عالم يتغير
فوزية رشيد
أمريكا وهي تكرس الوحشية الصهيونية!
{ في كل مرة يقف فيها نتنياهو على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة يكون قد وضع إصبعه على زر تطور دراماتيكي آخر في المنطقة! خاصة وهو المعتاد كما يبدو على حمل خرائط في يديه يستعرضها أمام العالم لتبيان خارطة الأطماع الإسرائيلية في الجغرافيا العربية وصديق اليوم هو عدو الغد! الكيان الصهيوني ورغم رفض الغالبية من دول العالم الممثلة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لانتهاكات دولته كدولة احتلال تمارس جرائم حرب إبادة فإنه يواصل تلك الجرائم وخاصة منذ 7 أكتوبر التي تحولت الأحداث بعدها إلى ما يهز ضمير شعوب العالم! ولكنها بالنسبة إلى هذا الكيان حوّل 7 أكتوبر وفي اليوم التالي من رد فعل انتقامي إلى مخطط توسعي مسبق وجد ضالته وفرصته للتنفيذ بدءا من فلسطين إلى لبنان، وحيث الهدف الأساس في غزة إبادة الشعب نفسه وتهجيره للاستيلاء عليها جغرافيا وعلى إمكانياتها في الغاز وبعدها الضفة لتحقيق يهودية الدولة بشكل كامل! مثلما الهدف في لبنان بعد الضربات القاصمة التي تعرض لها في الأيام السابقة هو تهجير الشعب اللبناني والاستيلاء على جغرافيا لبنان إلى ما بعد نهر الليطاني أو على مسافة 35 كم داخل الحدود اللبنانية!
{ في استعراض نتنياهو لخارطته في اجتماع الجمعية العمومية العام الماضي وقبل 7 أكتوبر وضع فلسطين كلها ومعها لبنان وأجزاء كبيرة من سوريا والعراق والأردن والسعودية ومصر ضمن الحدود الخضراء للكيان الصهيوني! وحين جاءت عملية 7 أكتوبر، تزاحمت الخطابات لدى متطرفي الصهيونية الدينية لتنفيذ المخطط التوسعي مهما كان الثمن! وبدا ذلك واضحا في تدمير غزة وكل بنيتها التحتية بدعم أمريكي وغربي مطلق! وهو اليوم واضح فيما يتعرض له لبنان بحجة حزب إيران اللبناني كما كان في غزة التدمير بحجة حماس! نقول ذلك ونترك هنا الخلاف العربي – العربي حول التنظيمين، فذلك ما طرحناه سابقا لنركز على الأهداف الصهيونية الدينية ومحاولات جر المنطقة كلها إلى حرب شاملة! وفي كل مرة يتم التوسع في أحد البلدان العربية وبحجج مختلفة حتى ينتهي تنفيذ خارطة نتنياهو التوسعية على حساب الجغرافيا العربية ودمارها ودمار شعوبها ما بين إبادة وتهجير أو استعباد وسيطرة! أما من المخطئ ومن المعيب ليصل الكيان إلى هذا فذلك أمر آخر!
{ في الحدثين اليوم والكبيرين في غزة ولبنان نضع أعيننا على أهداف الصهيونية الدينية وتصريحات متطرفيها الواضحة جدا حول تلك الأهداف! دون الوقوف فقط عند الآراء المتضاربة سواء حول إيران أو حول أذرعها أو وكلائها! وسواء تخلت إيران أم لم تتخل، لأن الأمر القادم الذي تمهد له العقلية الصهيونية الدينية سينال العديد من الدول العربية إن لم تكن المنطقة كلها! وهذا ما يجب التركيز عليه لإدراك الأعداء ككل جيدا! وفي هذا المشهد ومنذ عام ونحن نرى ونسمع مراوغات أمريكا وتضارب تصريحاتها! لأننا بتنا نعلم جيدا أن الولايات المتحدة هي العامل الأساس في تكريس الوحشية الصهيونية! وتكريس المخطط الصهيوني! لأن ذلك المخطط هو معتقد أيضا لدى رؤسائها الصهاينة ولدى المسيحية – الصهيونية، التي سبق أن أشرنا إليها في مقالات متفرقة سابقة وساحتها المنطقة العربية!
{ ما يحدث في غزة وما يحدث في لبنان اليوم وما سيحدث في دول عربية أخرى غدا، وهو هدف نتنياهو وعصابته المتطرفة في الحكومة التي يرأسها! ليس فقط بمشاركة أو مباركة أمريكية وإنما بمخطط صهيوني مشترك بين الكيان الصهيوني كمنفذ، وبين الولايات المتحدة كمايسترو! ولذلك ليس من المهم التصريحات الأمريكية الداعية للهدنة أو التفاوض، لأن انتقال الحدث بشكل كبير من غزة إلى لبنان والربط بينهما في فعل التدمير والقتل وجرائم الحرب، هو ما تقوم به أمريكا وهي تدعم الكيان بكل معدات القتل والإبادة والقنابل الفتاكة! ليستمر هذا الكيان في مخططه الخطير تجاه المنطقة العربية! ولا يهم في المعادلة سواء ما يريده هذا الكيان من القضاء على حماس أو حزب لبنان كما يدعي! فالقصة لا تزال في بدايتها وهي أبعد بالنسبة إليه ككيان وإلى أمريكا من ذلك! وما لعبها على الاستقطاب للدول العربية للوقوف في صفها اليوم وكما تريد إلا بداية لنهاية مفتوحة للمنطقة بحسب المشروع الصهيوني لأمريكا والغرب وللكيان الصهيوني، ولنا في العراق عبرة والحجج دائما موجودة في كيفية إقحام دولة عربية بعد أخرى في دائرة الخراب والدمار من أجل التوسع المطلوب! وحينها لن تعود صالحة حتى الدعوات العربية المخلصة للسلام والتنمية والاستقرار فالعين الصهيونية ترى كل ذلك إلا بمنظورها التوسعي وأنه يتم حين تحقق هدفها التوسعي الأكبر! ولكن لتكون المنطقة كما تريد تحت سيطرتها وهيمنتها ومعها جغرافيتها وثرواتها! فهل بذلك سيتحقق أي سلام أو استقرار في المنطقة؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك