عالم يتغير
فوزية رشيد
الأمين العام للأمم المتحدة: هذا العالم الظالم!
{ مساء الثلاثاء بتوقيت منطقتنا وفي الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ79 افتتح الأمين العام للأمم المتحدة خطابات قادة العالم، واقفا خلف المنصة ولغة جسده تحمل كثيرا من دلالات العجز وعدم القدرة على فعل شيء تجاه الأزمات المتراكمة في العالم! وتجاه حرب الإبادة في غزة وفتح بوابة حرب إقليمية شاملة من خلال الاعتداءات الشرسة على لبنان التي بدأت بعملية «البيجر» وقتل مدنيين من خلالها، ليتحدث بوضوح عن واقع عالم ظالم لا قانون فيه ولا عدالة ولا إنسانية ولا أخلاقية! لتمر جرائم الحرب دون مساءلة ولا محاسبة! فيما الأمم المتحدة عاجزة بسبب تسلط قوى كبرى من ركام الحرب العالمية الثانية على القرار الدولي! وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العالم يحاول أن ينفض عن نفسه الاستفراد القطبي الواحد ليتجه إلى التعددية القطبية وخاصة أن هذا العالم الظالم وغير العادل يسيطر فيه 1% على أغلب الأصول المالية فيه!
{ اليوم وأغلب قادة العالم وهم يدركون حقيقة ما يحدث في محيطهم الإقليمي والعالمي ولكن يقفون جميعا موقف العاجز كغالبية! والمتواطئ مع الشر الذي تنتجه النخبة الشيطانية لدى البعض الآخر وخاصة في الغرب! فإن اتساع رقعة الأزمات ومحورها المعتاد والغالب هو في الشرق الأوسط والمنطقة العربية! فإن هذا العالم يتجه أيضا نحو المزيد من الحروب المدمرة لكامل البشرية، والمزيد من الأزمات الاستثنائية ومنها الأوبئة والأزمات المناخية وتهديدات الذكاء الاصطناعي التي أشار إليها للمفارقة الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه في الجمعية العمومية! وهو مدرك لخطورة التحولات القادمة وحروب المستقبل! متجاهلا أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم التي تستثمر في تلك التهديدات! ليقول: (إن الذكاء الاصطناعي سيغير أساليب الحياة والعمل وخوض الحروب، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي ينطوي على كثير من المخاطر ويحتاج إلى معايير وقواعد لضبطه)! ولكنه لم يقل إن بلده التي يرأسها هي من تسعى إلى تلك المخاطر! ولا تريد الالتزام بأية معايير وقواعد ضبط للذكاء الاصطناعي! لأنها تستثمر فيه وفي الأغلب في الإطار السري!
{ ونحن نستمع إلى بعض خطابات دول العالم نجد أن الجميع يجيد تشخيص الأزمات ولكن لا أحد منهم يمتلك الحلول! حتى الأمين العام للأمم المتحدة واقع بدوره في دائرة العجز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والحاسمة! لأن من يسيطر على المنظمة منذ الحرب العالمية الثانية يضع نفسه فوق القانون وفوق العدالة وفوق الإنسانية والمبادئ الدولية الأخلاقية وهو يرتكب كل جرائم الحرب ضد الإنسانية شعوبا ودولا! ويساند ويدعم بشكل مطلق الوحش الذي صنعه الغرب الصهيوني في المنطقة العربية وهو الكيان الصهيوني لتمتد آثار سلوكيات الحكومة الخفية التي تتحكم في العالم إلى الاستحواذ على كل مؤسسات الأمم المتحدة، بل تهديدها كما يحدث بالنسبة إلى محكمة العدل الدولية وغيرها من المؤسسات إن اقتربت ناحية القوى المتسلطة أو كيانها الصهيوني!
{ وفي حين تدرك كل دول العالم ما يحدث حولها ومَنْ وراء استشراء هذا الظلم العالمي والتأسيس لرجحان كفة الشر حتى في الاستخدامات العلمية والتكنولوجية فإن الأمل الوحيد ربما للخروج من دائرة هذا الشر هو بتوجه الدول نحو تأكيد سيادتها واستقلاليتها من خلال تشجيع التوجه نحو الخلاص من الاستفراد الأمريكي – الغربي بالعالم من خلال تعددية الأقطاب التي لمَّح إليها الأمين العام للأمم المتحدة! ليستعيد بعدها القانون الدولي والمبادئ الدولية في العلاقات بين الدول والشعوب تأثيرهما الحقيقي! ولتتم إشاعة العدالة والمساواة الحقيقية والأخذ بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية كنبراس يتم استعادته في ظل العولمة الدكتاتورية المتوحشة التي يديرها 1% من تعداد سكان العالم! وحتى لا تكون خطابات القادة في الجمعية العمومية مفرغة من محتواها لابد من فزعة عالمية في وجه الاستبداد العولمي الذي تديره نخبة شيطانية لا يعنيها غير تسلطها حتى لو أدى ذلك التسلط إلى فناء العالم وأول خطوة في ذلك إصلاح هيكلية الأمم المتحدة نفسها والتخلص من «فيتو» الاستبداد! فهل لدى الجمعية العامة القدرة على ذلك؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك