬بعمليات‭ ‬تجسس‭ ‬ضد‭ ‬شركائها‭ ‬وحلفائها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التجسس‭ ‬المزعوم‭ ‬ضد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني،‭ ‬‮«‬زيلينسكي‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مسؤولي‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يتطفلون‭ ‬على‭ ‬الجنرالات‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬المجر،‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭.‬

وكشفت‭ ‬الادعاءات‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬المسربة‭ ‬‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬فيكتور‭ ‬أوربان‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المجري‭ ‬صنف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬خصومه‭ ‬الثلاثة،‭ ‬وأن‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضد‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬قد‭ ‬دعمها‭ ‬مسؤولون‭ ‬كبار‭ ‬في‭ ‬الموساد‭ ‬‭ ‬عن‭ ‬نقص‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬الثقة‭ ‬والتوافق‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬واكتسبت‭ ‬قضية‭ ‬‮«‬كوريا‭ ‬الجنوبية‮»‬،‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام،‭ ‬مع‭ ‬كشف‭ ‬الوثائق‭ ‬عن‭ ‬معرفة‭ ‬أمريكا‭ ‬بانقسام‭ ‬المسؤولين‭ ‬الكوريين‭ ‬الجنوبيين،‭ ‬بشأن‭ ‬تقديم‭ ‬ذخائر‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬إشارات‭ ‬استخباراتية»؛‭ ‬بمعنى‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفترض‭ ‬للهاتف‭ ‬المعترض‭ ‬للاتصالات‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬بغية‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬استخدام‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬للتجسس،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭ ‬المتمردين،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شركائها‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬الانصياع‭ ‬للقيادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأوجه‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية؛‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النطاق‭ ‬الحقيقي‭ ‬لعمليات‭ ‬التجسس‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والخصوم‭ ‬أوسع‭ ‬بكثير،‭ ‬مما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬تسريبات‭ ‬البنتاجون‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمعارضة‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬المستمرة‭ ‬لامتلاك‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬لقدرات‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬متطورة،‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬شاين‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬و«دان‭ ‬لاموث‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التسريبات‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تقييمات‭ ‬غير‭ ‬مبشرة‮»‬‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬وقدراتها‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬تفتيش‭ ‬لمنشآت‭ ‬طهران‭ ‬النووية،‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬تطورها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬التقييمات‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬كشفًا‭ ‬جديدا؛‭ ‬حيث‭ ‬لطالما‭ ‬حذرت‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬اقتراب‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬لصنع‭ ‬سلاح‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬دانيال‭ ‬برومبرج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التفاؤل‭ ‬الحذر‮»‬‭ ‬لتلك‭ ‬الوكالة،‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬حول‭ ‬مساءلة‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬‮«‬خففت‭ ‬مخاوف‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬تماطل‭ ‬لكسب‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬دون‭ ‬خطورة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬لوبيز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬تداعيات‭ ‬التسريبات،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬قصيرة‭ ‬المدى‭ ‬نوعًا‭ ‬ما‭ ‬وقد‭ ‬تجعل‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬مضطرة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬عمليات‭ ‬التجسس‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬جديد»؛‭ ‬فإن‭ ‬التداعيات‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬نطاقات‭ ‬شبكات‭ ‬التجسس‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬المستخدمة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء‭ ‬‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تلحق‭ ‬ضرراً‭ ‬أكبر‭ ‬بسمعتها،‭ ‬كحليف‭ ‬موثوق‭ ‬به،‭ ‬وجدير‭ ‬بالثقة‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأوكرانيين،‭ ‬أكدت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬توقيت‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التسريبات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬‮«‬تستعد‭ ‬لهجوم‭ ‬مضاد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أسابيع‮»‬‭. ‬وأصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية،‭ ‬ونقاط‭ ‬الضعف‭ ‬المحتملة‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬مكشوفة‭ ‬الآن‭ ‬للروس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فمن‭ ‬المشكوك‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ستظل‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬المعلومات‭ ‬الحساسة‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬الأمريكية‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬كشف‭ ‬آخر‭ ‬سيضر‭ ‬حتمًا‭ ‬بمصداقية‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬كونه‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفاصيل‭ ‬نشر‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬قوات‭ ‬خاصة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬داخل‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهو‭ ‬الكشف‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬بول‭ ‬آدامز‮»‬،‭ ‬و«جورج‭ ‬رايت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬صحة‭ ‬التكهنات‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬المساندة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نوايا‭ ‬وأعداد‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غير‭ ‬معروفة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وجودها‭ ‬وحده‭ ‬يساعد‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬تبرير‭ ‬روايتها‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تقاتل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بأكمله‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطانية،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬التسريبات‭ ‬ربما‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مستوى‭ ‬خطير‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الدقة‮»‬،‭ ‬وترقى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جراء‭ ‬نشر‭ ‬معلومات‭ ‬مضللة»؛‭ ‬فقد‭ ‬تعهد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬لويد‭ ‬أوستن‮»‬،‭ ‬باقتفاء‭ ‬كل‭ ‬أثر‭ ‬حتى‭ ‬يجد‭ ‬مصدر‭ ‬تلك‭ ‬التسريبات‮»‬‭. ‬وأقر‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية،‭ ‬‮«‬وليام‭ ‬بيرنز‮»‬،‭ ‬ببدء‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬مكثف‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬البنتاجون‮»‬،‭ ‬و«وزارة‭ ‬العدل‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يوضح‭ ‬‮«‬بكل‭ ‬تأكيد‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬المسربة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حقيقية‭ ‬‮«‬جزئيا‮»‬‭. ‬وبالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الرأي،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬و«لاموث‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التدابير‭ ‬‮«‬الصارمة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسؤولي‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬بشأن‭ ‬ضبط‭ ‬التدفق‭ ‬المستقبلي‭ ‬للمعلومات‭ ‬الاستخباراتية؛‭ ‬يعد‭ ‬انعكاسًا‭ ‬لـ«مستوى‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الذعر‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬قادة‭ ‬الدفاع‭ ‬والاستخبارات‭ ‬بعد‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬التسريبات‭ ‬الأخيرة‭.‬

ومع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مضمون‭ ‬تلك‭ ‬التسريبات‭ ‬أمام‭ ‬العالم؛‭ ‬فإن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تلحق‭ ‬بسمعة‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬نتيجة‭ ‬أية‭ ‬تسريبات‭ ‬أخرى‭ ‬محتملة‭ ‬لمعلومات‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للشركاء‭ ‬والحلفاء؛‭ ‬ستكون‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬عاملاً‭ ‬رئيسًا‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمنية‭ ‬بشكل‭ ‬أوثق‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬،‭ ‬و«لاموث‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬المسربة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬فقد‭ ‬تساءلا‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬لم‭ ‬يلاحظ‭ ‬أحد‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المواد‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬بقاء‭ ‬هويات‭ ‬ودوافع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬‮«‬مجهولة‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬تاريخه؛‭ ‬أثار‭ ‬‮«‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«ديتش‮»‬،‭ ‬شكوكا‭ ‬حول‭ ‬‮«‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬سرية‮»‬‭. ‬

وبالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء‭ ‬القدامى‭ ‬لواشنطن‭ ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬‮«‬ترددًا‭ ‬قبل‭ ‬مشاركة‭ ‬معلوماتهم‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬معها،‭ ‬لاسيما‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬وإذاعة‭ ‬معلومات‭ ‬حساسة‭ ‬وسرية‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬قد‭ ‬جعلها‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬شيوعًا‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬برتراند‮»‬،‭ ‬و«أتوود‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬وكالات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬بتقييم‭ ‬الأضرار‮»‬،‭ ‬و«تحديد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬وأساليبها‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اختراقها‭ ‬أيضًا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬ريد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬جونز‭ ‬هوبكنز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاختراق‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬ألمانيا،‭ ‬أو‭ ‬أستراليا،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كانت‭ ‬ستتوقف‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬مشاركة‭ ‬معلوماتها‭ ‬السرية‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جاستن‭ ‬ماكاري‮»‬،‭ ‬و‮«‬جوليان‭ ‬بورجر‮»‬،‭ ‬و«بن‭ ‬دوهرتي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬‮«‬تحاول‭ ‬بالفعل‭ ‬إصلاح‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬حلفائها‭ ‬الرئيسيين»؛‭ ‬حيث‭ ‬تحدث‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬بلنكين‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مباشرة‭ ‬لمحاولة‭ ‬طمأنتها‭ ‬من‭ ‬دعمها،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التسريبات‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أصولها‭ ‬ودوافعها‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬تسريبات‭ ‬البنتاجون‮»‬،‭ ‬ضربة‭ ‬لسمعة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬كحليف‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬وجدير‭ ‬بالثقة‭. ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬بريت‭ ‬بروين‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يقل‭ ‬مشاركة‮»‬‭ ‬حلفاء‭ ‬واشنطن‭ ‬لبياناتهم‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬معها،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬التسريبات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬تشبه‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الاختراقات‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬والتي‭ ‬تبرهن‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬موثوقة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬بعض‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬الحساسة‭ ‬المهمة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا