العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

معاهدات التسلح النووي تفشل في منع انتشار السلاح النووي!

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الاثنين ١٠ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

نشرتْ‭ ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬وغير‭ ‬حكومية‭ ‬نالت‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬لجهودها‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬نحو‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬النرويجي‭ ‬الشعبي‮»‬‭ ‬(Norwegian People’s Aid)‭ ‬إصدارها‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬حول‭ ‬حالة‭ ‬امتلاك‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للأسلحة‭ ‬والرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأعداد‭ ‬والنوعية‭.‬

وجاء‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬المنشور‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬علماء‭ ‬أمريكا‮»‬‭ ‬(Federation of American Scientists) تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬مراقبة‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬لعام‭ ‬2022‮»‬‭ ‬(Nuclear Weapons Ban Monitor)‭. ‬وقد‭ ‬توصل‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مدلولات‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬قدرة‭ ‬وفاعلية‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬معاهدات‭ ‬واتفاقيات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنع‭ ‬انتشاره‭.‬

أما‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬ارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬الرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬الجاهزة‭ ‬للاستخدام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النووية‭ ‬التسع‭ ‬المعروفة‭ ‬بامتلاكها‭ ‬للسلاح‭ ‬الذري،‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وروسيا،‭ ‬والصين،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬والهند،‭ ‬وباكستان،‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬حيث‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬9440‭ ‬رأسا‭ ‬نوويا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬9576‭ ‬رأساً‭ ‬نووياً،‭ ‬أي‭ ‬ارتفع‭ ‬عددياً‭ ‬136‭ ‬رأساً‭ ‬نووياً‭. ‬وقد‭ ‬عزت‭ ‬الدراسة‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وتهديدات‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين‭ ‬باستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬إذا‭ ‬تَهَدد‭ ‬وجودها‭ ‬بالخطر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬بوتين‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬اتفاقه‭ ‬مع‭ ‬بيلاروسيا‭ ‬(Belarus) لوضع‭ ‬وتدشين‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬تكتيكية‭ ‬في‭ ‬بيلاروسيا‭.‬

والاستنتاج‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬‮«‬نوعية‮»‬‭ ‬السلاح‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬العدد‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬القوة‭ ‬التدميرية‭ ‬الشاملة‭ ‬لهذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬والرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬والتي‭ ‬تساوي‭ ‬مجموعها‭ ‬أكبر‭ ‬وأشد‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬135‭ ‬ألف‭ ‬قنبلة‭ ‬ذرية‭ ‬كالتي‭ ‬ألقتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬هيروشيما‭ ‬اليابانية‭. ‬

وأما‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الثالث‭ ‬فيفيد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وشدتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬التخريبية‭ ‬والتدميرية‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬ليست‭ ‬عددية‭ ‬فقط،‭ ‬أي‭ ‬ليست‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وإنما‭ ‬زيادة‭ ‬وارتفاع‭ ‬شديد‭ ‬ومهول‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬وقدرتها‭ ‬وقوتها‭ ‬على‭ ‬التدمير‭ ‬الشامل‭ ‬للبشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭ ‬لمساحات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬فإن‭ ‬المخزون‭ ‬الكلي‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬البالية‭ ‬خارج‭ ‬الخدمة‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬الانخفاض‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬12705‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬12512‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2023‭. ‬وهذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬العددي‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬بعداً‭ ‬إيجابياً،‭ ‬أو‭ ‬مؤشراً‭ ‬مبشراً‭ ‬ومشجعاً‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬التسلح‭ ‬النووي،‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬بسبب‭ ‬التخلص‭ ‬الطبيعي‭ ‬من‭ ‬الرؤوس‭ ‬النووية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيتها‭ ‬ومدتها‭ ‬وأصبحت‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬القديم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬ولا‭ ‬فائدة‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬امتلاكها‭ ‬وحيازتها،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وروسيا،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬امتلاكها‭ ‬يُشكل‭ ‬عبئاً‭ ‬مالياً،‭ ‬وتقنياً،‭ ‬وأمنياً‭ ‬كبيراً‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فهناك‭ ‬اعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬دولاً‭ ‬أخرى‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬أسلحتها‭ ‬النووية‭ ‬ومخزونها‭ ‬النووي‭ ‬مثل‭ ‬الصين،‭ ‬وباكستان،‭ ‬والهند،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬كما‭ ‬يقوم‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬علنياً‭ ‬باختبار‭ ‬وتطوير‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬العسكري‭ ‬عبر‭ ‬إجراء‭ ‬تجارب‭ ‬صاروخية‭ ‬باليستية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬وتحمل‭ ‬رؤوساً‭ ‬نووية،‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬وغيرهما‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬وأداة‭ ‬المعاهدات‭ ‬النووية‭ ‬واتفاقيات‭ ‬حظر‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬ومنع‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬دول‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬النووية‭ ‬الخمس‭ ‬الكبرى،‭ ‬أو‭ ‬المعروفة‭ ‬بالنادي‭ ‬النووي،‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وروسيا،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬والصين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬معاهدات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬وزيادة‭ ‬امتلاكها‭ ‬للأسلحة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬حديثة‭ ‬ومتقدمة‭ ‬جداً‭ ‬أشد‭ ‬فتكاً‭ ‬وتنكيلاً‭ ‬بالبشرية‭ ‬وكوكبنا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬تقنية‭ ‬الانشطار‭ ‬النووي‭ ‬إلى‭ ‬تقنية‭ ‬الاندماج‭ ‬النووي‭.‬

فهناك‭ ‬عدة‭ ‬معاهدات‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تهدف‭ ‬نظرياً‭ ‬وعلى‭ ‬الورق‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬ونزع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬من‭ ‬أَقْدمُها‭ ‬معاهدة‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‮»‬‭ ‬(Non-Proliferation of Nuclear Weapons (NPT)).‭ ‬وهذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬متحيزة‭ ‬للدول‭ ‬النووية‭ ‬الكبرى‭ ‬الخمس،‭ ‬ولا‭ ‬غرابة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بصياغة‭ ‬بنودها‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬مصالحها،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬تجعل‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬فقط‭ ‬بيد‭ ‬أعضاء‭ ‬النادي‭ ‬النووي،‭ ‬فلا‭ ‬يسمح‭ ‬لأعضاء‭ ‬جدد‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬النخبوي‭ ‬الخاص،‭ ‬فهي‭ ‬بذلك‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬فقط‭ ‬بامتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بحوزتها‭ ‬وقامت‭ ‬باختبارها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬المعاهدة‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬تعترف‭ ‬بامتلاك‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الذرية،‭ ‬وتقول‭ ‬لهم‭ ‬لا‭ ‬تثريب‭ ‬عليكم،‭ ‬ورُفع‭ ‬عنكم‭ ‬التكليف،‭ ‬وعفا‭ ‬الله‭ ‬عما‭ ‬سلف،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تضع‭ ‬بنوداً‭ ‬وقيوداً‭ ‬مغلظة‭ ‬وتعجيزية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬جمعاء‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المرونة‭ ‬والخصوصية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬النادي‭ ‬النووي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بكامل‭ ‬بنودها،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬أهم‭ ‬مادة‭ ‬في‭ ‬المعاهدة‭ ‬وهي‭ ‬المادة‭ ‬السادسة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتفاوض‭ ‬حول‭ ‬منع‭ ‬ونشر‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭.‬

ولذلك‭ ‬قامت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بصياغة‭ ‬معاهدة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬المعاهدة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬موادها،‭ ‬وهي‭ ‬معاهدة‭ ‬‮«‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2017‭(‬Prohibition of Nuclear Weapons (TPNW)).‭ ‬وهذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬68‭ ‬دولة‭ ‬ووقعت‭ ‬عليها‭ ‬27‭ ‬حتى‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬وعُقد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬21‭ ‬إلى‭ ‬23‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭. ‬وهذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬كسابقتها‭ ‬سيكون‭ ‬مصيرها‭ ‬الفشل،‭ ‬فالدول‭ ‬المعنية‭ ‬بالأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬والتي‭ ‬تمتلكها‭ ‬ولديها‭ ‬خيوط‭ ‬اللعبة‭ ‬الدولية‭ ‬وتمتلك‭ ‬القرار‭ ‬الدولي،‭ ‬وهي‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬نووية‭ ‬معروفة،‭ ‬رفضت‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وهي‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تحديثها،‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وإنتاجها‭ ‬للسلاح‭ ‬النووي،‭ ‬وأما‭ ‬الدول‭ ‬المصادقة،‭ ‬أو‭ ‬الموقعة‭ ‬فليست‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالسلاح‭ ‬النووي،‭ ‬ولا‭ ‬ناقة‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬جمل‭ ‬بأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬النووية‭!‬

فسباق‭ ‬التسلح‭ ‬النووي‭ ‬والتقليدي‭ ‬لن‭ ‬ينتهي‭ ‬مهما‭ ‬وضعنا‭ ‬من‭ ‬معاهدات،‭ ‬فالدول‭ ‬النووية‭ ‬الرئيسة‭ ‬المعنية‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بهذه‭ ‬المعاهدات،‭ ‬فلا‭ ‬تتعهد‭ ‬بموادها،‭ ‬ولا‭ ‬تلتزم‭ ‬بتنفيذها،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬فإن‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬سيزيد‭ ‬مهما‭ ‬ادعت‭ ‬الدول،‭ ‬فلا‭ ‬تجميد‭ ‬ولا‭ ‬تخفيض‭ ‬لميزانية‭ ‬الدفاع‭ ‬والتسلح،‭ ‬وآخرها‭ ‬زيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للميزانية‭ ‬العسكرية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2023‭. ‬فالميزانية‭ ‬الدفاعية‭ ‬ستكون‭ ‬886‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬بـ‭ ‬28‭ ‬بليون‭ ‬دولار،‭ ‬منها‭ ‬842‭ ‬بليونا‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬و44‭ ‬بليونا‭ ‬للبرامج‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬الوكالات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬تعهد‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬بأنه‭ ‬سيزيد‭ ‬دعم‭ ‬الجيش‭ ‬بمبلغ‭ ‬6‭ ‬بلايين‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬القادمتين‭.‬

ولذلك‭ ‬أصبحتُ‭ ‬لا‭ ‬أؤمن‭ ‬بجدوى‭ ‬وفاعلية‭ ‬معاهدات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬فهي‭ ‬توسع‭ ‬نفوذ‭ ‬وقوة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والنووية‭ ‬وتوفر‭ ‬لها‭ ‬الغطاء‭ ‬الشرعي‭ ‬الدولي،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والفقيرة‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬تطورها‭ ‬ونموها‭.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا