عالم يتغير
فوزية رشيد
خارج الصندوق: الخرافات والأساطير الصهيونية وسرقة الأوطان العربية!
{ من يراقب تصرفات «نتنياهو» وحكومته التي تريد تكريس «الصهيونية الدينية» القائمة على الخرافات والأساطير! يدرك أنه وأنهم ليسوا مجرد سياسيين صهاينة متطرفين، بل إن ما يحكم عقولهم وتصرفاتهم، هي أفكار تم إلباسها لباس الدين والتوراة رغم أنها لا صلة لها بالتوراة قبل إدخال التحريف والتلفيق فيها! و«نتنياهو» يؤمن بقوة بأنه في «مهمة إلهية غريبة» وأنه هو «المختار» كرئيس حكومة الكيان الصهيوني لتسليم مفاتيح القدس للمسيح الدجال!
وفقًا لنبوءة قديمة قالها له «حاخام أوكراني»! وهي التي تحكم كل تصرفاته وخرائطه التي يستعرضها على العالم لتغيير الشرق الأوسط! وما فتئ يكررّها منذّ زمن قبل وبعد عملية 7 أكتوبر، وأن ذلك هو المبرّر الحقيقي له لحرب الإبادة في غزة! واليوم في لبنان لاحتلال أجزاء منه، ثم الانتقال إلى سرقة أوطان عربية أخرى! واصفًا عمله الإجرامي واللاإنساني الذي يفكر فيه، ويريد تحقيقه بأنها «المهمة الأخلاقية المشرّفة»! وإن إشعال الحرب في المنطقة والعالم، بناءً على أفكاره التي تتجاوز التطرّف لتصل إلى حدود السريالية والخرافة، هي مهمته المقدسة! ولذلك قام بتاريخ 25 أكتوبر العام الماضي بالتبشير لبني صهيون بنبوءة «سفر أشعيا»! وأنها (حرب وجودية ودينية) للكيان الصهيوني!
{ في تقرير مصوّر يشرح سرّ تلك النبوءة، التي بدأت مع «نتنياهو» حين كان سفيرًا للكيان في الأمم المتحدة بنيويورك في عام 1984، وتقابل مع «حاخام يهودي» يُدعى (مناخيم وزدوشيزن) من أصول أوكرانية وزعيم لحركة دينية متطرفة، وأقنع «نتنياهو» أنه سيكون في «مهمة دينية» وأنه هو الشخص الموعود الذي سيسلم مفاتيح القدس للمسيح «الدجال»! الذي حسب المعتقد الصهيوني سيأتي مرة واحدة في آخر الزمان، وهو يختلف عن مسيح المسلمين والمسيحيين الذي كان موجودًا من قبل وسيأتي مرة ثانية. عاش بعدها «نتنياهو» لتعبث فكرة «المهمة الدينية» في رأسه، حتى قابل «الحاخام» نفسه في نيويورك 1994 بعد عشر سنوات، وكان حينها قد تقلد منصب نائب في الكنيست للمرة الأولى، وأخبره أنه حين يكون رئيس وزراء سيكون آخرهم، قبل أن يصل المسيح «الدجال» ويحكم العالم! ولذلك فإن مهمته الأولى لاحقًا هي أولاً أن يجعل الكيان الصهيوني دولة يهودية بالكامل! وأن يلتزم بالنصوص الدينية القديمة! وألا يتنازل عن الأرض الموعودة الواسعة خارج حدود فلسطين بالطبع!
{ منذئذٍ وفكرة «الحاخام اليهودي» هي التي تحكمه، وهي التي جعلته يستدعي «سفر أشعيا» في خطاباته! وهي التي جعلته بكل وقاحة يحمل خارطة الشرق الأوسط في الأمم المتحدة باعتبارها وأجزاء كبيرة منها، هي مساحة الكيان الصهيوني الجديدة! وهي التي جعلته يقوم بحرب الإبادة في غزة والضفة ويهاجم لبنان كبداية لانطلاقة مشروعه التوسعي! وهي التي تجعله يتصرف بدم بارد أمام قتل الأبرياء والأطفال والنساء! وهي التي تجعله لا يهتم فيما يسلك حتى بقتلى جنوده وضباطه! وهي التي تحكم سياسته وتحالفاته على مدار السنين منذ التقى ذلك الحاخام!
وبالتالي فإن المنطقة كلها واقعة تحت تصرفات «مجنون» محكوم بالخرافات والأساطير، ويسعى لتحقيق نبوءة مجنونة مثله! وبدعم أمريكي مطلق وبريطاني وغربي!
{ هذه الخلفية المهمة لمعرفة عقلية «نتنياهو» ومن معه من متطرفي الصهيونية الدينية، هي التي تفسر ما يحدث اليوم من أحداث سواء في غزة أو لبنان ولاحقًا في غيرهما! وتفسر لماذا يقف «سموترتيش» الوزير المحكوم بدوره بالأساطير والخرافة، خلف منصة، عليها خارطة «إسرائيل الكبرى»! مثلما تفسر كل الفيديوهات التي بدأت تنتشر، وهي تكشف لخارطة جديدة للكيان الصهيوني! وتفسر السعي الدؤوب لتسليح المستوطنين والاعتداء على الفلسطينيين وإبادتهم في غزة، وحيث أساطيرهم تلك هي من تشرع لقادة الكيان والشعب الصهيوني إبادة الفلسطينيين والعرب، أبناء إسماعيل! ولماذا يعتبر هؤلاء المجانين أنها حرب دينية لهم، ولذلك هم يواصلون تنفيذ (مخطط الأساطير والنبوءة لنتنياهو)! بل ويعتبرون ما يفعله من جرائم حرب هو أمر أخلاقي وسام! كل ذلك لأن الخرافة تحكم عقول هؤلاء، وبها يريدون سرقة أوطان عربية أخرى، كما سرقوا فلسطين! ولذلك فإن لا مفاوضات ولا حوار ولا سلام يُجدي مع هذه العقول المتعطشة للدماء، والاستيلاء على أوطان لا صلة لهم بها، والأسباب معتقدية ومختلقة من أجل حكم العالم من القدس والمنطقة العربية!
{ إن ما يحدث من أحداث وتطورات متسارعة، والنزوح نحو حرب إقليمية شاملة، ومحاولة تنحية إيران ووكلائها من الصورة، بعد أن قاموا بالمهمات التي أضعفت المنطقة العربية، ليتم البناء الصهيوني عليها، حسب أجندة النبوءة لدى «الصهيونية الدينية» والخرافات والأساطير، هي المحرّك الأساس والخلفية التي يجب أن نعرفها، لندرك لماذا كل هذا القتل والتدمير في غزة، ولبنان الآن في المعترك كمرحلة تالية! ولندرك لماذا لا تنجح أية مفاوضات! وكيف تتبناها الولايات المتحدة والغرب، لمجرد تضييع الوقت وإعطاء الفرصة الكاملة لكي ينفذ «خادم الدجال» مهمته! وإن لم ينجح الآن فالمهمة مستمرة المفاعيل حتى تنجح! والسؤال: كيف ستتعامل دول المنطقة العربية وهي هدف هذه الخرافات والدجل مع كل ما يستهدفها من جنون «نتنياهو» ومن معه في حكومته، بل ومن خلفه من غرب جشع مثله؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك