العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

استراتيجية تحديث الجيش الصيني 2023

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٧ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭  ‬فعالية‭ ‬الجيوش‭ ‬تقاس‭ ‬بعددها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يبدو‭ ‬مختلفا‭ ‬عند‭ ‬إجراء‭ ‬مقارنات‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬وضمن‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أعلنت‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2023‭  ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬لتحديث‭ ‬الجيش‭ ‬الصيني‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأول‭: ‬زيادة‭ ‬الميزانية‭ ‬العسكرية‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬7,2%‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تجيء‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬بيد‭ ‬أنها‭ ‬تجيء‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬مليونين‭ ‬و35ألف‭ ‬فرد،‭ ‬والثاني‭: ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تمتلك‭ ‬فيه‭ ‬الصين‭ ‬رؤوسا‭ ‬نووية‭ ‬وحاملات‭ ‬طائرات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬فإنها‭ ‬تسعى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬هذين‭ ‬المجالين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أرقام‭ ‬مؤكدة‭ ‬بشأنهما،‭ ‬والثالث‭: ‬وجود‭ ‬تفوق‭ ‬لدى‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬تلك‭ ‬القطع‭ ‬لدى‭ ‬الجانبين،‭ ‬فما‭ ‬دلالات‭ ‬تلك‭ ‬الخطة‭ ‬وتوقيتها؟‭ ‬والأهم‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬عموماً‭ ‬ومنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خاصة؟‭ ‬

الردع‭ ‬وتوازن‭ ‬القوى‭ ‬مبدآن‭ ‬حكما‭ ‬تفاعلات‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬عبر‭ ‬حقب‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة‭ ‬بل‭ ‬إنهما‭ ‬كان‭ ‬موضوعين‭ ‬استحوذا‭ ‬على‭ ‬جل‭ ‬اهتمام‭ ‬منظري‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ضمن‭ ‬نقاش‭ ‬علمي‭ ‬مستفيض،‭ ‬فكلاهما‭ ‬يرتبط‭ ‬بالآخر‭ ‬فالردع‭ ‬في‭ ‬مفهومه‭ ‬البسيط‭ ‬هو‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬بأن‭ ‬إقدامه‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يكلفه‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬يتوقعها،‭ ‬وتتنوع‭ ‬مضامين‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬القوة‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬مناورات‭ ‬من‭ ‬آن‭ ‬لآخر‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬يرى‭ ‬طرف‭ ‬ما‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬نفوذاً‭ ‬لمصالحه‭ ‬الحيوية،‭ ‬بينما‭ ‬يقصد‭ ‬بتوازن‭  ‬القوى‭ ‬هو‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬امتلاك‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ما‭ ‬قوة‭ ‬كافية‭ ‬للهيمنة‭ ‬وإجبار‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الرضوخ‭ ‬لإرادتها‮»‬،‭ ‬ويوجد‭ ‬توازن‭ ‬قوى‭ ‬بسيط‭ ‬أي‭ ‬بين‭ ‬دولتين،‭ ‬وآخر‭ ‬معقد‭ ‬أي‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لمقولات‭ ‬أنصار‭ ‬النظرية‭ ‬الواقعية‭ ‬فإن‭ ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬يظل‭ ‬دائماً‭ ‬أولوية‭ ‬للدول‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬تكتل‭ ‬مقاوم‭ ‬للدولة‭ ‬المهيمنة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الهيمنة‭.‬

ووفقاً‭ ‬لهذين‭ ‬المبدأين‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬السياسات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجديدة‭ ‬للصين،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬بمقياس‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬حسم‭ ‬الأزمات‭ ‬والانتشار‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬تظل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭  ‬مضامين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬أولويات‭ ‬جديدة‭ ‬تجاه‭ ‬مناطق‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأخرى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬يصعب‭ ‬تفسيرها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬فحسب‭ ‬والتي‭ ‬تتشابك‭ ‬فيها‭ ‬المصالح‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وإنما‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ككل‭ ‬والتي‭ ‬تتيح‭ ‬فرصاً‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬المناورة،‭ ‬فالحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬مثلت‭ ‬مساراً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نهايته‭ ‬ولكن‭ ‬حسم‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬بمنطق‭ ‬المنتصر‭ ‬والمهزوم‭ ‬سوف‭ ‬يرتب‭ ‬تداعيات‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬على‭ ‬هيكل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬برمته،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬الجديدة‭ ‬يرتبط‭ ‬بعاملين‭ ‬مهمين‭ ‬الأول‭: ‬مسار‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬والذي‭ ‬يتخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬عنيفة‭ ‬أحياناً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوادث‭ ‬صدام‭ ‬أو‭ ‬سعي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬تحالفات‭ ‬وتحالفات‭ ‬مضادة‭ ‬أحياناً‭ ‬أخرى،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تدرك‭ ‬واقع‭ ‬النفوذ‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬ليون‭ ‬بانيتا‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬استراتيجية‭ ‬دفاعية‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ستعيد‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نشر‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬50‭ ‬للمحيط‭ ‬الهادي،‭ ‬و50‭ ‬للمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬60‭ ‬للمحيط‭ ‬الهادي،‭ ‬مقابل‭ ‬40‭ ‬للمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬لمواجهة‭ ‬القوة‭ ‬الصينية‭ ‬الصاعدة،‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬الدوران‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الجانبين‭ ‬ستكون‭ ‬محدداً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬محددات‭ ‬الصراع‭ ‬فيما‭ ‬بينهما،‭ ‬أما‭ ‬العامل‭ ‬الثاني‭: ‬فهو‭ ‬الجدل‭ ‬المثار‭ ‬حول‭ ‬تقلص‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مقابل‭ ‬زيادة‭ ‬النفوذ‭ ‬الصيني،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬عقد‭ ‬ثلاث‭ ‬قمم‭ ‬صينية‭ ‬سعودية،‭ ‬وصينية‭ ‬خليجية،‭ ‬وصينية‭ ‬عربية‭ ‬كانت‭ ‬بهدف‭ ‬اقتصادي‭ ‬بحت‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الصفقات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إبرامها‭ ‬والتي‭ ‬تشير‭ ‬المصادر‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تجاوزت‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬الصيني‭ ‬تطور‭ ‬باتجاه‭ ‬الوساطة‭ ‬لإبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭  ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬وإيران‭ ‬في‭  ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬لتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬العاملين‭ ‬السابقين‭ ‬تؤكد‭ ‬خبرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬أن‭ ‬التحالفات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحالفات‭ ‬مضادة‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تجاهل‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬‭ ‬الروسية‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬تسفر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬للاتفاق‭ ‬سواء‭ ‬ضمن‭ ‬مناطق‭ ‬نفوذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭.‬

ربما‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قياس‭ ‬تحولات‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬هيكل‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬مواجهات‭ ‬كبرى،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استبعاد‭ ‬حدوث‭ ‬مواجهات‭ ‬عسكرية‭ ‬كبرى‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬حدوث‭ ‬بعض‭ ‬الصدامات‭ ‬العسكرية‭  ‬المباشرة‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬مهمة،‭ ‬الأول‭: ‬تشابك‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬يظل‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬فالصين‭ ‬ليست‭ ‬لديها‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬رغبت‭ ‬في‭ ‬هيكل‭ ‬جديد‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي،‭ ‬والثاني‭: ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬تسفر‭ ‬عنه‭ ‬حالة‭ ‬المخاض‭ ‬في‭ ‬تحولات‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الراهن‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المدى‭ ‬الزمني‭ ‬اللازم‭ ‬لذلك‭ ‬سوف‭ ‬يدفع‭ ‬الباحثين‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تصوراتهم‭ ‬عن‭ ‬هيكل‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬والذي‭ ‬لطالما‭ ‬توافقوا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬دولية‭ ‬تقود‭ ‬النظام‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬وقوى‭ ‬دولية‭ ‬كبرى‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬وهي‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وثالثة‭ ‬تعددية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬المتوسطة‭ ‬والصغرى‭ ‬وتتوزع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬أمراً‭ ‬مفاجئاً‭ ‬بل‭ ‬جاءت‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لتحديث‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬بل‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬ذلك‭ ‬التسلح‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استراتيجيات‭ ‬منفصلة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬لكونها‭ ‬تظل‭ ‬الإطار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لعمل‭ ‬الدول‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المنظور‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬بلا‭ ‬إجابة‭ ‬قاطعة‭ ‬هل‭ ‬تحقق‭ ‬مسارات‭ ‬التسلح‭ ‬المتزايدة‭ ‬هدف‭ ‬الردع‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬مقدمة‭ ‬لمواجهات‭ ‬عسكرية‭: ‬أين‭ ‬ومتى؟

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا