العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

كل هذا التناقض الذي يسكن العالم!

{‭ ‬والعالم‭ ‬ساقط‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬الخرافات‭ ‬والأساطير‭ ‬الصهيونية،‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬العالم‭ ‬بها‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجيا‭! ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬تقف‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬مجاراة‭ ‬هذا‭ ‬التناقض‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والخرافة‭! ‬وبالاثنين‭ ‬تعمل‭ ‬‮«‬النخبة‭ ‬الشيطانية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نفوذها‭ ‬وإحكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬العقل‭ ‬الجمعي‮»‬‭ ‬العالمي‭! ‬لتدخل‭ (‬العقول‭) ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬ربما‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬التاريخ‭ ‬المعروف‭ ‬للبشرية،‭ ‬في‭ (‬معركة‭ ‬وجودية‭) ‬تتداخل‭ ‬فيها‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأساطير‭ ‬والنبوءات‭ ‬والخرافات‭ ‬والفبركات‭ ‬الدينية،‭ ‬مع‭ ‬تأثيرات‭ ‬التطورات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬وحروب‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وحروب‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬وما‭ ‬بعده،‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬توظيفها‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬المعارك‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬المنطقة،‭ ‬والصراعات‭ ‬المكتنزة‭ ‬بالفتن‭ ‬المختلفة،‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬إجابات‭ ‬فلا‭ ‬تجد‭! ‬لتضييع‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬واستقلاليتها،‭ ‬و«الاستبداد‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬النخبة‭ ‬الشيطانية‮»‬‭! ‬ولتضيع‭ ‬معها‭ ‬سياقات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الهوّية‭ ‬والثقافة‭ ‬والفكر‭ ‬والمنطق،‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬مقولة‭ ‬رائجة،‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬القرية‭ ‬المترامية‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصغيرها‭ ‬وتقزيم‭ ‬اختلافاتها،‭ ‬لتدور‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬واحدة‭ ‬توحّدها‭ ‬معًا‭ ‬في‭ (‬فرض‭ ‬وجبرية‭ ‬اللا‭ ‬منطق‭ ‬واللا‭ ‬أخلاق‭ ‬واللا‭ ‬دين‭) ‬التي‭ ‬يقود‭ ‬‮«‬الغرب‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬قافلتها‭ ‬في‭ ‬العالم‭!‬

{‭ ‬حينها‭ ‬تقع‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ارتباك‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فرضه‭ ‬عليها‭ ‬بالقوة‭! ‬بقوة‭ ‬الخرافات‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬تؤسس‭ ‬لسيادة‭ ‬نخبة‭ ‬عالمية‭ ‬فيما‭ ‬بقية‭ ‬البشرية‭ ‬عبيد‭ ‬أو‭ ‬خراف‭ ‬يتم‭ ‬جرّها‭ ‬إلى‭ ‬المقصلة‭! ‬حينها‭ ‬وبين‭ ‬التطورات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬الهائلة،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬بين‭ ‬قوة‭ ‬فرض‭ ‬الأساطير‭ ‬والخرافات‭ ‬والخزعبلات‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭ ‬والتوراة،‭ ‬والفوضى‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وفوضى‭ ‬القيم،‭ ‬تشعر‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ينهار‭ ‬حولها‭ ‬وداخلها،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬وسطها‭ ‬ينساق‭ ‬أيضًا‭ ‬انسياقًا‭ ‬غريبًا‭ ‬لتلك‭ (‬الأنساق‭ ‬الفوضوية‭ ‬المتداخلة‭) ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬الانهيارات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬سمة‭ ‬واضحة‭ ‬للمشهد‭ ‬العالمي‭ ‬منذ‭ ‬دخول‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭!‬

{‭ ‬حين‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬وفي‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬بين‭ ‬المحتل‭ ‬والشعب‭ ‬الذي‭ ‬يقاوم‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والمعتدي‭ ‬هو‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المدجج‭ ‬بالخرافة‭ ‬التوراتية‭ ‬وبالعتاد‭ ‬المتطور‭ ‬عسكريا‭ ‬وتكنولوجيا،‭ ‬فيما‭ ‬العجز‭ ‬يحكم‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أممية‭ ‬وإنسانية‭ ‬وحقوقية‭ ‬وقانونية،‭ ‬فإن‭ ‬المشهد‭ ‬ينبئ‭ ‬عّما‭ ‬بداخله‭ ‬من‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬النفوذ‭ ‬والسيطرة‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬المسميات‭ ‬والتبريرات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سطوة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬ونخبتها‭ ‬الشيطانية،‭ ‬وتنافس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الثيوقراطي‮»‬‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬بما‭ ‬يخص‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭!‬

{‭ ‬هو‭ ‬عالم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬مكان‭ ‬لشفافية‭ ‬الإعلام‭! ‬ولا‭ ‬مكان‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬الدولي‭ ‬المتصارع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭! ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة‭ ‬شحيحة‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬الحرب‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والحرب‭ ‬النفسية‭ ‬والفكرية‭ ‬على‭ ‬الشعوب،‭ ‬بينما‭ ‬الصوت‭ ‬الصادق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الساحات،‭ ‬هو‭ ‬صوت‭ ‬ضائع‭ ‬في‭ ‬غبار‭ ‬المعارك‭ ‬الدائرة،‭ ‬التي‭ ‬انقلب‭ ‬فيها‭ ‬الحق‭ ‬إلى‭ ‬باطل‭ ‬والباطل‭ ‬إلى‭ ‬حق‭! ‬مثلما‭ ‬أصبحت‭ ‬الخرافة‭ ‬رؤية‭ ‬واقعية‭! ‬فيما‭ ‬الواقع‭ ‬بمعطياته‭ ‬الحقيقية،‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬الأساطير‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬الأقوى‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بل‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭!‬

{‭ ‬إنه‭ ‬العجز‭ ‬الدولي‭ ‬والعجز‭ ‬الذي‭ ‬يتسرّب‭ ‬عبر‭ ‬مراحل‭ ‬على‭ ‬النفوس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬فالشعوب‭ ‬هي‭ ‬الضحية‭ ‬الأكبر‭ ‬دائمًا‭ ‬وربما‭ ‬الوحيدة،‭ ‬والمآسي‭ ‬التي‭ ‬تتراكم‭ ‬فوق‭ ‬رؤوس‭ ‬الجميع‭ ‬لا‭ ‬حيلة‭ ‬لهم‭ ‬بها،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬يتخذّ‭ ‬القرار‭ ‬ليس‭ ‬هم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬التسلط‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬الحروب‭ ‬والأوبئة‭ ‬والتلاعب‭ ‬بالمناخ‭ ‬وتنافس‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬العلم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬لزيادة‭ ‬ثرواتها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬البشرية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وعي‭ ‬عالمي‭ ‬متكاتف‮»‬،‭ ‬يدرك‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التلاعب‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مصير‭ ‬الإنسان‭ ‬والبشرية‭ ‬لصالح‭ ‬نخبة‭ ‬عالمية‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬اعتبارا‭ ‬لحياة‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬للحقوق‭ ‬أو‭ ‬للقيم‭ ‬أو‭ ‬للأخلاق‭ ‬أو‭ ‬للمنظور‭ ‬الإلهي‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬فكل‭ ‬ذلك‭ ‬تدوس‭ ‬عليه‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬لتنمية‭ ‬النفوذ‭ ‬والسيطرة‭ ‬والثراء‭ ‬الخيالي،‭ ‬ومن‭ ‬أجله‭ ‬كرست‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬المتناقضات‭ ‬الأزلية‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والخرافة‭ ‬لتحكم‭ ‬العالم‭ ‬بهما،‭ ‬حيث‭ ‬الأسياد‭ ‬والنخبة‭ ‬الشيطانية‭ ‬والبقية‭ ‬أغيار‭ ‬عبيد‭ ‬لخدمة‭ ‬هؤلاء‭! ‬وما‭ ‬يدور‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا