عالم يتغير
فوزية رشيد
كل هذا التناقض الذي يسكن العالم!
{ والعالم ساقط اليوم في وحل الخرافات والأساطير الصهيونية، التي تريد أن تحكم العالم بها جنبًا إلى جنب مع الثورة العلمية والتكنولوجيا! يبدو أن شعوب المنطقة العربية وشعوب العالم تقف عاجزة عن مجاراة هذا التناقض الكبير بين العلم والخرافة! وبالاثنين تعمل «النخبة الشيطانية» مع نفوذها وإحكام سيطرتها على «العقل الجمعي» العالمي! لتدخل (العقول) وللمرة الأولى ربما منذ بدء التاريخ المعروف للبشرية، في (معركة وجودية) تتداخل فيها تأثيرات الأساطير والنبوءات والخرافات والفبركات الدينية، مع تأثيرات التطورات العلمية والتكنولوجية وحروب الهجمات السيبرانية، وحروب الجيل الرابع وما بعده، والتي يتم توظيفها معًا في ساحات المعارك الدائرة في العالم وفي المنطقة، والصراعات المكتنزة بالفتن المختلفة، التي تبحث لها عن إجابات فلا تجد! لتضييع الحدود بين سيادة الدول واستقلاليتها، و«الاستبداد العالمي» الذي ترعاه تلك «النخبة الشيطانية»! ولتضيع معها سياقات أخرى مثل الهوّية والثقافة والفكر والمنطق، في بوتقة مقولة رائجة، إن العالم أصبح قرية صغيرة، ولكنها القرية المترامية الأطراف في الأرض التي تم تصغيرها وتقزيم اختلافاتها، لتدور في دائرة واحدة توحّدها معًا في (فرض وجبرية اللا منطق واللا أخلاق واللا دين) التي يقود «الغرب الصهيوني» قافلتها في العالم!
{ حينها تقع الشعوب في حالة ارتباك من هذا النموذج العالمي الذي يتم فرضه عليها بالقوة! بقوة الخرافات الصهيونية التي تؤسس لسيادة نخبة عالمية فيما بقية البشرية عبيد أو خراف يتم جرّها إلى المقصلة! حينها وبين التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة، وفي ذات الوقت بين قوة فرض الأساطير والخرافات والخزعبلات باسم الدين والتوراة، والفوضى الأخلاقية وفوضى القيم، تشعر شعوب العالم أن العالم ينهار حولها وداخلها، فهناك من هو في وسطها ينساق أيضًا انسياقًا غريبًا لتلك (الأنساق الفوضوية المتداخلة) التي جعلت من الانهيارات المتلاحقة في كل شيء سمة واضحة للمشهد العالمي منذ دخول الألفية الثالثة!
{ حين يشهد العالم حرب الإبادة الدائرة في فلسطين المحتلة، وفي لبنان على خلفية الحرب الدائرة بين المحتل والشعب الذي يقاوم الاحتلال، والمعتدي هو الكيان الصهيوني المدجج بالخرافة التوراتية وبالعتاد المتطور عسكريا وتكنولوجيا، فيما العجز يحكم كل المؤسسات الدولية من أممية وإنسانية وحقوقية وقانونية، فإن المشهد ينبئ عّما بداخله من «حرب النفوذ والسيطرة»، وإن اختلفت المسميات والتبريرات، في ظل سطوة الصهيونية العالمية ونخبتها الشيطانية، وتنافس من جانب «النظام الثيوقراطي» في إيران على النفوذ بما يخص المنطقة العربية!
{ هو عالم لم يعد فيه مكان لشفافية الإعلام! ولا مكان للحصول على المعلومات الداخلة في التوظيف الدولي المتصارع في العالم الافتراضي! حتى أصبحت المعلومات الصحيحة شحيحة مع ازدياد الحرب المعلوماتية والحرب النفسية والفكرية على الشعوب، بينما الصوت الصادق في كل تلك الساحات، هو صوت ضائع في غبار المعارك الدائرة، التي انقلب فيها الحق إلى باطل والباطل إلى حق! مثلما أصبحت الخرافة رؤية واقعية! فيما الواقع بمعطياته الحقيقية، دخل في غيبوبة الأساطير التي يفرضها الأقوى على المنطقة بل والعالم كله!
{ إنه العجز الدولي والعجز الذي يتسرّب عبر مراحل على النفوس في كل مكان، فالشعوب هي الضحية الأكبر دائمًا وربما الوحيدة، والمآسي التي تتراكم فوق رؤوس الجميع لا حيلة لهم بها، لأن من يتخذّ القرار ليس هم سواء في الشرق أو في الغرب، وكل ذلك التسلط غير المسبوق في العالم عبر الحروب والأوبئة والتلاعب بالمناخ وتنافس الشركات الكبرى في توظيف العلم والتكنولوجيا لزيادة ثرواتها على حساب البشرية، كل ذلك يحتاج إلى «وعي عالمي متكاتف»، يدرك حجم ما يتم التلاعب به في مصير الإنسان والبشرية لصالح نخبة عالمية لا تضع اعتبارا لحياة الإنسان أو للحقوق أو للقيم أو للأخلاق أو للمنظور الإلهي في تنظيم حياة الإنسان، فكل ذلك تدوس عليه وهي في طريقها لتنمية النفوذ والسيطرة والثراء الخيالي، ومن أجله كرست التوافق بين المتناقضات الأزلية أو بين العلم والخرافة لتحكم العالم بهما، حيث الأسياد والنخبة الشيطانية والبقية أغيار عبيد لخدمة هؤلاء! وما يدور اليوم في منطقتنا العربية غير بعيد عن كل ذلك!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك